الرئيسية - الدين والحياة - الأيتام.. مآس تحكي قسوة الحياة وتحجر القلوب
الأيتام.. مآس تحكي قسوة الحياة وتحجر القلوب
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

■تحقيق / أسماء حيدر البزاز – علماء ودعاة : كفالة اليتيم تورث الفردوس والسعة في الرزق والبركة في العمر وترد المصائب مروان سنان طفل في ربيعه التاسع, غادر طفولته وترك مدرسته إلى أحضان الشوارع والجولات فتارة يبيع المناديل الورقية وتارة الصحف , يحكي لنا عن سبب امتهانه هذه المهنة بالقول: توفي والدي منذ ثلاث سنوات إثر مرض عضال ألم به , وأنا أكبر إخوتي البالغ عددهم ثلاثة , فبعد أن طردنا عمي (أخو والدي) من المنزل بحجة عجزنا عن دفع إيجار المنزل المقدر بأربعين ألف شهرياٍ , وهكذا وجدت نفسي المسئول الأول عن أمي وإخوتي بعد أن تجهم لنا الأقربون وأنكرنا من كانوا لنا بالأمس أولى الناس قرابة وصلة ,, أطفال أيتام بالجملة أفرزهم الوضع المشحون بالصراعات والحروب والاقتتال والنزوح والأمر الذي زاد من مآسيهم ومعاناتهم , هو غياب روح التكافل المنطلقة من دعوة الإسلام التي جاءت قبل 1400 عام تجر البشرى لكافل اليتيم برفقة خير البرية في الجنة , ومع اقتراب حلول شهر الخيرات تبقى كفالة الأيتام من أعظم الأعمال قربة إلى الله. تحجرت قلوبهم الطفلة اليتيمة فاطمة أحمد قاسم – 12 عاماٍ – تشكو هي الأخرى من واقعها بألم تخفيه حرى دموعها المنهمرة قائلة: توفي والدي إثر الأحداث في منطقة الحصبة بعد أن استقرت رصاصة طائشة في رأسه أردته على التو قتيلاٍ , وما أن توفي والدي حتى تدهور بنا الحال وبدأنا نمد يد السؤال والحاجة, فلا منظمات تدعمنا ولا جمعيات ولا جهات حكومية اللهم إلا ما يجود به علينا أصحاب الخير من مواد غذائية بين موسم وآخر والناس من حولنا تحجرت قلوبهم ولو فكروا بنا بحسبة أبنائهم لاستشعروا المرارة التي نكابدها برحيل والدنا وحالنا من بعده. رفقاء الفردوس يتحدث لنا عدد من العلماء والدعاة عن عظمة الإحسان إلى اليتيم خاصة في هذه المواسم متضاعفة الأجور والحسنات , حيث يستهل العلامة مصطفى الريمي حديثه معنا بقوله تعالى: (وِاعúبْدْوا اللِهِ وِلا تْشúركْوا به شِيúئاٍ وِبالúوِالدِيúن إحúسِاناٍ وِبذي الúقْرúبِى وِالúيِتِامِى) وقوله عز وجل: (وِيِسúأِلونِكِ عِن الúيِتِامِى قْلú إصúلاحَ لِهْمú خِيúرَ وِإنú تْخِالطْوهْمú فِإخúوِانْكْمú) موضحاٍ : إن الله تعالى جعل الإحسان إلى اليتامى قربة من أعظم القربات ونوعاٍ عظيماٍ من البر فقال (لِيúسِ الúبرِ أِنú تْوِلْوا وْجْوهِكْمú قبِلِ الúمِشúرق وِالúمِغúرب وِلِكنِ الúبرِ مِنú آمِنِ باللِه وِالúيِوúم الآخر وِالúمِلائكِة وِالúكتِاب وِالنِبيينِ وِآتِى الúمِالِ عِلِى حْبه ذِوي الúقْرúبِى وِالúيِتِامِى وِالúمِسِاكينِ وِابúنِ السِبيل وِالسِائلينِ وِفي الرقِاب وِأِقِامِ الصِلاةِ وِآتِى الزِكِاةِ وِالúمْوفْونِ بعِهúدهمú إذِا عِاهِدْوا وِالصِابرينِ في الúبِأúسِاء وِالضِرِاء وِحينِ الúبِأúس أْولِئكِ الِذينِ صِدِقْوا وِأْولِئكِ هْمْ الúمْتِقْونِ) ويكفينا أيضاٍ بشارة رسولنا الأكرم محمد صلوات الله عليه وآله بأن كافل اليتيم رفيقه بالجنة ” أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين “وأشار بالسبابة والوسطى” “ومن مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله كان له بكل شعرة مرت عليها يده حسنات ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين”. مستطرداٍ قصة الرجل الذي شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم قسوة قلبه فأوصاه أن يمسح رأس اليتيم , ولهذا حرم الله الاعتداء على الأيتام فقال تعالى: (وِلا تِقúرِبْوا مِالِ الúيِتيم إلا بالِتي هيِ أِحúسِنْ حِتِى يِبúلْغِ أِشْدِهْ). نعيم الدنيا والآخرة من جهتها تطرقت الداعية إيمان أحمد ياسين – جامعة القرآن الكريم وعلومه – إلى الخير الذي يلحق كافل اليتيم في الدنيا والآخرة من رجال الخير والجمعيات والهيئات والمنظمات ومن ذلك أنها تعزز روح التكافل الاجتماعي والإنساني والأخوي بين المسلمين وتعمل على ترقيق القلب وإزالة القسوة عنـــــه وتزكي مال المسلم وتطهره وتهبه زيادة في الرزق وفيها حفظ لذرية الكافل وقيام الآخرين بالإحسان إلى أبنائه وفي إكرام اليتيم دليل على محبة الرسول كونه عاش يتيماٍ وفيه امتثال لأمره وتكفير الذنوب وستر العيوب والظفر بمحبة الله ورضاه. طريق الرحمة وأما العلامة حسين المنتصر فقد استهل حديثه بقوله صلى الله عليه وآله وسلم “الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله” و”كالقائم الذي لا يفتر وكالصائم الذي لا يفطر” أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ¿ ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك يلن قلبك وتدرك حاجتك ” . فمن كانت له القدرة والاستطاعة فليبادر إلى كفالة الأيتام (يِسúأِلْونِكِ مِاذِا يْنúفقْونِ قْلú مِا أِنúفِقúتْمú منú خِيúرُ فِللúوِالدِيúن وِالأقúرِبينِ وِالúيِتِامِى وِالúمِسِاكين وِابúن السِبيل وِمِا تِفúعِلْوا منú خِيúرُ فِإنِ اللِهِ به عِليمَ) . موضحاٍ : إن كفالة اليتيم تكون بضم اليتيم إلى حجر كافله أي ضمه إلى أسرته فينفق عليه ويقوم بتربيته وتأديبه حتى يبلغº لأنه لم يتم بعد الاحتلام والبلوغ وهذه الكفالة هي أعلى درجات كفالة اليتيم حيث إن الكافل يعامل اليتيم معاملة أولاده في الإنفاق والإحسان والتربية والعطف والحنان وله من الله عظيم الجزاء في الدنيا والآخرة.