الرئيسية - محليات - الدار الأعجوبة
الدار الأعجوبة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تقع دار الحجر في وادي ظهر أحد منتزهات صنعاء الواقعة في الجهة الشمالية الغربية على بعد 14 كم ويشتهر هذا الوادي بروعة تضاريسه وخضرة بساتينه المنتجة للفواكه والأعناب المتنوعة وما يزيده جمالا وروعة دار جميلة فوق قمة صخرية في أعلاه عرفت بدار الحجر نسبة إلى الصخرة الجرانيتية التي بنيت عليها الدار . ويروي المؤرخون أنه بني في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي على يد علي بن صالح العماري عام 1736-1798م وذلك على أنقاض قصر سبئي قديم كان يعرف بحصن ذي سيدان الذي بناه الحميريون عام 3000 ق. م ودمر الحصن على يد الأتراك قبل أربعمائة عام وأعيد ترميمه في بداية القرن العشرين بعد أن توارثه عدد من الملوك اليمنيين ويعد حاليا معلما سياحيا يقصده الآلاف من أنحاء العالم. ويتكون القصر من سبعة ادوار متناسقة بتصميمها مع التكوين الطبيعي للصخرة أساس البنيان مما يدل على روعة التصميم وتناغمه وتستقبلك عند بوابته شجرة (الطالوقة)المعمرة التي يقدر عمرها بـ 700 عام أما المفرج فقد شيد بنفس طابع المفارج الموجودة في صنعاء القديمة ومفارج كوكبان وعبر منحنيات وسلالم من خلالها يصل الزائر إلى داخل الدار الذي يتكون من 35 غرفة موزعة على مختلف الطوابق وهي عبارة عن دواويين ومناظر وصالات وقد صممت السلالم داخل الدار بشكل فني وإبداعي متميز ومرتبطة ببعضها البعض من فوق الصخرة حتى أسفلها. ويقال إن الأتراك عندما أتوا لليمن فضلوا أن يسكنوا في هذه الدار لفنها المعماري المتفردة بها عن غيره والوادي الذي يشكل مع بقية المواقع والمناظر المحاطة به كحديقة وبستان لسكان وزوار هذا القصر التاريخي نتيجة لما تمتاز به هذه الأماكن الجميلة من الخضرة المستديمة بحيث اشتهر الوادي بزراعة العنب والفرسك والسفرجل بالإضافة إلى أشجار الدوم العملاقة . يعد الذهاب إلى دار الحجر متعة وروعة لا تخلو من المغامرة والاستكشاف ففيها الاستمتاع بما حبا الله تلك المنطقة من جمال وبهاء.. وفيها أجمل صور الإبداع والمغامرة بين أحضان الطبيعة بجبالها الشاهقة والأشجار المنتشرة والأجواء الخلابة .. والسفر إليها مع عبق التاريخ وأصالة الماضي وجمال الحاضر وعفوية الحياة اليومية وهي تعد تجربة قد لا تتكرر أبدا في الحياة.. فعندما تذهب إلى هناك تحس بأنك ببلد آخر.. مناخ مختلف .. نمط بناء مختلف.. عالم مختلف.