الرئيسية - محليات - مهرجان الحسينية موروث تاريخي طواه النسيان
مهرجان الحسينية موروث تاريخي طواه النسيان
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

الحديدة / فتحي الطعامي –

تعد مديرية بيت الفقيه من المديرية ذات التي تحتل أهمية بالغة من بين مديريات محافظة الحديدة لكونها ارتبطت بأحداث تاريخية نضالية ما يزال أبناء هذا المنطقة يستذكرونها ويجسدونها في كرنفالات فنية ورياضية كما هو الحال مع مهرجان الحسينية أو بمهرجان الجاح والذي ارتبط بموسم حصاد التمر وفي المهرجانيين تتم ألعاب متعددة ومختلفة ومتنوعة وفريدة .. لكن غياب اهتمام الدولة تسبب في توقف مهرجان الحسينية للفروسية .. ناهيك من أن مهرجان الجاح الذي ارتبط بحصاد التمر بات مهددا بسبب معاناة مالكي مزارع النخيل …

    تعرف مدينة بيت الفقيه بعاصمة تهامة لما لها من تاريخ نضالي ضد الغزاة مثل البريطانيين والبرتغاليين أو ضد المعتدين كالدولة المتوكلية اليمنية التي خاض أبناء الزرانيق ( الذين يقطنون بيت الفقيه ) حروبا شرسة .. واليوم يقطنها ما يزيد عن 250 ألف نسمة يعتمد أغلبهم على مهنة الزراعة وخاصة زراعة النخيل والفل ويعمل البعض منهم في مهنة الصيد .. ويوجد بها 418 قرية تتوزع من الجاح على شاطئ البحر الأحمر وحتى القرى القريبة من جبال ذمار وريمة .. إرث طمسه الإهمال تميزت بيت الفقيه بحفاظها على الإرث التهامي وإحيائها للموروث التاريخي وفي مقدمة تلك الموروثات مهرجان الحسينية السنوي والذي يقام في منطقة الحسينية التابعة لمديرية بيت الفقيه  والذي يتم فيه بعض الألعاب الرياضية ذات الصلة التاريخية مثل سباق الهجن والقفز على الجمال وسباق الخيول والرقصات الشعبية  ورياضة سباق الجري والذي يشارك فيه أبناء الزرانيق .. ويعود تاريخ مهرجان الحسينية للفروسية إلى ثمانينيات القرن المنصرم .. وعلى الرغم من أن هذا المهرجان يعد رافدا اقتصاديا للمنطقة وأحد الموروثات التاريخية والثقافية لأبناء هذه المنطقة ولليمن كاملا إذا ما تم الاهتمام به فهو شبيه بمهرجان الجنادرية الذي يقام في السعودية .. لكن ما حدث أن هذا المهرجان الكرنفالي والشعبي والرياضي والذي تشرف عليه وزارة الرياضة وتوقف في عام 2008م وبدون أي مبرر يذكر .. فعالية ثقافية الأستاذ عبد الله الكولي مدير عام الثقافة بالحديدة قال ( نستغرب أن تهمل الدولة هذا المهرجان الجماهيري والذي كان يحضره ما يزيد عن مائة ألف مواطن يتقاطرون من مختلف المحافظات اليمنية لحضور فعاليات مهرجان الحسينية .. وطالب الكولي من الدولة بكل مستوياتها أن تعمل على إعادة مهرجان الحسينية وتطويره وبما يجعله فعالية ثقافية وتاريخية تعرض فيه الرقصات الشعبية والألعاب الرياضة وبعض الأهازيج والمشغولات اليدوية والتي تحكي تاريخ هذه المنطقة .. ) الجاح صامد وعلى نفس السياق ما يزال مهرجان الجاح ( وهي منطقة ساحلية تتبع مديرية بيت الفقيه ) يتم فيها إقامة مهرجان سنوي في شهر أغسطس بمناسبة انتهاء موسم جني التمور .. حيث يجتمع كل مواطني بيت الفقيه للاحتفال بتمكنهم من الاستفادة من عامهم في حصاد التمور … وما يزال مهرجان الجاح صامد رغم تدهور الزراعة في بيت الفقيه نظرا للأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها المزارعون وفي مقدمتها انعدام الديزل وغياب اهتمام الدولة بالزراعة .. غياب الاهتمام مساحات شاسعة وتربة خصبة وأشجار تمتد أعمارها لعشرات السنين من أشجار النخيل كل ذلك جعل من بيت الفقيه رافدا اقتصاديا للبلاد بسبب وجود الملايين من أشجار النخيل المنتشرة في أغلب قرى المديرية .. ويؤكد المواطن من أن قرية الجاح الساحلية يوجد بها ما يزيد عن مليون نخلة .. ناهيك عن عشرات القرى التي تمتلئ مزارعها بأشجار النخيل ومع ذلك فهؤلاء المزارعون ما يزالون يمارسون الزراعة كما ورثوها عن آبائهم وأجدادهم ويقومون ببيعها في الأسواق المحلية والمحظوظ منهم من يقوم بإرسال تموره إلى بعض المحافظات وعدا ذلك فإن أسواق الحديدة تمتلئ بسلات الثمور ( المناصف والخضاري وال…. الخ ) والذي يباع في الغالب بأبخس الأثمان نظرا لعدم توفير أسواق بديلة لهم عن طريق الدولة ..!! فالتنافس والذي يحصل في الأسواق على المستهلك اليمني ذو الدخل المتدني يفقد هذا المنتج قيمته ويباع بأسعار متدنية .. المزارع علي سليمان ( احد أصحاب مزارع النخيل ) يقول ( المعاناة التي نعانيها تبدأ بعدم قيام الدولة بتزويدنا بالكمية الكافية لمادة الديزل إضافة إلى عدم وجود مصانع تبريد لاستقبال منتجاتنا والتي ما إن تنزل من الشجر حتى تصبح مهيأة للتلف إذا لم يتم الحفاظ عليها .. وأضاف إلى ذلك أن الدولة وحتى رأس المال الخاص إلى الآن لم يقم بالاهتمام بهذه المنتجات وإدراجها ضمن الصادرات إلى دول الجوار فما يتم إخراجه إلى دول الجوار وخاصة المملكة العربية السعودية يعد بسيطاٍ وقليلاٍ جدا مقارنة بالكميات التي تتدفق على الأسواق المحلية .. ) وأضاف علي سليمان (  أحنا نقول للدول هذه ثروة لنا ولكم وعدم الاهتمام بهذه المنتجات يخسرنا ويخسر البلاد .. نحن نريد توفير ثلاجات لحفظ التمور ومن ثم بيعها في السوق المحلية سواء في الموسم أو في بقية أشهر السنة وكذا عمل خطة لتصدير التمور إلى دول الجوار .