الرئيسية - الأخبار - الدكتور عبدالعزيز الترب.. في حوار الذكريات لـ (الثورة):
الدكتور عبدالعزيز الترب.. في حوار الذكريات لـ (الثورة):
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

الوحدة ظلت هاجساٍ وجدانياٍ لدى الشعب اليمني في مختلف المراحل العصيبة لم أكن وغيري نعتقد أن يتوحد الوطن ونحن أحياء.. ولحظة رفع علم الوحدة عم الفرح والابتهاج كل ربوع اليمن على الأجيال اليمنية أن تدرك أن المنعة والقوة هما في الوحدة – كان ثمة عناصر في الشمال والجنوب حملت أجندات أخرى استفادت من الصراعات والتصفيات لتجهض كل مشاريع الوحدة – كارثة 13 يناير 1986م كانت بداية العد التنازلي للوحدة.. وما حدث من تقارب سريع بعد تلك الأحداث كان ترجمة للاتفاقات السابقة

في جزء سابق من حوار الذكريات التاريخي تذكر البروفسور والخبير الإداري والاقتصادي الدولي الدكتور عبد العزيز محسن الترب تفاصيل ملحمية من تاريخ حضور عدن كحركة ريادية في شبه الجزيرة العربية خلال أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي على الصعيد السياسي والإعلامي والمعرفي والفكري حيث عرفت عدن كمنبعُ ومرجعُ لكل رواد الحركة التنويرية والتحررية اليمنية وتناول جزءاٍ من ذكرياته مع الثوار والمناضلين ضد الاستعمار وقصصاٍ عن العمل الفدائي أيام الكفاح المسلح وصولاٍ إلى ثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م.. في الجزء الثاني من حوار الذكريات التاريخي للترب الذي ضفرنا به رغم مشاغله والتزاماته يقدم الدكتور التِربú لنا وللأجيال ماضياٍ من الصراعات والتصدعات التي شهدتها الحركة الوطنية رابطاٍ في سياق استرجاعه للأحداث بين شرر الصراع والمعضلات السياسية وبين المسار الوحدوي للنضال الوطني الذي يدور حول قضية استعادة وحدة اليمن التاريخية .. ماراٍ بأبهى مشاهد الفرح التي عاشتها عدن عشية الاستقلال ونكسة ما بعد تشكيل أول حكومة لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية المتمثلة في اشتعال الصراع بين الجبهتين ومحطة التصحيح وقصة إزاحة قحطان وما رافقها من تصفيات لم تنته بطائرة الدبلوماسين ولا بسالمين ومن رافقه ولا بفتاح ومن أخرجه إلى موسكو وأعاده عشية مجزرة 86م.. وصولاٍ إلى سيل الدموع التي ذرفتها اليمن في عدن لحظة رفع علم الوحدة اليمنية المباركة.. وانسابت ذكريات الترب -كمعايش ومتتبع لمسارات الصراع – في أخاديد مسار موكب الوحدة وإعلان الجمهورية اليمنية محللاٍ ومشخصاٍ تعاريج تلك الظروف العصيِة على اليمن السعيد وحرúب صيف 94م التي انتصرت للوحدة ولم تنتصر للدولة كسياج يْعمِر الأرض وينمي الإنسان ويحترم وجوده كعنصر محوري في بناء الوطن.. الترب في هذا الحوار التاريخي ينوه – بحرص شديد – إلى أن تذكر الماضي ليس إلا ركيزة قيمية للاستفادة من الأخطاء السابقة وعدم تكرارها في المستقبلوأن تواصل الأجيال لا يعني استجرار الماضي بالخطأ والعيوب.. إلى هذا الحوار:

# # في البدء دكتور عبد العزيز.. كان يوم الاستقلال هو محط الحلم اليمني لتتويج الكفاح والتضحيات بإعلان الوحدة اليمنية.. ما المْثِبط لإعلان استعادة الوحدة اليمنية كهاجس حْلْمُ شغل الشعب اليمني.. ¿ وهل صحيح أن بريطانيا أوعزت عبر عناصرها بأن لا تتم الوحدة في يوم الاستقلال التاريخي.. ¿ # أقول وبأمانة للتاريخ ما أتذكره بوضوح كوني كنت في الإذاعة والتلفزيون ومقرباٍ كثيرا كعضو مسؤول إن يوم الاستقلال ورحيل المستعمر من جنوب الوطن في 30 نوفمبر 1967م جاء بعد ما سمي في شمال الوطن بحركة (5) نوفمبر التي اعتبرتها بعض القوى المؤثرة في شطر الوطن الجنوبي حركة رجعية أطاحت بالرئيس الراحل المشير السلال وهو خارج الوطن, أكد هذا القول المناضل الكبير سعيد عمر العكبري الذي كان أول وزير للإدارة المحلية ووزير زراعة بالنيابة حتى تعين الشهيد الشاعر فيها إلا أن هاجس الوحدة ظل قائما حيث عين الشهيد فتاح وزيراٍ لشؤون الوحدة في أول حكومة بعد الاستقلال. وما يتعلق بعلاقة بريطاني بتأخير إعلان الوحدة هذا غير صحيح لأنه لا يمكن للثوار قبول مثل هذا الطلب من بريطانيا وهي التي أخرجت بالحديد والنارإضافة إلى أنها تنصلت عن وعودها بدعم حكومة الاستقلال بميزانية خمس سنوات مقابل استعمارها لجنوب الوطن … # # لماذا اعتبرت الجبهة القومية أن حركة (5) نوفمبر رجعية.. ¿ #اعتبر الساسة والمفكرون في الجبهة القومية هذه الحركة رجعية بحكم كونها حركة تحرر تحمل فكراٍ ثورياٍ وخرجت من كفاح مسلح, وبعض الأسماء في الحركة أثيرت حولهم شكوك بأن لهم علاقة مع من حارب الثورة وقدم السلاح والتمويل طوال الفترة السابقة أي أثناء حكم الرئيس المشير السلال أول رئيس للنظام الجمهوري (الجمهورية العربية اليمنية) هذه الاعتبارات -أيضاٍ -كانت محل خلاف وصراع بين القوى السياسية في جنوب الوطن… # # قبل الدخول إلى تفاصيل صراع ما بعد يوم الاستقلال دعنا نعْدú قليلاٍ إلى تاريخ الدمج بين منظمة التحرير والجبهة القومية تحت مسمى جبهة تحرير جنوب اليمن.. ماذا تتذكر من إعلان الدمج ¿ وهل كان بداية الصراع ..¿ #أتذكر أن خبر إعلان الدمج القسري في 13يناير 1966م بين منظمة التحرير والجبهة القومية في كيان يسمى جبهة تحرير الجنوب اليمني تردد في البيان الصادر والمذاع من إذاعة تعز وكان نص البيان يؤكد أن ( الجبهة القومية) و(منظمة التحرير) قد اتفقتا على الاندماج معاٍ في تنظيم واحد يحمل اسم (جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل) ووقع من طرف الجبهة القومية الأستاذ والمناضل الكبر علي أحمد السلامي وهو ما زال حياٍ يرزق ومن طرف منظمة التحرير عبد الله الأصنج.. وأتذكر ما رافقه من مشاهد الاقتتال الأهلي بين الجبهة القومية والتحرير وكانت الأمور تهدأ لكن يظل الصراع أشبه بالنار تحت الرماد واستمروا على حالة الدمج القسري والمرفوض في القواعد الجماهيرية على تلك الحال يناير 66م إلى نوفمبر 67م عناصر الجبهة القومية تعمل بأسلوب الجبهة رافضة الدمج فيما الإعلام والشكليات كانت تبرز باسم جبهة تحرير الجنوب اليمني المحتل وهذا كان سر الصراع حتى تم إعلان فك الارتباط بين الجانبيوكان أسوأ وأبشع اختبار لقدرات كل منهما فدل الصراع على غياب روح الوحدة الوطنية وضعف التقاليد وعدم القبول والاعتراف بالآخـر والصراع المستميت على السلطة خارج مبادئ الشعارات الوطنية.. توازن القوى # # يرى الكثير من الدارسين أن خطورة هذه المرحلة أتاحت للاستعمار لعب سياسة توازن القوى لإطالة عمر الصراع بين القوى الوطنية من خلال إيعاز القوى العسكرية بالانضمام إلى الجبهة القومية كيف تنظرون لمثل هذه الرؤى ¿ وكيف أثِــر الجيش في ميدان الصراع حين وقف لجانب الجبهة القومية.. ¿ # الصراع بدأ بين الجناحين خلال 1967-1966 بمعنى قبل نيل الاستقلال بعناصر من الأمن والجيش كانت منطوية في الجبهة القومية وكذا التحرير, كما أن مصالح المستعمر تتطلب أن يكون له رموز أو عملاء داخل الجبهتين وهذا لا يمنع حفاظا على مصالحه, وكان لزاماٍ علينا التخلص من الكثيرين بعد نيل الاستقلال…. # # قبل الحديث عن مرحلة التخلص منهم كجزء من ذرائع الصراع دعنا نسترجع حدث الاستقلال.. جرت المفاوضات على تسليم المستعمر لجنوب الوطن في لندن وجنيف.. هلاِ قدمتم قراءة مختصرة لما كان يجري ¿ ومن كان يمثل الجبهة القومية¿ #لم يتم التفاوض المتعلق بتسليم السلطة إلا في جنيف وكان يمثل الجبهة القومية في هذه المفاوضات أحمد علي مسعد, ملكة عبد اللاه, عبدالله علي عقبه., سيف أحمد الضالعي فيصل عبد اللطيف, عبد الفتاح إسماعيل,وبرئاسة قحطان محمد الشعبي.. # # وماذا رافق تلك المفاوضات على الساحة الداخلية لجبهات الكفاح المسلح¿ أم هل أن الأمور هدأت ¿ # الكفاح المسلح لم يهدأ ولم يتوقف إلا في حدود جدية الاتفاقات على خطوات رحيل المستعمر وكان استمراره سبباٍ لأن تخضع بريطانيا لشروط الرحيل بل والتسريع به بأقل الخسائر وهو الهدف والربح الذي جنته من المفاوضات ولو توقف الكفاح المسلح ما سرعت بإجلاء ما تبقى من جنودها.. عدن.. صبيحة الاستقلال # # ما يتعلق بإعلان الاستقلال كيف عاشت عدن عشية الانتظار لصبيحة الاستقلال..¿ # حتى تعرف ويعرف القارئ الكريم كيف عاشت عدن عشية الانتظار لصبيحة رحيل آخر جندي بريطاني منها يجب أن يدرك أن عدن كانت البيت الحاضن للثورة والثوار والأحرار الذين خططوا لثورة سبتمبر المجيدة من عدن وكانت عدن تحوي كل التنوع المجتمعي والثقافي لليمن ومبتدأ الحركات الوطنية من نشوؤها حتى الاستقلالوكانت مدينة كل اليمن مدينة الحب والإخاء والتعايش والتسامح والعمل المشترك على الرغم من الأجنبي المستعمر والجنسيات المختلفة وكانت ثاني ميناء في العالم.. وإذا أدرك ذلك سيتخيل كيف ظل الناس في شوارع عدن والمناطق الأخرى ينتظرون عودة الوفد المفاوض من جنيف في مشهدُ من الفرح والدموع لم يتكرر سوى يوم إعلان الوحدة المجيدة في 22مايــو 1990م. بفارق أن الصراع قتل الفرحة في اليوم الأول للاستقلال بمشاهد الاقتتال بين جبهة التحرير والجبهة القومية…. # # – مقاطعاٍ – أين كنت وماذا تتذكر من مشاهد تلك الليلة ووجوه بشرها ¿ #كنت في عدن ليلتها وبحكم أني كنت من خلية عدن فقد كنت في الإذاعة والتلفزيون وأتذكر أن الراحل الأستاذ جعفر علي عوض كْلِف قبل العودة بأن يتولى الإشراف على جهاز الإذاعة والتلفزيون فيما كان الراحل نور الدين قاسم -الذي أصبح أحد ضحايا طائرة الدبلوماسيين- أول مدير عام للإذاعة والتلفزيون. في ذلك المساء خرجت الجماهير تنتظر عودة الوفد تحمل الورود والإعلام في مشهد فرائحي لم ولن يتكرر وأقول بصدق وللتاريخ بأن النظام اليوم لا يستطيع إخراج أو تجهيز مثل تلك الفعالية والاحتفال البهيج لا بيوم الاستقلالفي عام الاستقلال الـ(30) من نوفمبر 1967م ولم تخرج بذلك الشكل يوم إعلان الوحدة المجيدة.. أما الوجوه التي كان لها الحضور التنظيمي الكبير لهذه الجماهير فأتذكر أنه تم التنسيق مع كل من الشهيدين فضل أحمد السلامي الذي أصبح بعد إعلان الحكومة أحد ثلاثة مدراء لمكتب الرئيس هو لشؤون الرئاسة والراحل الأستاذ جعفر علي عوض لشؤون مجلس الوزراء وأصبح بعدها وزيرا لأكثر من وزارة وفي أكثر من تشكيل والثالث الشهيد عبد الله بن سلمان, مدير لشؤون الداخلية والخارجية وبعدها تسلِم سفارة لندن..وأتذكر أيضا أبو بكر شفيق الذي عْين أول محافظ لعدن والراحل عبد الهادي شهاب الذي عْيِن مديراٍ للأمن العام, كما أتذكر عبد القادر أمين القرشي,وتوفيق عوبلي, وحسين دقمي والراحل عبد الله أحمد عمر أبو عارف والمهندس محمد صالح ديان أبو نصر وحامد مدرم, والحاج صالح باقيس. اشتعال الصراع # # ماذا عن عودة الجبهة القومية من جنيف ¿ وما أول عمل لها بعد العودة ¿ # أتذكر عندما عاد وفد الجبهة القومية من جنيف بقيادة الشعبي انتقلت على الفور الى مدينة الاتحاد الذي أعيدت تسميتها بمدينة الشعب ومن هناك أعلنت القرارات الهامة من قبل القيادة العامة بتسمية رئيس الجمهورية قحطان محمد الشعبي وإعلان تسمية الحكومة والمحافظات بأرقام من واحد الى ستة وتحديد لون العلموبإتمام هذه القرارات كان ميلاد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية محددة عاصمتها مدينة الشعب وأصبحت القيادة للجبهة القومية وهي مالكة السلطة التشريعية وكان هذا الإعلان كان بمثابة نقطة تحول جديدة للصراع لكن لصالح الجبهة القومية .. # # كيف صعد قحطان إلى السلطة.. ¿ # بحكم أن قحطان الشعبي هو الرجل الاول في التنظيم تم اختياره رئيس للجمهورية.. # # ماذا تتذكر من مظاهر تحول الصراع السياسي والميداني على السلطة بين الجبهتين بعد الاستقلال.. ¿ # أتذكر بدء حملة اعتقال رموز المعارضة وتشريد الأْسِر تحت شعار كل الشعب قومية وبدأت الجبهة القومية تفرض الدولة على هذا الأساس من الانفراد… وبتلك النشوة وبنفس الأخطاء التي جرت بعد حرب 1994 حيث أْخرج الناس من كوادر الحسب الاشتراكي وغيرها من شركاء الوحدة من الوظائفبدأت الثورة تأكل أولادها وازدادت الخلافات والمشاكل وكل طرف يريد أن يتخلص من رفيق وزميل الأمس بشكل وحشي للغاية خلال التحضير للمؤتمر الرابع في زنجبار أبين 1968م.. # # سياسياٍ..أين كنت ¿ وماذا كان عملك وموقفك..¿ # كان موقفي السياسي لا يخرج عن موقف الكياني السياسي الذي انتمي إليه فقد كنت عضو في التنظيم وبعد أن كنت أحد القيادات في نقابة الطيران إحدى النقابات الست-المكون الحليف للجبهة القومية- وأقصد قبل الاستقلال-أما بعد الاستقلال فأتذكر أنني انخرطت بجهاز وزارة الإعلام والإرشاد كنائب لمدير المبيعات للإذاعة والتلفزيون وأصبحت في 68م مستشارا اقتصاديا وبحكم قربي من الشهيد فيصل كنت على وشك أن أكون أحد وزراء التشكيلة التي دخلها حيدر العطاس خِلِفاٍ للراحل فيصل بن شملان بوزارة الإشغال وتركها عندما لم يعرف بقرار التأميم بعد الخطوة التصحيحية وخلفه الأستاذ والسياسي أنيس حسن يحيى وزير الاقتصاد والصناعة والتخطيط هكذا كان الاسم حتى تم استحداث وزارة للتخطيط وأول من عْين فيها علي سالم البيضوقد عملت مع الأستاذ أنيس حسن يحيى مديراٍ تنفيذياٍ وسكرتيراٍ للجنة تسويق القطن ومستشار التسويق في مؤسسة الملح, كما حافظت على علاقتي بالرئيس سالمين وكنت مقرباٍ له في الجوانب الاقتصادية حتى عاد عبد الرحمن السيلاني وياسين سعيد نعمان من القاهرة وعْينْوا مْدراء في شركة التجارة واحد للتجارة الداخلية والثاني للتجارة الخارجية.. قيادات الجيش القديمة # # في السياق المتصل بالتكتل والصراع كان هناك قيادات في الجيش اليمني الجنوبي الذي كان قائم أيام المستعمر وتحت سيادتهرغم أنها لعبت دوراٍ في مساعدة الثوار في الوصول إلى صميم المستعمر إلا أنها أْقصيت بعد مساندتها للجبهة القومية.. بدأ الصراع جليا معها في مؤتمر زنجبار الرابع 1968م..ماذا عن هذا الصراع…¿ # صحيح قيادات الجيش القديمة أسهمت بفعالية عالية معنا في الجبهة القومية ومجاميع أخرى بالأمن والبعض الآخر بجبهة التحرير.. وبالنسبة للخلافات بين الرفاق في الجبهة القومية ومن ساندهم فقد بدأت قبل مؤتمر زنجبار المؤتمر الرابع, استطاع اليسار أن يحصل فيه على مراكز متقدمة, وما تمخض عن الخلاف المحتدم بين الرفاق تمثل في حركة 20 مارس خصوصاٍ حين شعرت قيادة الجيش بمخطط تصفية وتسريح قياداته افتعلت تلك الحركة إلا أن قحطان لم يقبل خاصة بعد سلسلة الاعتقالات حيث اعتقل الجيش عدداٍ من رموز اليسار منهم الشهيد عبد الفتاح إسماعيل الذي شغل منصب وزير الثقافة والإعلام وشؤون الوحدة وعبدالله الخامري وآخرين وسافر على إثرها للعلاج كل من فتاح والخامري, وقد استطعت أن أسهم حينها في سفر الخامري إلى جيبوتي بحكم علاقتي بالراحل توفيق عوبلي مدير عام المطار وعضو القيادة العامة.. وما أود التنبيه له هنا –للتاريخ- هو أن التصفيات أو التسريح المدني والعسكري كان في جْرم خسرنا العديد من الكفاءات العسكرية والمدنيةوللإنصاف وما أتذكره كان للراحل عبد الملك إسماعيل دور كبير في تخفيف قوائم التسريح المدني في عهد قحطان كونه عضو اللجنة التنفيذية. # # يقال إن دوره أجل من إبعاد بعض القيادات ولم يخفف.. فكيف خرجت الكوادر الكبيرة كآل لقمان وغانم وغيرهم ¿ # بعد الخطوة التصحيحية أخرجت قيادة الجيش إلى الكويت ودون جوازات أتذكر هنا لأنني بقيت بالطيران حتى عودة الراحل محمود عبد الله عراسي – أبو عبد الله- والذي كان بالسلك الخارجي ليتولى منصب مدير عام الطيران المدني خلفا للراحل توفيق عوبلي الذي اختفى وهرب بعدها وإلا تمت تصفيته مع رفيقه الشهيد علي عبد العليم…. وفي نفس المنوال خرج الدكتور محمد عبده غانم من المعارف وأولاد لقمان إبراهيم وعبد الرحيم.. # # هل قاوم أحد هذا التسريح القسري أو انتقد الجبهة القومية ¿ وهل تتذكر مواقف في هذا السياق ..¿ # كان الصراع محتدماٍ والأمر يتعلق بسياسة تصفية الحسابات مع من كانوا يعملون أيام الاستعمار في السلك العسكري والمدني والوظيفيفيما السلطة أعلمت المتشددين حينها عن مسألة أن الكل يمنيون سيخدمون البلد فلم تكن هناك أي مقاومة ظاهرية إلا ما ندر.. وأتذكر هنا من الأقوال الشجاعة للراحل الفقيد عبدالله باذيب حيث قال لسالمين:” يمكن أن يستفاد من هذه الكوادر التي خدمت بريطانيا في الوظيفة العامة والمدنية فقد تخدم النظام أعطيه سياستك.. وهذه للتاريخ أنه لا يوجد أحد يتجرأ بالقول أو الحديث مثل الراحل باذيب.. وأتذكر أيضاٍ للأستاذ أنيس حسن يحيى موقفاٍ مماثلاٍ وشجاعاٍ عندما حاول الفقيد عبد العزيز عبد الولي تحويل عدد من كوادر وزارة الاقتصاد والصناعة- التي كان وزيراٍ لها في ذلك الحين – أثناء غيابه إلى وزارات ومؤسسات ومنهم الدكتور علي عبد الكريم والفقيد نصر ناصر.. وأيضا موقف للخامري يقول:”نريد أوكسجين طبيعي نتنفس” فدخل الرئيس والجميع سكت.. قال: “أيش في ¿”.. وضحك البعض: فقال الخامري” دعنا.. نريدأوكسجين طبيعي”. هذا هو ما حدث على صعيد صراع المفاهيم والأحكام الجائرة على بعضنا البعض وهذه كانت محطات مؤلمة نعيشها مع فجر الاستقلال تحت مسميات رجعي وتقدمي – يسار ويمين الخ وهي من إنتاج خارجي وأتذكر التخطيط لحركة التصحيح بعد أن استطاع المنتصرون اقناع الرئيس قحطان من القبول باختيار من يساعده كرئيس للوزراء والاتفاق بشكل جماعي على الشهيد فيصل عبد اللطيف الذي أصبح رئيساٍ للوزراء ووزير للخارجية.. # # لماذا فيصل عبد اللطيف..¿ وما كان الهدف من هذه الخطــوة..¿ # كان الرجل صخرة التنظيموبخروجه أو تفرغه يمكن للجناح اليساري ترتيب البيت وتعزيز الخلاف حتى ينتصر اليسار وهذا ما حدث, لا يختلف اثنان على قدراته وعلاقاته وكان رجل دولة من طراز فريد إضافة إلى وضعه التنظيمي الرفيع. وكان في هذه الخطوة ذكاء وأيضا خبث وتخطيط للوصول إلى السلطة فقيادات اليسار هربت للجبال والبعض الآخر ترك الجنوب متجهاٍ إلى الشمال واعتقلوا من جهاز الأمن حيث كان لعناصر التحرير نفوذ قوي وعلاقات, وعاد فتاح من رحلة العلاج إلى الشمال واستطاعت بعض القوى العودة لإسقاط نظام الجبهة القومية بحركة 14مايو لليسار كانت بمثابة بروفة وفشلت وتضاعف الخطر على تلك القيادات.. الإطاحة يقحطان # # ماذا عن حركة التصحيح التي أطاحت بـ”قحطان” و”فيصل عبد اللطيف”..¿ # في 22 يونيو 1969 جاءت الخطوة التصحيحية على أعقاب احتدام الصراع وعدم الاتفاق وصولاٍ إلى ما خطط له الرفاق من تعزيز الخلاف للقمةفجاءت الحركة بتشكيل مجلس للرئاسة من خمسة أعضاء واختيار هيثم رئيسا للوزراء وعضو هيئة رئاسة للمجلس الذي كْون حينها من الشهيد سالمين – سالم ربيع علي- والشهيد عبد الفتاح اسماعيل-أمين عام التنظيم- وكل من الشهيد محمد صالح عولقي- وزير الدفاع الذي أصبح من ضحايا طائرة الدبلوماسيين -1973م وعلي أحمد ناصر عنتر واعتقل حينها عدد كبير من القيادات على راسها الرئيس قحطان وفيصل عبد اللطيف وكما أتذكر بأن اثنين من القادة لم يتم حجزهما وهما الشهيد البيشي من جبهة الضالع- وكان يشغل منصب المبعوث الشخصي للرئيس- والآخر أحمد صالح الشاعر- من جبهة دثينة وكان يشغل منصب وزير الزراعة وعْيِنا ضمن السفراء-إلا أنهما كانا ضمن ضحايا طائرة الدبلوماسيين وبعدها تمت إعادة النظر بتشكيل مجلس الرئاسة ليصبح من ثلاثة أعضاء وبحسب المنصب, بمعنى خروج العولقي وعنتر ليصبح قوام المجلس (3) هم رئيس مجلس الرئاسة سالمين, الامين للتنظيم فتاح, ورئيس الوزراء هيثم.. # # لماذا خرج عنتر والعولقي .. ¿ وماذا عن مسلسل التصفيات ..¿ #شكل المجلس من خمسة أعضاء ونظرا للبْعد التنظيمي والإداري أراد العضوان أن تكون لهما صولات وجولات متناسين أنهم أعضاء في الحكومة وينبغي أن ينفذا أوامر رئيسهما متى كان ذلك مطلوبا وأيضا لحسابات أخرى تتعلق بالتنظيم ورأس الدولة الذي كانت شخصيته تهيمن حتى على العمل التنظيمي وهو الأمين العام المساعد لتنظيم الجبهة القومية الذي عرف في وقت لاحق التنظيم السياسي الموحد بعد انخراط وانضمام تنظيم الراحل والمفكر الكبير عبدالله عبدالرزاق باذيب وتنظيم السياسي الكبير الأستاذ أنيس حسن يحيى أطال الله في عمره. أما مسلسل التصفيات فقد بدأ بجريمة تصفية وقتل فيصل عبداللطيف الشعبي وبقاء الرئيس رهن الإقامة الجبرية, وللتاريخ أقول أن تلك الحادثة كانت جريمة بكل المقاييس حيث رفض الرفاق طلب الرئيس الراحل الزعيم عبدالناصر سفر فيصل إلى مصروقتل بعدها الشهيد علي عبدالعليم بمحاكمة هزلية للغاية وكان أديباٍ ومفكراٍ.. # # لماذا حوكم ..¿ وماذا تتذكر من تلك المحاكمة .. ¿ # اتهم بعد الخطوة التصحيحية بأنه يخطط لانقلاب, وللأمانة والتاريخ كان مفكراٍ يقرأ كثيراٍ والمسئول الأول تنظيميا على لحج وعضو اللجة التنفيذية (مكتب سياسي بتسميات اليوم) لديه القدرة على العمل الجماهيري ويحظى باحترام كبير… وأتذكر أنه حوكم بمحكمة الشعب التي عرفت بمحكمة أمن الدولة التي حاكمت الكثير… كما تم تصفية القيادي الكبير علي عبدالله ميسري .. # #بالنسبة للشهيد علي عبدالله ميسري ما هي مواقفه التي أْبعد بسببها وتم تصفيته..¿ # الميسري كان قائداٍ في الجيش وكان عسكرياٍ محترفاٍ أبعد بسبب الصراع ومواقفه من التصفيات السابقة إضافة إلى ذلك أنه كان من القيادات القديمة المستهدف إزاحتها للتيار الجديد.. وكان المسيري عين مستشاراٍ للرئيس لشؤون الداخلية صْفي أمام مسكنه في خور مكسر بعد مؤامرة مفتعلة راح ضحيتها رفيق الجبل ابن عدن ووزير العدل عادل محفوظ خليفة.. والميسري ابن من الكفاءات المخلصة ويعمل بصمت وهو اليوم وكيل في محافظة ذمار.. مؤتمر الدبلوماسيين # # ماذا عن مؤتمر الدبلوماسيين¿ ولماذا تم تصفية تلك الكفاءات والكوادر.. ¿ # حقيقة بعد تلك الخطوة التصحيحية أخرجنا كوكبة من الساسة للسلك الدبلوماسي حتى لا يشكلوا خطراٍ على النظام, بعدها وكما قلت أن المؤامرات الخارجية كان لها الدور الأكبر في الصراعات الداخلية فدار سؤال ملح: كيف ترسلون قيادات اليمين بمناصب خارجية يمكن أن يكتبوا ويمكن أن تستقطبهم المخابرات العربية والأجنبية ضد النظام, وجاءت فكرة التخطيط لمؤتمر الدبلوماسيين حتى يطلعوا على ما تحقق على أرض الواقع وقد تجاوز عددهم (48) دبلوماسياٍ من خيرة المناضلين وبما فيهم النقابي الكبير معنا في النقابات الست. والذي كان وزير دفاع وعضو مجلس الرئاسة وأصبح بعدها وزير خارجية, محمد صالح العولقي والبيشي من جبهة الضالع وعضو بارز وكبير وكان المبعوث الشخصي للرئيس قحطان للزعيم عبدالناصر أشعب الخولي والآخر أحمد صالح الشاعر من جبهة أبين ووزير وعبدالباري قاسم مؤسس 14أكتوبر وأخوه نور الذين قاسم محافظ عدن بعد المناضل الكبير أبو بكر شفيق, وفضل أحمد السلامي أول مدير لمكتب الرئيس قحطان وإداري متميز بعد الخطوة أخده البيض ليعيد تنظيم الخارجية وعين وكيلاٍ للوزارة مش عشر كما اليوم كان الوكيل هو مهندس الوزارة إداريا وكذلك محمود رياض أمين الجامعة والشاب عبد القادر الذي كان ملحقاٍ ثالثاٍ وكان أيضا ضمن رحلة الموت الأديب الكبير الذي أراد زيارة شبوة  محمد عبد الولي وغيرهم.. # #يقال أن عبد الفتاح إسماعيل أصيب بكسر في العمود الفقري.. كيف أصيب خصوصاٍ وأنت كنت من المقربين من مكتبه الإعلامي¿ ولماذا توعد القيادات القديمة بالتصفيات.. ¿ # عملت مع أبو صلاح مؤسس الحزب في الإعلام بعد الاستقلال عندما كنت مدير المبيعات المسئول عن الجانب التجاري وسافرت معه القاهرة وأحمد سعيد العبسي الوكيل والمرحوم جواد الأغبري مدير عام السياحة حيث كانت تلحق الإعلام ولم تكن هناك وزارة أعتقل فتاح بعد انقلاب مارس 1969م وحجز في مبنى الإذاعة وكان يشكو من أمراض أخرى الا أن من اعتقله تسبِب في هذه الإصابة ويكفي هذا الرمز والذي كان يمكن أن يفجر صراعاٍ أنه قدم استقالته وذهب إلى موسكو وكان علي ناصر هو من أصر على تكريمه ومنحه أعلى وسام.. ومن طالب بتصفيته هم من أعادوه إلى البلاد قبل المؤتمر الاستثنائي للحزب. سالمين وفتاح # # قال سالمين لبعض الرفاق: ” يظل فتِاح القائد المْلúهِمú للتنظيم طالما أنه رئيسكم”.. هلا وضحت سبب ومكان وزمن هذا القول ¿ وأين كنت حينها ¿ #سالمين خسرناه كما خسرنا صخرة التنظيم فيصل الذي كان رجلاٍ من طراز جديد شجاع ومقدام للغاية في أكثر من لقاء بالرئاسة وأثناء نزوله الميداني للمحافظات كان يردد هذا بصدق وحب لفتاح, نحن نفتقد هذا السلوك اليوم, أيضا في المؤتمر الخامس كان لكل طرف تقدمي عناصر انتهازية أو متطرفة تريد الوصول سريعا وكانوا يخططوا للانقلاب على فتاح بأن يرشح المعلم وهذا ما كنا نطلقه على سالمين وإذا به يأخذ يد فتاح ويقول: أبو صلاح علم رفاقك من هو الأمين العام..¿ وإذا بفتاح  بذكاء وحس ثوري منظم قرأ ما يدور فرفع يد سالمين مقترحاٍ أن يكون الأمين المساعد وردد شعار:”سالمين يا رمز الثورة إلى آخر هذا.. وكانت تحاك المؤامرات الداخلية بين الرفاق لأكثر من سبب وفي أكثر من مناسبة, وحتى أذكر رفيقي وهو على قيد الحياة مريضاٍ لم ينل رعاية من أحد حتى اليوم وهو محمد صالح ديان مهندس لاسلكي مقرب كثيرا من أبو أحمد سالمين وفي زيارة ما قال: لابد من أن ندرب الشباب والموظفين على حمل السلاح واستعماله إلى آخر مما أصدر قرار بتدريب الموظفين حتى درجة وكيل, وفي أحد الأيام إذا به يقول: الناس تقرأ.. علينا أن نثقف شبابنا بدل البندقية والتفت إليِ وسلم لي أمر العمل وسافر إلى القاهرة لشراء كراتين كتب من مكتبة مدبولي ودْفِعِت الفاتورة حينها من هيئة القطن.. سالمين والوحدة # # ماذا عن سالمين ومشروع الوحدة..¿ ولماذا تم تصفيته بعد استقالته عن السلطة¿ # سالمين كان مدرسة متنقلة في الصدق والإخلاص والانضباط, كانت الوحدة على وشك أن تتحقق في عهده مع الحمدي عام 1977م.. وكان الحمدي على وشك النزول إلى عدن ويبدو لي جازما إذا اتفق على عدن عاصمة فالشهيد الحمدي رئيساٍ وإذا أتفق على صنعاء عاصمةٍ فسالمين رئيساٍ.. كانت الأمور تناقش بصدق وإخلاص لبناء وتأسيس ليمن جديد.. ولهذا.. من لم يقبل بنظام مدني ودولة حديثة في اليمن الواحد هم مِنú تآمروا علي تصفية الحمدي وأخيه وتآمر الجميع على قتل سالمين وتصفيته بدعم خارجي وتنفيذ داخلي من رفاق سالمين.. وأتذكر أن سالمين كان يقول للكل: “هناك مؤامرة على اليمن وبتخطيط منظم بعد أن شعرت القوى الإقليمية والدولية بفقدان مصالحها في اليمن وعلينا بصدق وبعيد عن السطحية أن نقول للجميع دعونا نخرج من عنق الزجاجة بدستور يحترم إرادة التغيير ومتطلبات الجماهير” وحصل تواصل بعد دلك وزار سالمين اليمن والتقى الغشمي وأكد له :”إن أردت أن تسير بنفس الخطوات فل نتعاون لاستكمال المشوار ما لم الكثير يعرف كيف تم اغتيال الحمدي”.. # # هل نفهم من هذا أن ما حصل لسالمين بعد الغشمي له علاقة مباشرة بهذا الجدل وهذه الأحداث.. ¿ # ليس بهذا المعنى.. لكني أريد أوضح أن ثمة عناصر في الشمال والجنوب حملت أجندات أخرى واستفادت مما حدث موظفةٍ ما كان يجري توظيفاٍ مؤامراتياٍ خبيثاٍ لبلوغ غاياتها ومازالت تحمل حتى اليوم الكثير من الأجندات لخلط الأوراق.. وهذه أجهضت كل المشاريع التي كانت تتبنى سير خطوات الوحدة… # # المهم بعد هذه الزيارة ما الذي استجد حينها..¿ # تفاجأنا بعد تلك الأحداث والزيارة  بترتيب زيارة لسالمين إلى المملكة في عهد الملك الراحل خالد بن عبدالعزيز آل سعود فشاهد سالمين خلال تلك الزيارة حركة عمرانية ونمواٍ كبيراٍ, فقال قولته المشهورة بعد أن عاد : وأنا أعيش لا يمكن أن أسمح بحزب يساري ديمقراطي, انظروا ما عملت الرجعية!! ” يقصد النهضة التي قامت في المملكة كانعكاس لوجود دولة القانون والبناء.. حينها تحركت العناصر هنا وهناك لوضع سيناريو للتخلص من الرئيس سالمين وبشكل مخطط وبعناية فائقة جدا تنقصنا حينها التفكير بمثل ذلك الأسلوب حيث جاء اتصال من صنعاء يؤكد استعداد القيادة مواصلة تنفيذ برامج الوحدة وإعادة تحقيقها وهناك شهود موجودين قابلتهم بعد خروجي في صراع الزمرة 1986م يؤكدون صحة الكثير من الأمور التي شهدتها اليمن في تلك الفترة.. وللتاريخ لا نريد أن نفتحها الآن ولأكثر من سبب.. # # ما كانت وجهة نظر سالمين مما يجري ¿ وما وراء هذا الأسلوب على الأقل ¿ #كان لسالمين وجهة نظر هي لنرى مدى مصداقية القيادة في صنعاء وقرر إرسال معلومات عن قيادات الجبهة المعارضة في الشمال عددهم حجم المال الذي يصل من ليبيا أساسا…… الخ وأرسل مبعوثاٍ إلاِ أن الرفاق حجزوا المبعوث واستبدلوه بشخصية أخرى مقربة من  الشهيد صالح مصلح كان هذا الشخص مريضاٍ وبعثوه.. وعند وصوله شك الجانب الشمالي بأنه غير معروف وطالب القائمون على استقبال المبعوث أن يتم تفتيشه وحاولوا إقناع الراحل الغشمي بضرورة إدخال الحقيبة في جهاز ليس حديثاٍ وهذا ما كان موجوداٍ هنا أصر الرئيس بضرورة الوصول به دون إدخال الحقيبة في الجهاز ووصلوا بالمبعوث الى القيادة العامة وعند الوصول وبدلاٍ من تناول القهوة طلب الراحل الشهيد الغشمي منهم الانصراف من مكتبه على الفور ليجلس مع المبعوث وأثناء نزولهم سمعوا صوت انفجار قوي للغاية اعتقل قائد الطائرة, وأعلن الإعلام بأن عدن تغتال الرئيس واذا بمدبري المؤامرة في عدن– من الرفاق – تصرعلى ترديد نفس التهمة لسالمين وتطالبه بالاستقالة حتى نتجنب الحرب بين الدولتين وأن لدى الرفاق الدليل.. المهم تم إقناع سالمين بالاستقالة واتفقوا على توديعه الى أديس أبابا وبعد مراسم التوديع يطلب من الطائرة الرجوع ويصفى بالمطار وقد كشف هذه الخطة عضو مازال حيا يرزق حيث وصل إلى الرئاسة لمقابلة الرئيس وبعدها يرسل الشهيد علي عنتر حاملاٍ خطة الرحيل ومراسم الوداع الرسمي وهنا الجماعة المقربة والمخلصة أرادت أن تقنع الرئيس بترك التواهي (رئاسة الجمهورية) والتحرك الى أبين إلا أنه رفض بقبول ذلك قائلاٍ: ليس سالمين من يهرب من المواجهة”. # # ماذا دار بينه وعنتر.. ¿ # الشهيد عنتر طلب من سالمين أن يسأله سؤالاٍ قبل الانصراف : “هل صحيح أن القيادة اقترحت مرتين أن أكون وزيراٍ للدفاع أثناء عودتي وأنت ترفض”. وإذا بسالمين يقف قائلاٍ: نعم لأنك لم تتأهل بعد وربما تشكل خطراٍ علينا جميعاٍ.. فرد عنتر وبشجاعته المعهودة: أنا معهم وعليك تنفيذ ماحْدد”.. الكثير طالبوا بحجز عنتر إلا أن سالمين رد عليهم وبحزم الواثق والشجاع: “لا. هذا رسول”.. ونترك بقية ما حدث للقارئ يمكن أن يصل إلى حقائق.. بعد استشهاد سالمين بشهر بدأ الحزب مسلسل تصفية الرفاق وأولهم الشهيد محمد صالح مطيع بتهمة العمالة للخارج وأنه خرج إلى المخابرات وتم دعوته للعشاء عند جماعة من يافع من رجال المال والأعمال.. ويكفي الإشارة إلى هذه البداية.. # # أين تعينت بعد مرحلة سالمين أيام فتاح.. ¿ # بعد أحداث سالمين فضلت العمل في الجامعة, وتركت العمل السياسيصحيح أنا عملت في أكثر من موقع قيادي وكنت بعد استشهاد سالمين أعتبر نفسي خبيراٍ وفنياٍ أقدم الرؤى لما طلب مني لكن بعيدا عن السياسة والعمل التنظيمي ولكن بنفس القوة والصلاحيات عندما كان سالمين رئيسا, والواقع أنا كنت أخلق الوظيفة ولا أحتجب وأملك الشخصية والمكانة من المنصب وهناك ملف أغلقته في سبيل اليمن واستقراره كنا نكيل التهم  لبعضنا وبقيت صامت وسامحت من كان السبب في محنتي, ويكفيني أني أحمل درجة نائب رئيس وزراء ويجب عليا الاستفادة من الماضي في تعليم الأجيال.. علي ناصر محمد وبناء الدولة # # يقول البعض أن عدن في بداية أيام علي ناصر محمد استعادت الأمل بنشوء الدولة لكن يرى البعض أنها كانت عبارة عن فترة إخصاب لنشوء عشب الصراع الأقوى الذي حصدته أحداث يناير 86م .. هلا وضحت لنا مخاضات أحداث يناير وخلفياتها.. ¿ # أراد الرئيس المجرب على ناصر محمد (أبو جمال) أن يجنب البلاد والعباد مزيداٍ من المتاعب وللتاريخ.. علي ناصر محمد هو الشخصية الوحيدة التي عمل بأكثر الوزارات كما أنه احتل المواقع القيادية معاٍ في بنيان الحزب والدولة – رئيس وزراء , رئيس هيئة الرئاسة وأمين عام الحزب الاشتراكي بعد مسيرة طويلة من المناصب منذ الاستقلال.. وللحقيقة علي ناصر أراد إخراج اليمن من مسلسل التصفيات وانفتح على الجيران وهذا سبب رئيسي في التخطيط للتآمر والانقلاب عليه ليكون هذا المسار التآمري بدايةٍ لإرهاصات الصراع الجديد مع علي ناصر محمد من قبل الرفاق الذين كانوا معه ضد سالمين خاصة وأن الإخوة محمد صالح مطيع وعبدالعزيز عبدالولي, وعلي عنتر وصالح مصلح قاسم كان كل واحد منهم يريده أن يتخلى عن منصب رئيس وزراء.. # وهل وصلوا في ذلك إلى حلُ أم ظلت الأمور تتعقد حتى يناير 1986م.. ¿ # رغم أن الأمور حْلت فيما يتعلق برئاسة الوزراء بفضل الأستاذ أنيس حسن يحيى الذي يْعتبر مهندس إيصال العطاس إلى منصب رئيس وزراء وترفيعه إلى عضو مكتب سياسي حيث أنه كان الأجدر بالتعيين رئيس وزراء وأقنع علي ناصر بالقول:”أستحسن أن يكون أحد أعضاء الجبهة القومية وليس من الفصائل “وكان العطاس أكثر الشخصيات هدوءاٍ ويكاد يكون أقدم وزير لم يغادر حقيبته الأشغال العامة وعدلت التسمية إلى الإنشاءات.. لكن رغم ذلك ظلت مسارات الخلاف تتجه نحو التعقيد أن الإخوة المذكورين لم يصل أحدهم لمنصب رئيس الوزراء حسب ما كانوا يفكرون # # الأستاذ أنيس يحيى ماذا كان يشغل وما سبب حضوره اللافت.. ¿ # الأستاذ أنيس كان رئيس الدائرة الاقتصادية شغل مناصب وزارية أولاها الاقتصاد والصناعة والتخطيط بعد أن عْين لفترة قصيرة جدا مستشار هيئة المصارف بعدها عين وزيراٍ للمواصلات, ونائب رئيس وزراء وزير الثروة السمكية إضافة إلى ذلك فهو يحظى بالاحترام من كل القيادات الحزبية والحكومية لحضوره الفكري والاقتصادي وهدوء شخصيته وقوتها أيضاٍ. قصة اعتقال الترب # # أشرت إلى أنك تركت العمل السياسي وفضلت العمل الأكاديمي والاقتصادي.. فما هي قصة اعتقالك وإخراجك من منصبك الوزاري إلى سفير في فترة الثمانينات¿ ومتى اعتقلت بالتحديد ¿ #حكاية اعتقالي قصة طويلة في مسلسل الاستغناء من القيادات المتمكنة لأنهم كانوا  يريدون موظفين وليس أصحاب رؤى ومواهب قيادية اْتهمت مع عدد من العسكريين بمساعدة مندوب شركة (أى تي تي) بعد الانقلاب في شيلي وكانت تلك التهمة بتدبير من بعض العناصر في سكرتارية مكتبي تمكنت أجهزة أخرى من توظيفهم لتقديم معلومات أكيدة أساسها أنني أخرجت زوجتي لزيارة أخوها أحد قيادات جبهة التحرير في الكويت قبل سفرها بخمسة أيام المسألة لم تكن كذلك حيث جاءتني أم أحد الزملاء عندما كنت في الطيران تطلب المساعدة لإخراج ترخيص تصدير بعض قطع من عفش قديم من اليمن لأخيها الآخر وقدم تقرير بأني هربت عفشي وسفرت زوجتي حتى أهرب بعدها حيث كنت على وشك السفر الى دمشق كوني أيضا نائب رئيس الغرفة التجارية والصناعية بحكم منصبي في القطن. وهناك الكثير من الوقائع عاشها الكادر غير الملتزم وكنت أحمي الكثير منهم بحكم قربي من الرئيس وأخرج لهم أوامر للسفر دون إجراءات أو ضمانة.. وأتذكر أن أخي المهندس أكرم محسن هرب وترك المنصب في الإذاعة عند زيارة وزير الإعلام للإذاعة.. # # لمـــاذا هرب عند زيارة الوزير .. ¿ # لم يهرب إلا بعد الزيارة فوزير الإعلام عندما زار الإذاعة رأى أخي فقال: ” كيف يكون هذا هنا في هذا الجهاز الحساس..¿ (مش) أخوه عبد العزيز محسن ” ¿ عندها شعر أخي بالخطر وهرب على الرغم من إخلاصه للعمل وانضباطه بشهادة المدير العام الذي لم يتمكن من رعاية أخي المرحوم الذي فضل الهروب فجراٍ سالكاٍ الجبال الوعرة إلى أن وصل الشمال واتصل بي الأخ عبد القادر الشامي وكيل جهاز الأمن الوطني للتأكد بأنه أخي وخرجت لاستلامه من جهاز الأمن الوطني..

يناير الدامي # # بالنسبة لأحداث يناير 86م متى بدأت أجراس خطر كارثتها ..¿ ولماذا خطط الرفاق لهذه المجزرة علي ناصر والطرف الآخر ¿ وكيف خرج علي ناصر محمد.. ¿ # علي ناصر لم يكن خطط لتصفية الجناح الآخر, لكن بعد أن نقل إليه الشهيد فاروق علي أحمد ما قاله الرفيق نديم عبد الصمد عندما كان يودعه بالمطار -أن علي عنتر أجزم قائلاٍ:” في حالة أن علي ناصر لم يقبل بما نطرحه في اجتماع المكتب السياسي سأقوم بقتله”.. وهذا ما أكدته الفقيدة فوزية جوباني المعاون بمكتب الأمين العام أنها سمعت نفس القول من على عنتر مع هذه المعلومات احترز علي ناصر وأراد التأكد فأرسل حراسته تحمل الحقيبة التي يحضر بها أي اجتماع هام فقامت حراسة من بيت الشهيد محمود عشيش بإطلاق الرصاص على موكب الرئيس علي ناصر والذي لم يكن بالسيارة بل غادر إلى أبين وأخذ معه عدداٍ من عناصره بالمكتب السياسي وتولى أحمد مساعد حسين وزير أمن الدولة ومحمد علي أحمد محافظ أبين ومحمد عبد الله البطاني وزير الداخلية والتخطيط للرد على هذا التصرف ولم يفكر الشهيد علي عنتر بأن  أعضاء المكتب السياسي من جناح علي ناصر لم يحضروا.. وأن الحقيبة التي يحملهاٍ الحارس الشخصي لعلي ناصر محمد إلى القاعة لم تكن سوى خدعة الموت التي ردت على علي عنتر قبل أن ينفذ مخططه حيث أتى الحارس وما أن وضع الحقيبة في مكان مقعد الرئيس على المنصة جوار علي عنتر وصالح مصلح وفتاح وغيرهم إلا وباشر إطلاق النار على من في المنصة وأولهم علي عنتر بعد اقتحامها.. وحصل ما حصل داخل تلك القاعة.. # # بعد اقتحام القاعة وتصفية من فيها.. كان النصر لعلي ناصر محمد فما الذي غير الموازين..¿ #أولاٍ البيان الذي صدر بعد اقتحام المكتب السياسي أو بالتحديد قاعة الاجتماع لم يكن إعداده موفقاٍ خاصة وأن السفير السوفيتي يشير إلى أن الشهيد فتاح خابره عن الواقعة ومؤامرة الرفيق علي ناصر بتصفية أعضاء المكتب السياسي ولم تقطع وسائل الاتصالات إضافة إلى أن عناصر الأمين العام لم تقم بدخول القاعة للتأكد من نتيجة الحدث وظلت التصفيات والملاحقات تأخذ مجراها بين الأطراف خارج القاعة حتى تمكن هيثم قاسم طاهر من وضع خطة باستعمال صور الرئيس علي ناصر على الدبابات ودخل بها المنطقة المحاصرة حتى اقتحم وسيطر على محيط الإذاعة واللجنة المركزية بالتواهي.. # # وكيف استطاع علي سالم البيض الخروج ومن ثم الاستحكام بالأمور في ظل وضع مفتوح من التصفيات ¿ وأين ذهب فتاح ..¿ # خرج البيض ومؤسس الحزب فتاح من مقر اللجنة المركزية بدبابة أرسلت ويقال أنها ضْربت بجولة فتح وخرجوا منها أحياء يرزقون كما أكدت أم صلاح زوجة فتاح أنه تكلم معها أكثر من مرة, وبعد نجاة البيض وسيطرة هيثم مجريات الوضع في التواهي شكلوا لجنة وقدمت تقريرها وأفادت بأنها لم تجد لفتاح وهذا أيضاٍ جزء من مخطط التآمر على بعضهم حيث يؤكد الجميع أن فتاح سوف يتربع على كرسي الأمانة بجدارة ودون منازع بعد على ناصر كونه المؤسس للحزب بعد نشأته وعودته من موسكو.. المهم تمخضت الأمور رغم دمويتها إلى اتفاق بين ما تبقى من الرفاق قضى بأن تكون الأمانة العامة لحضرموت فجاءت لعلي سالم والأمين المساعد ليافع والذي كان غير حاضراٍ حيث لم يتواجد لا سالم صالح ولا صالح منصر السيلي في اجتماع المكتب السياسي  يوم 13يناير… # # أين كان العطاس ¿ وكيف صعد ياسين سعيد نعمان إلى رئاسة الحكومة ¿ # العطاس كان على رأس وفد كبير يضم عضو المكتب السياسي فضل محسن ووزير الخارجية د.عبد العزيز الدالي وكان في طريقه إلى الصين, استدعي إلى موسكو وفْرض ليكون رئيس هيئة الرئاسة كونه لم يكن موجوداٍ أثناء الأزمة وفور عودة الدكتور ياسين سعيد نعمان من دمشق كْلف بأن يرأس الحكومة.. بحيادية وللتاريخ # # بحيادية.. وللتاريخ لا للسياسة والمناكفات.. هل تتذكر من كان له الفضل على الصعيدين اليمني والعربي في إيقاف شلال الدم بعد أن وصلت التصفيات إلى حد البطاقة الشخصية بين أبناء المحافظات الجنوبية من الوطن.. ¿ # المهم خسرت اليمن الكثير من القيادات من كل اليمن وفي البداية رفض الحزب قبول مناشدة (منجستو) ولا مناشدة الراحل حافظ الأسد في وقف التصفيات ومحاكمة الرفاق لبعضهم البعض في نشوة الانتصار إلا أنهم وبعد ترتيب البيت التنظيمي من الداخل وتوزيع مغانم الانتصار  شكلت محكمة برئاسة القاضي رئيس المحكمة العليا د. مصطفى عبدالخالق الذي كان حكيما وموفقا في إقناع القيادة السياسية بكيفية إخراج الأمور بعيداٍ عن الانتقام من الجميع.. وكانت هذه الكارثة بداية للعدد التنازلي لإعلان الوحدة اليمنية لأن الدولة بدأت تنهار بالكامل ولم يعد المجتمع يحتمل أكثر من تلك المعاناة إضافة إلى ذلك كان الاتحاد السوفيتي يتهاوى. مسيرة الوحدة اليمنية # # أمام هذه الأحداث هلا لخصت لنا منحنيات ومنعطفات طريق مسيرة الوحدة.. ¿ # الوحدة ظلت عبر مختلف المراحل العصيبة هي الهاجس الوجداني والوطني لدى الشعب اليمني لدى القيادات السياسية من الجانبين وإن اختلفت طرق التفكير للوصول إلى الوحدة لكن الجميع يرى أنها منجز كبير لم يكن أحداٍ يتوقع إتمامه وهو يعيش إلا أن النظامين كل نظام لديه أجندة لابتلاع الآخر وكانت جزءاٍ من دولة وحزب الجنوب موجودة في الشمال (الزمرة).. ومازاد الطين بلة وعقدت الأمور في مفاوضات الوحدة هي أن البيض اشترط خروج القيادات من صنعاء وخاصة المحكومين بالإعدام غيابياٍ ولم يعملوا بما اتفقوا عليه وكذلك الانتخابات البرلمانية وظهور شريك ثالث في دولة الوحدة هو الإصلاح حليف للمؤتمر وهذا التراكم من التعقيد أخرج مشروع الوحدة إلى صيف 94م…. # #قبل التطرق لصيف 94م.. منهم صناع الوحدة الحقيقيون من الرؤساء اليمنيين بين 1962م و1990م باختصار..¿ # الوحدة كانت حلماٍ منذ القدم, لعب العيني وناصر التوقيع على أولى الاتفاقيات بهذا الشأن وجاء القاضي الراحل الإرياني في طرابلس مع الشهيد سالمين في ترجمة اتفاق القاهرة إلى برنامج عملي ولجان وزارية عليا…. وظهر العمل الحقيقي بين سالمين والحمدي وعندما وجدت القوى الأجنبية -التي لا تريد الخير لليمن- صدق النوايا حركوا عناصرهم النائمة لتصفية هذا الحلم باغتيال الرئيس الشهيد الحمدي واستمر المخطط المدروس حتى تصفية الرئيسين الغشمي وسالمين.. وجاء علي ناصر على مستوى الجنوب عمل جاهداٍ لإصلاح الاوضاع كما هو الحال في الشمال منذ مجيء علي عبدالله صالح بدأ الجانبان في إيجاد علاقات مع دول الجوار عملاٍ بنصيحة من الراحل الشيخ زايد وكانت تلك البدايات في الاستقرار الداخلي بين الشمال والجنوب وصولاٍ إلى عدد من الشركات والمجالس المشتركة بين ناصر وصالح, وحضر صالح الاحتفال بافتتاح ساحة الشهداء في أبين وشكل تقارب صالح وناصر والانفتاح من جانب ناصر على دول الجوار هاجس خطر في نظر المتطرفين والمزايدين وبدأت تحاك خطط المؤامرة لتصفية ناصر من المشهد السياسي وصولاٍ إلى المؤتمر الاستثنائي وما تلاه بعد عودة فتاح من موسكو والاختلاف على موقع الأمين العامة للحزب وأحداث يناير الدامية 1986م ولم يكن ما حدث من تقارب سريع بعد تلك الأحداث إلى إعلان الوحدة بقيادتي علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض سوى ترجمة للاتفاقات السابقة.. # #أين كنت يوم إعلان الوحدة اليمنية ..¿ وما الذي لفت انتباهك ولا يمكن تنساه ذاكرتك في مشاهد الاحتفال بها ¿ # كنت في صنعاء.. أما التوقيع على اتفاق الوحدة فكنت في دمشق لم أكن وغيري نعتقد أن تتوحد اليمن ونحن أحياء وعمت الفرحة والابتهاج كل ربوع اليمن وعاشت اليمن محطة استثنائية لم تشهدها الخارطة اليمنية في التاريخ واستمرت هذه الأفراح والمودة والتقارب حتى 92م إلا أن الفرحة التي جسدتها دموع كل اليمنيين في عدن لحظة رفع العلم لم تدم طويلا وبدأت سلسلة من المؤامرات من كل طرف وكأن اليمن ملك لهذه الفئة أو تلك لهذا أريد أن أقول وبصدق على الشعب والشباب أن يعرف الحقائق وكيف يدافعون عن اليمن من أجندات الخارج وكيف يؤسْسوا لبناء دولة عادلة تعنى بتوزيع الثروة وفق نظام اتحادي يطبق مبدأ الثواب والعقاب ليتنافس في ظله الجميع على بناء اليمن الجديد.. انتصار للوحدة # # يرى الكثير من الوطنيين إن حرب صيف 94م انتصرت للوحدة اليمنية المباركة لكن الخلل الذي حصل بعد الحرب هو قتل هذا الانتصار.. كيف تنظرون لهذه الرؤى..  ¿ وما علاقة غياب الدولة المؤسساتية بما حدث بعد الحرب ¿ # الناس كانت تنظر لما يحدث قبل الوحدة عندما يطلع المواطن يحجزه الأمن الوطني وعند نزوله يحجزه أمن الدولة.. إلا أن غطرسة المسئولين وتعيين عناصر من الشمال فقط وكأن الجنوب ليست به كوادر مخلصة وسِع من الظلم حيث كنت لا تجد قطعة وينزل زيد أو عمر ويأخذ المساحات الكبيرة وكذا مؤسسات الدولة والتعاونيات ولا شك أن هناك عدداٍ كبيراٍ منا نزل يصفي حساب بين الزمرة والطْغúمِة وبتشجيع من القيادة وبالتالي وبالتأكيد على أن حرب صيف 94م انتصرت لبقاء الوحدة لكنها لم تنتصر لإيجاد دولة تعالج ما خلِفته حرب صيف 94م وتفرض هيبة القانون وترد الحقوق لأهلها دون انتقاص أو انتقام وبهذا تكون تلك الحرب نكسة بعد ما جرى أرض الواقع.. # # وبعد الوحـــــدة أين تعيِنت.. ¿ # أشرفت بعد الوحدة في ترتيب أوضاع المتضررين من أحدات يناير الدامية إضافة الى كل من خرج بعد صراعات الاستقلال حباٍ بأن لا نكرر الأخطاء فعاد للعمل في مصافي عدن أناس خرجوا بعد الاستقلال وبعد الحركة التصحيحية وبعد أحداث يناير والنتيجة أنني حْرمت من فيلا المشروع الليبي وكذا زوجتي علماٍ بأننا كنا ندفع الاقساط المفروضة علينا.. ورغم ذلك رضيت بما تم ولم أقدم أو أطالب بالتعويض حتى اليوم.. واجب الأجيال تجاه الوحدة # # واليمن على عتبات الدولة الاتحادية والنظام الفيدرالي .. ما هي دعوتكم للأجيال اليمنية تجاه مشروع الوحدة العظيم… ¿ # على الأجيال اليمنية أن تدرك أن المنعة والقوة في الوحدة وأن إصلاح الاختلالات تكمن في النظام الاتحادي من أقاليم تحت مظلة دولة واحدة تشجع كل أشكال التنافس البناء في بناء اليمن تنموياٍ واقتصادياٍ كما أنوه للمرة الثانية والألف إلى أني لست سعيداٍ أن أتذكر ما مرِ منذ ميلاد الدولة في جنوب اليمن وما أسرده من أحداث هو من أجل العبرة من الماضي أملاٍ أن يستفيد القارئ وأن نستفيد جميعاٍ من الأخطاء في عدم تكرارها.. وفي هذا السياق أتذكر بعد سنوات من زيارتي لبيروت حيث التقيت المفكر والمناضل الشهيد غسان كنفاني وسألته من يكون رئيس فلسطين بعد تحريرها ¿ فقال: سوف نتساقط كأوراق الشجر قبل أن يرتفع علم فلسطين عالياٍ, وهذا ماحدث لتجربتنا في اليمن.. حيث شهدته بنفسي فعشت مشواراٍ طويلاٍ من الصراعات والتصفيات والمنجزات حتى خروجنا من محنة أو أزمة الرفاق الدامية في يناير 1986م.. أخيراٍ # # أخيراٍ… رسائل تودون قولها للشعب والقوى السياسية وللحكومة وللقيادة السياسية في نهاية هذا الحوار الذي يتزامن مع احتفال اليمن بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لاستعادة الوحدة اليمنية المبــاركة.. ¿ # أزفْ التهاني الصادقة من خلال الثورة للرئيس والحكومة والقوى السياسية وأفراد الشعب بهذه المناسبة التاريخية والغالية على قلب كل يمني.. كما أقول للجميع: أن مخرجات الحوار تتطلب مزيداٍ من التنازلات بعيداٍ عن المكايدات والمناكفات السياسية, وأن بناء اليمن الجديد يريد عملاٍ مستمراٍ وقيادات مْجربة.. كما أنصح الأحزاب بالخروج لإعادة ترتيب أوضاعها والقبول بحكومة كفاءات, كما يتطلب الأمر القبول بالآخر قولاٍ وعملاٍ يظهران في طي صفحة الماضي…