الرئيسية - محليات - تعز.. أسواق ومراكز تجارية تفتقر لأبسط شروط ومواصفات السلامة
تعز.. أسواق ومراكز تجارية تفتقر لأبسط شروط ومواصفات السلامة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

عندما تتحول بدرومات المباني إلى مراكز تجارية عامة فهنا نستطيع القول بكل بساطة وصراحة تكمن الكارثة فما هو معروف لدى الجميع وغير خافُ على أحد أن تلك البدرومات المخصصة بالفعل لمواقف السيارات أو لغرض تخزين البضائع تظل غير مهيأة بتاتاٍ لمزاولة مهن العمل الحر بموقعها الخالي من فتحات التهوية للأكسجين ومن كافة المواصفات والاشتراطات الصحية وقواعد وأنظمة السلامة ومواجهة الطوارئ من الحرائق وغيرها لتتحول بمزاجيه وارتجالية إلى مراكز تجارية عامة تضم العشرات وإلى ما يقارب المئات من المحلات التجارية والبسطات والتي تباع فيها السلعة وتشترى سواء أكان ذلك في وضح النهار أو في جنح الليل في الشتاء أو في الصيف في الحر والبرد على السواء فلا وجود لأي اختلافات المهم انه قد أصبح سوقاٍ تجارياٍ كبيراٍ ولا داعي لما يحدد ويقر وينص من معايير وأنظمة وقوانين تقضي بمنح التراخيص أو منعها ومواصفات كافية لشروط توفر تدشين افتتاح العمل في المراكز التجارية العامة. فما حدث في المركز التجاري البدروم في منطقة التحرير بمديرية المظفر بتعز من حادثة الحريق الهائل في المركز وما خلفه من خسائر وأضرار كبيرة وفادحة يعد اكبر برهاناٍ يؤكد ذلك فمن هو المسؤول عن منح التراخيص بمزاولة العمل في افتتاح هذه المراكز العشوائية التي تمارس العمل في تلك المراكز منذ سنوات دون رقيب أو حسيب وأين دور الجهات المعينة الغافلة عن مثل هذه القضايا وما هو الأثر الصحي السلبي المهدد لصحة الإنسان في العمل في هذه الأماكن المغلقة…تساؤلات قمنا بتوجيهها للمختصين في المحافظة تعزفي إطار هذا التحقيق….وهاكم حصيلته:

في البداية يؤكد المهندس/ عبدالقادر حاتم ـ وكيل محافظة تعز للشئون الفنية والبيئيةان تحول هذه البدرومات إلى أسواق تجارية هو لم يأت كما هو منصوص ومتفق عليه بحسب العقد الذي ابرم بين مالكي بدرومات المباني من المستثمرين وبين الدولة وذلك بحسب النظام والقانون الذي ينص على أن هذه البدرومات تكون مخصصة لمواقف السيارات فقط لخدمة هذا المبنى الاستثماري أياٍ كان وبأي مكان حيث أن قانون الأشغال العامة والذي يحدد نسبة 25 % من المبنى بعد أن يصل إلى ارتفاع خمسة طوابق تؤخذ فيه بالتالي إنشاء بدروم مخصص لمواقف السيارات ولكن للأسف الشديد هذا جانب فساد كان وراؤها المستثمرين بمحاولة إغراء المختصين وتحويل هذه البدرومات إلى أسواق تجارية ونحن بدورنا كسلطة محلية سنقوم بإعادة النظر وإلزام المستثمرين بالعمل بحسب العقود المبرمة وبحسب النظام والقانون الذي يحدد هذه المهمة. وأضاف حاتم” حقيقة قامت السلطة المحلية قبل حوالي فترة ست سنوات مضت بتعز بعمل خطة لتنظيم الأسواق العشوائية ولاقت هذه الخطة بحملاتها المتواصلة التي نفذت طوال تلك الفترة نجاحا كبيرا فقد تم ترفيع الأسواق العشوائية غير المنظمة والموجودة في المحافظة وفي المقابل العمل على ترتيبها وتنظيمها وبالتالي تم ترفيع الأسواق العشوائية جميعها من المدينة والتي كانت تكتظ بها الشوارع من الباعة المتجولين والمفرشين فقمنا بتحديد وتخصيص مواقع وأماكن خاصة وملائمة لتلك الأسواق العشوائية التي تم ترفيعها وإزالتها من المدينة مسبقا أو في تلك الفترة وتحديد أماكن بديلة أخرى في مناطق التحرير الأسفل وفي سائلة القمط ولكن للأسف الشديد حصلت معارضة في تلك الأوقات وتوجهات من نقابات ومن مواطنين في فترة كانت الأمور غير مستقرة في المحافظة خاصة وفي اليمن عموما والتي أدت للأسف بالتالي إلى عودة تلك الأسواق العشوائية. إجراءات سريعة وأكد أن السلطة المحلية بالمحافظة بصدد إعادة النشاط لجهود خطة تنظيم الأسواق العشوائية بالمحافظة وحملاتها المكثفة للقضاء على تلك المظاهر المشوهة للمدينة باعتبارها أضحت عاصمة لليمن الثقافية وكما كان في سابق عهدها واتخاذ الإجراءات السريعة للعمل على ترفيع وتنظيم تلك الأسواق العشوائية من المدينة وذلك في سبيل إعادة تلك الفترة النظامية التي أوجدتها السلطة المحلية بالمحافظة سابقاٍ والقضاء على هذه العشوائيات المشوهة للمظهر الجمالي للمدينة سيما منها المتعلقة بالمباني…مشيراٍ إلى انه تم في الوقت الراهن الحالي العمل على توقيف عدد لا يستهان به من هذه المباني العشوائية وإزالة الكثير من المباني المخالفة ويجري العمل حالياٍ لاستخراج استخراج احكام من المحكمة وقرارات إدارية بإزالة الكثير من المباني المخالفة في المدينة التي تم انشاؤها في ظل الفترة السابقة وأدت إلى حدوث مثل هذه الإشكاليات وأهمها حادثة الحريق في البدروم الذي حوله مستثمر المبنى إلى سوق تجاري في مخالفة صريحة للقانون وأدى الحريق إلى خسائر مالية كبيرة وفي الأرواح وعليه فاننا خلال الفترة والقادمة سنعيد للعاصمة الثقافية تعز روحها ونشاطها السابق. تعدد جهات منح التراخيص المهندس/ فيصل مشعل ـ مدير عام مكتب الأشغال العامة والطرق بتعز من جهته قال: ” من المفروض أن أي سوق تجاري يقام يطلب منه إقامة موقف سيارات بشكل عام سواء خارجي أو ما يسمى بالبدروم بحيث لا يشترط أن يكون في البدروم بل على العكس من ذلك فالمواقف الخارجية للسيارات للمراكز التجارية تكون أفضل وأجدى وأنفع لا أن يتحول العكس بأن يصبح هذا البدروم مركزاٍ تجارياٍ وهذا مخالف للقانون ومخالفة كبيرة يعاقب القانون عليها. مؤكداٍ أنه لم يتم منح أي تصريح أو ترخيص لإقامة هذا السوق التجاري في منطقة التحرير بمديرية المظفر بتعز من مكتب الأشغال العامة والطرق بالمحافظة في استخدامه كسوق تجاري وكذا بشكل عام فالبدروم لا يتمتع أو يمتاز بمطابقة تصميمه للمواصفات المعينة لتشغيله كمركز تجاري ليسمح هؤلاء لأنفسهم بالعمل دون ترخيص أو الرجوع لمكتب الأشغال أو الجهات المختصة بالأمر وبالتالي مباشرة استخدام البدروم المخصص كمواقف للسيارات وتشغيله كمحل تجاري ولكن في حال توفر موقف للسيارات في خارج المركز التجاري وتوفر الاشتراطات اللازمة للتهوية ووجود دورة المياه وغير ذلك من إجراءات السلامة والتأمين من الحرائق ووجود فتحات للتهوية للخروج أثناء الطوارئ في تلك البدرومات يمكنهم العمل فيها وتحويلها إلى مركز تجارية. ويواصل مدير عام مكتب الأشغال العامة والطرق بتعز حديثه بالقول”حقيقة التراخيص لمزاولة المهنة كانت تمنح من قبل مكتب الأشغال بالمحافظة إلا أنها أوقفت بقرار من المحكمة العليا خلال السنوات الماضية وصارت تمنح تلك التراخيص وإصدارها للمستثمرين مباشرة من الجهات الأخرى فالمستشفيات تفتح ويتم إصدار التراخيص لها من قبل وزارة الصحة العامة والأسواق من الغرف الصناعية والفنادق من وزارة السياحة ولا يعودوا بذلك إلى مكاتب الأشغال إطلاقا فيفترض عند وجود مثلا مستشفى يتم الرجوع إلى مكتب الأشغال لكن ما هو حاصل يتم التصريح من تلك الجهات مباشرة دون علم الأشغال. صعوبة إخماد الحريق بدوره يؤكد العقيد المهندس/ أحمد عوض العسر ـ مدير فرع مصلحة الدفاع المدني بتعز منع قانون الدفاع المدني الصريح لاستخدام بدرومات المباني لمزاولة الحرف الحرة وللمسائل التجارية من حيث ان تلك البدرومات تكون مخصصة كمواقف للسيارات مما يشكل خطورة إذا ما استخدم كسوق تجاري خاصة إذا ما اندلعت فيه الحرائق فلا يستطيع أحد أن يشرع في إخماد حرائقها بسهولة كونها مغلقة وعدم وجود فتحات التهوية فيها وللخروج منها في حال حدوث طوارئ ما فهي عادة يفضل عدم وجود الناس أو إخلائها من الزحام أو أن تكون غير مكتظة بالناس ولذلك فإخماد الحرائق منها خاصة مع حدوث تلك الطوارئ يكون بصعوبة كبيرة وليست بالأمر السهل لأنه لا يوجد فيه تهويهات ولا مساحة كافية . وأضاف العسر” الحريق الذي شب مؤخراٍ في المركز التجاري بتعز يعد الأول من نوعه الذي يحدث في محافظة تعز نتيجة لأن مالك المبنى قام بالضغط على أصحاب المحلات التجارية بالبدروم فقام بقطع الكهرباء عنهم نتيجة عدم تسديدهم لفواتير الكهرباء وكذا تخلفهم عن دفع الإيجار الخاص بالمحلات في المركز في موعده المحدد ومن ثم قام أصحاب المحلات بشراء مواتير ومصابيح غازية حتى يتمكنوا من مواصلة عملهم لكننا في الدفاع المدني بالمحافظة نوضح أن سبب اندلاع الحريق في المركز التجاري هو أما أن يكون بسبب تسرب الغاز من المصابيح الغازية ما سبب اندلاع الحريق خاصة وأن المحلات التجارية في المركز تمتلىء بالمواد القابلة للاشتعال من الملابس ومن ثم في ظل أو بحسب توقعاتنا الأولية وصول الحريق إلى الموتورات ما سبب توسع الحريق وإما أن يكون الحريق بفعل فاعل ولازالت التحقيقات جارية. ويواصل حديثه” نحن في الدفاع المدني بتعز عندما قمنا بعملية الإطفاء حاولنا الدخول إلى مكان الحريق في المركز والمسارعة في إخماد الحريق ونتفاجأ بألسنة النيران وانفجار الموتورات ما سبب تعرض عدد من رجال الدفاع المدني للإصابة باضرار جسيمة في أجسادهم مباشرة قمنا بالانسحاب إلى الخلف إلى مدخل المركز والقيام بعملية إخماد الحريق فلم تف إمكانيات وقدرات الدفاع المدني بالغرض لأن إمكانياتنا محدودة جداٍ فقمنا بالاستعانة بوايتات الماء التي قدرت بحوالي(45) وايت ماء وقاطرتين من المياه تابعة لمجموعة شركات هائل سعيد أنعم وشركاهحتى رفعنا نسبة المياه في أرضية البدروم أو المركز التجاري الى حوالي( متر على الأقل) وهذا بالطبع ما ساعد في إطفاء الحريق والحد من الانفجارات التي كانت تحدثها المواتير التي يكتظ البدروم بها حيث وقد احترق في المركز عدد 44 محلا و56 بسطة وخسائر تقدر بملايين الريالات. اضرار صحية وفيما يتعلق بالآثار والأضرار الصحية السلبية التي تهدد العاملين في تلك البدرومات وكذا الأماكن المغلقة المماثلة التي تحولت إلى مراكز تجارية عامة يقول الدكتور/ محمد درهم الحكيمي ـ أخصائي باطنية رجال استشاري أمراض الدم والأورام بمستشفى الثورة بتعز.” من المهم عند تأسيس أي مشروع استثماري الالتزام بالمعايير والمواصفات والتقيد بالأنظمة ومشكلة الحريق الذي وقع في منطقة التحرير في البدروم الذي تم تحويله إلى مركز تجاري فهي الفوضى وعدم اللامبالاة فالأضرار الصحية من وجود واستخدام تلك البدرومات غير الصالحة لمزاولة العمل الحر فيها هي كثيرة منها ما يؤثر على الجهاز التنفسي صعوبات التنفس والتهابات الشعب الهوائية التنفسية هذا من دون التطرق إلى موضوع الحريق أو ما شابه فمعروف أن اليمنيين صحتهم ليست في المستوى المقبول وما يحدث في مثل هذه البدرومات مثل الرطوبة كأبسط تمثيل قد تؤدي إلى حدوث أمراض الصدر المزمنة وعدم وجود التهوية وعدم تعرض المكان أي البدروم إلى أشعة الشمس قد تؤدي إلى نسبة 70 % من التهابات الصدر بدرجة أساسية حيث أن العمل الحر في البدرومات لها إضرار صحية خطيرة وهي بحد ذاتها كارثة حقيقية سواء من حيث الرطوبة وكميات الأكسجين الشحيحة وضيق المكان وعدم وجود فتحات للتهوية للهواء ما يؤثر كثيراٍ في جسم الإنسان ويكون العاملون في تلك البدرومات معرضين للإصابة بمرض التيبي حيث إنه يصاب المريض الصحيح غير المريض بهذا المرض بسبب الرطوبة وكميات الأكسجين القليلة غير المتوفرة ومن المهم أن يكون هنالك فتحات للتهوية في مثل هذه الأماكن المغلقة. من جانبه يقول الدكتور/ زكريا الشيباني ـ أخصائي أمراض أنف وأذن وحنجرة بمستشفى الثورة العام بتعز” ان مزاولة مهنة العمل في هذه البدرومات وغيرها من الأماكن المغلقة تؤدي إلى صعوبات في التنفس والتهابات الصدر والشعب الهوائية التنفسية والتي تتسبب في حدوث مضاعفات مستقبلية تكون مرحلة علاجها صعبة جدا إضافة إلى التعرض والإصابة بالتحسسات المزمنة في منطقة الجيوب الأنفية التي تؤثر بالطبع بالإصابة بالتهابات الرئتين فالمفترض أن يقي الإنسان نفسه بالابتعاد عن هذه الأماكن المغلقة والضيقة التي تعيق التنفس وبالنسبة للرطوبة فتعد إحدى الأسباب والمشاكل التي تؤثر كليا على التهابات الصدر وكذا الإصابة بالزكام ونقص المناعة في الجسم وما ننصح به هو تجنب البقاء لفترات طويلة في مثل هذه الأماكن المغلقة التي قد تؤدي إلى مضاعفات في الجهاز التنفسي العلوي والسفلي والإصابة بالتحسسات التي يمكن أن تعمل في المستقبل مضاعفات خطيرة يكون من الصعوبة علاجها بسهوله..