الجمعة 29 مارس 2024 م
الرئيسية - كــتب - رايات الحمادي بيضاء
رايات الحمادي بيضاء
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

كعادته في المغايرة وخلافا للمشهد الثقافي الذي يعاني من الركود في مجال الإصدار ينتج القاص سعيد الحمادي مجموعة قصصية جديدة. تتجلى مغايرة الحمادي بوضوح في كل ما يتصل بإصداره سواء من حيث المضمون السردي أو شكل الورق والغلاف والخ!

رايات بيضاء رايات بيضاء عنوان المجموعة القصصية التي صدرت قبل أيام للقاص سعيد الحمادي محتوية على (18) قصة قصيرة كثير منها نشر في صحافتنا المحلية والعربية. العجوز والشاطئ: تسعون عاما من عمر بطل قصة العجوز والشاطئ ومازالت الحياة لذيذة وتستحق ان يعيشها بكل زخمها …هذه هي رسالة الحمادي في قصته تلك …الأشياء والأماكن حتى الزمن نفسه ممل في القصة وهذا وصف تعمده القاص بهدف خلق جو عام ممل لدى البطل يدفع القارئ للاقتناع بعدم جدوى حياة العجوز لكن كل ذلك لا يعني ان يستسلم العجوز للموت ..بل عليه ان ينظر (بحياة) لهذه الحياة..ولكن الحمادي رغم سطوة الروتينية المملة على بطل القصة ما يدفعه كرد فعل طبيعي للاستسلام للموت إلا انه أضاف له سببا وبعدا آخر لاستمرار حياته ..”ينظر للبحر ..يعود بخياله للماضي..يتأمل الحاضر والمستقبل صـ84″ ثأر من نوع خاص: قد تبدو مشكلة الثأر واحدة من المشكلات العصية المعروفة والتي يندر ان يتناول كتاب القصة والرواية حتى وان جاءت تناولاتهم لهذه الظاهرة البشعة فهي تأتي عرضا ..وفي قصته “رايات بيضاء” يعلق الحمادي الراية البيضاء على قضية الثأر. ثأر ابيض: تبدأ القصة بسقوط مقتول..تضطرد الأحداث ..تبدأ المناوشات بين الطرفين الطرف الأول آل مصلح والطرف الثاني آل ردمان..ويسقط العديد من القتلى ..وفي أسلوب سردي بديع ..يسقط المزيد من القتلى ..وتدخل العائلتان على خط النار ولأن خط النار يستلزم اتفاقا يجعل الحياة بين الطرفين ممكنة ..تخصص العائلتان أياما لمعالجة الجرحى والقتلى والتسوق ..”خصص يوم لنقل الجرحي من الطرفين والتزود بالمؤن والذخيرة والسماح للأطفال والنساء بزيارة الأقارب وإقامة الأعراس صـ62″ وتتطور عمليات الثأر أكثر وأكثر وتأخذ بعدا اكبر بمشارفة آل مصلح على الانتصار على آل ردمان .. “الخوف ينتاب الطرف الآخر باحتدام المعركة والمتفوق فيها آل مصلح….لاح الفجر في الأفق مزيجا السواد العظم.. كان الطرفان قد انهارا من قلة النوم ..وشدة المعركة ولهيبها ..أعلى آل ردمان مقتل واحد منهم..ليصبح الفريقان متساويين في عدد القتلى..توقفت المعركة لتنتهي بالصلح صـ63”! بعد سقوط كل هؤلاء ما بين قتلى وجرحى يبدأ الصلح ولكن من دون أن ترفع الرايات..هل كنا بحاجة لكل هذا الدمار والقتل من أجل أن نصل للصلح ..وأين صار حال الراية البيضاء في حياتنا..لقد ادان الحمادي وبكثير من الحزن والألم غياب الرايات البيضاء عن حياتنا وسيطرة لونا الدم والأسود .. الموعد أكثر من يلفت القارئ قصة الموعد للقاص سعيد محمد الحمادي..ومصدر التفاته هذه القصة هي ليس كل ما يلمع ذهبا ..البطلة ككل شابة تعاني من الوحدة والفراغ ..تبحث عن الحب ..ولكن الحب المغلف بالمظاهر..بكل ما هو لامع ..”أخذت تتأمل جدران غرفتها ..شعرت بالضيق ثياب مبعثرة فوق السرير وعلى الأرفف.. نظرت نحو الدولاب ذو الأربع فتحات.. ظهرت صورتها في المرآة ..كانت صورة جميلة ذات أنف مدبب.. وشفائف بارزة.. وعيون دائرية سوداء وبشرة برونزية .. شعر أسود سلس بدأت تتحسر لماذا لم أتزوج إلى الآن ¿ أين فارس الأحلام لقد رفضت الكثير من الذين تقدموا لي ¿ ..بالأمس مررت بجوار شركة م .ي بميدان التحرير لمحت موظف الاستعلامات من خلف الزجاج .. ولا أدري كيف وقعت عيني عليه.. كان ذو وجه عريض..عيون زرقاء .. خدود متوردة”..وتمضى كعادة كل شابة تنجذب لكل ما يملع … “لبست عباءتها وضعت اللثمة على وجهها خرجت من المنزل .اقتربت نحو اللافتة .. أخذت رقم الشركة.. ألقت بنظراتها على الموظف كان في مكانه فوق كرسيه لا يرى منه سوى الوجه.عادت لبيتها.. ضغطت على أرقام الهاتف.. سمعت صوتا:- ألو… مساء الخير. وبحجة شراء أدوات تجميل تطلب موعدا من الموظف الذي جذبها بصورته وصوته الجميلين ..وتسير اليه ” علقت حقيبتها على كتفها الأيسر واتجهت نحو الشركة .. دلفت إلى الداخل.. تقدمت نحو مسئول الاستعلامات كان كما رأته أنيق المظهر ذو عينين زرقاوين .. وجه عريض .. استدار نحوها .. نزل من الكرسي استقام أمامها كان طوله لا يتجاوز المتر.. نظرت إليه بذهول لم تستوعب الموقف .. خارت قواها .. وقعت مغشيا عليها صـ13″ . قصص باقية: بقية القصص كـ”رجل في الظلام والشموخ وأعاصير وعراك والخ..تسير على هذا المنوال.. تناول لقضايا اجتماعية مسكوت عنها بكثير من الحرفية والسخرية الباعثة على الحسرة وليس على الضحك..!