نظمت وزارة الأوقاف والإرشاد ندوة دينية حول “قيمة الأمن والسلم في الإسلام” وذلك بالتعاون مع المركز الثقافي المصري بصنعاء وبعثة الأزهر الشريف وتحت إشراف مكتب أوقاف أمانة العاصمة . وفي الندوة التي أقيمت بمسجد قبة المتوكل مساء أمس الأول تحدث فضيلة الشيخ الدكتور محمد محمد عويس – رئيس البعثة الأزهرية , عن مكانة نعمة الأمن موضحا أهمية الأمن على الدين والنفس و الأهل والولد والعرض والمال , مصداقا لما أمر الله به عباده المؤمنين والناس جميعا بأن يذكروا نعمه عليهم بقوله ((يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم)). وأكد عويس ان الأمن هو النعمة الجليلة والمنة الكبيرة التي تمثل الهدف والمطلب لكل أمة وغاية كل دولة و لا يستغني عنها أحد حكاما أو محكومين.. ودعا عويس كافة اليمنيين بمختلف توجهاتهم وشرائحهم علماء ومؤسسات وجمعيات وأحزاب ومسئولين ومواطنين الى استلهام هذه القيم والعمل على تكريسها في هذه الظروف التي يعيشها وطنهم ..وكذا التصدي لكل المحاولات التي تستهف النيل من أمنهم وتقويض استقرارهم وتدمير مقومات الحياة في مجتمعهم من جهته تحدث فضيلة الشيخ الدكتور أيمن عبد العزيز حشيش – عضو البعثة الأزهرية , عن الآثار السلبية للإخلال بالأمن إذ يتسلط الأشرار على الأخيار, ويقوى أهل الفساد والباطل على أهل الصلاح والحق وتعطل الناس في أمور حياتهم والاختلال النفسي والوقوع في الفتنة وتظهر صور الخوف المقابلة للأمن بأنواعه فيختل نظام الأمن السياسي والاقتصادي , والبيئي والاجتماعي , والصحي , والفكري , والنفسي وغيرها مؤكدا ان في ذلك ما يقود إلى الهلاك والاستهتار بالأنفس و ينتشر الظلم في الأرض ولا يؤخذ على يد الظالم فيدعو خيارنا فلا يستجاب لنا بسبب كثرة الخبث و تدمير الاقتصاد . ثم تحدث فضيلة الشيخ الدكتور الباز محمد الدميري – نائب رئيس البعثة الأزهرية , حول وسائل تحقيق الأمن في المجتمع مؤكدا أن الإسلام قد وضع الأسس والقواعد والمبادئ والتشريعات التي تحقق الأمن للجميع حتى يأمن الناس على حياتهم وأموالهم وأعراضهم, ويطمئنوا إلى حاضرهم ومستقبلهم , ويستطيعوا أن ينهضوا بحياتهم. وفي ختام الندوة ألقى فضيلة الشيخ جبري إبراهيم حسن – مدير عام الوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف والإرشاد كلمة أشاد فيها بالدور الإرشادي الجليل الذي تقوم به البعثة الأزهرية في سبيل التوعية بقيم الدين الإسلامي الوسطي المعتدل السمح الذي يرفض ما يدور حولنا من أحداث عنيفة واضطرابات أمنية وجرائم إرهاب وتقطع واختطاف وترويع وغير ذلك من الظواهر التي تزعزع أمن واستقرار المجتمع والتي باتت تقض مضاجعنا وتجعل الكثيرين يتساءلون عما إذا كان من يقوم بتلك الجرائم هم حقا مسلمون أو ينتمون لدين الإسلام الحنيف الذي أعلى من نعمة الأمن ودعا للحفاظ عليها وقدمها حتى على الفروض والعبادات.