الرئيسية - محليات - أزمة المشتقات النفطية تلقي بظلالها على حياة أبناء المحويت
أزمة المشتقات النفطية تلقي بظلالها على حياة أبناء المحويت
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

دفع استمرار أزمة المشتقات النفطية بالكثيرين إلى التوقف عن أداء العديد من الأنشطة والأعمال المرتبطة بشكل أساسي بتوفر الوقود البنزين أو الديزل على وجه الخصوص, وفي محافظة المحويت مثل قطاع العقارات والمشاريع الصغيرة أبرز القطاعات التي اضطر أصحابها إلى التوقف ريثما تنجلي الأزمة التي يؤكد الكثير من السكان المحليين في محافظة المحويت أنها تسببت بتعطيل عدد من مناحي الحياة في المجتمع ووصل تأثيرها إلى قطاعات أخرى ظن أصحابها أنهم بمنأى عن تداعيات الأزمة.

خالد العقبي أكد أن الكثير من المباني التي يقاولها وهي عبارة عن مساكن خاصة للمواطنين توقف معظمها بسبب أزمة الوقود وشحة المعروض في السوق ناهيك عن ارتفاع سعره إن وجد في السوق السوداء وقال : انعدام الديزل هو المشكلة الأبرز فجميع مواد البناء يجري جلبها من العاصمة أو من محافظة عمران وبعضها من أطراف المحافظة, وفي ظل أزمة الديزل فإن كلفة النقل أصبحت باهظة, ولم يعد في مقدور المواطن الذي بالكاد يجهد لبناء مسكن متواضع لأسرته أن يستمر بالعمل وفق أسعار ما قبل الأزمة. تأجيل الأعمال منشار أبو محمد لتقطيع الأحجار الكائن في الجهة الغربية لمدينة المحويت شاهد على عمق الأزمة والضرر الذي لحق بقطاع الأعمال هناك , ويقول أبو محمد الداعري مالك أن العمل في منشاره انخفض بنسبة 70 % بسبب انعدام مادة الديزل وصعوبة الحصول عليه . وأضاف: اضطررت إلى تسريح نصف العمال في المنشار وقد اضطر إلى تسريح آخرين إذا طالت مدة الأزمة, إذ لا يمكنني دفع رواتب العمال والحال واقف ,كما ترى. وقال: كنا بصدد التوسع في المنشار بعد أن أصبحت الأحجار المنشورة يفضلها لدى المواطنين بسبب انخفاض كلفتها عن تلك التي يجري إعدادها بالطريقة التقليدية(الوقيص), لكن الأزمة دفعتنا حاليا لتأجيل كل شيء والانتظار فقط لا غير. ويؤكد إسماعيل الشرفي انه اضطر إلى إيقاف العمل في بناء مسكنه رغم بلوغه منتصف العمل بسبب أزمة المشتقات النفطية وارتفاع كلفة النقل إلى الضعف . وقال: معظم أحجار المباني التي يفضلها الناس في مدينة المحويت تأتي من محافظة عمران, وكلفة نقلها على متن قاطرة كانت تكلف قبيل الأزمة في الوقود 60 ألف ريال اليوم كلفة النقل تتخطى ال120 ألف ريال بسبب انعدام مادة الديزل, ناهيك عن المتطلبات الأخرى التي جرى رفع أسعارها بسبب الأزمة. طوابير طويلة تمتد طوابير الشاحنات والسيارات المتوقفة أمام محطات الوقود في مدينة المحويت وعدد من مديرياتها إلى أكثر من أثنين كيلو متر, ويفيد أصحابها أنهم يضطرون إلى وضع سياراتهم وشاحناتهم لمدة تصل إلى يومين أمام المحطات في انتظار وصول الوقود وخاصة الديزل . ويقول طه المهدي انه يضطر إلى المبيت ليلة كاملة على متن شاحنته لكي يتسنى له التزود بمادة الديزل, مشيرا إلى انه يركنها أحياناٍ أمام محطة البنزين لمدة قد تتجاوز اليومين مع ما يشكله ذلك من ضرر على تجارته في المواشي والتي يجلبها من تهامة بشكل أسبوعي . العملية التربوية تتأثر تضرر قطاعات تجارية بالأزمة في المحروقات أمر متوقع, لكن الأزمة مع استمرارها أثرت كذلك على سير العملية التعليمية في المدينة وجوارها , وذكر عبدالله ناصر انه اضطر مرتين لإيصال طفله في الصف الخامس الأساسي إلى مدرسته على نفقته بسبب تغيب باص المدرسة بحجة عدم حصوله على الديزل, ومكوثه أمام محطة وقود, وحجه إدارة المدرسة الأهلية بان العام الدراسي أوشك على الانتهاء ولا حاجة هناك للبحث عن بدائل. وحال طفل عبدالله هو حال العديد من طلاب المدارس والجامعة الذين وجدوا أنفسهم ضحايا لأزمة الوقود , وتقول خلود الفقيه وهي طالبة في المستوى الأول بكلية التربية بمدينة المحويت أنها فقدت امتحان اللغة العربية لعدم مجيء الباص الذي يقلها عادة مع مجموعة من الطالبات من مدينة الرجم التي تبعد أكثر من 16 كيلومتراٍ عن مركز محافظة المحويت – إلى الكلية مقابل إجراء مستقطع شهري وحجتهم عدم الحصول على البنزين , وعدم تفهم إدارة الكلية لما حدث. وتضيف خلال الشهر الماضي انقطعت أياماٍ عدة عن الدراسة جراء الأزمة, لكن الاختبارات النهائية للفصل الدراسي الجامعي ضاعفت من المعاناة, وملازمة أخي لي ملازمتي طيلة أيام الامتحانات لعدم تكرار ما حدث وخسارة امتحان آخر. اتهامات متبادلة ويتهم المواطنون بان ملاك المحطات لا يقومون بصرف الكميات المعطاة لهم من شركة النفط ويقومون ببيع جزء منها في السوق السوداء ,ويشيرون إلى المجلس المحلي بالتقصير في القيام بواجباته التي من أهمها في الوقت الحالي الرقابة على محطات البنزين وكف التلاعب الحاصل فيها . فيما يقول ملاك عدد من محطات الوقود في محافظة المحويت بأن الأزمة تظل أقل حدة من الحاصل في العاصمة صنعاء والمحافظات الكبيرة, لكن اشتدادها يرجعه ملاك المحطات إلى هلع الناس وإقبالهم على شراء كميات كبيرة من الوقود بغرض تخزينه ويذكر أحمد السنحاني عامل بإحدى المحطات بمدينة المحويت بأن مالك دراجة نارية أفصح له عن تخزينه ما يقر عن 200 قنينة مياه معدنية معبأة بالبنزين. وأوضح أن: الموتورات وتعبئة الدبات بحجة تشغيل مواطير الكهرباء تضاعف من الأزمة هنا وقد فشلت كل المحاولات لضبطها أو تقنينها وأي إجراء يتخذ يجري التحايل عليه . هلع المستهلكين محافظة المحويت من بين المحافظات التي لا يتوفر بها فرع لشركة النفط اليمنية ويتولى المجلس المحلي بالمحافظة الإشراف على سير عملية توزيع الوقود والتخفيف من حدة الأزمة وإبلاغ شركة النفط عن أية مخالفات تقع من أي محطة, ويؤكد الشيخ علي النزيلي عضو المجلس المحلي بالمحافظة بأن أزمة المشتقات هي أقل حدة في محافظة المحويت عن غيرها من المحافظات وفي العاصمة صنعاء.. مرجعا اشتدادها في الأيام الماضية إلى الشائعات التي تسربت ونفتها رئاسة الجمهورية حول رفع أسعار المشتقات النفطية, ما يجعل المخصص للمحافظة غير كاف لمواجهة عمليات التخزين القائمة في أوساط المواطنين وخاصة مادة الديزل التي يجري تخزينها بشكل هستيري حسبما يقول