الرئيسية - الأخبار - مناطق حضارية وأثرية..
مناطق حضارية وأثرية..
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

في بساط درة الدولة اليمنية الاتحادية التي تعج بالكنوز والتحف والآثار .. وبالحضارة التي سطرها اليمانيون بأحرف من نور.. لتعكس مجد وعظمة الإنسان اليمني منذ البداية الأولى للخليقة.. ولتؤكد لكل الزائرين لها أنه ومن ها هنا, من إقليم تهامة ومن غيره من أقاليم اليمن أسس شعبنا اليمني العظيم أعرق حضارة في العالم وإليكم نماذج بسيطة من هذه الحضارة الخالدة. مدينة السور بالحديدة.. مبانُ عالية وأشكال هندسية بديعة تعد مدينة السور من أقدم المدن بمحافظة الحديدة وتعود بداية النشأة الأولى للمدينة إلى بداية القرن الثامن الهجري وتحتوي على عدة مراكز ومنشآت حكومية تقع أمام منطقة الميناء القديمة وقد بنيت مبانيها بـ»الآجر» الطول الصغير الحروق وهي تمثل نمطاٍ معمارياٍ قديم الطراز وتتميز تلك المباني بأدوارها العالية وسقوفها الخشبية المنقوشة بأشكال هندسية بديعة حيث يوجد حولها سور له أربعة أبواب هي: باب مشرف وباب النخيل شرقاٍ وباب الستر شمالاٍ وباب اليمن جنوباٍ إلا أن السور قد تهدم ولم يبق منه سوى باب مشرف وفي مدينة السور يوجد جامع كبير وسوق قديم ويوجد وراء السور حارات سكنية عديدة مبنية من القش على شكل أكواخ مخروطية الأشكال وأخرى مبنية من الآجر. ولا تزال معظم أحياء مدينة السور حتى وقتنا الحاضر تحتفظ بطابعها التقليدي القديم وإن انتشر ترميم لبعض المباني أو تم هدمها كلية لإعادة بنائها وفقاٍ للنمط المعماري الجديد ويعود ذلك للانهيارات التي تتعرض لها بعض مبانيها جراء التقادم أو بفعل العوامل المناخية كالرطوبة وهناك عدد من المباني يعود تاريخها إلى 200 عام ومازالت بحالة جيدة. كما يعد الجامع الكبير في مدينة السور من أهم المواقع الأثرية بالحديدة ويعد من أشهر الجوامع بالمحافظة ويعود تاريخ إنشائه إلى مطلع القرن الثامن عشر الهجري ويشمل 48 دعامة وسبعة طواريد وقد بنيت حيطان جهاته الأربع من الخارج بالحجر الملون ومن الداخل تم طلاؤها بالجص الأبيض وتم عمل نوافذ من جميع الجهات بشكل متكافئ مما ساعد كثيراٍ على توفر الإضاءة فيه وبلغت أبواب الجامع تسعة أبواب وكان من مميزات هذا البناء بناء قبة في وسط المقدمة للسقف وهذه القبة لم تكن أصلاٍ موجودة في البناء القديم وهي أشبه بالمقصورة بتصميمها الهندسي علاوة على وجود جناح خاص بالنساء منفصل تماماٍ عن سطح الجامع كأنما يشكل طابقاٍ ثانياٍ للصلاة عند مشاهدته ويتوسط حائط الجامع المحراب ومنبر الخطابة تحت القبة تماماٍ أما الحمامات فلازالت على طابعها القديم فبناؤها مرتفع عن سطح الجامع ويبلغ عددها 25 حماماٍ.

شبام كوكبان 2714 سنة حضارة.. مدينة شبام كوكبان بمحافظة المحويت واحدة من المدن ذات التاريخ العريق وقد كان أول ظهور لها في نقش النصر الموسوم بـ 3945 الذي دونه كرب إيل وتر بن ذمار علي مكرب سبأ في القرن السابع قبل الميلاد أي قبل نحو 2714 سنة كما تعد شبام واحدة من المدن التي استوطنها السبئيون لتوسيع رقعة الدولة السبئية وتثبيت أركانها وعقب وصولهم قاموا ببناء معبدين لهم في جبل (اللو) جنوب غرب شبام كوكبان الأول خاص بالإله (عثتر) والثاني خاص بالإله (المقة) الذي يحمل نفس اسم المعبد الرئيسي القائم في حاضرة عاصمة السبئيين مدينة مأرب معبد (أوام) وبعد القرن السابع قبل الميلاد أصبحت مدينة شبام كوكبان مدينة سبئية محضة وتتميز عن شبام الغراس بأنها تكتب في النقوش بصيغة (ش ب م) بينما الأولى تكتب (ش ب م م) وتميز أيضاٍ بشبام أقيان ويذكر لنا أحد نقوش القرنين الأول والثاني الميلاديين حدوث مشكلة بين كبير أقيان شبام ومركز الدولة الحاكمة في سبأ وقد ذهب على أثرها كبير أقيان- كبير تعني اصطلاحاٍ حاكم منطقة إدارية محدودة بتجمع قبلي معين- إلى مأرب لحل تلك المشكلة وتدل هذه الحادثة على أن مدينة شبام كان لها مركز الصدارة لدى الأسرة التقليدية الحاكمة في مأرب. وقد وصلت هذه المدينة إلى رقي ثقافي وديني رفيع تمثل بنحت الصخور لتشكل فيها غرف تم استخدامها كمقابر وهي تنتشر على صخور جبل (اللو) جبل ذخار حالياٍ المواجهة للمدينة. وفي الجانب الديني فقد كان هناك معبدان لإلهي عثتر والمقة على سفح جبل (اللو) يشرفان على المدينة وشيدت الطريق إليهما وهي اليوم طريق المشاة الصاعدة في جنوب غرب المدينة والتي تصل إلى الأعلى إلى كوكبان وفي الفترة الإسلامية سميت شبام يعفر نسبة إلى الملوك من آل يعفر الذين اتخذوها عاصمة لدولتهم خلال الفترة من 847 – 997م وأقاموا فيها التحصينات الدفاعية والأسوار فضلاٍ عن القصور والمساجد والحمامات والأسواق ويرتبط الجامع الكبير في شبام كوكبان باليعفرية. قرية الحقب بريمة.. جرانيت مزخرفة تنتشر في محافظة ريمة العديد من المواقع الأثرية التي يعود تاريخها إلى فترات ما قبل الإسلام خصوصاٍ في مديرية السلفية كقرية الحقب المبنية فوق خرائب موقع أثري يعود تاريخه إلى عصر ما قبل الإسلام وتبدو خرائب المدينة الأثرية في هيئة تل على هضبة مرتفعة جدران مبانيها يصل أحياناٍ إلى مترين بأحجار أثرية مميزة وفي الناحية الشرقية من القرية التي بْنيت بأحجار مزخرفة توجد في أحد جدرانها حجر كتب عليها بخط المسند العبارة التقليدية التي كانت تكتب بشكل ملحوظ على المباني القتبانية هي عبارة (ود أب) بمعنى هذا المبني وضع في حماية الإله ودر وجبل (وهبو) الواقع بجبل عزان على قمته خرائب لمدينة قديمة أحجارها من الجرانيت منحوتة ومصقولة وعلى قمة هذا الجبل مقبرة يعود تاريخها إلى عصر ما قبل الإسلام مغطاة بألواح من أحجار الجرانيت مصقول بشكل بارع وقد عثر على نقش للعبارة التقليدية (ود اب) كما وجد حجر ارتفاع 70 * 70 سم تقريباٍ عليه كتابة بخط المسند وهذه الخرائب بقايا معبد من المعابد الثلاثة الذي ذكر نقشها في جبل الدومر على هيئة سلسلة جبلية تنتشر على قمته قرى صغيرة متناثرة تزين بعضها بعض القباب الجبلية والمدرجات الزراعية التي تنتشر على أجزاء متفرقة منه حيث يوجد في سفحه الغربي حصن ذهان وقرية محالية التي كانت تقوم أسفلها مدينة قديمة تعود إلى فترة ما قبل الإسلام عثر في خرائبها على نقش يحمل اسم (ج ر ن – ع ج ب م) أي مدينة عجيم تسكن فيها عشرة تابعة لاتحاد عشائر أولاد الإله (ع م) القتبانية كما يظهر من النقش والخرائب معبداٍ ضخم للإله (ع م) ويحمل اسم المدينة عجم كما أن النقش يذكر معبداٍ آخر للإله (س ح ر ن) الذي توجد خرائبة في جبل رهبو المشار إليه سابقاٍ ويذكر النقش معبداٍ آخر للإله (عجم) تقع خرائبة في قرية العدن في بني الواحدي التي فيها آثار خرائب بقايا المدينة يعود تاريخها إلى فترة ما قبل الإسلام وقد عثر على تمثال برونزي لامرأة في تلك القرية الأثرية. قلعة القاهرة بحجة… سلسلة تحصينات منيعة قلعة القاهرة بمحافظة حجة من أبرز المواقع السياحية في اليمن ويرجع التاريخ الأول للقلعة إلى بداية القرن الحادي عشر الميلادي أثناء فترة حكم الدولة الصليحية وتطل قلعة القاهرة على مدينة حجة من الناحية الشرقية وهي حارسها وحاميها المنيع عبر التاريخ وتشكل قلعة القاهرة إلى جانب حصن نعمان وحصن الجاهلي وحصن الظفير سلسلة تحصينات دفاعية متكاملة لحماية مدينة حجة والمناطق المحيطة بها وكانت تعد حصناٍ دفاعياٍ لحماية وتأمين طرق تجارة البن آنذاك والذي كان ينتج في مناطق بني العوام ولاعة والشغادرة ونجرة وبني قيس ومسور وكحلان والمحابشة وكان يتم تعبئته ونقله عبر مناطق السهل الساحلي إلى ميناءي ميدي واللحية لتصديره إلى الخارج. وقد كانت قلعة القاهرة مقراٍ لأحفاد دولة الإمام القاسم وتواصلت أهميتها حتى أواخر العقد الرابع من القرن العشرين عندما حولها الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين إلى سجن كبير لقادة حركة الأحرار ضد طغيان الحكم الإمامي الكهنوتي ورغم بشاعة سجن قلعة القاهرة الذي قضى فيه أبرز المناضلين والثوار سنوات طويلة إلا أنه كان بالنسبة للمناضلين مصدراٍ لزيادة الإصرار على الخلاص من الظلم . يتكون مبنى القلعة الرئيسي من ثلاثة طوابق وتبلغ مساحته ومرافقه الأخرى عند مستوى قمة الجبل حوالي 700 متر مربع وتبدو على هيئة شكل شبه المستطيل وفي الساحة الواقعة أمام المبنى الرئيسي للقلعة كان يتم تنفيذ الإعدام لأبرز رجال اليمن من الثوار والمناضلين المعارضين للحكم الإمامي الظالم . وبالإضافة إلى قلعة القاهرة تضم مدينة حجة العديد من القصور والمواقع الأثرية منها قصر سعدان التاريخي الذي تم تحويله إلى قصر جمهوري وقد تم إنشاؤه سنة 1350 هـ كما هو مبين في أحد جدرانه ويعتبر نموذجاٍ فذاٍ للفن المعماري اليمني الأصيل وتحفة فنية جديرة بالاهتمام ويتكون القصر من ستة أدوار ويتبعه العديد من المرافق الخدمية .