الرئيسية - محليات - “أراضي تعز ” .. بين بسط النافذين وضعف جهات الضبط
“أراضي تعز ” .. بين بسط النافذين وضعف جهات الضبط
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تمثل مشكلة “الأراضي في تعز” أحد أبرز المشاكل التي تؤرق مضاجع جميع أبناء المحافظة وسلطتها المحلية وأجهزتها الأمنية عموماٍ .. فلا يكاد يمر يوم دون سماع دوي إطلاق نار هنا أو هناك ينتج عنه سقوط قتلى وجرحى نتيجة خلاف على أرض.. فقد أصبحت ظاهرة السطو والبسط على الأراضي سواء تلك التابعة للدولة أو لموطنين وسيلة معتادة وسهلة يلجأ إليها الناهبون والمتسلطون وقطاع الطرق وأصحاب السوابق للارتزاق من ورائها وترويع الآمنين ونهب حقوق الضعفاء والمساكين, في ظل تقاعس أجهزة الأمن للحد من هذه الظاهرة المقلقة وأصابع الاتهام تشير إلى وقوف قيادات أمنية وعسكرية نافذة وراء تلك الأعمال الخارجة عن النظام والقانون والتستر عليها ودعم مرتكبيها ..

يتحدث المواطن أحمد عباد من أهالي منطقة وادي جديد بمديرية القاهرة واصفاٍ ظاهرة السطو على الأراضي والاعتداء عليها في المناطق الشمالية لمدينة تعز بالمعتادة وقال: هنا في منطقة وادي جديد مثلاٍ وبعد أن يكمل الشخص من عملية الشراء للأرض والبدء بمباشرة إجراءات البناء تفاجئ بظهور عصابات مسلحة بعضها تدعي ملكيتها للأرض والبعض الآخر تطلب حق الحماية وتحت تهديد السلاح .. ويضيف عباد: وبسبب ضعف الأجهزة الأمنية وغيابها تضطر لدفع مبالغ مالية لهؤلاء وبشكل يومي حتى تتمكن من عملية التأسيس للمنزل وإكمال البناء وتسلم أمرك إلى رب الأرض والسماء. سطو بالقوة محمد علي الجندي ـ موظف حكومي ـ تحدث بدوره قائلاٍ: في تعز الجميع يشكو من عملية السطو بالقوة على الأراضي المملوكة للدولة أو الأوقاف أو الخاصة حتى أنه أصبح من الصعوبة بمكان إيجاد قطعة أرض مناسبة لإقامة مرفق عام فيها بل إن قيادة السلطة المحلية بالمحافظة لم تتمكن من إيجاد أرضية مناسبة لإنشاء مبنى المجلس المحلي بالمحافظة والسبب أن معظم أراضي الدولة والأوقاف قد تم التصرف بها ومعظم (التباب) المطلة على مدينة تعز والتابعة لأملاك الدولة تم إعطاؤها للبعض بثمن بخس وبعضها منحت هبة. ابتزاز ومعاناة الدكتور محمد علي فرحان ـ أحد سكان خط الأربعين تحدث من جانبه عن معاناته في بناء منزله والتهديدات التي تلقاها بالتصفية الجسدية إن لم يقم بدفع مبالغ مالية لمجاميع مسلحة في المنطقة التي يبني فيها.. وقال: بدأت عملية البناء بعد ان اشترينا الأرض واستكملنا كل الإجراءات القانونية ولكن مجاميع مسلحة كانت تتوافد يوميا إلينا متى ما بدأنا بالعمل ويتم إجبارنا على إيقاف العمل من خلال إطلاق أعيرة بعضهم بحجة أنهم ورثة وهم بالأساس ليس لهم أي حق وبعضهم بدون حجة وبصورة “متهبشين ومرتزقة” ويطلبون مبالغ ماليه باهضه مستغلين عدم تواجد الدولة حتى شعروا بأنهم أقوياء وحلوا محل الدولة. وأضاف فرحان : في أحد الأيام أتى إلي أحد المسلحين وقت الظهيرة وأشهر في وجهي سلاحه الناري طالباٍ مني أن أدفع له مبالغ مالية دون أي مقابل وهددني بإطلاق النار علي والفرار إلى أحد الجبال والتحصن فيها متذرعاٍ بعدم مقدرة الدولة على الوصول إليه كما فعل مع عدد من المواطنين الآخرين وبعد أخذ ورد استسلمت للأمر الواقع ودفعت المبلغ المطلوب.. لافتا إلى أنه وعند اللجوء إلى الأمن للإبلاغ عن هذه الحوادث وهذه الأعمال البلطجية يرد عليك رجل الأمن بأن مناطق وادي جديد ومناطق آخرى تحتاج إلى حملة أمنية كبيرة للنزول إليها ومطاردة المسلحين منها مما تضطر إلى الرضوخ لأعمال الابتزاز مكرهاٍ. ضعف الأمن ويؤكد الشاب بلال المنبري أن من لديه قطعة أرض عليه أن يتحمل كل المشاق وأن يدخل المحاكم لينقذ أرضه من البلاطجة والمتهبشين أو أن يستعين بمسلحين لحماية أرضه والدفاع عنها من المتهبشين والمجاميع المسلحة التي اعتادت نهب الأراضي والسطو عليها.. ويشير إلى أن قضية الأراضي أصبحت تزهق يوميا أرواح مواطنين ويوميا نسمع عن قتيل في هذه الأرضية وقتيل آخر في الأرضية الأخرى .. ويرجع المنبري أسباب ودوافع هذه الجرائم إلى ضعف الأمن وعدم ردعه لهذه الأعمال الخارجة عن القانون إضافة إلى وقوف قيادات كبيرة في الدولة ومشايخ وشخصيات نافذة خلف تلك الأعمال وممارستها لأعمال النهب لأراضي المواطنين الضعفاء أو حتى الأراضي المملوكة للدولة. عصابات لنهب الأراضي ومنطقة الحرير هي الأخرى تشكو من تواجد عصابات مسلحة لنهب أراضي المواطنين بالقوة .. حيث شكى المواطن خالد علي هزاع سطو مجموعة مسلحة على أرضيته الوحيدة التي ظل لسنوات طوال يعمل ويدخر من دخل الشهري الزهيد أملاٍ في بناء مسكن لأطفاله العشرة .. وقال: استمريت قرابة الـ 10 سنوات وأنا أجمع الريال فوق الريال لبناء مسكن لأطفالي كي استرهم وهروبا من جشع المؤجرين وسطوتهم وارتفاع مبالغ الإيجار حتى توفقت بشراء قطعة أرض صغيرة في منطقة الحرير إلا أن مجاميع مسلحة أتت برفقة أحد المشايخ المعروفين بنهب الأراضي وقامت بالسطو على أرضيتي ومنعني من البناء عليها بحجة أنها مملوكة لهم, وأشار إلى أنه قدم لهم كل ما يثبت أن الأرض ملكه إلا أن طغيانهم مستمر ومنعوني من مباشرة البناء على أرضيتي, وأضاف: الله تعالى لا يضيع حقوق الضعفاء وحاليا من نهب أرضيتي هارب والأجهزة الأمنية تطارده بسبب عدة قضايا وجرائم قتل ارتكبها وقد ألقت الأجهزة الأمنية القبض على عدد من أفراد هذه العصابة الإجرامية والآن تولد لدي تفاؤل كبير بالعودة إلى أرضيتي واسترداد حلمي وحلم أطفالي المسلوب. دعم نافذين ويرجع أحد وجهاء وأعيان منطقة الحرير الشيخ عبدالغني النجدين دوافع تلك الجرائم التي ترتكب بحق المواطنين من نهب وسلب لأراضيهم إلى ضعف الوازع الديني عند مرتكبي تلك الجرائم وكذلك ضعف أداء الجهات الأمنية والحكومية في ردع “المتهبشين” واتخاذ إجراءات صارمة بحقهم وهم معروفون للعيان .. وأضاف: الوضع أسوأ من أن تتوقع هناك قيادات أمنية للأسف الشديد تقف مشجعه ومؤيدة لهذه الأعمال وبالتالي يتشجع عمل النهب والسلب لأراضي الضعفاء وتحت تهديد السلاح وتغاضي رجال الدولة. مردفا بأن منطقة الحرير كانت من أكبر المناطق المتضررة من هذه الظاهرة وأبناؤها عانوا كثيرا بسبب ممارسات جماعات مسلحة خارجة عن النظام والقانون بأعمال بلطجة على أراضي المواطنين في العلن, منوهاٍ بأن الأجهزة الأمنية بمحافظة تعز تمكنت مؤخرا من فرض هيبة الدولة وقد تم القبض على عدد كبير من زعماء تلك المجاميع المسلحة وإيداعهم السجن لمعاقبتهم وفقاٍ للقانون. محصورون بإجراءات معينة من جانبه أرجع مدير فرع الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني بتعز الأخ محمد عتيق دوافع وأسباب زيادة أعمال السطو على الأراضي سواء تلك المملوكة للدولة أو الأوقاف أو الخاصة بالمواطنين إلى الانفلات الأمني وقلة الإمكانيات وعدم منح فرع الهيئة الصلاحات اللازمة وضبط المعتدين وكل ما نقوم به من دورنا وفقا للقانون نقوم بضبط المعتدين وعمل محضر ضبط ورفعه لنيابة الأموال العامة وهي من تجمع الاستدلالات عبر الشرطة وترفعه الى المحكمة وهذا يأخذ وقتاٍ طويلاٍ وهذا ما يتعلق بأراضي الدولة. وأضاف: نحن مكتوفون ومحصورون بإجراءات معينة تنحصر في محضر ضبط للمعتدي ونسقط المساحة ونحدد معالمها ونرفعها الى نيابة الأموال العامة, وليس لدينا صفة الضبط القضائي وليست من اختصانا ونحن نطالب النيابة بسرعة التجاوب مع بلاغاتنا لحماية أراضي الدولة.. كما أننا نرفع رسائل إلى إدارة الشرطة لضبط المعتدين ويوجد تخاذل من قبلهم. لافتاٍ إلى أن هناك قيادات كبيرة ونافذة تسطوا على أراضي الدولة وأتمنى أن تتكاتف كل الجهود لردعم وإيقافهم عند حدهم من أجل مصلحة المحافظة. معروفون لدى الجميع مدير عام شرطة تعز العميد مطهر الشعيبي تحدث من جانبه بالقول: نحن في الشرطة مهمتنا الأساسية هي ضبط الأمن والإستقرار بالمحافظة وللأسف تحولت مهمتنا لكيفية الحفاظ على أراضي الأوقاف أو أراضي الدولة أو أراضي المواطنين, وأضاف: نأمل من المحافظ والمجلس المحلي عمل دائرة أمنية خاصة لحماية الأرضي أسوة بأمانة العاصمة وتخصيص أطقم خاصة تكون خاضعة لتوجيهات مدير الشرطة والمحافظ للنزول عند وجود أي مشكلة خاصة بأراضي الدولة والمواطنين وتنفيذ الأحكام القضائية وحاليا نبذل جهوداٍ كبيرة في حماية الأراضي وهو ما أشغلنا كثيرا عن عملنا الأساسي في الجانب الجنائي وأتمنى أن تتجاوب معنا السلطة المحلية لإيجاد هذه الدائرة الخاصة بحيث نضبط الأمور ونعيدها إلى نصابها وعدم السطو على أراضي المواطنين وبدأنا نشعر بنوع من التقدم والاستقرار في هذا الجانب ولكننا غير راضين على الوضع الحالي باعتبار قضايا الأراضي تتسبب بارتكاب قضايا جنائية مختلفة منها جرائم قتل. متمنياٍ من المشايخ والشخصيات الاجتماعية في كل مديريات المحافظة أن يتقوا الله في أنفسهم وتجنب تشجيع أو نهب الأراضي, كما تمنى من رئيس محكمة الاستئناف التشديد على الأمناء الشرعيين في أعمالهم وعدم البيع لأكثر من طرف أو دون الرجوع إلى البصيرة الأصل وعدم التفريط في ممتلكات الدولة وأراضي الأوقاف. وأشار الشعيبي إلى أن هناك قيادات في القوات المسلحة والأمن وشخصيات نافذة واجتماعية هي من تعبث بالأراضي وهم معروفون لدى السلطة المحلية والأجهزة الأمنية وتم ضبط عدد منهم وإحالتهم إلى جهات الاختصاص, مؤكداٍ على أهمية تكاتف الجهود والاصطفاف ضد هؤلاء المخربين والعابثين بأمن المحافظة.. وقال : اتخذنا كثيراٍ من الإجراءات الرادعة وانضبطت الأمور إلى حد مقبول وبدأنا نخطوا خطوات متميزة بتعاون الإخوة في قيادة اللجنة الأمنية وبذلوا جهودة كبيراٍ والعمل يتطلب تضافر الجهود للقضاء على مثل هذه الظاهرة وإذا وجدت النية من الجميع من أجل استتباب الأمن سواء مثل مشاكل الأراضي أو القضايا الجنائية سنصل إلى نتائج أفضل.. لافتاٍ إلى أن تعز تشكل حالة أفضل في الوضع الأمني من المحافظات لكنها تعد من أكثر المحافظات في جرائم القتل وهذا للأسف يعود إلى عدم التفكير بالعواقب الوخيمة لحمل السلاح.