الرئيسية - كــتب - حوريات النار
حوريات النار
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

بوابة أدركت ان الجرح بوابة العقل للوصول إلى المعرفة… محمد الخوبري *** بتخطيط مسبق وبجهد بين يواصل القاص والروائي محمد الخوبري طرح أعماله الروائية …ومؤخرا صدر له عن مركز عبادي إبداعات يمانية 467 مجموعة قصصية جديدة حملت عنوان “حوريات النار”. قصة 12 مخيفة: ضمت المجموعة (12) قصة قصيرة هي (ديك غريب المدينة طريق الثأر الحصة الأولى طلقات في الليل سرقوه والسلام حوريات النار كفالة راس مكشوف القلق العاري أصوات من العالم السفلي لوحة المشنقة زائرة الليل). وضع الخوبري في المجموعة – التي جاءت في 134 صفحة من القطع المتوسط – القراء أمام تحديات اليوم التي هي تحديات الأمس بكثير من العمق المغلف بالبساطة في الحكي…المستزيد من الأساطير والخرافات ..المستفيد من الرموز والدلالات. حوريات النار الناس يفرون من القرية إلى المدينة ..انها ظاهرة كونية ناتجة عن حاجة البشر لتحسين أوضاعهم المعيشية..لكن في قصة الخوبري (حوريات النار) والتي سأكتفي بعرضها.. البطل يفر من المدينة إلى القرية لسبب قد يبدو مجهولا في البداية..لكنه يتضح مع توالي السطور “وجدت البيوت مسكونة بالأشباح..بحثت عن طريق آمن ..فوجدت دخان الخوف قد انتشر في شوارع وأزقة المدينة..والعمارات قد تزينت بشعارات الحرب…غادرت المدينة إلى قريتي على أمل أن أجد الهدوء والسكينة” صـ51. لكن بحث الإنسان الدائم عن الاستقرار والهدوء واعتبار القرية هي آخر الملاذ في عالم تسوده الضوضاء والحروب والفوضى لم تكن كذلك..ففيها “كل شيء ينذر بالخطر ..أدركت أن زمنا ميتا يتعقب زمانا مات وهموم اللحظة تكوي ذاكرة أحرفي” صـ52. ضمنيا تعني السكينة الاسترخاء الذهني والعقلي والنفسي وهذا ما سعى إليه بطل القصة لكن القرية التي لم توفر له الاسترخاء النفسي قذفت به إلى أتون صراع عقلي وذهني رهيبين..الجبل المطل على القرية يحوي قصة قد تبدو من قصص الأساطير لكن الرموز والدلالات التي اشتغل عليها القاص الخوبري في القصة تشير إلى واقع مر نعيشه سواء في المدن أو القرى. ” ظهر وجه الخوف على المرتفع (الجبل)….قالوا إن سكانا آخرين يعيشون معنا ولا نراهم ..تذكرت اللحظة التي ظهرت فيها بالأمس حوريات النار على قمة الجبل”…ص متعدد. الفلسفة الإنسانية لم تغب في سرده المفعم بالاستزادة من الأساطير المنشغل على الرموز فقد أوردها كمقطوعات مبدعة أضافت على القصة دلالات رائعة “يقال إن الحقيقة لا تظهر إلا في القمة.. إليها سار الأنبياء والدجالون ..الحكماء والقتلة..المتصوفة والمتآمرون..” صـ56 ..”أدركت أن الجرح بوابة العقل للوصول إلى المعرفة” صـ57. من الأسطورة إلى الواقع ويتصاعد صراع البطل الذي فقد السكينة في القرية أيضا ..تظهر حوريات من الجبل ..يسير إليهن..” ظهرت الفتاة الأولى بحركة ثعبانية من ذيل تيار الهواء الحار وبنفس الطريقة ظهرت الفتاة الثانية ارتفع صوت الغناء ..وأخذت الفتاتان ترقصان..انسجمتا برقص طقسي جديد..ظهرت منه الفتاة الثالثة بانفجار مدو..” صـ63 يغوص القارئ للقصة في عالم أسطوري ..الجبل يتربكن ..يستمر رقص الحوريات …لكن الصفحات الأخيرة للقصة تعيده لعالمه الواقعي ..” ظهرت رؤوس بشرية من مختلف الأعمار كانت تشبه شواهد القبور..كانوا يحدقون في الرقص..” صـ65. “انفجر البركان ووجدت نفسي اتدحرج على المنحدر كصخرة مذعورة إلى باب المنزل… تحسست جسمي فوجدت الجرح ينزف على ساقي بألم اللحظة” صـ65. الخلاصة: تعد “حوريات النار” المجموعة الثانية للقاص والروائي محمد الخوبري بعد مجموعة الأولى “من ذاكرة الحصار” التي صدرت عن وزارة الثقافة عام 2005. وفي الرواية له “أحلام الفتى سالم” “المداح والموت” و”يوم الحشيش”…لكن تبقى هذه المجموعة القصصية عالما سرديا مغايرا قدمه الخوبري بكثير من شجاعة الكاتب واشتغاله.