الرئيسية - محليات - مخرجات الحوار والأقاليم تمثل المخرج الآمن للحفاظ على الوحدة
مخرجات الحوار والأقاليم تمثل المخرج الآمن للحفاظ على الوحدة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

التجربة الناجحة في أي إقليم لا بد وأن تعمم على بقية الأقاليم

الشعب اليمني بشعر أنه واحد ولكن الخلاف في إدارة الشأن الوحدوي

أكد الدكتور عبدالحافظ ثابت نعمان وزير التعليم الفني والتدريب المهني أن الإنسان اليمني قبل عام 1990م كان يعيش انقساماٍ في الحدود لكنه ولسنوات طويلة كان كل شطر يعتبر نفسه جزءاٍ من جسم اجتماعي واحد باستثناء الحدود والنظم السياسية التي باعدت بين الناس مع أن التطلعات والعواطف ومشاعر الشعب اليمني كانت واحدة حتى تمت الوحدة هذا المنجز العظيم الذي فرح به كل أبناء الشعب.. وأشار إلى أن هذه الوحدة لم تراع فيها النخب السياسية الاحتياجات الضرورية للبناء الوحدوي معتقدين أن اندفاع الناس العاطفي نحو الوحدة وتطلعاتهم إليها كفيله بمزج الجسم اليمني في هوية واحدة. وقال في حديث خاص لـ(الثورة) أن المؤسف هو التفاوت والخلاف بين التجارب السياسية التي حكمت كلا الشطرين والتي لم تتمكن من طرح كافة الاحتياجات والمتطلبات التي تستلزمها الوحدة ومحاولة النقد والبحث والدراسة قبل الإقدام على هذه الخطوة العظيمة وبالتالي أصبحت تلك الأشياء للظهور وتكشف عن الخطايا والجوانب السلبية التي واكبت المسار الوحدوي وكانت من نتائجها حرب 1994م بين الأطراف التي يفترض بها أن تكون وحدوية كجزء من البحث عن مخارج هروبية من تحمل مسؤوليات الحفاظ على الوحدة وتصحيح مسارها. ولفت الدكتور نعمان إلى ضرورة الاعتراف بأن الوحدة اليوم تعاني تنافراٍ وتشاحناٍ بين الفئات والشرائح الاجتماعية التي كان من المفترض بها أن تكون صمام الأمان لهذه الوحدة مهما اختلفت البنى السياسية العليا لكن المؤسف أن القاعدة أصبحت تمثل خطورة في تمزيق النسيج المجتمعي وهذه ظاهرة غير سليمة وينبغي التغلب عليها ومعالجتها بالبحث عن بدائل مناسبة من شأنها المحافظة على الوحدة . وحول البدائل وأنسبها والتي من شأنها الحفاظ على الوحدة أوضح نعمان أن هذه البدائل تمثلت إحداها أو انبثقت من مؤتمر الحوار من خلال البحث عن صيغ إقليمية فيدرالية يمكنها المحافظة على النسيج الوحدوي في إطار لا يحمل التعريف التقليدي للوحدة المتمثل بالدولة المركزية.

نموذج عربي فريد وفي رده على سؤال هل الأقاليم تمثل المخرج أو الصمام الآمن للحفاظ على الوحدة أجاب الدكتور نعمان: بكل تأكيد الأقاليم ستعمل ضمانا للحفاظ على الوحدة ولكننا نحتاج إلى تعميم الوعي الفيدرالي الذي جاء من الثقافة الغربية وإذا ما عممنا هذا الوعي وبدأنا نكرسه كممارسة وثقافة وقتها يمكن أن تكون اليمن خلقت النموذج العربي الذي سيجد طريقه إلى الأنظمة العربية ذات الإشكالات الداخلية ولا ننسى أن الكثير من دول العالم المتقدم تعيش في كنف الأنظمة الفيدرالية فالفيدرالية ليست نظاماٍ واحداٍ بل هناك أكثر من “32” نموذجا وكل بلد يمكن أن يختار النموذج الذي يناسب واقعه وبيئته وفي اليمن تم اختيار نموذج يتناسب مع البيئة اليمنية وبالتالي يعمل للحفاظ على وحدة هذا الشعب فهو يتيح للأقاليم ممارسة حقها الذي تشعر بأنها حرمت منه في الماضي في ظل هيمنة المركز على بقية المحافظات وبالتالي نكون قد حققنا انفراجاٍ في إدارة الشأن الداخلي يوفر شيئين الأول توفير قدر من البناء للذات الوطنية والثاني منح المجتمع اليمني قدراٍ من الحيوية في التفاعل مع بعضه البعض وبالتالي الإعلاء من شأن التجربة الوحدوية كما أنه يعزز من قيمة المركز وحول رأيه في تقسيم الأقاليم خصوصاٍ أن هناك من يقول أنه لم يتم توزيعها بشكل صحيح قال: يخطئ من يعتقد ذلك – صحيح أن كل الأقاليم قد لا تنهض وتنمو بشكل موحد ومتساو فهناك أقاليم بالطبع قد تستفيد من عناصرها الداخلية وبالتالي تشكل النموذج المتقدم وهنا لابد من تعميم هذا النموذج على بقية الأقاليم ونكرس المقولة التي تقول أن أي انجاز في أقليم يعمم على بقية الأقاليم وهذا ما يحد من تلك المقولات التي تعتقد أن الأقاليم وزعت بطريقة غير متساوية وفي تصوري أن التقسيم شمل كل شيء باستثناء القدرات الإبداعية للذهن الإنساني نحن نريد أن نعمم العمل والإبداع والابتكار, يعني استثمار الموارد من خلال بناء الإنسان وهذا ماسيميز كل أقليم ويخلق التنافس بين كافة الأقاليم جهود كبيرة وأضاف: نحن الآن بحاجة إلي بذل جهود كبيرة من أجل الحفاظ على الوحدة ولابد أن تتضافر كل الجهود وينبغي أن يدرك الجميع أن هذه المهمة ليست مهمة رئيس الجمهورية وحده أو مهمة الحكومة وحدها فهي مهمة الجميع مهمة الأحزاب وكل القوى والمنظمات التي يجب عليها أن تنخرط في تأمين ثقافة العمل الفيدرالي وثقافته المحدثة هذه الثقافة التي ستكفل أن يبقى النسيج المجتمعي متماسكاٍ في ظل بيئة سياسية جديدة, وعلينا كمنظمات وأحزاب وقوى أن ننزل إلى الناس في المدن والأرياف لتوعيتهم بالمستقبل القائم على هذا النموذج وما عليهم من واجبات من أجل الإسهام الإيجابي والفاعل فيه وينبغي تجاوز سلبيات الماضي التي كان لها بالغ الأثر السيئ على الوحدة من خلال ماقام به البعض من ممارسات أساءوا خلالها للوحدة من خلال ممارسات قائمة على التسرع وعدم التقييم والبحث والدراسة للتجربة الوحدوية كي يكتب لها النجاح ولهذا أتصور أن الأقاليم سوف تعمق الوحدة بشكل أكبر ولكن بشرط أن تقدم على هذه الخطوة بعد دراسة معمقة ونجند كل الطاقات والامكانات الشبابية والحزبية والثقافية لخدمة وضمان هذه التجربة وأهم شيء أن يبقى اليمني يشعر بأنه ينتمي إلى وطن اسمه اليمن لأنه وللأسف الشديد مفهوم الوطن غاب كما أن مفهوم الدولة بات مفهوماٍ متشاكلاٍ نحن الآن بصدد بناء دولة. وعما إذا كان بناء الدولة من شأنه تقوية وتعميق الوحدة بين أبناء الشعب أجاب الدكتور نعمان قائلاٍ: بكل تأكيد إذا ما تم بناء الدولة سوف تتأمن وتتعمق الوحدة وتصبح قوية وراسخة والدولة التي نحاول بناءها يجب أن تكون قضيتها الأساسية والمركزية هي القضية الوحدوية كما أن بناء الدولة يتم من خلال تمكينها من امتلاك الرؤية والمشروع وأن يكون هذا كله في إطار الحرص على هذه الوحدة. الشعب اليمني يمتلك قدرات وفي الأخير أوضح وزير التعليم الفني أن الشعب اليمني في قراره نفسه يشعر بأنه ينتمي إلى مجتمع واحد وبلد واحد ولكن الخلاف يكمن في إدارة شأنه الوحدوي فإذا كان البديل الفيدرالي قادرا على منح الثقة للمجتمع اليمني ويمارس قدراته وإبداعاته بعيداٍ عن الهيمنة والتسلط والتهميش كما حصل في الماضي فبكل تأكيد الشعب اليمني قادر على الإبداع والانطلاق والتقدم والخروج من دائرة التخلف فهو يملك الثروة والامكانات والإنسان اليمني ذكي بفطرته ولكن ينبغي أن ندرك أن هذا الوطن الآن يعيش حالة من الحرمان والمعاناة. والوحدة كما يعرف الجميع حالة من الطفرة والرخاء والتأمل المستقبلي لبناء الإنسان لكن عندما يكون الإنسان محكوماٍ بالبحث عن الاحتياجات الحياتية لايفكر في المستقبل بل يفكر بلحظته الزمنية وهو ما يمثل الشغل الشاغل للحكومة وللمجتمع على حد سواء.