الرئيسية - محليات - رمضان في المحويت .. إقبال ضعيف على التسوق.. وعادات قديمة طواها الاندثار
رمضان في المحويت .. إقبال ضعيف على التسوق.. وعادات قديمة طواها الاندثار
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

بعادات لا تزال حية وأخرى اندثرت استقبلت محافظة المحويت شهر رمضان المبارك , فيما أسواقها تكتض بالمواد الغذائية من كافة الأنواع والأشكال رغم الإقبال الضعيف للمواطنين على التسوق بسبب الغلاء قبيل شهر رمضان المبارك واستمرار أزمة المشتقات النفطية والتي زادت من نير الأسعار هذا العام بشكل ملفت عن العام السابق. “الثورة” اطلعت على واقع المواطنين وتفاصيل شهر رمضان المبارك في حياة أبناء محافظة المحويت محافظة السلام . يقول محمد الريدي – موظف- اعتاد الناس استقبال شهر رمضان بالفرحة فلرمضان مكانة كبيرة في قلوب اليمنيين جميعا إضافة إلي كونه شعيرة دينية وركن من أركان الإسلام.

هذا العام أطل شهر رمضان وسط صعوبات عدة يعيشها المواطن أبرزها ارتفاع الأسعار وغياب المشتقات المفطية والتي تحولت لدى التجار إلى ذريعة يبررون بها رفع الأسعار , وكل حسب هواه , في ظل غياب تام للرقابة المحلية . ويضيف:مع ذلك أظهر الناس بالبهجة والفرحة في استقبال شهر رمضان الخير والعطاء, رغم ما يحيط بالناس من غلاء معيشة وأزمة الوقود, فالناس استقبلوا شهر رمضان بالفرحة والتهاني لبعضهم البعض , وأشعل الأطفال النيران في الشوارع ابتهاجا وإعلاناٍ بفرحة قدوم الشهر الفضيل.

صعوبات عديدة ويشير محمد قاسم- مدرس – إلى أن الناس يواجهون في رمضان لهذا العام صعوبات عديدة تتمثل أبرزها في ارتفاع أسعار المواد الغذائية والغلاء الفاحش , ما يجعل الإقبال على الشراء من قبل المواطنين ضعيفا. ويلفت بأن بعض العادات الرمضانية في المحافظة لا تزال حية ويحرص الناس على التزامها رغم الصعوبات الحياتية التي يمرون بها وارتفاع الأسعار ,ويقول : من العادات الجميلة في المحافظة حرص الناس على الفطور في المسجد حيث يتكون طبق الإفطار عند أذان المغرب من بعض التمرات إضافة إلى صحن من الشفوت مع اللبن أو مع المرق البقري كما يفضله البعض , وعند السحور تتكون غالباٍ وجبة السحور عادة من فتة الذرة أو الدخن إضافة إلى اللحوح مع المرق أوالزوم (اللبن المغلي مع مكونات الوعتر والبصل).

جيوب فارغة من خلال جولة في الأسواق تلمس انتشار بضائع لايتم عرضها سوى في الشهر الفضيل كعصائر قمر الدين والمحليات من الجيلي والكريم كراميل والتي لا ترى إلا على موائد رمضان , ويعد شهر رمضان موسما مميزا لبيع هذه الأنواع من البضائع التي تركد طوال العام. ومن جانبه يشير طه القبيلي – بائع خضروات – إلى أن مبيعات السلطات تكثر خلال شهر رمضان المبارك حيث يقبل الناس على شراء مختلف أنواع الخضروات المتعلقة بطبق السلطة . كما تنشط بحسب ما يقول مبيعات القديد -البرقوق المجفف – والكركديه لعمل العصائر التي يفضلها الصائمون عند الإفطار, رغم ارتفاع أسعارها هذا العام بشكل لافت عن العام الماضي وهو ما يعزوه طه إلى أزمة مادة الديزل وارتفاع كلفة النقل من والى المحافظة . لكن طه وغيره من الباعة يشكون ضعف عملية البيع والشراء مرجعين ذلك إلى ما يعانيه المواطن من أزمات متعددة ومتلاحقة تستغرق أصحاب الدخول المحدودة .

انقطاع التيار الكهربائي ولعل رمضان هذا العام يأتي وسط صعوبات مستمرة وأخرى متفاقمة فالمستمرة منها هو انقطاع التيار الكهربائي لساعات عدة في الليل والنهار وهو ما يشكو منه مواطنو المحافظة باستمرار ويقول محمد النهاري- موظف: إن انقطاع الكهرباء الطويل أمر لا يطاق في شهر رمضان الفضيل وخاصة وقت الإفطار, كما أن انقطاع التيار الكهربائي يقتل حلاوة ليل رمضان وجلسات الأسرة مجتمعة أو الأصحاب في مقيل , ويصبح الإنسان أسير عودة التيار الكهربائي أو انقطاعه . ويؤكد محمد بأن المشكلة تتفاقم مع استمرار أزمة المشتقات النفطية ويضيف: ظلت سيارتي يومين أمام محطة الوقود , ولم أتمكن من الحصول على الوقود بسبب الزحام وقلة الكميات المصروفة للمحطات حسبما يقوله أصحابها. ومن جانبه يؤكد أحمد عباس أن مشكلة الكهرباء في رمضان تعد الأقسى فالكهرباء تغيب عن ليل رمضان بشكل شبه كامل وبالكاد تعود لساعتين فقط , ويقول : وإذا أردت أن تنير منزلك باستخدام المواطير الخاصة فلا يمكنك ذلك بسبب أزمة الوقود ورفض ملاك محطات البنزين تعبئة الدبات , وبالتالي فالمواطن بين نارين لافكاك منهما غياب الكهرباء وعدم قدرته على تشغيل مولده الخاص .

عادات حية ولرمضان عادات حياتية لا تزال قائمة في محافظة المحويت ويوضح علي الحكيمي – مدرس- أن أهمها تتجسد في قيام غالبية البيوت بإعادة طلاء جدرانها وغالباٍ باللون تكون الأبيض كتعبير عن الابتهاج بحلول هذا الشهر الكريم ضيفا بيننا , فيما تقوم الناس بغسل كافة أثاث المنزل احتفاء بالشهر الفضيل , كما تجد التعاون المجتمعي في غسل أثاث المساجد وإعادة طلاء جدرانه بالأبيض , حيث يتعاون شباب كل حارة في تنظيف وغسل مسجدهم وقد تشارك النساء في بعض الحارات في هذا العمل المتصل بالمساجد حيث يتوزعن الفرش لغسلها أو يفرغ لهن وقت معين لعمل نظافة شاملة للمسجد في حارتهن . ويستدرك : لكن للأسف نلمس كل عام تراخيا في تطبيق هذه العادات وكل عام تحتاج إلى دفع أكبر من قبل الكبار للحفاظ عليها فالصعوبات الحياتية بدأت تصرف الناس عن التلاقي والتعاون في إحياء عادات استقبال رمضان كتهيئة المساجد لدخول رمضان , فمثلاٍ في السابق كان هناك مواطنون يحرصون كل على قدر طاقته على شراء مصاحف جديدة وكراسي مصاحف للقراءة وإهداؤها للمسجد اليوم تجد هذه العادة تغيب بشكل كبير والسبب ارتفاع الأسعار وضعف المدخول المادي. ومن العادات الجميلة في شهر رمضان النزهة الرمضانية إلى المواقع السياحية الخلابة والتي تتعدد في المحافظة وخاصة في مدينة المحويت , فتشاهد خروج جماعات من الناس وللذهاب في النزهة إلى خارج المدينة بعد أداء صلاة العصر والتجول بين المساحات الخضراء أو القرى يتبادلون الأحاديث ويتجولون على المزارع ويقفلون راجعين ليبدأ جميعهم الاستعداد للفطور وإتمام يوم رمضاني جديد , ويقول عبد الله شرف الدين: إن هذه العادة أصبحت بالنسبة إليه والى كثيرين جزءاٍ من الطقوس الثابتة لليوم الرمضاني. ويشير إلى أن هذه الرحلة غالباٍ ما تنتهي بشراء كمية من الفجل الطازج من سهول الضبرة المجاورة لمدينة المحويت حيث يبيع المزارعون منتوجاتهم هناك مباشرة للمستهلكين طوال شهر رمضان المبارك .

تعميق الألفة.. أما المواطن احمد القاسمي فيرى أن أهم العادات الرمضانية في المحافظة تكمن في عمل الوجبات التي لا يجري عملها في بقية الشهور وعلى رأسها (شوربة البر) وصنع اللحوح في كل بيت كعنصر غذائي أساسي في شهر رمضان يحضر على المائدة الرمضانية عند الإفطار أو السحور.

ويرى أن من أجمل عادات الشهر الفضيل هو لم شمل الأرحام حيث تحرص جميع الأسر على عمل عزيمة للأرحام والأصهار وغالبا من بعد يوم العاشر من رمضان كما جرت العادة , وإذا كانت الأسر كبيرة أو صعب على كبيرها لم جميع أفرادها في يوم وخاصة النساء فيجري توزيعها على يومين في الشهر الفضيلة , وميزة هذه العادة الجميلة هي جمع الأرحام للحديث والتلاقي ومسح الأدران التي تعلق بالنفوس طوال العام ما يعمق من الألفة والمودة بين أفراد الأسرة الواحدة الممتدة.

عادات اندثرت لرمضان في المحويت عادات وطقوس متنوعة وعديدة اندثر منها العديد ومؤخرا غابت عن أجواء رمضان الأمسيات الرمضانية والتي كانت غالبا ما تتم على مستوى المدن والقرى حيث تلتقي الشخصيات الاجتماعية في مقيل واحد ويجري بحث العديد من القضايا التي تهم مدينتهم او قريتهم أو المديرية , ويعزو الشيخ عبد الله مصلي غياب هذه العادة الرمضانية خلال السنوات الأخيرة إلى الأحداث التي مرت بها البلاد وخروج المشاكل عن قدرة المجتمع المحلي لحلها .

ويقول : الأحداث المتتالية منذ عدة سنوات أحدثت تغييرا كبيرا في عدد من العادات المجتمعية في المحافظة ومنها الأمسيات الرمضانية التي كان يجري عقدها في الليالي الأخيرة من شهر رمضان المبارك , وكانت تمثل فرصة لتلاقي شخصيات محتمية وكبار القوم على مستوى كل مديرية أو مدينة لتدارس الوضع في منطقتهم أو حل قضايا بعينها. لافتا إلى أن هذه العادة تطورت في عقدي الثمانينيات والتسعينيات إلى عادة شبه رسمية حيث كان يجري عقد أمسيات رمضانية برعاية المحافظ على مستوى المحافظة لمناقشة همومها واحتياجاتها , إضافة إلى اختيار شخصيات متنوعة من المحافظة لمقابلة كبار قادة الدولة في سمر رمضاني تجري خلاله طرح مشاكل وهموم المحافظة ككل. وأمل الشيخ مصلي بعودة هذه العادة الرمضانية الجميلة إلى حياة المجتمع لما لها من دور كبير في امتصاص الاحتقان وتصفية النفوس على مستوى المجتمع ككل وبالاستفادة من كون رمضان الكريم شهر التسامح والمغفرة .