الرئيسية - الدين والحياة - المراكز الصـيفية .. محطـات تنـوير فـي مواجهة التطرف والإرهاب
المراكز الصـيفية .. محطـات تنـوير فـي مواجهة التطرف والإرهاب
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

■ علماء ودعاة : عمارة الوقت تكون بما يقرب إلى الله ويصون النفس من منزلقات الضياع * أعلنت وزارة الأوقاف والإرشاد مؤخراٍ استكمال كافة الترتيبات الخاصة بإقامة المراكز الصيفية في عموم المحافظات , حيث ستعمل على تزويد المشاركين بالعلوم الدينية والعلمية النافعة والتوعية بأهمية تعزيز مخرجات الحوار الوطني وتعزيز روح الولاء للوطن والوسطية والاعتدال وتفعيل دورهم في التوعية المجتمعية وإزاء هذه التحديات التي يمر بها وطننا صار لزاماٍ تكثيف جهود هذه المراكز لما يضمن تحصين الشباب من دعوات التطرف وبؤر الانحلال ليغدون أفراداٍ منتجين لا عالة على مجتمعهم .. حول هذا الدور الكبير والمهم اجرينا الاستطلاع التالي: بداية مشوارنا الاستطلاعي كانت مع العلامة مصطفى الريمي والذي استهل حديثه بقوله تعالى : { فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب } وقال : هكذا بين لنا القرآن الكريم وديننا الحنيف كيفية تكون أوقات فراغنا وكيفية قضائها بعيداٍ عن إهدار أوقات حياتنا أمام النت والمسلسلات الهابطة والجلوس في الطرقات والمعاكسات والسهر في جلسات مليئة بما يغضب الله أو التلذذ بالغيبة والنميمة وانتهاك أعراض الناس بسم الحديث وغيرها من الأمور التي حذر منها الإسلام , والأصل كما بين العلماء أن حياة المسلم أنه لا يوجد فيها وقت فراغ بمعنى عدم العمل لا للدنيا ولا للآخرة ذلك أن الوقت أو العمر في حياة المسلم ملك لله والإنسان مسئول عنه فحياة المسلم كلها عبادة ولهذا فهو مطالب بملء الوقت كله في عبادة الله بمعناها الشمولي العام لجميع جوانب الحياة وهو ما عبر عنه ابن القيم – رحمه الله – في معرض حديثه عن كيفية عمارة المسلم لوقته فقال : ( إن عمارة الوقت تكون بالاشتغال في جميع آناء الوقت بما يقرب إلى الله أو يعين على ذلك من مأكل أو مشرب أو منكح أو منام أو راحة فإنه متى أخذها بنية القوة على ما يحبه الله وتجنب ما يسخطه كانت من عمارة الوقت وإن كان له فيها أتم لذة فلا تحسب عمارة الوقت بهجر اللذات والطيبات ). الصحة والفراغ * فيما استهل العلامة صلاح الصافي حديثه معنا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ) موضحاٍ : مع حلول الإجازة الصيفية يعيش معظم الشباب حالة من التخبط وضياع المجتمع , وقد روى عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: (اغتنم خمساٍ قبل خمس وذكر منها: حياتك قبل موتك وفراغك قبل شغلك) وقال الإمام الحسن البصري ـ رحمه الله ـ:(يا ابن آدم إنِما أنت أيام إذا ذهب يومك ذهب بعضك). ومضى يقول : فما أجمل أن تملئ الأوقات بذكر الله وقراءة القرآن أو الالتحاق بالمراكز الصيفية وتعلم العلوم النافعة والأنشطة المفيدة , أو مساعدة الناس وإعانتهم على الطاعات وإعمار المساجد والانخراط ضمن الأعمال الطوعية الخيرية وما ينتج عن ذلك من رضا الله -عز وجل- والبركة في الحياة والرزق والاستقامة والصون والحماية من أفكار التطرف أو بؤر الانزلاق للجريمة وعصابات التقطع والإجرام أو فوات العمر في ما يغضب الله والعياذ بالله , وفي ذلك يقول نبينا الأكرم صلوات ربي وسلامه عليه: (لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه وعن علمه فيم فعل فيه وعن ماله من أين اكتسبه و فيم أنفقه وعن جسده فيم أبلاه ) وقول الحسن البصري رضوان الله عليه: ( ما من يوم ينشق فجره إلا نادى منادُ من قبل الحق : يا ابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فتزود مني بعمل صالح فإني لا أعود إلى يوم القيامة ) . الخواء الروحي * من جهتها تقول خديجة المتوكل – مرشدة دينية بوزارة الأوقاف : إن أوقات الفراغ الطويلة التي يقضيها معظم شبابنا في مقاهي النت لمتابعة هزيل وأثم ما يعرض دون استشعار لعظمة الوقت لدليل أنهم يعانون من الخواء الروحي ولذلك يقعون فريسة سهلة للاستعمار الفكري والغزو الحاصل لكل ما يعرض أو ما تعرضه بعض القنوات التي لا تراعي أدنى معايير الأخلاق والقيم وكثير منها تضخ لإفساد الشباب والفتيات الذين تمر الساعات وهم يسترشفون منها أفكارها المسمومة المخالفة للآداب والعادات والتقاليد وكلها محرمات نهانا الله عنها. محطة تنوير * وتضيف المتوكل: بعد ذلك يغدو كل من الشاب والفتاة ليس له أي دور أو فاعلية في مجتمعه وكل همه وجل تفكيره التقليد الأعمى لما يراه في اللبس والحركات , سطحي التفكير متبلد العطاء والإبداع , شخصية مهزوزة بين ما تراه وبين و ما تعايشه , ومن هنا يأتي دور الآباء في جعل الإجازة الصيفية محطة تنوير واستقامة في حياة الشاب بإلحاقهم في المراكز الصيفية أو الأندية الرياضية والثقافية والعلمية لاكتمال ونضج شخصيتهم خاصة مع الوضع الخطر والتحديات الجسيمة التي تستهدف شبابنا اليوم وتجعلهم عناصر تخريب أو أيدي للإجرام والانحراف . برامج توعوية * الداعية إبراهيم العلفي أكد في حديثه على أهمية تفعيل دور المساجد والمراكز بإقامة دورات وبرامج توعوية في المدارس تحذر الشباب من مسالك التطرف وبؤر الانحراف وتبين لهم التداعيات المدمرة والمهلكة لهذه الظاهرة على الفرد والمجتمع ككل , ودعم مواهب الشباب وتنميتها وتطويرها في نهجها الصحيح ليغدون أفراداٍ منتجين فيهم الصلاح والخير لوطنهم لا عالة على مجتمعهم !!ص