في أمسية رمضانية حافلة بالتأصيل العلمي للثروات المعدنية اليمنية ناقشت الجمعية الجغرافية اليمنية خارطة الثروة المعدنية والمناجم التاريخية والحديثة في اليمن وذلك ضمن برنامجها الثقافي العلمي السنوي الرابع والعشرين. وقال الدكتور كامل الرشاحي في محاضرته التي ألقاها في الأمسية: لا يمكن وصف اليمن بأنها فقيرة في المعادن إذا نظر إليها من خلال ما يوجد فيها الاحجار الكريمة المتنوعة مثل الجذع العقيق الياقوت الزبرجد البلور الجمشت العقيق الأبيض الرصاص الزئبق النحاس الحديد الفضة الذهب وغيرها.. مؤكدا إمكانية إعادة فتح المناجم والمواقع القديمة من خلال الوسائل المتقدمة والحديثة الكفيلة بالحصول على نتائج أكثر جدوى تجارة داخلية وتصديرا خارجيا. وتطرق الرشاحي في محاضرته التي استعرض من خلالها دراسة تفصيلية عن المناجم للمؤلف أدولف جرومان وترجمها الباحث إلى مجمل القضايا والمسارات التاريخية للمناجم اليمنية القديمة والحديثة إضافة إلى العرض التفصيلي لأهم المعادن المختلفة والأحجار الكريمة ومواد الاحتراق السائلة في جغرافيا الطبيعة اليمنية. وفي محاضرة أخرى منفصلة تطرقت الجمعية الجغرافية اليمنية إلى مهام علوم الجغرافيا في القرن الحادي والعشرين من وجهة نظر المؤسسات الأكاديمية الأميركية تناول من خلالها الدكتور ناجي اللهبي معطيات وملامح عصر الانحسار الجليدي وانزياحاته وصولا إلى انحسار الموائل وقيم المساواة الاجتماعية والهوية ومهام الدولة وهجرة السكان وغيرها من الأمور التي ارتبطت بطبيعة الأرض وآليات تنظيم المكان.. وطرح اللهبي جملة من المعطيات المتصلة بالمفهوم المركزي الجغرافي للتنظيم المكاني وما يتضمنه من نهج وأدوات وتقنيات رائجة بكل العلوم الطبيعية والاجتماعية ابتداء من علم الآثار والاقتصاد والعلوم البيئية وعلم الوبائيات وصولا للتخطيط الرقمي. وتواصل الجمعية الجغرافية اليمنية برنامجها الثقافي والعلمي الرمضاني للأسبوع الثاني على التوالي متطرقة للقضايا الهامة على الصعيدين الديموغرافي والسياسي والمتصلة بالإلمام الشامل براهن اليمن ومستقبله الاتحادي التنموي والنهضوي.