الرئيسية - محليات - تسريب اسئلة اختبارات الثانوية ..انتهاك لحصانة العملية التعليمية
تسريب اسئلة اختبارات الثانوية ..انتهاك لحصانة العملية التعليمية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

لم يكد طلبة الشهادة الثانوية يفيقون من صدمة تأجيل امتحان مادتي الجبر والهندسة والجغرافيا على اثر تسرب اسئلتهما ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي حتى اصيبوا بصدمة اخرى اشد وقعا بعد اعلان وزارة التربية إلغاء امتحانات مادتي التفاضل والتكامل والتاريخ نتيجة تسرب اسئلتهما وبحيث تعاد امتحانات مادة الجبر والهندسة يوم 28 يونيو والجغرافيا يوم الخميس 26 يونيو والتاريخ يوم 28 فيما مادة التفاضل والتكامل يوم 30 يونيو بعد ان كانت اعلنت عن امتحان مادتي الرياضيات يوم السبت 28 يونيو ثم عدلت عن القرار يوم امس. ويشعر الطلاب في ظل هكذا وضع بتخوف وقلق على مصير نتيجتهم العامة سيما وان التربية ألغت جميع اسئلة بقية المواد التي لم يتم إجراء الامتحانات فيها واستعاضتها بأسئلة اخرى ونماذج جديدة ويعللون تخوفهم بما سيرافق نماذج الاسئلة الجديدة من اخطاء ومن صعوبات عليهم كون الفترة الزمنية لإعداد نماذج الاسئلة الجديدة وطباعتها قصيرة جدا وبالتالي فإنها كما يقولون لن تخلو من الاخطاء والاشكاليات الاخرى. ويتمنون على وزارة التربية ان تراعي ابناءها الطلاب عند عملية التصحيح وان لا تحملهم أي وزر أو ذنب لما حصل فتعمد الى تصعيب الامتحانات المتبقية عليهم وعدم مراعاتهم عند عملية التصحيح… المسؤولون في وزارة التربية والتعليم اعتبروا ما حصل استهدافاٍ لقيادات الوزارة ولجهود العاملين فيها وليس لغرض الغش .. واكدوا ان التحقيقات لا تزال جارية مع المتورطين المشتبهين الذين قاموا بتسريب اسئلة الامتحانات حيث تمت إحالة أكثر من 350 تربوياٍ من القائمين على الامتحانات إلى التحقيق لتورطهم في الإخلال بالعملية الامتحانية وفور انتهاء التحقيقات معهم سيتم كشفهم للرأي العام واحالتهم للأجهزة القضائية لإنزال اقصى العقوبات بحقهم على ما ارتكبوه واكدوا ان الوزارة اتخذت كافة التدابير والاجراءات في اعداد اسئلة ونماذج الامتحانات البديلة للمواد المتبقية للقسمين العلمي والادبي وطباعتها بسرعة فائقة وبسرية تامة لضمان عدم تسربها مجددا وبحيث تصل الى المراكز الامتحانية في الوقت المحدد . وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالرزاق الأشول اكد ان ما حصل لن يمر دون عقاب ولن نتهاون مع كل من يثبت تورطه في عملية تسريب اسئلة الامتحانات وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة إزاءهم كما اكد ان الوزارة ستراعي هذا الجانب بالنسبة للطلاب في بقية المواد التي لم يتم امتحانها او التي تم إلغاء الامتحانات فيها وتأجيلها سواء في نماذج الاسئلة البديلة او اثناء عملية التصحيح … وكانت واقعة تسريب امتحانات مواد الرياضيات للقسم العلمي والجغرافيا والتاريخ للقسم الادبي وما رافقها من إرباكات في العملية الامتحانية دفعت بالوزارة إلى الغاء اسئلة الامتحانات في عموم المحافظات لبقية المواد الاخرى خوفا من تسربها هي الاخرى . تربويون وموجهون اعتبروا تسريب اسئلة الامتحانات سقوطاٍ اخلاقياٍ وفساداٍ كبيراٍ وكارثة في حق التعليم وجريمة بحق وطن وجيل بأكمله وتخفي الكثير من الاستهانة والاستخفاف بحصانة العملية الامتحانية ووجود جهة رقابية عليها.. ناهيك عن الصدمة الكبيرة والاضرار النفسية في اوساط الطلاب والطالبات الذين يعيشون اوقاتاٍ عصيبة. كلها خوف وقلق وستنعكس – بلاشك- سلبا على مستوى ادائهم في امتحانات المواد المتبقية .. ويستغربون من بعض الاجراءات التي اتخذتها قيادات الوزارة مؤخرا ومنها انشاء كنترول ومطبعة سرية في عاصمة كل إقليم لاختبارات المرحلة الثانوية. ووضع خطة لتنمية قدرات العاملين في المطابع والكنترولات التي سيتم انشاؤها في كل إقليم بحيث تؤدى الاختبارات بكفاءة ومهارة عالية وكذلك اعتماد 50% من درجات الاختبارات الصف الثالث ثانوي و 50% من محصلة الطلاب في الصفين (أول ثانوي – ثاني ثانوي ) ابتداء من العام القادم… ويرون ان مثل هذه الاجراءات والقرارات ليس محلها الآن فماذا يمكن ان تعالجه هذه الاجراءات بالنسبة لما حصل في امتحانات هذا العام وكان ينبغي كما يقولون ان تتركز الاجراءات في معالجة ما جرى من تسريب للامتحانات وماهي البدائل الآنية لتجاوز ماحصل في الوقت الراهن وبالنسبة للعام المقبل لا يزال الوقت مبكرا للإجراءات التي سيتم اتخاذها والتي تم ذكرها آنفا .. وهو ما يدلل على حالة الارتباك والتخبط التي تعيشها وزارة التربية كما يقولون.. وكانت مصادر تربوية اشارت الى أن أسئلة امتحانات الثانوية العامة لهذا العام طبعت في مطابع خاصة وليس كما هو معتاد طباعتها في المطبعة السرية التابعة للوزارة كما يجري كل عام وان التسريب جاء من هذه المطابع غير أن المسؤولين على الامتحانات اكدوا أن الأسئلة طبعت في المطبعة السرية التابعة للوزارة وأن تسريب اسئلة الرياضيات والجغرافيا ربما جاء عن طريق احد او بعض العاملين في المطبعة السرية في حال لم يتم فتح أي ظرف من ظروف الاسئلة المختومة بالشمع الاحمر. وبالتالي فإن ما حصل من تسريب لأسئلة الامتحانات كان يقتضي تغيير جميع نماذج الامتحانات للمواد المتبقية في القسمين العلمي والادبي.. ويؤكد مسؤولون تربويون ان لجنة التحقيق تستطيع معرفة المتورطين في تسريب اسئلة الامتحانات بسهولة من خلال إعادة مظاريف المواد المعلن عنها فالظرف الذي تم فتحه وكشف محتواه لا يمكن اعادته كم كان طالما هو مختوم بالشمع الاحمر كما لا يستبعدون حدوث تصوير للأسئلة بالتلفونات اثناء ادخال الأسئلة إلى المظاريف أو احتمال ان يكون التسريب تم من المطبعة السرية وكلها تفسيرات وتكهنات.. وعموما فإن نتائج التحقيقات ستكشف من هم وراء هذه العملية الاجرامية والمهم هو سرعة اعلان نتائج التحقيقات وكشف المتورطين بعيدا عن التعتيم والتعميم وبحيث يتضح للرأي العام ابعاد وخفايا هذه التسريبات التي مثلت انتهاكا صارخا لحصانة العملية الامتحانية ..