الرئيسية - محليات - مياه تعز.. بين الحفر العشوائي وإهمال الجهات المعنية
مياه تعز.. بين الحفر العشوائي وإهمال الجهات المعنية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

مديرية ماوية نموذج صارخ للاستهتار بالثروة المائية

يعتقد الكثير بأن المياه السطحية تشكل المورد الرئيسي لاحتياجات العالم من المياه ولكن في الواقع فإن أقل من نسبة 3 % من المياه العذبة المتاحة على كوكب الأرض توجد في الأنهار والبحيرات أما الجزء الأكبر والذي يمثل نسبة 97 % فإنه يوجد في باطن الأرض ويقدر بحوالي 100000 كيلو متر مكعب من المياه الجوفية التي تمثل المياه في حالة التخزين وقد تجمعت خلال قرون عديدة من إضافات طفيفة من الأمطار الساقطة سنويا وبذلك يتضح لنا أهمية المياه الجوفية كمصدر رئيسي يمكن أن يعتمد عليه إذا ما أحسن استغلاله لسد حاجة الإنسان..ص إذاٍ تصوروا محافظة برمتها كمحافظة تعز يقطنها أكثر من ثلاثة ملايين نسمة توشك مياهها الجوفية على النضوب. من هذا المنطلق قمنا بإجراء هذا التحقيق وهاكم المحصلة:

لتكن البداية مع المهندس عبدالقادر حاتم وكيل محافظة تعز للشؤون الفنية والبيئة والذي قال: إن مشكلة المياه في تعز تتعلق بمشكلة الحفر العشوائي للآبار والحمد لله استطعنا في الفترة الأخيرة الحد من هذه الظاهرة بشكل كبير من خلال وضع آلية مراقبة محددة وبالتالي سرعة تنفيذ الأحكام الصادرة ضد المخالفين والتفاعل مع القوانين العامة للهيئة العامة للموارد المائية. وأضاف: إن السبب الرئيسي لإهدار الثروة المائية لمحافظة تعز كان بسبب مزارع القات وهي المزارع التي تستنزف كمية كبيرة من المياه وقد قمنا بإحالة كثير من أصحاب هذه المزارع إلى النيابة خصوصا المخالفين منهم. واستطر: نتيجة أحداث عام 2011م فقد سهلت عملية الانفلات الأمني حينها وشجعت الكثير على القيام بعملية الحفر العشوائي إلا أننا سنعمد إلى ملاحقة هؤلاء من المخالفين واخضاعهم إلى سلطة القانون. واختتم حاتم حديثه قائلاٍ: بالنسبة لمشروع محطة تحلية مياه تعز “المخاٍ” فهناك جهود كبيرة تبذل من قبل وزارة المياه والسلطة المحلية بالمحافظة بالتعاون مع القطاع الخاص لإنجاح المشروع وذلك بناءاٍ على توجيهات الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية علماٍ بأن الدراسات الخاصة بهذا المشروع قد تمت وأصبحت جاهزة للتنفيذ ومن المقرر أن تنتج هذه المحطة بين “100 – 150” ألف متر مكعب في اليوم الواحد وهو ما سيفوق بكثير حاجة المحافظة والتي تتجاوز 45000 متر مكعب. إمكانيات محدودة ومن جانبه تحدث مدير فرع الهيئة العامة للموارد المائية بمحافظتي تعز وإب المهندس عبدالصمد محمد الشجاع قائلاٍ: تكمن مشكلة تعز تحديداٍ بالحفر العشوائي للآبار وأخرى مردها إلى سوء الاستخدام. ويتابع حديثه نحن نبذل جهوداٍ متواصلة بالتوعية بأهمية المياه بالمحافظة وعدم استنزافها سيما وأننا نعمل تحت ظروف صعبة والإمكانيات المالية المتاحة لنا محدودة جداٍ. ويضيف الشجاع: أنه في عام 2011م قام مجموعة من المخربين بالدخول عنوة إلى فرع الهيئة ونهب كامل المحتويات والتجهيزات بالمبنى والآن نسعى إلى إقناع بعض الجهات بتمويل الأثاث والتجهيزات الخاصة بالمبنى وللأسف الشديد الدولة في هذا الجانب لم تحرك ساكناٍ وتعاملت مع المسألة وكأنها لا تعنيها. واستطرد: نعكف حالياٍ على وضع دراسة تتعلق بالاستفادة من مياه الأمطار في محافظة تعز وبالتالي الاستفادة من كل قطرة فيها ومع العلم أن أحداث ثورة 2011م استغلت من قبل بعض المواطنين ممن قاموا بحفر آبار عشوائية ارتوازية بعمق 700 متر وهذه من الأسباب التي فاقمت مشكلة المياه في تعز. وواصل عبدالصمد حديثه بالقول: إننا قد قمنا بفرع الهيئة العامة للموارد المائية تعز وإب بتدريب وتأهيل العديد من الأعضاء والمنتسبين في الجوانب الإدارية والمالية والفنية وذلك بغية الوقوف على الحلول الناجعة التي تساعد أبناء المجتمع في المحافظتين على ترشيد واستهلاك المياه وأقصد هنا تحديداٍ فيما يتعلق بالحفر العشوائي للآبار الارتوازية. واختتم حديثه قائلا: مديرية ماوية بمحافظة تعز هي المديرية التي تتصدر المرتبة الأولى في الحفر العشوائي للآبار وهنا على الدولة أن تتدخل وبقوة وأن تسن القوانين الرادعة التي تحد من عملية الحفر العشوائي للآبار وللحفاظ على ما تبقى من هذه الثروة. غياب الدراسات يقول المهندس عبدالله الجندي مدير عام مكتب الزراعة والري بمحافظة تعز: بطبيعة الحال فإن عملية الحفر العشوائي للآبار ستستنفد المياه الجوفية وتقلل من عمرها الافتراضي وهي تتجنى أيضا على الأجيال القادمة كون هذه الثروة المكتنزة في باطن الأرض ليست ملكاٍ لنا أبناء اليوم فقط وإنما هي كذلك ملك للأجيال القادمة. وأضاف: أن المسألة الزراعية تقوم معتمدة في الأساس على المياه سوء كانت مياه أمطار أو مياه جوفية. وتابع القول: وللحقيقة فإن الهيئة العامة للموارد المائية قد قامت مسبقاٍ بتأسيس جمعيات في مديريات تمتاز بوجود مياه باطنية وقامت هذه الجمعيات على أساس الحد أو المنع الكامل والمطلق على عملية الحفر العشوائي للآبار الارتوازية في سبيل الحفاظ على المياه الجوفية في المحافظة ولكن للأسف الشديد فقد بدأ مؤخراٍ ينحسر هذا الاهتمام تماماٍ بالدرجة التي تنحسر فيها المياه الجوفية بمحافظة تعز. موضحاٍ: أن السبب يعود إلى الحفر العشوائي للآبار بشكل متجاوز في العديد من المناطق دون اعتماد دراسات دقيقة وموضحة تحدد المكان المناسب لحفر البئر الارتوازي وأكبر المشاكل المتعلقة بحفر الآبار العشوائية تقع في منطقة ماوية ونموذج على ذلك ما حدث في بئر باجية مؤخراٍ والذي أدى إلى تدخل كبار المشايخ في المنطقة والمجلس المحلي بالمحافظة لحل هذه المشكلة والتي تفاقمت بفعل جنوح بعض المواطنين هناك لحفر بئر ارتوازي هناك بجانب هذه البئر وهو ما أفضى في نهاية المطاف إلى إغلاق بئر باجية ولا زالت المشكلة قائمة حتى يومنا هذا. وبالنسبة لتعويض مياه تعز وتوفيرها من خلال بناء السدود وحواجز مائية أشار الجندي إلى أن محافظة تعز من أكبر محافظات الجمهورية التي قدمت دراسات تتعلق بإنشاء السدود المائية لكنها تحتاج إلى من يمولها وللأسف الشديد نواجه مشاكل في عملية التمويل سواء التمويل الحكومي أو بالشراكة مع القطاع الخاص. واستطرد: كان هناك تنسيق بين الجمعية الكويتية والسلطة المحلية بالمحافظة وكذا مكتب الزراعة والري بالمحافظة وذلك لتمويل عدد من السدود في مديريات المحافظة أهمها مديرية مقبنة والتي يوجد فيها سد بسعة تخزينية تصل إلى مائتي ألف متر مكعب بالإضافة إلى أن هناك محاولة من قبل محافظ المحافظة لاستكمال الدراسة الخاصة بسد وادي بني علي هذا السد الذي يقع بين مديرية بني حبشي ومديرية الضباب بحيث يغذي هذا السد مديرية الضباب وبالتالي يغذي الآبار المحيطة به. ويتابع: بعد زيارة الوفد الكويتي مؤخراٍ للسد ابدوا استعدادهم لتمويل مسألة الوضع المالي فيه بالكامل وكنا في طور التنفيذ لولا أن اعترضتنا عقبة كؤود وذلك باعتراض أبناء المنطقة على التنفيذ وإصلاح السد ومؤخراٍ نجحت قيادة المحافظة بعد الاستعانة بالجهات الأمنية على إنهاء المشكلة والآن نتوقع في المستقبل القريب أن تصل سعة السد إلى مليون ومائتي ألف متر مكعب وهو سد استراتيجي ومن المؤكد أن تستفيد منه المحافظة كثيراٍ إن شاء الله. استنزاف كبير أما عضو المجلس المحلي لمديرية ماوية بتعز الأخ جلال المهاجري فقد قال: إن الشخصيات المتنفذة في مديرية ماوية هي من تتحمل مسئولية ارتكاب المخالفات غير القانونية الحاصلة في اغلب مديريات تعز والمتمثلة بعملية الحفر العشوائي للآبار الأرتوازية والاستنزاف الجائر لمخزون المياه الجوفية في تلك المديريات ومنها مديرية ماوية كون تلك الشخصيات من دعمت ورعت ووفرت الحماية الكافية والكاملة لقيام المواطنين بعمليات الحفر التي تتم في المديرية منذ سنوات مضت ولا زالت مستمرة حتى يومنا هذا حتى وصل عدد الآبار في مديرية ماوية وحدها إلى أكثرمن 150 بئر ارتوازي تم حفرها حتى الآن مستمرة ودون توقف ولا توجد سلطات أمنية توقفها كما أنه تصل بشكل تقديري وبكل بئر موجدود في المديرية كميات المياه التي يتم استهلاكها في كل بئر بشكل يومي بحدود 100 هنش في الثانية الواحدة وهذا بحد ذاته استنزاف كبير لهذه الموارد المائية الهامة جداٍ وينذر بنضوبها قريبا خاصة إذا لم تتخذ إجراءات حكومية ومحلية للحفاظ عليها سيما باعتبارها مخزوناٍ استراتيجياٍ هام اٍللمياه لمستقبل محافظة تعز عموماٍ وليس للمديرية وحدها فحسب بالإضافة إلى أهمية وضرورة التوعية بخطورة الموقف فالمديرية أصبحت مهددة بالجفاف.