الرئيسية - محليات - أبناء رداع بين فكي كماشة داء الكلب وغياب السلطة المحلية
أبناء رداع بين فكي كماشة داء الكلب وغياب السلطة المحلية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

ظهرت في الآونة الأخيرة في مدينة رداع مشكلة انتشار الكلاب الضالة وبشكل مخيف ومفاجئ وتزامنت هذه الظاهرة مع وجود عدد من الكلاب المصابة بداء السعار مما يضاعف المخاوف من ازدياد حالات المرضى المصابين بداء الكلب نتيجة تعرض عدد من الأطفال وبعض كبار السن لعضات الكلاب التي ربما تكون بعضها قاتلة ونظرا لعدم وجود مراكز متخصصة لمعالجة داء الكلب ومحدودية كميات العلاج المقررة لوحدة مكافحة داء الكلب برداع ولخطورة هذه الظاهرة أجرت “الثورة” هذه اللقاءات مع المواطنين والجهات المختصة لتدارس هذه الظاهرة ومناقشة سلبياتها وأبرز المعالجات للحد منها فإلى التفاصيل: المواطن أحمد سعيد عبدربه الواقدي كان أول المتحدثين حول هذه الظاهرة حيث قال: بينما كنت في طريقي إلى شارع حزيز بوسط مدينة رداع فوجئت بمجموعة من الكلاب تعترض طريقي فقمت بضربها بالعصا فاجأني أحد الكلاب بعضة بسيطة في ساقي اليمنى لكنها ليست مؤثرة وبعد حوالي يومين داهمتني حمى شديدة وتصبب للعرق ودوخة قوية وحينها كانت الإذاعة تبث موضوعا عن أعراض داء الكلب وعدم التساهل فيه فذهبت إلى المستشفى الخاص وأخبروني أن ذلك من أعراض عضة الكلب التي ما كان ينبغي التأخر عن معالجتها وقد أفادوا أن اللقاح موجود بالمستشفى الحكومي فذهبت إلى هناك فأبلغني المختصون أنه لا يوجد معهم لقاح ويمكن أن أسافر إلى ذمار لأنه موجود لديهم فتوجهت إلى مستشفى ذمار العام وفي البداية رفضوا قبولي بحجة أنني من محافظة أخرى وبعد أخذ ورد تم إعطائي اللقاح الخاص بهذا المرض وهو على فترات وأضاف الواقدي: ما يحصل في الوقت الراهن في مدينة رداع يستدعي أن يكون هناك جهد للمسؤولين وذلك لسرعة توفير اللقاحات وخصوصا أن هناك حالات لا تحتمل التأخير . مظاهر مشوهة ومن جانبه تحدث الأخ صلاح قائد الحطبي بالقول: تنتشر في أحياء وشوارع مدينة رداع أعداد كبيرة من الكلاب الضالة التي باتت تشكل منظرا مؤلما ومشوها وتهدد حياة أطفالنا ورجالنا ونسائنا نتيجة الأمراض الخطرة التي تصاب بها وتنقلها للإنسان وهنالك مشاهد مؤسفة عندما ترى الكلاب وهي تأكل من القمامة وتوزعها وتتناثر القاذورات والمخلفات هنا أو هناك في مناظر سيئة للغاية وهذا الأمر يستدعي من المجلس المحلي وإدارة البلدية أن تقوم بعمل حل لهذه الكلاب التي تجتاح الشوارع وتعبث بالقمامة وتبعثرها وتشوه مناظر شوارعنا وإلزام أصحاب المسالخ والجزارين بوضع مخلفاتهم في أكياس محكمة الإغلاق وذلك حتى يتم نقلها عبر قلابات القمامة إلى المقلب المخصص لذلك وعندي مقترح بعمل حملة موسعة للتوعية بمخاطر ظاهرة ازدياد الكلاب في مدينة ردع والمبادرة إلى إخراجها أو إبادتها والالتزام بنظافة الشوارع كليةِ وتوعية الناس بما للكلاب من أضرار أكثر من منافع الحراسة. خطأ طبي أما الأخ علوي محمد حسين النجار فيقول: قبل حوالي الأسبوعين حضرت إلى مستشفى رداع ومعي ولدي وقد تعرض لعضة كلب وهو في طريقه إلى المدرسة وقد تم إعطاؤه الجرعة الأولى من اللقاح على أن نقوم بشراء بقية الجرع من خارج المستشفى الحكومي حيث والكمية كما اخبرونا محدودة لديهم وقد قام الطبيب المعالج بإعطاء اللقاح دون عمل فحص الحساسية أو التحسس فبدأ جسم ولدي بالاحمرار وبدأت الحكة وتطورت حالته إلى ضيق تنفس وذلك أثناء عودتنا إلى البيت فقمت على الفور بإسعافه إلى أحد المستوصفات الخاصة وقد أكد الأطباء أنه لولا عناية الله تعالى والمسارعة في إسعاف ابني لكان الآن في عداد الموتى حيث تم إعطاؤه جرعة اللقاح دون فحص التحسس أو وجود الترياق المناسب الذي يساعد على التخفيف من قوة الجرعة وهذا كله بسبب عضة كلب وما أعقبها من خطأ طبي. فيروس داء الكلب الأخ محمد علي السليماني مسؤول جمعية حماية البيئة والإنسان تحدث بدوره عن أسباب وأعراض داء الكلب ودور الجمعية في الحد من هذا الداء قائلاٍ: ينجم داء الكلب عن فيروس يصيب الحيوانات ومن الممكن أن نعثر على هذا الفيروس في الحيوانات البرية كما يمكن لهذا الفيروس أن يصيب الكلاب والقطط وحيوانات المزرعة وينتقل الفيروس الذي يسبب داء الكلب عن طريق اللعاب ومن الشائع أن يصاب الإنسان بداء الكلب نتيجة عضة حيوان مصاب. ونطلق على الحيوان المصاب بالكلب اسم “حيوان مسعور” أو “حيوان كلب” ويجب الانتباه من الحيوانات البرية التي لا تجري مبتعدة عندما ترى الإنسان فقد يكون هذا السلوك دليلاٍ على إصابتها بداء الكلب. كما يمكن أن يتعرض الإنسان أيضاٍ لهجوم من حيواناته الأليفة. يمكن أيضاٍ في حالات نادرة أن ينتقل فيروس الكلب إلى الإنسان إذا تساقط لعاب الحيوان المصاب فوق جرح أو خدش في جلد الإنسان ومن الممكن أيضاٍ أن يصاب الإنسان بداء الكلب إذا وقع اللعاب الحامل للفيروس وحدث تلامس مباشر بينه وبين أسطح الجلد الرطب التي تدعى بالأغشية المخاطية إلا أن الإنسان المْصاب بداء الكلب لا يمكن أن ينقل العدوى إلى الأشخاص الآخرين. وفي حالاتُ نادرة جداٍ يمكن انتقال فيروس الكلب من شخصُ لآخر عن طريق زرع الأعضاء وذلك إذا كان العضو المزروع مأخوذاٍ من شخصُ مصاب بداء الكلب وأردف السليماني: إن البشر يصابون بداء الكلب نتيجة عضة كلب مسعور عادة وتجدر الإشارة إلى أنها لا تظهر في الغالب أعراض مبكرة للإصابة بداء الكلب عند الإنسان. وغالباٍ ما تظهر هذه الأعراض في وقت متأخر من المرض. وبعد أن تظهر الأعراض فإن داء الكلب يكون قاتلاٍ في العادة. تشبه الأعراض الأولى لداء الكلب أعراض أمراض كثيرة كالحمى والصداع والضعف العام ونحن بدورنا قد أعددنا برنامجا توعويا يشمل كافة الأمراض والأوبئة في المجتمع إلا أننا نواجه عدم التعاون من قبل الجهات الحكومية المختصة وذلك من اجل إنجاح برامجنا ومن ضمنها حملة لمكافحة الكلاب الضالة والتي نتمنى أن يتم اعتماد ميزانيتها من قبل المجلس المحلي وصندوق النظافة. قلة الإمكانيات الدكتور عبد السلام القصيلي مدير وحدة برنامج مكافحة داء الكلب بمكتب الصحة العامة والسكان برداع تحدث من جهته عن اللقاحات الخاصة بداء الكلب والأسباب التي تؤدي إلى انعدامها في أوقات كثيرة حيث قال: كما هو معلوم انه وفي أغلب الأحيان يتوفر لقاح داء الكلب في وزارة الصحة العامة والسكان وأحيانا لا يتوفر وذلك ناتج لسببين أولهما أن هذا اللقاح يكلف الوزارة 56 مليون ريال سنويا والسبب الثاني هو كثرة أعداد المترددين على الوحدة ونسبة الإصابات التي لا توجد لديها خلفية عن هذا الداء ولا كيفية التعامل مع عضة الكلب بالرغم من وجود الإرشادات والتعليمات عبر وسائل الإعلام أو عبر اللوحات التوضيحية. وأضاف الدكتور القصيلي أن حصة منطقة رداع ومديرياتها السبع من اللقاحات ضئيلة مقارنة بحصة مناطق ومديريات أخرى في العديد من المحافظات على أساس أننا مديرية في الوقت الذي نستقبل فيه حالات من السبع المديريات في منطقة رداع وكمية اللقاح المقررة لنا لا تتجاوز 150جرعة ومصل وعدد 50 فيالة وهذه لا تكفي مطلقا لإجمالي عدد الحالات التي نستقبلها وقد طالبنا الجهات المعنية بزيادة كميات اللقاح لكن دون جدوى. وأردف قائلاٍ: إن إجمالي عدد الحالات المصابة والمترددة على الوحدة منذ بداية العام وحتى يونيو الجاري 346حالة وبمتوسط يومي 10-12 حالة يتم استقبالها بشكل يومي ومنذ افتتاح الوحدة في العام 2012م تعرضت عدد 3حالات كانت مصابه إصابة خطيرة للوفاة. وفي ختام حديثه طالب القصيلي بضرورة التعاون مع وحدة مكافحة داء الكلب من قبل الخطباء والمرشدين والإعلاميين وغيرهم في سبيل توعية المواطنين بهذا الداء وكما طالب رجال المال والأعمال وكل الخيرين والمنظمات الداعمة للإسهام في دعم ومساندة وحدة مكافحة داء الكلب برداع ورفدها بما تحتاجه من مستلزمات ولقاحات حتى تستطيع القيام بمهامها على أكمل وجه ومن اجل الحد من هذا الداء الخطير الذي يجبر بعض أبناء رداع المصابين إلى السفر إلى عدة محافظات كذمار وصنعاء بحثا عن اللقاح خصوصا وأن ميزانية المكتب لا تكفي لمواجهة الأعداد القادمة إليها كما ناشد مكتب الأشغال العامة وصندوق النظافة بمحافظة البيضاء تبني إقامة حملة موسعة لمطاردة وإبادة الكلاب في منطقة رداع.