الرئيسية - محليات - المواد البلاستيكية .. أضرار صحية وبيئية يتجاهلها الكثير من المستهلكين
المواد البلاستيكية .. أضرار صحية وبيئية يتجاهلها الكثير من المستهلكين
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

* أكياس التسوق تقضي على ملايين من الطيور البحرية والأسماك في العالم

لا يدرك الكثير من الناس المخاطر والأضرار التي تسببها منتجات البلاستيك ( البولي اثيلين ) سواء كانت أكياس أو ما يسمى بالمشمعات أو عبوات (دبات ) أو أي شكل بلاستيكي كان.. فكلها منتجات لها أضرار عديدة على الإنسان والحيوان والبيئة فقد بينت الدراسات أن المخلفات البلاستيكية التي لها عمر طويل مثل P.V.C لا يمكن التعامل معها كأي مخلفات صناعية أخرى فهي تنتج أخطر السموم والغازات الضارة عند حرقها كالديوكسينات ومعادن ثقيلة ضارة تلوث مصادر الماء والتربة والهواء كما أن دفنها في أعماق الأرض يلوث مصادر مياه الشرب الجوفية وإلقاءها في البحار والمحيطات يدمر كامل الحياة البحرية. ولكن وجد أن بعض هذه المخلفات يمكن السيطرة عليها بواسطة عملية التدوير حيث تستخدم بعضها كوقود في محطات إنتاج الطاقة الكهربائية التقليدية ضمن شروط صناعية وبيئية صارمة كما قد يتم إعادة تشكيل بعض أنواع البلاستيك لإنتاج سلع جديدة تستخدم لرفد الحياة العملية واليومية. مخاطرها على الإنسان اكدت الأبحاث العلمية أن المواد البلاستيكية تتسبب بحدوث عدد كبير من المشاكل الصحية على الكائنات الحية نتيجة مكوناتها الأساسية وإلى المواد المضافة إليها أثناء عملية التصنيع والتشكيل. ويعتبر المهندس صالح غيلان أمين عام جمعية حماية المستهلك ان المواد المضافة (المحسنات الكيميائية) التي تكسبها الصلابة المطلوبة أو المرونة أو اللون أو يجعلها مقاومة لتأثيرات الضوء والحرارة أضف إلى ذلك أن التخلص من المواد البلاستيكية بالطرق التقليدية كالحرق والطمر ينجم عنه انبعاث عدد كبير من الغازات والمواد السامة وفي مقدمتها الديوكسينات مما يؤثر بشكل مباشر على الكائنات الحية والأحياء المائية. وبينت الدراسات الميدانية أن مشكلة التلوث بالمواد البلاستيكية تعد من المشاكل البيئية المعقدة فحجم تلك النفايات آخذ بالازدياد كما تدل الدراسات أيضاٍ انه يتم إنتاج زهاء بليون كيس بلاستيكي في العالم سنوياٍ وأن هذه الأكياس ينتهي بها المطاف في مقالب النفايات. وكشفت التجارب المخبرية أن مادة فورمالدهايد اليوريا تتحلل عندما تتعرض لأشعة الشمس أو الحرارة وهذا التحلل يحدث في الغالب جراء ملامسة الأطعمة والأشربة الساخنة لتلك المواد وهذا التلوث الكيميائي الخطير ينتج عنه تسمم للأطعمة وحدوث مشاكل صحية معقدة أهمها زيادة فرصة الإصابة بالعقم ومرض السرطان وخلل التوازن الهرموني في الجسم واضطرابات في الجهاز العصبي وخلل في القدرات العقلية وضعف المناعة. ويحذر المهندس غيلان من استخدام أكياس البلاستيك أو النايلون وكذلك أكواب البلاستيك لنقل أو حفظ أو تناول الأغذية أو الأشربة فيها حيث تبين احتواء تلك المواد الغذائية الموجودة في البلاستيك على تراكيز مرتفعة من متبقيات البلاستيك وبسبب سهولة ذوبان البلاستيك في المواد الدهنية في الجسم فإنها تستطيع التغلغل لداخل جسم الإنسان والتسبب بحدوث انعكاسات صحية خطيرة. كما يأتي اخطر أضرار المواد البلاستيكية على الإنسان وفقا لغيلان من نواتج احتراق البلاستيك حيث أن حرق البلاستيك ينتج عنه ما يسمى (البوليمرات) وهذه النواتج يتعرض لها الإنسان عبر الاستنشاق وتسبب تأثيرات تحسسيه بسيطة الى شديدة بعد استنشاق أو ابتلاع المونمرات والسبب في ردة فعل الجلد عائد الى ردة فعل تحسسيه للجزيئات الصغيرة من هذه النواتج . ويمكن التعرض للتأثيرات السامة للبلاستيك عن طريق الجهاز التنفسي باستنشاق نواتج حرق مخلفات القمائم أحد أهم الأسباب التي تؤدى الى تكون هذه المواد وبينت أبحاث عديدة أن الأطفال الخدج الذين يولدون قبل الشهر التاسع ويقضون وقتاٍ طويلاٍ في الحاضنات يتأثرون جداٍ من المواد البلاستيكية التي يتعرضون لها يومياٍ لأن أجسامهم وخلاياهم في حالة نمو سريع وفي هذه المرحلة تكون الخلايا حساسة جداٍ لأية مادة سامة وهكذا فالمواد السامة التي تدخل أجسامهم كثيرة . كذلك تتأثر الأجنة كثيراٍ من أية مادة سامة تتسرب إلى دم الأم فالجنين كما ذكرنا حساس جداٍ لأية مادة سامة وقد تسبب له هذه المواد مشاكل صحية كثيرة. أضرار بيئية وبالانتقال للأضرار البيئية فإنها تتمثل في تأثير المواد البلاستيكية على المزروعات والأراضي الزراعية كون هذه المواد عند رميها في الأراضي الزراعية تسبب انسداد مسامات التربة الأمر الذي يمنع وصول المياه والهواء أو حتى الضوء إلى البذور أو النباتات الصغيرة مما يؤدي إلى موت هذه البذور أو النباتات وتصبح الأرض غير صالحة للزراعة خاصة إذا ما علمنا بأن هذه المواد صعبة التحلل في التربة وتحتاج إلى فترة زمنية طويلة للتحلل قد تتجاوز عشرات السنين . بالإضافة إلى سهولة انتشار وتطاير هذه المنتجات وخاصة الأكياس والمشمعات وتسببها بتشويه المناظر الجمالية للأشجار والحدائق العامة . بالإضافة إلى ذلك فإن للمواد البلاستيكية تأثيرات كثيرة جداٍ على البيئة. فخلال تصنيع البلاستيك تنطلق مواد من المصانع تضر جداٍ بالصحة. وقد دلت على ذلك أبحاث عديدة أجريت على السكان الذين يقطنون أو يتواجدون قرب مصانع البلاستيك كما أن حرق البلاستيك للتخلص منه يطلق غازات سامة جداٍ تضر بصحتنا ولنذكر أن معظم البلاستيك لا يمكن إعادة تصنيعه مثل الورق والزجاج ومواد أخرى. والطريقة الوحيدة المستعملة اليوم للتخلص منه هي الحرق وهذه الطريقة تضر كثيراٍ بالبيئة وتسبب مشاكل صحية كثيرة. وتستخدم المواد البلاستيكية في معظم مجالات الحياة في الأغذية والأدوية والمستشفيات والأبنية ومجالات أخرى وفي كل مجال لها تأثير ما على الصحة. فالمواد التي تستعمل لتغليف الأغذية تضر بالصحة بسبب تسرب مواد سامة منها إلى الأغذية والمواد المستعملة في المستشفيات مثل أكياس البلاستيك والأنابيب والحقن تضر هي أيضاٍ وكذلك المواد المستعملة في الأبنية. من الواضح أن البلاستيك موجود في كل مكان وفي كل مجال لذلك فإن تأثيره كبير على صحتنا وهو يلاحقنا طيلة حياتنا. ومن الموكد أن إنتاج هذه المواد أو انتشارها في الهواء الجوى وخاصة في مناطق مثل أمانة العاصمة التي تتميز بهواء جوى يرتفع فيه الضغط ويقل الأكسجين فإن سمية وخطورة هذه المواد سوف تتضاعف وتصبح سميتها عالية جداٍ . بدائل وعن البدائل المتاحة والممكنه للوقاية من إضرار المواد البلاستيكية يقول المهنس صالح غيلان يجب تشجيع استبدال أكياس البلاستيك بالأكياس الورقية مثل أكياس الخيش ( الأزميل ) أو الكتان الصديقة للبيئة واستخدام أكياس النايلون لعدة مرات إن أمكن لأن ذلك سيخفف من الطلب عليها وبالتالي سيوقف إنتاجها. وكذا تقليل استعمالها من خلال تقنين استخدامها وإنتاجها ويمكن ذلك من خلال فرض ضرائب أو رسوم مرتفعة على إنتاجها. وإنتاج أكياس بلاستيكية وفق المواصفات والمعايير بحيث يتم إنتاج أكياس أكثر سماكة ومتانة وقابلة للتحلل في التربة دون أثر سلبي عليها. وينبه غيلان من استخدام أوراق الجرائد في تغليف الأطعمة لاحتوائها أحباراٍ سامة لها أضرار خطيرة على الصحة العامة.. ويتم تصنيع أكياس البلاستيك من مادة البولي إثيلين وهي إحدى البولي مرات وهو عبارة عن سلسلة طويلة من ذرات الكربون والهيدروجين إذ تحتاج البيئة إلى مئات السنين لتفكيك هذه الروابط طبيعياٍ. كما أن أكياس التسوق وحدها تقضي على ملايين من الطيور البحرية سنويا بالإضافة إلى الآلاف من الثدييات البحرية وأعداد لا حصر لها من الأسماك حول العالم. وتقدر الإحصائيات الدولية بأن ما يعادل 500 مليون من أكياس البلاستيك يتم استخدامها سنوياٍ في كافة دول العالم.