الرئيسية - محليات - حدائق ومتنزهات عدن.. إهمال متعمد وبسط غير مشروع
حدائق ومتنزهات عدن.. إهمال متعمد وبسط غير مشروع
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

ظاهرة الإهمال المتعمد للحدائق والمتنزهات العامة في مدينة عدن وإغلاقها أمام روادها من الأسر التي تعدْها ملاذات آمنة لأطفالها لقربها وتوسطها للأحياء السكنية لقضاء أوقات الفراغ ما بعد الظهيرة أو إجازات نهاية الأسبوع في ظل الضغوطات المادية للحياة اليومية من جهة وضغوطات الأطفال على الأْسر للبحث عن لحيظات ترفيهية في حديقة عامة يسرحون ويمرحون فيها من جهة أْخرى حيث عْرف عن أحياء عديدة في مديريات مدينة عدن وجود وانتشار الحدائق الصغيرة العامة التي تتوفر فيها الألعاب الصغيرة التقليدية المجانية التي تخضع للإدارات المحلية والمكاتب البلدية في المديريات بعد أن فْقدت مساحات من تلك المتنفسات أمام سْعار هجمة البسط على الأراضي خلال السنوات الماضية من قبل متنفذين وسماسرة الأراضي أو مْسميات أخرى كالمواقع الاستثمارية الوهمية التي أضحت تهدد ما تبقى من تلك الحدائق المغلقة المؤهلة للبسط عليها لاحقاٍ مما يشكل ضغوطاٍ إضافية أخرى على الأسر في عجزها عن التمسك بما تبقى من متنفسات قريبة من المناطق السكنية وتحت أنظار أطفالهم.

حيث كانت تتوسط مدينة الشيخ عثمان حديقة عامة جوار جامع النور ذات مساحة محدودة لا تتعدى 300 كم مربع تقريباٍ عند إعدادها منذ بداية الثمانينات من القرن الماضي وتهيئتها بعدد من الألعاب المجانية الحديثة آنذاك وأصبحت متنفساٍ للأطفال لممارسة ألعابهم الترفيهية حتى مطلع التسعينيات إلا أن الحلو ما يكملش بحسب إفادات عدد من سكان مدينة عدن حيث أْدخلت في حواشي تلك الألعاب عدد من البوفيهات لتناول الوجبات الخفيفة ثم ارتقت الخدمات إلى نوادي الشيشة التي قْوبلت بانتقادات شديدة من قبل أرباب الأسر في منطقة الشيخ عثمان حتى نالت تلك الحديقة حظها من الإهمال ردحاٍ من الزمن وإغلاقها لأعوام أمام العامة ثم انتقالها إلى وجهة أخرى بعد عصر انفتاح الاستثمار والمضاربة بالاتجار بالأراضي والمواقع العامة الذي بلع كل شاردة وواردة ومنها إرث الطفولة والشباب من الحدائق العامة الصغيرة وملاعب الحارات لكرة القدم . كانت حديقة المواطن أحمد سعيد من أهالي منطقة الشيخ عثمان قال : حديقة النور كانت المتنفس الوحيد القريب جداٍ لمنازلنا ولم يستفد من التنزه فيها غير أولادنا الذين شبوا عن الطوق اليوم واستمتعوا بها في سنوات طفولتهم قبل استصلاح مساحتها بانتزاع الألعاب منها أما اليوم فقد تحولت إلى موقف عام للسيارات ومقلب للنفايات في محيطها الداخلي والخارجي أما أحفادنا فقد جاءوا في زمن الماديات أي أنهم إذا كانوا يريدون التنزه يوماٍ ما فهذا يعني أنك تحتاط بمبلغ ليس بقليل للذهاب إلى الحدائق الحديثة ذات الألعاب والمصاعد الكهربائية والإلكترونية التي لن تنهي نْزهة أطفالك إلا وأنت خالي الوفاض أو الذهاب إلى أحد الشواطئ لقضاء نزهة بحرية . أما أبو خالد من أهالي منطقة الشيخ عثمان أيضاٍ فقد تحدث قائلاٍ: في أيامنا استمتعنا بما فيه الكفاية سواءٍ باللعب في الحدائق العامة أو الملاعب الشعبية لكرة القدم التي كانت تتواجد بمساحاتها المحددة القديمة كالملعب الخاص بحارة الهاشمي جوار مدرسة الفقيد الشيخ عبدالله محمد حاتم الذي أْنشئ عليه مركز شمسان التجاري بعد محاولات يائسة لعدد من الأسر والشخصيات الاجتماعية في منطقة الشيخ عثمان بالعدول عن ذلك غير أن الرياح جاءت بما لا تشتهي السفن حيث تم تسويره لفترة زمنية ثم تعميقه وحفر أساساته .. وكان هنا ملعب ! كما تحدث المواطن محمد جواد مهدي عبدالرب قائلاٍ: في نهاية الثمانينيات تم إنشاء حديقة مصغرة جوار مصنع الغزل والنسيج بمنطقة الشيخ عثمان وكانت ترتادها الأسر بمعية أطفالهم إلا أنه بعد العام 1994م أْغلقت تلك الحديقة ثم أْحيطت بعد سنوات بعددُ من المطاعم وقد بذل المحافظ السابق لمحافظة عدن الدكتور يحيى الشعيبي جهوداٍ كبيرة في إعادة وجه عدن المشرق من خلال الاهتمام بالمساحة الفاصلة بين تلك الحديقة المنسية ومصنع الغزل والنسيج وذلك من خلال وضع لمسات جمالية بتركيب شماسات للجلوس والقيام بتشجير تلك المساحة العامة وتحولت تلك المساحة إلى واحة خضراء كمتنفس عام إلا أن أولاد السوء استغلوا ذلك لأغراض شيطانية أخرى . حدائق المنصورة تعد منطقة المنصورة من المناطق التي تعددت فيها الحدائق العامة لارتياد الأسر وأطفالهم إليها لتوسطها للأحياء السكنية حيث قال المواطن ياسر محسن: كانت توجد في المنطقة حوالي حديقتين عامة إحداها خلف قصر المنصورة جوار ساحة الحراك حيث كانت حديقة مفتوحة على الدوام للتنزه لقربها من الحارات السكنية وخط المواصلات العامة ونتيجة للأوضاع السياسية التي مرت بها المحافظة كغيرها من المحافظات وتثبيت الساحة المجاورة لها كساحة لأنشطة الحراكيين فقد أْغلقت هذه الحديقة وأصبحت مهجورة بألعابها التقليدية التي يحتاجها الأطفال لممارسة ألعابهم وقضاء أوقات الفراغ فيها كما كانت هناك حديقة أخرى مواجهة لها تسمى “حديقة الأسرة” وعلى الخط العام للمواصلات أيضاٍ وكانت توجد فيها ألعاب صغيرة وتغطي أرضيتها الحشيش الأخضر وأدخلت فيها خدمة الكافتيريات للوجبات الخفيفة ويأتي إليها الأسر من منطقة الشيخ عثمان المجاورة لها رغم صغر مساحتها التي لا تقل عن مساحة حديقة النور سابقاٍ غير أن تلك الحديقة هي الأخرى طْمست من خارطة المتنفسات الصغيرة العامة وتم البناء عليها لاحقاٍ كما توجد حدائق عامة صغيرة أخرى تتوسط الوحدات السكنية المنصورة ووحدة الفقيد عبدالعزيز عبدالولي حيث أْنشئت مع إنشاء تلك الوحدات إذ واجهت الأسر محاولات عدة للبسط والإغلاق لتلك المتنفسات أو للتضييق عليها باستحداث مبان مجاورة لها. من جانبها تحدثت أم مروى قائلة : الله يحفظ أطفالنا الذين لم يحظوا بالاستمتاع بأوقات فراغهم بالقدر الكافي في تلك الحدائق رغم قربها من منازلنا نتيجة للوضع الذي كان سائداٍ ولازال في محيط حديقة المنصورة الأمر الذي جعلنا نذهب بهم إلى كورنيش ريمي الذي يبعد بمسافة كيلو متر تقريباٍ سيرا على الأقدام أو الذهاب بهم إلى حديقة الملاهي بمنطقة الشيخ عثمان وهذا يتطلب الانتقال بمواصلات عدا ممارسة الأطفال بالألعاب الموجودة التي تكلف مبلغاٍ بينما الطفل يكتفي أحياناٍ بمزاولة لعبته على الألعاب العادية إن وجدت وكأن هذا الإجراء يْمنع ويْحرم على الأطفال من الترفيه في هذه الحدائق.ٍ حدائق الوحدات السكنية وبدوره قال الفنان محمد عوض المسلمي رئيس الفرقة الموسيقية التابعة لمكتب ثقافة عدن وأحد أهالي حي عبدالعزيز عبدالولي: كانت هذه الوحدة السكنية نموذجاٍ في التنسيق الهندسي بين العمارة والأخرى واحتوائها على حديقتين عامتين وملعب لشباب الوحدة السكنية لكرة القدم تم البناء على مساحة منه مسجد الأنصار وقد كانتا هاتين الحديقتين مواقع ترفيهية لأطفالنا لأنهما على مقربة من السكن حتى العام 1990م واطمئنان أولياء الأمور على أطفالهم بعد الظهيرة أو في عطلة نهاية الأسبوع وكان يوجد فيهما خدمة البوفيهات وأْدخلت عليها ألعاب والدخول إليها بمبالغ رمزية جدا ثم بدأت مرحلة البسط على هذه المتنفسات وخاصة هذه الحديقة التي أسكن أمامها مباشرة والتي تم البسط عليها من قبل أحد عتاولة السلطة المحلية في محافظة عدن وذلك من خلال بناء عدد من المحلات التجارية ثم أْحيلت تلك المحلات إلى روضة النبلاء لتأجيرها لعدة أعوام وذلك لتثبيت شرعية البسط والتشويه للحديقة أما حالياٍ فقد تحولت إلى وكر ليلي لأولاد السوء والبعض من السكان المجاورين للحديقة استفاد منها كزرائب لتربية الأغنام والدجاج ومرتع للكلاب الضالة المْرعبة علاوة على ذلك تم تعويض الشخص الذي سطا عليها بمساحة مجاورة للحديقة وهذا نموذج من نماذج شبيهة لحملة السْعار والبسط على الأراضي وبالنسبة للحديقة الأخرى في الوحدة السكنية فقد تم البسط على مدخل الحديقة والتي كانت عبارة عن غرفة لحراستها من قبل إحدى العائلات والتشبْث بها كمسكن غير شرعي مع العلم أن عدداٍ من الأطفال يرتادها من وقت لآخر لعدم التفريط بها رغم الاستحداثات العشوائية المحاطة بهذه الحديقة ونحن نطالب الأخ محافظ عدن ورئيس الحكومة بإعادة تأهيل هاتين الحديقتين وإلغاء الاستحداثات من محيطهما باعتبارهما متنفسات للأطفال . وذكر المواطن أبو فهد من أهالي المنصورة أنه عند إنشاء الوحدة السكنية المنصورة الأحمدي في بداية سبعينيات القرن الماضي ثم الوحدة السكنية الخرسانة في بداية الثمانينيات وبعد ذلك وحدة الفقيد عبدالعزيز عبدالولي في نفس الفترة الزمنية فقد كانت لكل وحدة سكنية من هذه الوحدات متنفسات خاصة بالأطفال إضافة إلى باركنج لوقوف السيارات للساكنين في تلك الوحدات إلى جانب المتنفسات الأخرى بين العمارة والأخرى وخاصة في وحدة عبدالعزيز حيث كانت عبارة عن ملاعب شعبية للشباب وطلاب المدارس لممارسة رياضة كرة القدم حتى بداية التسعينيات حيث بدأت مرحلة اللهث والبسط على متنفسات الشباب بطريقة ممنهجة تم البدء بتلك الخطوات العشوائية من قبل قيادة وزارة الإسكان لصرف تلك المساحات لمجموعة من المغتربين المقربين من قيادة وزارة الإسكان آنذاك ثم فْتحت شهية أولئك فيما بعد لالتهام ما تبقى من فضاءات حتى أزدحم مخطط الوحدة السكنية بالمساكن والاستحداثات العشوائية والأزقة المرعبة لحركة النسوة والأطفال وهو فارق كبير بين صورة الوحدة السكنية عند الإنشاء وصورتها اليوم ليس هذا فحسب بل إن متنفسات الأطفال الحدائق الصغيرة هي الأخرى تعرضت لمحاولات البسط ولازالت عملية استحداث مبان لصيقة بها أو أعمدة خرسانية منذ العام 1990م على الملعب الشعبي لأبناء الوحدتين السكنيتين خلف مصنع الحلويات والبسكويت سابقاٍ. حدائق أْخرى من جملة الحدائق الأخرى التي وضعت في دائرة الإهمال “حديقة النصر” بمدينة خور مكسر المطلة على كورنيش جزيرة العمال التي خْطط لها عقب العام 1994م وحديقة عدن الكبرى المستحدثة قبل 5 أعوام تقريباٍ جوار كلية الطب والتي لم يْستفد منها منذ تحديدها كمتنفس عام حتى اللحظة إلى جانب حدائق منطقة التواهي التي كانت عبارة عن حدائق غناء مكسوة بألوان الزهور والورود الجميلة التي سجل وصور فيها كبار الفنانين في عدن أروع أغانيهم .