الرئيسية - محليات - أجواء إيمانية تنغصها أزمات الكهرباء والوقود
أجواء إيمانية تنغصها أزمات الكهرباء والوقود
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

بعيداٍ عن ضجيج العاصمة صنعاء ومايدور فيها كان الوضع في الريف اليمني مختلفاٍ تماماٍ فبحلول أيام النصف من شعبان اكتست هذه المدن الثوب الرمضاني مبكراٍ, ففي مدينة المحويت هذه المدينة الجميلة والوادعة أصبح جل سكانها مع إشراقة صباح الثالث عشر من شعبان صائمين في ظاهرة مجتمعية يحرص الصغار على صومها كما الكبار , إنها الشعبانية شعيرة دينية مستحبة وتقليد مجتمعي يتوارثه اليمنيون جيلاٍ بعد آخر , لدرجة انك تظن مع إطلالة أول أيام النصف من شعبان أن شهر رمضان الفضيل حل في اليمن باكرا . مدينة المحويت عاصمة محافظة المحويت لا تزال تحتفظ بطابعها الريفي الجميل ويحافظ سكانها على العادات اليمنية والتقاليد التي درجوا عليها وخاصة ما يتصل منها بالشعائر الدينية , صيام الشعبانية تجولت بفعل الزمن وتداول الأجيال عادة دينية مجتمعية لا تعكرها هذه الأيام سوى شحة المشتقات النفطية التي أصبحت اليوم عصب الحياة . مساجد عامرة المساجد تعمر بالذاكرين خلال أيام النصف من شعبان ممن يبقون فيها لتلاوة القرآن بين الصلوات كما هو الحال في رمضان , وقليلون هم من يغادرونها في وقت الظهيرة فقلما تجد عائلة ليس بينها صائم أو أكثر من أفرادها في أيام النصف من شعبان ,ويقول الحاج أحمد مفلح أنه يظل في المسجد فترة الظهيرة حتى يؤذن للعصر لتلاوة القرآن ويقول: أجواء الشعبانية جميلة ورائعة وبقدر ما هي سنة نبوية مستحبة فقد صارت بالنسبة إلينا تقليدا توارثناه عن آبائنا وأجدادنا , وأواظب على صيام النصف من شعبان منذ صغري حيث كان الجميع في بيتنا وفي الحارة دون استثناء يصومون الشعبانية وتقام مجالس الأذكار, ولا تستطيع أن تفرق بين أجواء النصف من شعبان وأجواء رمضان بشيء , ولازال الأمر كذلك حتى اليوم وأجواء الشعبانية وصيامها تجذب الشباب حتى اليوم . وأضاف: في الماضي كنا نحس بالخجل إذا لم تصم الشعبانية أو أفطرت يوما منها لسبب معين وتداري عن الناس أنك مفطر بل وتحس بالخجل أمام أسرتك, ولا يزال هذا الإحساس قائما حتى اليوم ولا أتذكر أني أفطرتها إلا لعذر . مقايل خالية وسوق مفتوح الاختلاف بين أجواء النصف من شعبان وما عداها من الأيام يظهر جليا في خلو المقايل وتناقص أعداد الوافدين إليها وخاصة في اليوم الأخير للشعبانية الخامس عشر من شعبان والذي يتوسم الناس فضيلة كبيرة في صيامه والإكثار من ذكر الله , كما أن الاختلاف ينسحب على فترة التسوق بالمدينة إذ يواصل سوقها الرئيسي فتح أبوابه واستقبال العامة حتى الرابعة عصراٍ , وكأن شهر رمضان المبارك قد حل. ويشير سمير القبيلي بائع خضروات إلى أنه يمدد فتح محله للخضروات والفواكه إلى قبيل المغرب بما لا يقل عن ساعة ونصف بعكس الحال في الأيام العادية حيث يطوي معروضاته مع حلول فترة الظهيرة , ويرجع سمير هذا الاختلاف, إلى زخم كبير بين الناس بصيام أيام الشعبانية , ويضيف أنه يحرص على صيام الشعبانية وكل أفراد أسرته باعتبارها أياماٍ مباركة وتسبق شهر رمضان المبارك وهكذا حال الجيران كما يقول. ولا يخفي سمير قلقه من استمرار أزمة المشتقات النفطية في شهر رمضان المبارك باعتبار ذلك يؤثر سلباٍ على تجارته ويقلل من إقبال الزبائن بسبب ارتفاع أسعار الخضروات كنتيجة للأزمة وغياب مادة الديزل بوجه الخصوص . أجواء رمضانية مائدة الإفطار الشعباني لا تختلف عن مائدة رمضان , وتحرص غالبية الأسر على إحلال الجو الرمضاني على مائدة الإفطار الشعبانية وحتى أطباق الحلوى الرمضانية كالمحلبية , وكأنك تعيش رمضان فعلاٍ . ويقول عبد المجيد المؤيد: إن مائدة الإفطار في الشعبانية يجري الاهتمام بها كما لو أنها مائدة رمضانية بالفعل فحتى السنبوسة وهي تقليد رمضاني يجري عملها أو توفيرها,بعكس الحال في صيام أيام البيض من رجب أو الأيام المستحبة للصيام والتي حددتها السنة النبوية المطهرة على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم, مرجعا ذلك إلى أن كل أفراد الأسرة يصومون ولا يفطر إلا من لديه عذر . منغصات كما أن نهار الشعبانية صيام وتلاوة للقرآن ومكوث في المساجد فإن لياليها كذلك ذكر ودعاء وقيام لربِ العباد. ويعتبر الحاج محمد الذماري بأن انقطاع التيار الكهربائي وخاصة في فترة الليل هو ما ينغص الأجواء الإيمانية التي ينعم بها اليمنيون في أيام النصف من شعبان, ويقول: نحن في المحويت نعاني من انقطاع التيار الكهربائي بشكل كبير وبسبب الاعتداءات على الكهرباء فبالكاد تصل الكهرباء لنصف ساعة في الليل وتغيب ما تبقى من الوقت , وهذا العام فإن المشكلة أعمق مع استمرار أزمة المشتقات النفطية وصعوبة الحصول على بنزين لتشغيل مولدات الكهرباء المنزلية . ويتمنى على الحكومة أن تعمل بجدية لإيجاد حلول عاجلة للكهرباء فاستمرار الوضع على ما هو عليه خلال شهر رمضان المبارك لا يحتمل حسب قوله . احتفالات الكثير من المدن اليمنية تحتفى بأيام النصف من شعبان بطقوس وعادات مختلفة وتقيم البعض منها احتفالات معينة, قد لا تجد طريقها بصنع البهجة في قلوب المواطنين الذين استقبلوا أيام الشعبانية بالتزامن مع تفاقم أزمة المشتقات النفطية , فاستبدلوا البقاء في المساجد بالمكوث أمام محطات الوقود , واستعاضنوا عن الاجتماع في مقايل الشعبانية الليلية بالمكوث منفردين يراقبون شمعة أشعلوها لكسر الظلام . ويذكر عدد ممن تحدثنا معهم حول كيفية قضاء أول أيام الشعبانية بأنهم لم يفارقو محطات الوقود , وأكد محمد حيدر أنه أفطر مع مجموعة من الصائمين أول أيام الشعبانية في محطة البنزين وبين طابور السيارات , ويقول ,إنه إذا استمر الوضع على ما هو عليه في شهر رمضان فإن لن يكون بمحتمل , داعيا الحكومة إلى إيجاد حل فوري والصدق في وعودها بضخ الوقود بكميات كافية بما يسمح للمواطن بقضاء رمضان الذي يدق على الأبواب براحة بال واطمئنان.