الرئيسية - الأخبار - إذا أردنا التحية لـ(مايو) فلابد من إعادة الاعتبار لشراكة الجنوب
إذا أردنا التحية لـ(مايو) فلابد من إعادة الاعتبار لشراكة الجنوب
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

الدولة الاتحادية قاسم مشترك لكل اليمنيين وهناك استعجال لفكرة الأقاليم إصلاح الخطاب السياسي والإعلامي والديني والتربوي ضرورة لمواجهة الإرهاب لا نراهن على قيادات حزبية وسياسية شائخة في تجاوز تحديات الرهان الوطني

أكد الكاتب والمفكر والمحلل السياسي عبدالباري طاهر أنه إذا أردنا أن نقدم تحية إلى الثاني والعشرين من مايو علينا إعادة الاعتبار لدولة الوحدة بشراكة الجنوب والبنود الخاصة بقضيتي الجنوب وصعدة. • بداية يأتي الاحتفاء اليوم بالذكرى الـ24 لإعلان الوحدة اليمنية متزامنا مع تحولات مرتقبة على صعيد نظام الحكم (الأقاليم) وقبل ذلك انجاز اليمنيين حدثاٍ مهماٍ هو مؤتمر الحوار الوطني, ماذا يفترض أن يكون عليه الاحتفاء هذه المرة¿ – بالمناسبة أعتقد أننا إذا أردنا أن نقدم تحية إلى يوم الثاني والعشرين من مايو ينبغي أن تتضافر جهود كل القوى الوطنية السياسية والاجتماعية وكل فئات المجتمع لنصل إلى إعادة الاعتبار لدولة الوحدة بشراكة الجنوب استجابة لمطالب (22) بند خاص بالقضية الجنوبية و(10) بنود خاصة بقضية صعدة, وهي البنود التي خرج بها مؤتمر الحوار وتوافقت عليها كل الأطراف والقوى السياسية المشاركة في المؤتمر. • مؤتمر الحوار توافق على دولة اتحادية قائمة على نظام الأقاليم وفي تقدير القوى والأطراف المشاركة في الحوار أن هذه العملية تمثل شيئاٍ من إعادة الاعتبار لما ذكرت, فضلاٍ عن كونها حلاٍ نهائياٍ للمركزية التي خلفت تلك المظالم والأخطاء¿ – لا خلاف الدولة الاتحادية في تقديري هي القاسم المشترك بين اليمنيين ويجب أن تكون كذلك اليمن, يا عزيزي بلد يتمتع بخصوصيات ويتمتع بالتنوع والتعدد, هذا يحتم أن تكون مشاركة الجميع في الحكم والمشاركة في الثروة أيضاٍ, وفي تقديري أن فكرة الأقاليم والعمل عليها في هذه المرحلة وفي هذه اللحظة بمثابة وضع العربة أمام الحصان!! • كيف¿ – فكرة الأقاليم يجب أن تكون لاحقة بالإحالة إلى قانون هذه المسألة, هناك أولويات يجب العمل عليها وانجازها وهي أولويات لابد أنها ستوفر المناخ الملائم للعمل لاحقاٍ على فكرة الأقاليم والاتفاق على دولة اتحادية تقتضي مشاركة الجميع في بلورتها والتوافق عليها. • تريد أن تقول إن هناك استعجالاٍ للبت في مسألة الأقاليم¿ – شخصياٍ أرى ذلك ثم أن هناك تبسيطاٍ للمسألة واستعجالاٍ بشأنها وهذا غير صحيح. • أشرت إلى أولويات يجب أن تسبق التوجه نحو الأقاليم ما هي¿ – يا عزيزي لابد من اصطفاف وطني الآن في مواجهة تحديات كبيرة وخطيرة تواجه اليمن واليمنيين وفي مقدمة هذه التحديات هو تحدي مواجهة الإرهاب, والمساس بهيبة الدولة والاعتداء على القانون وتدمير المنجزات المتواضعة مثل الكهرباء وأنبوب النفط, إضافة إلى جرائم الاغتيالات والاختطافات والتقطعات. *أقول لابد من اصطفاف وطني عام لمواجهة هذا التحدي ومواجهة القوى التي ترغب في تحويل اليمن إلى مركز دولي للإرهاب ثم إلى جانب ذلك الاصطفاف لمواجهة استشراء الفساد والغبن الاجتماعي. •قرار رئيس الجمهورية كان واضحاٍ وصارماٍ والجيش في هذه الأثناء يواصل الحرب ضد عناصر الإرهاب في أبين وشبوة والبيضاء هل هناك ما ينقض هذا التوجه الآن¿ – القرار الذي اتخذه الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية هو قرار صائب وفي الاتجاه الصحيح وخطوة عظيمة لابد أن نستمر في مواجهة الإرهاب الذي يهدد الكيان اليمني, والجيش الآن بدأ يعلق الجرف كما يقولون وعلينا جميعاٍ أن نخوض الحرب على جبهتين, جبهة يقودها الجيش مسنود بإرادة سياسية وشعبية عامة, وأخرى يجب أن تتجه لصالح إصلاح الأوضاع في البلاد ككل, إصلاح فساد الخطاب السياسي ومناهج التعليم والتربية والخطاب الديني المتطرف وفساد الخطاب الإعلامي, كل هذه الأوعية التي تعكس في معظم مضامينها غياب ثقافة التسامح والسلم الاجتماعي وتؤثث لثقافة العنف والتطرف والإرهاب. •(مقاطعاٍ).. هناك إرادة شعبية مؤازرة بالفعل, لكن مقابل ذلك هناك قوى سياسية وحزبية للأسف تلعب دور التقليل من أهمية خوض المواجهة ضد الإرهاب¿ – هذا صحيح لكن خذ في الاعتبار أن قواعد الأحزاب السياسية, والفئات الاجتماعية والمستقلين وكل هؤلاء مستعدون لخوض الحرب على الإرهاب ومواجهته بمعنيين الأول مادياٍ والمتمثل بمؤازرة الجيش ومساندته والآخر ما يتعلق بمواجهة القوى التي تمول الإرهاب وتدعم وجوده وجرائمه على الأرض. وبالتالي أنا أميز هنا بين قيادات حزبية شائخة ومتكلسة وقواعد شبابية يراهن عليها, وأسمح لي أن أجدها مناسبة للدعوة إلى أهمية تشكيل لجان إحياء من الشباب في المدن والأرياف تكون هذه اللجان ظهيراٍ وسنداٍ للجيش والأمن في حملته ضد الإرهاب في مختلف المناطق. •هذه الدعوة على أهميتها يفترض أن تتبناها الأطياف الحزبية, ناهيك عن تبني مواقف عملية تتجاوز بيانات المساندة والدعم السياسي¿ – يا عزيزي الأحزاب السياسية كلها اليوم مشتركة في الحكم, وكلها حريصة على التقاسم وبالتالي لابد أن تقوم بواجباتها لأنها مشاركة في الحكم وعليها أن تتناوى لهذه المواجهة لكن الرهان كما أعتقد هو على الشباب في هذه الأحزاب لأن قياداتها شاخت وأكل عليها الدهر وشرب بل إن بعضها تظهر مناهضتها للعنف والإرهاب وهي تحرض على ذلك, إن لم تكن هي نفسها عنواناٍ للعنف والإرهاب وهذا مؤسف جداٍ. •هل أنتم متفائلون بتحقيق تقدم على طريق مواجهة الإرهاب اليوم¿ – بالتأكيد الجيش والأمن يقدمان خطوات جبارة على جبهة الحرب ضد الإرهاب لكن يجب أن نعترف أن هناك خللاٍ في أجهزة الدولة, ومؤكد أنها أمام مسؤولية كبيرة, وعليها أن تنجز حملتها ضد الإرهاب طالما توفرت المساندة والمؤازرة الشعبية وهذا واضح الآن وعليها أن تتحمل مسؤوليتها في إصلاح الأوضاع وإصلاح الخطاب الإعلامي وخطاب المساجد ومناهج التربية والتعليم وتطهير أجهزتها من الفساد والمفسدين لكي يتحقق نجاح حملتها العسكرية اليوم ضد رغبات تحويل البلد إلى بؤرة دولية للإرهاب والعنف. • إخراجاٍ لهذا اللقاء المقتضب والسريع هناك مخرجات لمؤتمر وطني منجز منذ أشهر والواضح أن مستقبل البلد مرهون بهذه المخرجات, كيف تقرأ إمكانية حمل هذه المخرجات إلى الواقع في ضوء ما يحدث الآن¿ – لا يمكن في هذه اللحظة الراهنة الخروج بمخرجات الحوار الوطني ونقلها إلى الواقع عملياٍ بإنجاز مواجهة تحدي الإرهاب, هذا التحدي الذي يدمر كيان البلد ويقوض منجزاته المتواضعة ويعطل أحلام التغيير التي نشدها الشباب في ثورتهم السلمية, هذا التحدي الذي يتلقى تمويلاٍ دولياٍ وإقليمياٍ لإغراق اليمن وتهديد مستقبله, كما هو تهديد للأمن والسلام الدوليين, فضلاٍ عن أمن واستقرار المنطقة, الأمر الآخر كما أشرت سابقاٍ لابد من تحمل مسؤولية العمل على إصلاح الاختلالات في أجهزة الدولة وتطهيرها من الفساد والفاسدين وتأمين وتوفير الخدمات الأساسية للمواطن.