"حقوق الإنسان" ترحب بقرار واشنطن فرص عقوبات على منتهكي حقوق الإنسان من الحوثيين الإعلان رسميًا عن استضافة المغرب والبرتغال وإسبانيا لكأس العالم 2030 البنك المركزي يعلن بدء العمل الفعلي بنظام الحساب البنكي الدولي IBAN عدن.. إنعقاد ورشة العمل التأسيسية لمشروع تحسين فرص الحصول على الأدوية الفريق الداعري يلتقي السفيرة البريطانية لدى اليمن الرئيس العليمي يهنئ القيادة السعودية بفوز المملكة باستضافة مونديال 2034 الحكومة: السلام في اليمن لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلى عن خيار الحرب وزير الدفاع يبحث مع القائم بأعمال السفارة الصينية مستجدات الوضع في اليمن فرنسا تدعو الاحتلال الإسرائيلي إلى الانسحاب من الجولان واحترام سيادة سوريا المخلافي يشيد بالبرامج والتدخلات الإنسانية لمفوضية اللاجئين بتعز
قطعنا شوطاٍ كبيراٍ في توثيق الشعر العربي قديمه وحديثه .. ونعمل على سلسلة اصدارات أدبية وثقافية
سنوية ثامنة مضت على تأسيس أهم وأبرز صرح توثيقي للشعر العربي في الكويت هو مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي .. وتجاوزت المكتبة وفقاٍ لمديرها العام سعاد العتيقي وظيفتها التقليدية إزاء محتواها من الكتب والمخطوطات وغيرها من المطبوعات الشعرية قديمها وجديدها لتخوض في اسهامات ثقافية وحضارية تتصل بحوار الثقافات بين الشرق والغرب دون إخلال بالدور المفصلي للمكتبة التي تقدم خدماتها بتقنيات عصرية وحديثة للقراء مثلما تتيح توثيقا تقنيا وعصريا للكتاب .. (الثورة)أجرت هذا اللقاء المقتضب مع مدير عام المكتبة سعاد العتيقي :
*بداية نود ان نتعرف على لمحة موجزة عن مسيرة ما يقارب العقد من أداء ونشاط ” مكتبة البابطين للشعر العربي” ¿ – سارت مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي على خطين متوازيين منذ افتتاحها في عام 2006 ولغاية اليوم المسار الأول يتمثل في وظيفتها التقليدية إزاء محتواها من الكتب والمخطوطات وغيرها من المطبوعات الشعرية قديمها وجديدها. وقد حققنا إنجازات كبيرة في هذا المسار حيث أصبحت المكتبة من أثرى المكتبات الشعرية واستقطبت الكثير من الباحثين والدارسين والمهتمين بالشعر. أما المسار الثاني فتمثل في أن تتحول المكتبة إلى مركز ثقافي ينتج المعرفة والثقافة فأقمنا الندوات والأمسيات التي استقطبت الجمهور وقدم أصحابها أفكاراٍ جديرة بالطرح والنقاش وعلى الصعيد نفسه من الإنتاج الثقافي قامت المكتبة بإصدار الكتب بشتى أنواعها الأدبية بل عملت على إصدار سلسلة من كتب “نوادر النوادر” ووصلنا فيه إلى الجزء الثاني عشر. إلى جانب ذلك اصدرت المكتبة مجلة ثقافية تشتمل على مواد إعلامية وأدبية كما دأبت المكتبة على إصدار تقويم سنوي له صبغة ثقافية ومعلوماتية. ناهيك عن النشاط الإلكتروني الذي دخلت فيه المكتبة عالم التكنولوجيا من خلال موقع المكتبة الالكتروني على شبكة الانترنت والمنتدى الالكتروني للحوار والمجلة الإلكترونية ومساهمة المكتبة في نشر أنشطتها ومعلومات قيمة على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال حسابات المكتبة على هذه المواقع كحساب المكتبة على موقع تويتر”babtainlibrary” وموقع المكتبة على انستجرام “babtainlibrary” وموقع المكتبة على الفيس بوك “babtainlibrary” بالإضافة إلى تطبيق المكتبة على أجهزة الايفون و أجهزة IOS وهو ” Albabtain”وتطبيق المكتبة على أنظمة الأندرويد ” babtainlibrary ” . طبعاٍ هذا باختصار شديد لأن كل جزئية في هذا التوجه له تفصيلاته الكبيرة فنحن لم نتحدث عن المعارض التي أقامتها المكتبة أو شاركت فيها والدورات المجانية التي تقيمها المكتبة وغيرها من الأنشطة والفعاليات التي ترعاها مكتبة البابطين لأننا نريد القول بتكثيف يتناسب مع حجم مساحة الورق بأن المكتبة خلال هذه السنوات أصبحت معلماٍ ومركزاٍ حضارياٍ يزوره القاصدون من شتى أنحاء العالم. *إلى أي مدى وصلت المكتبة في انجاز جمع وتوثيق وأرشفة المنجز الشعري العربي قديمه وحديثه وكذلك منتوجه المعاصر ¿ – قطعنا شوطاٍ كبيراٍ في هذا المجال لأن المكتبة متخصصة فيه وحرصت المكتبة على التنويع في شتى اتجاهات وأساليب الشعر العربي قديمه وحديثه سواء من دواوين أو مخطوطات واليوم أصبحت لدينا حصيلة كبيرة تمثل مرجعاٍ ثرياٍ للدارسين. * يلاحظ ان المكتبة أخذت على عاتقها أدوارا إضافية تتصل بمهمة الحوار بين الثقافات ماهي نقاط الضوء التي تفترق عندها نشاطات المكتبة عن بقية نشاطات مؤسسات عربية تعمل في هذا الاتجاه ¿ – نحن على يقين بأهمية الحوار الحضاري ثقافياٍ بين العالم فالثقافة هي الجسر الأقوى بين الحضارات وقد تكون أقوى من جسور السياسة أو الاقتصاد لأن العنصرين الأخيرين يتغيران حسب الظروف والمستجدات الحياتية أما الثقافة فهي الأبقى ومن هذا المنطلق أخذت المكتبة على عاتقها الانفتاح على مختلف الثقافات من خلال الجامعات والمؤسسات الثقافية وعقدنا عدة اتفاقيات بهذا الخصوص وهناك زيارات يقوم بها أكاديميون ومثقفون من مختلف أنحاء العالم للمكتبة كما أحيت المكتبة على مسرحها العديد من الندوات الخاصة بهذا الشأن. *كيف تنظرون الى واقع القرائية العربية بحكم التصاقكم بإدارة أهم وابرز معلم قرائي عربي¿ – لم تنحسر القراءة بالحجم الذي تهول به بعض وسائل الإعلام فهناك شريحة واسعة من الناس تقبل على الكتاب ولكن بنسب متفاوتة مرتبطة بطبيعة الأجيال السابقة والجديدة وطريقة تواصل كل جيل مع الكتاب إما الورقي أو الإلكتروني وكذلك حسب الاهتمامات فقد ظهرت أنواع متعددة وأشكال مختلفة للقراءة منها الورقية ومنها الالكترونية ويظهر ذلك جليا في المستجدات التي ظهرت حديثا وجذبت إليها شرائح كثيرة كالحياة الإلكترونية مثلاٍ. *أين تكمن إشكاليات واقع القراءة بالنسبة للفرد العربي ¿ – المسألة تتعلق بمنظومة مجتمعية متكاملة فالمجتمعات التي تهتم ببناء الفرد منذ الصغر هي التي يخلق عندها جيل محب للقراءة ونلاحظ ذلك حين نسافر للخارج ونرى أن الكتاب لا يفارق الناس في المقاهي والأسواق ومحطات السفر. وهذه عوامل حضارية ولكنها لا تتعلق بالدول المتقدمة فقط بل نجد أن بعض الدول النامية تهتم أيضا بالكتاب وهناك شعوب فقيرة لكن لديها قراء كثر. وهذا يرجع إلى التنشئة على حب القراءة وتكريس الكتاب كمصدر أساسي للمعرفة وهو واجب منوط بالأهل والمدرسة ثم الجامعة فهناك فرق كبير بين التعليم والتثقيف. * ماذا عن إسهامات التقنية او الرقمية المتسارعة في خدمة حواضن القراءة كالمكتبات .. وهل هناك تأثير على المكتبة المنزلية التقليدية ¿ – إن تجاهل هذا الجانب التقني من حياة المكتبات يحولها إلى جسد بلا روح لأن القارئ العصري يستخدم أدواته الجديدة وتحدثنا معه بغير لغته سيؤدي إلى سوء فهم بينه وبين المكتبات. وحتى العديد من المكتبات المنزلية أضافت إلى نفسها أرشفة إلكترونية فهي تحقق سهولة البحث وتنظيم المحتويات بدقة أعلى. * مامدى إفادة مكتبة البابطين للشعر العربي من استخدامها للتقنية الخاصة بالمكتبات الحديثة منذ اللحظة الأولى للتأسيس¿ – مكتبة البابطين قائمة أساساٍ على الركيزة الإلكترونية فقد صمم مبناها من الأساس كمبنى ذكي “smart building” بالإضافة إلى موقع المكتبة الالكتروني الذي تتم من خلاله جميع الخدمات الالكترونية ولدى المكتبة أيضا فهرس الكتروني متميز يتيح للمستفيدين الاطلاع على كل فهارس المكتبة من خلاله فالمكتبة تقدم خدماتها للزائرين وفق أحدث التقنيات فأتاحت المكتبة مجموعة من البرامج الالكترونية وقواعد البيانات تتيح للباحث البحث ببيت شعر أو عنوان قصيدة أو كلمة في بيت كما أتاحت برنامج إبصار الذي يساعد فاقدي البصر على استخدام الحاسب الآلي في كل التعاملات الالكترونية الحياتية كما تتواجد مكتبة البابطين في مواقع شبكات التواصل الاجتماعي بمختلف أشكالها. وبيقين أكبر من المكتبة في دور التقنية الحديثة وأهميتها أقامت المكتبة دورات مجانية لمن تعدت أعمارهم 40 سنة في الحاسب الآلي كدورة “محو أمية الحاسب الآلي” و “دورة الشبكات الاجتماعية”. *في حديث سابق أشرت إلى أزمة مثقف وليس أزمة ثقافة وهو رأي مغاير إلى حدما لكثير من الآراء التي تطرح في هذا السياق .. برأيك كيف يمكن للمثقف ان يتجاوز أزمته بالنظر إلى واقع عربي تطفو فيه السياسة فوق كل ما هو ثقافي وإبداعي وفكري ¿ – هذا صحيح فلدينا الكثير من المعطيات الثقافية التي تؤهلنا لأن نكون في الصدارة ولكن المشكلة تكمن في المثقف الذي لا يستفيد من هذه المعطيات ومن ثم لا يستطيع أن يكون قائداٍ للرأي أو موجهاٍ للمجتمع. ولذلك فالقرار السياسي يغلب على القرار الثقافي في مجتمعاتنا العربية ويحتاج الأمر إلى أن يتفاعل المثقف مع قضايا الشعوب وتطلعاتها ويكون له رأي مؤسس للمواقف ترشد الجماهير على الوجهة الصحيحة حتى وإن كان رأيه مغايراٍ لهذه الجماهير فمهمته هي توعوية وليست تبعية.