الرئيسية - محليات - الدلالات الوطنية في خطاب رئيس الجمهورية بعيد الوحدة
الدلالات الوطنية في خطاب رئيس الجمهورية بعيد الوحدة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

حملت احتفالات شعبنا بالعيد الوطني الرابع والعشرين لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية هذا العام الكثير من الدلالات العميقة في نفوس كل اليمنيين بالنظر الى حجم التحولات والانجازات التي تحققت في زمن قياسي رغم الظروف العصيبة التي عاشها الوطن والتحديات الكبيرة التي شهدها -ولا يزال لكنها تمثل قياسا بالزمن تحولات عظيمة لأنها تولِدت من رحم التغيير الذي اجترحه اليمنيون في فبراير 2011م بثورة شبايبة شعبية سلمية شهد لها العالم ومثلت تجربةٍ فريدةٍ للانتقال السلمي للسلطة ودخول البلاد في مرحلة انتقاليه فرضتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارا مجلس الأمن .. تحققت خلالها انجازات كبيرة تتجاوز عمر الوحدة التي تجري اليوم اعادة صياغتها وتشكيلها على أساس نظام اتحادي ديمقراطي تتحقق فيه قيم العدالة والمساواة ويسود فيه حكم القانون الذي ظل مغيبا طيلة العقود الماضية .. وهو ما بدا واضحا في خطاب الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي – رئيس الجمهورية – الهام الذي وجهه الى أبناء شعبنا في الداخل والخارج بمناسبة العيد الوطني الـ24 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية الذي اكد فيه أن ما يميز احتفالات شعبنا هذا العام بالعيد الوطني الرابع والعشرين للجمهورية اليمنية هو تزامنه مع إنجاز صياغةُ حديثة ومعاصرة لمشروع الوحدة اليمنية على أساس اتحادي ديمقراطي يضمن الحقوق المشروعة في العدالة والمساواة لكل أبناء اليمن من خلال صيغة حديثة ومعاصرة لمشروع الوحدة اليمنية بعد معالجة السلبيات وإنصاف المظالم وجبر الضرر كركائز هامة من شأنها أن ترسخ عرى الوحدة الوطنية في النفوس واعادة القها وتجديد معانيها وقيمها العظيمة السامية باعتبارها مبادئ قائمة على الإنصاف والمواطنة المتساوية وتحقيق التطلعات المشروعة لشعبنا في الحياة الحرة الكريمة والعيش الرغيد لجميع اليمنيين في ظل دولة مدنية اتحاديه حديثة يسود في ظلها النظام والقانون ومبادئ الحكم الرشيد”. ومن المؤكد أن ما تحقق من انجازات خلال المرحلة الانتقالية التي يقودها الرئيس عبدربه منصور هادي مسنودا بتأييد محلي وعربي ودولي واسع تعد كما اشرنا كبيرة وعظيمة قياسا بالفترة الزمنية القصيرة والتحديات والمخاطر الجمة المحيطة بالوطن … وتأتي وثيقة الحوار الوطني الشامل التي اجمعت عليها كافة القوى والمكونات الوطنية وصيغت بأفكار ورؤى يمنيه خالصة تعد ابرز تلك المنجزات بما حملته من مخرجات هامة كخارطة طريق لإعادة بناء اليمن الجديد والدولة اليمنية المدنية الحديثة بما تضمنته من موجهات دستورية تتعلق بشكل الدولة وهويتها ونظامها السياسي وتشكلت بموجبها لجنة صياغة الدستور التي قطعت شوطا كبيرا في صياغة مسودة الدستور الجديد لليمن على ضوء الموجهات التي تضمنتها وثيقة مخرجات مؤتمر الحوار الوطني. كما تضمنت مخرجات الحوار موجهات قانونية ورؤى ومعالجات لكافة المظالم والإشكاليات التي واجهت دولة الوحدة خلال العقود الماضية .. وفي هذا الصدد اعتبر الاخ رئيس الجمهورية مخرجات الحوار الوطني بما تضمنته من صيغـة دولــةُ اتحادية بأقاليمها الستة هي خطوة مهمة لإعادة بناء اليمن الواحد بموجب مشروع الدستور الجديد الذي يجري إعداده حالياٍ على أساس توزيعُ إداري جديد كبديل للمركزية الإدارية المفرطة التي استعصى عليها تحقيق الشراكة المنصفة والعدالة المتساوية بلا تمييز أو إقصاء أو تهميش. وها هي القيادة السياسية تسارع الخطى اليوم ومعها الحكومة في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني بدءا بإعلان قرار تحديد شكل الدولة الاتحادية بستة اقاليم تلاها القرار الجمهوري بتشكيل لجنة صياغة الدستور في مارس الماضي الذي يشكل محطة مهمة وعلامة فارقة في عمر المرحلة الانتقالية ثم القرار الرئاسي بتشكيل الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني واتخذت الحكومة حزمة من القرارات والاجراءات التنفيذية للشروع بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني والانطلاق صوب المستقبل المشرق الذي اخذت ملامحة تتشكل اليوم. وفي هذا السياق حرص الرئيس عبدربه منصور هادي على التأكيد أن مخرجات الحوار الوطني هي صياغة معاصرة لمشروع الوحدة اليمنية على أساس اتحادي ديمقراطي يضمن العدالة والمساواة والإنصاف لكل أبناء اليمن في دولة جديدة على مبادئ الحكم الرشيد بعد معالجة السلبيات ورد المظالم وجبر الضرر كشروط ضرورية لبدء شراكة وطنية حقيقية بالثروة والسلطة. وقال:” نعكف اليوم بهمةُ وطنية عالية لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل باعتبارها الركيزة والدعامة الأساسية للإصلاح الشامل وجوهر التغيير الهادف لبناء دولة مدنية حديثة تقوم على مبادئ الحكم الرشيد والعدالة والمساواة والشراكة في السلطة والثروة بلا استئثار أو احتكار”.. داعيا كافة القوى السياسية الوطنية إلى توحيد موقفها إيثاراٍ لمصلحة الشعب والوطن بمنأى عن أية اعتبارات وولاءات وانتماءات حزبية ومناطقية ومذهبية أو أية اعتبارات ومصالح شخصية وآنية ضيقة بل وزائلة.. وتأتي دعوة رئيس الجمهورية كافة القوى الوطنية لتوحيد موقفها والعمل بروح الفريق الواحد من اجل استكمال تنفيذ متطلبات المرحلة الانتقالية والوقوف الى جانب الدولة والحكومة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني لإدراكه بأن هذه المخرجات لا تعني شخصا أو حزبا أو حكومة فقط بل يتطلب تنفيذها اسناداٍ ودعماٍ مجتمعياٍ وكذلك دعماٍ دولياٍ لتجاوز التحديات الماثلة .. وفيما يمضي اليمنيون في إنجاز بقية استحقاقات المرحلة الانتقالية بنجاح كبير والشروع بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني تزايدت وتيرة التحديات الاقتصادية والأمنية التي تهدد مسيرة التسوية السياسية .. تتصدرها الأعمال الإرهابية التي استغلت الظروف السياسية الاستثنائية التي تعيشها البلاد وأزماتها المتلاحقة في الأعوام الأخيرة واعتقدت بأنها ستجد في اليمن ملاذاٍ آمناٍ لأفكارها الظلامية والاجرامية فأخذت تنفث شرورها وسمومها في جسد الوطن وتمارس الاجرام والضلال في الشعب وتكبد الوطن جراء ممارساتها وأعمالها القذرة خسائر فادحة سواء على صعيد الاضرار بالاقتصاد والسياحة أو على صعيد الاعمال الوحشية التي راح ضحيتها بأرواح المئات من الأبرياء من منتسبي الجيش والأمن ومن المواطنين فضلاٍ عن السمعة السيئة التي باتت ترافق اسم اليمن دولياٍ بسبب انتشار عناصر الإرهاب والشر على أرضه. وهو الامر الذي جعل القيادة السياسية تتخذ قراراٍ حاسماٍ بخوض الحرب ضد تنظيم القاعدة الارهابي وعناصره المارقة في محافظتي ابين وشبوة حيث تمكنت القوات المسلحة من دك اوكار الارهاب والظلام وتحقيق انتصارات ساحقة على الارهاب وتطهير جل مناطق واماكن تجمعاتهم في ابين وشبوة وملاحقة فلولهم اينما كانوا وتطهير البلاد من شرورهم ورجسهم. ومن المؤكد أن هذه الإرادة الصلبة ستمضي بخطى واثقة وعزيمة لا تلين مهما كانت التضحيات والتحديات لأنها تنبع من صدق الإحساس بالمسؤولية الوطنية والخوف على حاضر الشعب ومستقبله حتى لا تستأسد عليه أدوات الشر لتجهض أحلامه وامانيه في التغيير وطموحه في الاستقرار والعيش الكريم .. وذلك ما أكده رئيس الجمهورية أن معركة شعبنا وقواتنا المسلحة والأمن باتت معركة مصيرية مع قوى الإجرام والغدر والإرهاب لتطهير اليمن من شرورها وتداعيات نشاطها الإرهابي على أمن الوطن واستقراره وتعطيل الاقتصاد وشل حركة السياحة والاستثمار وعرقلة مسيرة التحول السياسي واجهاض مشروع الدولة المدنية الحديثة التي اخذت تتشكل اليوم والتي لن يستطيع احد أياٍ كان أن يقف في طريقها أو يعرقل مسارها.