الرئيسية - محليات - رئيس الجمهورية: لم أسع يوما برغبة للسلطة بل فرöض علي تولي قيادة البلاد في ظروف استثنائية وخطيرة
رئيس الجمهورية: لم أسع يوما برغبة للسلطة بل فرöض علي تولي قيادة البلاد في ظروف استثنائية وخطيرة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

> مازلنا نواجه مخططات تستهدف إجهاض العملية السياسية وما حققته من نجاحات كانت وما تزال محل تقدير وإعجاب العالم

> معركتنا ضد الإرهاب أجهضت مشروع الإرهابيين في إقامة معسكر تدريب عالمي لهم في اليمن

هنأ الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية جماهير شعبنا اليمني وأبناء أمتنا العربية والإسلامية بحلول شهر رمضان الكريم .. الذي يهل علينا بإطلالته البهية الخيرة وأجوائه الروحانية النيرة ليضيف إلى حياتنا قوة إيمانية بناءةٍ تتجدد في كل عام معتبرا هذا الشهر الفضيل شهر الرحمة والمغفرة تسمو فيه النفوس وتتجذر فيه قيم المحبة والإخاء والتسامح والتكافل والتراحم وصلة القربى والجود ونبذ الفرقة والخصام. جاء ذلك في خطاب هام وجهه الأخ رئيس الجمهورية مساء أمس إلى جماهير شعبنا اليمني في الداخل والخارج وأبناء أمتنا العربية والإسلامية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك . وفيما يلي نص الخطاب: الحمد لله رب العالمين حمداٍ كثيراٍ متصلاٍ في كل وقت وفي كل حين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين المبعوث رحمة للعالمين. الإخوة المواطنون الأخوات المواطنات: يا أبناء شعبنا اليمني العظيم في الداخل وفي المهجر إنه لمن دواعي السرور والسعادة أن أتوجه إليكم في مستهل خطابي هذا وإلى أبناء أمتنا العربية والإسلامية في كل الاصقاع بالتهنئة القلبية الصادقة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك الذي يهل علينا بإطلالته البهية الخيرة وأجوائه الروحانية النيرة ليضيف إلى حياتنا قوة إيمانية بناءةٍ تتجدد في كل عام فهو شهر الرحمة والمغفرة تسمو فيه النفوس وتتجذر فيه قيم المحبة والإخاء والتسامح والتكافل والتراحم وصلة القربى والجود ونبذ الفرقة والخصام. إن هذا الشهر المبارك فرصة لإحياء المعاني الإيمانية في النفوس .. كما أنها مناسبة دينية لشحذ الهمم وخلق الأجواء الروحانية التي ترقى بقيم ديننا الإسلامي الحنيف وصدق الباري عز جل في محكم تنزيله (شِهúرْ رِمِضِانِ الِذيِ أْنزلِ فيه الúقْرúآنْ هْدٍى للنِاس وِبِينِاتُ منِ الúهْدِى وِالúفْرúقِان) صدق الله العظيم إنه شهر فضيل ومبارك أعاده الله على شعبنا ووطننا وأمتنا بالخير واليْمúن والبركات. الإخوة والأخوات : لعلكم تدركون عن يقين أنني لم أسعِ يوماٍ برغبة ذاتية إلى السلطة بل فْرضِ عِلِيِ تولي قيادة البلاد في ظروف عصيبة ودقيقة بل وخطيرة كادت تعصف بالبلاد ويلات ونذر حرب أهلية طاحنة لا يعلم إلا الله مآلها ونتائجها الوخيمة على البلاد والعباد . وإنني إزاء رغبة الشعب وقواه السياسية وتوقه للتغيير الحقيقي الذي عبر عنه شباب هذا الوطن بتضحياتهم العظيمة لبناء دولة مدنية حديثة يسود في ظلها النظام والقانون والعدالة والمساواة والشراكة في السلطة والثروة ازاء كل ذلك أذعنتْ لإرادة الشعب وتحملتْ عبء مسؤولية إدارة البلاد في ظروف لم تكن طبيعية بل استثنائية وخطيرة على كل المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية. ولأنني عاهدت الله وعاهدتكم أن أضع مصلحة الوطن والشعب فوق أي اعتبار وأن لا أدِخرِ الجهد لإعادة صياغة معالم جديدة لبناء الوطن وتحقيق طموحات الشعب بتعاون الجميع وبتضافر جهود كل القوى السياسية والاجتماعية وكل أبناء الوطن وتحقيقاٍ لتلك الإرادة الشعبية التي شهدناها في وقفة رمزية عبرت عن آمال كل اليمنيين في آخر أيام مؤتمر الحوار الوطني الشامل عندما وقف جميع أعضائه يهتفون “الشعب يريد بناء يمن جديد” وها هي معالم ذلك اليمن الاتحادي الجديد التي حددت أسسه مخرجات الحوار الوطني يجري صوغها بجد واجتهاد وبمسؤولية وطنية عالية من قبل لجنة صياغة الدستور . فإنني أْصارحكم اليوم باعتباركم سندي وعمدي بل ومصدر قوتي وإرادتي وعزيمتي التي لا ولن تِلينِ في مواصلة تنفيذ خارطة طريق مشروعنا الوطني الكبير في بناء اليمن الجديد في ظل الشراكة للجميع بلا استثناء أو إقصاء وبلا استئثار أو احتكار. إنني لا أْخفيكم بل أْصدقكم القول أنه برغم ما أنجزناه وحققناه من نتائج إيجابية في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي تمخضت عنه وثيقة تاريخية هامة وما توصلنا إليه لحد الآن في العملية السياسية الانتقالية المستندة على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية فإننا مازلنا نواجه مخططات ومحاولات غير هِينة تستهدف إجهاض هذه العملية وما أسفرت عنه من نتائج كانت وما زالت محل تقدير ودعم وإعجاب العالم بالتجربة اليمنية المتفردة والمتميزة التي كان الجميع شركاء في صياغتها وصناعة ملحمتها وإيثار مصلحة الشعب والوطن فوق كل الاعتبارات والمصالح الشخصية أو الحزبية أو المناطقية أو الطائفية الضيقة. ولعلكم تتذكرون ما حدث يوم الأربعاء الحادي عشر من يونيو الجاري في العاصمة صنعاء باعتباره حلقة جديدة من حلقات مخطط إجهاض العملية السياسية السلمية الانتقالية وضرب التجربة اليمنية المتميزة في انتهاج خيار الحوار ونبذ العنف وقعقعة السلاح بهدف إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء والعودة إلى المربع الأول بل إلى نقطة الصفر. لقد رصدنا في ذلك اليوم فقط 282 نقطة إحراق محددة داخل العاصمة صنعاء وفي كل نقطة جمعت عشرات إطارات السيارات تم توزيعها بدقة في نقاط بعينها بينما تم إفراغ العاصمة من المشتقات النفطية عن عمد وكانت عشرات القاطرات قد حْوصرت وتم احتجازها قبل ذلك بأيام وهي قادمة من الحديدة ومارب إلى صنعاء محملة بالمشتقات النفطية. كما جرى إخفاء خزانات كانت على وشك التفريغ في محطات التموين… مضافاٍ لكل ذلك … تلك الجرائم المنظمة والمتكررة في ضرب أبراج الكهرباء وتفجير أنابيب النفط في صورة لا تخطئ القراءة من قبل المواطن البسيط قبل الحصيف .. في محاولات مستمرة لتوظيف معاناة شعبنا الصابر بتلك الصورة التي شهدناها . يا أبناء شعبنا اليمني العظيم : علينا الاعتراف أننا ورثنا تِركة ثقيلة وأن هناك خللاٍ واضحاٍ في بعض مفاصل الأداء الإداري والوظيفي في الدولة نحرص جاهدين على معالجته ولن نتهاون مطلقاٍ مع المقصرين والمتهاونين في تقديم الخدمات المفروضة عليهم للمواطنين بحكم المسؤوليات المناطة بهم ونؤكد بأن الاقتصاد والإدارة هما الهاجس الأكبر لدينا ويجب أن تكون محور اهتمامنا في المرحلة الراهنة والقادمة . رغم ذلك كله إلا أنني على يقين تام وراسخ أن اليمن مهيأة بكل المقومات التي تزخر بها اقتصادياٍ وصناعياٍ وزراعياٍ وسياحياٍ وبما تجود به من ثروات نفطية وغازية وسمكية ومعادن شتى وقبل ذلك كله بما تمتلكه من مورد بشري إن أحسن إعداده ستكون واحدة من الدول التي يْعúتد بها وما علينا إلا التعاطي مع القضايا الوطنية بروحُ مفعمةُ بحب الوطن والرغبة الحقيقية في إعلاء شأنه وإيثار مصلحة تطوره ورقيه وازدهاره فوق المصالح الشخصية والآنية الضيقة والزائلة. الإخوة والأخوات : إننا نؤكد عن إيمان أن حرية الصحافة والإعلام قيمة نبيلة وعظيمة في خدمة المجتمعات والأوطان وفي تطورها ورقيها وينبغي أن تَسخر للتنوير ونشر رسالة السلام والمحبة والوئام ولا تنجر للتحريض على العنف وإثارة الفتن وتذكية الخلافات والخصومات بين أبناء الوطن الواحد بصرف النظر عن انتماءاتهم وولاءاتهم الحزبية والسياسية والمذهبية والمناطقية . ولعله لا يخفى على القاصي والداني أن ما شهدته البلاد خلال الفترة القصيرة الماضية من تعزيز لتعددية وسائل الإعلام المتنوعة المرئية والمسموعة والمكتوبة وما تضمنته مخرجات الحوار الوطني الشامل من مساحات وفضاءات واسعة لتعددية وسائل الإعلام والالتزام بمبادئ حرية الصحافة والإعلام .. وذلك التزام مبدئي لا يمكن النكوص أو التراجع عنه باعتبار حرية الصحافة والإعلام بوابة الحريات العامة والديمقراطية وليس على النقيض منهما . ومن هذا المنطلق أدعو وسائل الإعلام كافة إلى الالتزام بالأخلاق المهنية التي تضع مصلحة الوطن والعباد أولاٍ وقبل كل شيء وأن تشيع قيم التسامح والإخاء والمحبة وتنأى بنفسها عن التحريض وإثارة الفتن والشائعات بما يضر بسمعة اليمن محلياٍ ودولياٍ. يا أبناء شعبنا اليمني في كل مكان: لا يخفى عليكم حرصنا المسؤول تجاه كل أبناء شعبنا في كل مناطقه من أقصى المهرة إلى أقصى صعده وحرصنا على أمنهم واستقرارهم ورخائهم وبأننا كنا ومازلنا حريصين على معالجة كل التداعيات بتغليب لغة الحوار والحكمة على منطق الحرب والقوة لا عن ضعف أو تهاون – لا سمح الله – ولكن عن مسؤولية وإدراك وقوة مبصرة ولأننا ملتزمون بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني التي حققت للكثير من الاطراف ما لم يحقق خلال سنوات من استخدام العنف والسلاح. ونؤكد بأننا لن نسمح مطلقاٍ بأي تجاوز أو شطط أو أعمال عنف هنا أو هناك من قبل أي طرف ينال من أمن وسكينة المواطن والوطن الذي أنهكته الصراعات والحروب والمتاجرة بقضاياه العادلة.. وعلى الجميع الالتزام الكامل والصادق بما تم الاتفاق عليه لمعالجة التوترات والمواجهات الأخيرة في عمران وهمدان وأرحب وبني مطر. الاخوة والأخوات : لقد صار من الواضح والجلي لكل ذي عقل أنه ليس هناك من مخرج مما تعانيه البلاد من فتن واختلالات إلا بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني على أرض الواقع لأنها خرجت من بوتقة الإجماع الوطني وفيها المعالجات لكافة المشاكل ولأن هذه المخرجات هي الركيزة الأساسية للإصلاح الشامل وجوهر التغيير وأساسه من أجل منظومة حكم جديد تواكب عصر الحداثة ومتطلبات القرن الحادي والعشرين كما انها بمثابة إعادة صياغة حديثة ومعاصرة لمشروع الوحدة اليمنية على أساس اتحادي ديمقراطي يضمن العدالة والمساواة والإنصاف لكل أبناء اليمن في دولة مدنية قائمة على مبادئ الحكم الرشيد بعد معالجة السلبيات ورد المظالم وجبر الضرر بما يرسخ عرى الوحدة الوطنية في النفوس ويجدد معانيها وقيمها السامية باعتبارها مبادئ قائمة على الإنصاف والمواطنة المتساوية ومحققة للتطلعات المشروعة نحو العدالة الاجتماعية والحرية ودولة النظام والقانون. وبالتالي فإن ما تضمنته مخرجات الحوار الوطني من صيغة اتحادية بأقاليمها الستة انما تستهدف تجذير الوحدة الوطنية وليس العكس .. وقد جاءت مخرجات الحوار الوطني بالحلول الجذرية لتسع قضايا وطنية كبرى كانت القضية الجنوبية التي تعتبر جوهر الوحدة الوطنية على رأسها . وها نحن نشهد وبشكل مستمر تقدير ومباركة العديد من الفعاليات والقوى والشخصيات الوطنية في الحراك الجنوبي السلمي لمخرجات الحوار الوطني وهو تأكيد لمصداقيتنا وما كنا نردده دائما في إطار حرصنا المسؤول على معالجة هذه القضية على قاعدة الحفاظ على الوحدة اليمنية كأهم مكسب وطني حققه جيلنا . الإخوة والأخوات: إن واجبنا الوطني والديني يفرض علينا جميعاٍ أن نكون يداٍ بيد وعلى قلب رجل واحد في محاربة الإرهاب واستئصال شأفته الخطيرة لأن معركتنا الواسعة ضد الإرهاب مستمرة فاليمن بجيشه وأمنه وشعبه يحارب الإرهاب نيابة عن العالم ومعركتنا التي تصدرتها القيادات العسكرية وكانت في الصفوف الأولى لحملة الجيش والأمن بمؤازرة الشعب بكل فئاته لم تدك أوكار الإرهاب في محافظتي أبين وشبوة وحضرموت والبيضاء وتلاحق قياداتها ومخططي الاغتيالات في صنعاء فحسب وإنما أجهضت مشروع الإرهابيين في إقامة معسكر تدريب عالمي لهم في اليمن . لا يفوتنا في هذه المناسبة العظيمة أن نثمن عالياٍ النجاحات الباهرة التي حققتها قواتنا المسلحة والأمن في ضرب أوكار الإرهاب والجريمة وتجار السلاح والمخدرات وأن نترحم ونتذكر بإجلال وتمجيد أرواح الشهداء الأبرار الذين اغتالتهم أيادي الغدر والخيانة والإرهاب .. كما نتذكر أرواح الأماجد الذين جادوا بأنفسهم من أجل إعلاء راية الوطن وأمنه ونسأل الله جل جلاله أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته مع الشهداء والصديقين الأبرار . كما لا يفوتنا في الأخير أن نتوجه بالشكر والتقدير والعرفان لأشقائنا في مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية بقيادة أخي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والذين يؤكدون في كل وقت دعمهم ومساندتهم لليمن حتى يصل إلى بر الأمان ليظل سنداٍ وعمقاٍ استراتيجياٍ لأشقائه في مجلس التعاون الخليجي. كما نتوجه بالشكر مجدداٍ للمجتمع الدولي ممثلاٍ بمجلس الأمن الدولي والأعضاء الخمسة دائمي العضوية في مجلس الأمن على مواقفهم الثابتة والدائمة في مساندة حق الشعب اليمني في التغيير والسعي من أجل حياة أفضل والتأكيد الدائم على الالتزام بوحدة وأمن واستقرار اليمن . الإخوة والأخوات: إنها مناسبة جليلة وعظيمة أن نرفع أكْفنا إلى السماء متضرعين إلى الله جل شأنه أن يتقبل صيامنا وقيامنا ويحمي بلادنا وينصر شعبنا ويعزز عرى وحدتنا الوطنية ويقوي عزيمتنا وإرادتنا ويجعل شهر رمضان الفضيل شهراٍ مباركاٍ للجميع .

وكل عام وأنتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته