الرئيسية - فنون - متخصصون : ماذا تتوقع من بلد فيه 60 مليون قطعة سلاح وليس فيه مسرح أو سينما ¿
متخصصون : ماذا تتوقع من بلد فيه 60 مليون قطعة سلاح وليس فيه مسرح أو سينما ¿
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

•مستشار وزارة الثقافة للموسيقى والمسرح والفنون الشعبية : ما هو موجود لا يندرج تحت مسمى التجديد او المواكبة بل هدم ومجرد تسلية..

• مستشار وزارة الثقافة لشؤون الفنون : هناك مؤسسات إنتاج ليست بمستوى العمل المؤسسي فما هي إلا وسيلة للربح والربح السريع..

تكمن قيمة الأعمال الدرامية في القدرة على توصيل رسائل وأفكار ايجابية تعكس المفاهيم والقضايا المجتمعية كذلك في قدرتها على المعالجة لتلك القضايا وتأثيرها في الجمهور تأثيراٍ غير مباشر.. وما نشهده بما يقدم في الدراما المحلية الرمضانية من تناقض للمفهوم القيمي والتوعوي للدراما فكيف حاكت تلك الدراما الواقع المجتمعي في اليمن .. وهل قدمت معالجات لقضايا ومشاكل المجتمع نستكشف الإجابة في سياق التحقيق :

في البداية تحدث الشاعر والصحفي محمد عبده العبسي قائلاٍ: أن ضعف ورداءة الدراما اليمنية تعود إلى الحالة اليمنية السلبية ككل من ضعف وانعدام البنية المؤسسية وعدم وجود مناخ صحي مشجع ومنتج للفنون والمسرح والسينما إلى تدني الأجور في شتى المهن سواء الإبداعية او العادية إلى غياب الاحترافية والإنتاجية وعدم رعاية المبدعين والكتب كلها عوامل تتضافر وتكون حصيلتها المنتجات الرديئة.. ويقول العبسي: “هناك استثناءات قليلة ولا ألوم الفنانين ولا المنتجين بطبيعة الحال. بل أتصور أن من المهم تشجيعهم في هذه المرحلة أيا كان تقييمنا لأعمالهم ففي بلد فيه 60 مليون قطعة سلاح وليس فيه أربع دور سينما ما الذي نتوقعه¿أن ننافس على الأوسكار هكذا فجأة”.. ومن وجهة نظره بأن ما يزعجه في الدراما وكل الأعمال التي يتم إنتاجها في رمضان أنها تمعن في الإساءة للإنسان اليمني وتقديمه كشخص سيء عبيط سطحي وليس في حياته أي عمق او قيم او معاني وقلق وجودي. الكوميديا جميلة ومهمة.. واليمنيون ربما من أكثر الشعوب بحاجة إليها لكن ليس بالطريقة الهزيلة التي نراها في دراما الشهر الفضيل..

وتقول أشواق محرم – طبيبة وناشطة مجتمعية: لم تكن الدراما اليمنية في شهر رمضان مرتكزة على هموم الناس بقدر ما روجت لقضايا سياسية تهم طرف معين ضد آخر في بلد يعاني من اضطرابات منذ اندلاع أحداث عام 2011 .. إضافة إلى تكرار نفس الوجوه في كل جزء وسخريتها المبالغة من بعض المناطق في البلد مما جعلنا نلامس تزايد حالة الاحتقان والغضب من قبل شريحة هامة من المجتمع الفنان عبد الله العْمري كما سمى نفسه بمواطن متذوق للفن : يقول ” لا يوجد إبداع والسبب المتخصصون الذين كنا نعلق عليهم الآمال لم يفكروا تفكيراٍ صحيحاٍ لإيجاد وخلق دراما تواكب المجتمع اليمني عامة ثم المجتمع العربي فالمجتمع الإنساني ككل حيث وسبقتنا دول كانت أكثر تخلفاٍ”

معالجات درامية “الدراما معناها محاكاة حياة فرد في المجتمع ثم أسرة ثم عائلة ثم معالجة قضايا عامة كمجتمع عام كدولة كثقافة وكحضارة.. فالدراما إذا لم تعالج فإنها تهدم” هكذا يقول الفنان المسرحي والتلفزيوني والإذاعي محمود خليل ويضيف : للأسف الشديد كان هناك مسلسل رمضاني بدأ بداية جيدة كان به الكوميديا مصحوبة بالمعالجة للقضايا المجتمعية إلا انه وبعد ذلك أصبح به من الإسفاف في تناول المواضيع مجرد إضحاك ليس إلا.. ويرى خليل من وجهة نظره :”لو أن الجهات المعنية بالدولة تهتم بالجانب الدرامي لمعالجات قضايا الناس ومشاكلهم ومشاكل السياسة والساسة وما إلى ذلك كنا سنصل إلى نتيجة جيدة فمثلاٍ : كيف نغرس الولاء الوطني لدى الأجيال القادمة لأن الولاء الوطني هو الأهم فنحن لن نعالجها إلا من خلال الدراما سواء كان مسرحاٍ إذاعة تلفزيوناٍ وما إلى ذلك إلا أننا لا نعطي الدراما حقها من الأهمية في معالجة تلك القضايا كبقية مجتمعات العالم”.. ويضيف : مجتمعنا متعطش لذلك النوع من الدراما الدخيلة عليه يتفرج على شيء يلهيه عن ما يعيشه من مشاكل وهموم لكنه لا يستفيد ثقافيا أو إنسانيا.. الجانب الرسمي لا يعطي الدراما حقها في أهميتها في تنمية المجتمع سواء كان ثقافيا سياسياٍ اجتماعيا حتى على تلك الأخلاق الحميدة التي كان مجتمعنا يتحلى بها.. “مجتمعنا اليمني كان الوحيد تقريباٍ في العالم الذي كان لديه تكافل اجتماعي رائع لا يوجد في أي مجتمع آخر والآن فقدناه”. ومضى : لابد من معالجات درامية تعالج وتحاكي هذه القضايا وأن يكون لها ديمومة من أجل أن نعالج قضايا المجتمع بكامل مشاكله واحتياجاته..الفن بشكل عام مؤثر يتلقاه المواطن بكل حب لذا يجب أن تهتم الدولة بالجانب الثقافي وتعيره اهتماماٍ زائداٍ لأنه مؤثر في المجتمعات الفنان معروف لدى المجتمع لكن السياسي ليس مؤثر إلا لفئة الساسة فقط فالرسالة التي يقدمها الفنان للمجتمع لها تأثير اكبر من تلك التي يقدمها السياسي..

أعمال موسمية يقول الفنان علي الأسدي مستشار وزارة الثقافة لشؤون الفنون.. بأن الفن الدرامي مطلوب ولا يستغنى عنه ولدينا كل الإمكانيات بداية من الكاتب وحتى الكومبارس لكن لا نعلم لمِ تغيب الأعمال الدرامية وإذا ما وجدناها فإننا لا نجدها إلا في مواسم مع إن الفن بشكل عام المفترض به أن يواكب كل مجريات الحياة وبشكل مستمر لأنه نبض الشارع وهو من الناس وإلى الناس لكن الآن لا نجده إلا في مناسبات دينية أو وطنية.. ويرجع المسؤولية للجهات ذات العلاقة في وزارة الثقافة ووزارة الإعلام والمؤسسات الخاصة.. كما هناك مؤسسات إنتاج ليست بمستوى العمل المؤسسي فما هي إلا وسيلة للربح والربح السريع.. لدينا تراث وتاريخ لو استثمر فسيدر ربحاٍ كثير الأعمال ذات قيمة إبداعية عالية ومضى الأسدي : لا بد وأن يتفاعل الفن مع ما هو قائم في المجتمع بالإمكان إضحاك الناس وبالإمكان أن نغذيهم بجرعة فكاهة لمعالجة القضايا المجتمعية لكن ما يجري الآن على الساحة ما هو إلا وسيلة للكسب السريع من فكاهة هزلية ليست ذات قيمة مجرد الضحك للضحك وأحيانا نوع من التسطيح والضحك غير اللائق ” فشر البلية ما يضحك” ويرى مستشار وزارة الثقافة لشؤون الفنون بأن الحل يكمن في الحد من الأعمال الطفيلية قائلاٍ “يجب أن نعترف بأن هناك من يتطفل على الفنون والإبداع ..لابد من تمكين الأشخاص ذوي الخبرات من الإنتاج ومن هنا ستبدأ الأعمال الجيدة تطغى على الأعمال السيئة لكن إذا استمرت الأمور على ما هي عليه فإن العملة الرديئة تخرج العملة الجيدة “

هدم وتسلية من جانبه أوضح عبد الله الدبعي مستشار وزارة الثقافة للموسيقى والمسرح والفنون الشعبية قائلاٍ: بأن الجهات المعنية بالدولة لم تضع أي خطط للأعمال الفنية الرمضانية ومالديها ماهو إلا مجرد أعمال مناسباتية فقط ولا تعبر عن ما يدور في المجتمع من مشاكل ولا يعالج قضايا وإنما يخدم فئة محددة ولابد من وجود خطط وبرامج لنشر الدراما طوال العام وتكون لديها ميزانية مخصصة قد تكون سياسية اجتماعية ثقافية المهم أنها تناقش أوضاعاٍ داخل البلاد بحيث تكون متنوعة.. ويضيف : القطاع الخاص لديه ميزانية خاصة ولديه الإمكانيات المادية لكنها لا تعالج قضايا عامة تخدم المجتمع.. وأغلب الدراما المناسباتيه خاصة تلك التي تنشر في رمضان لا تناقش قضايا مجتمعية ولا تتطرق مع الواقع اليمني.. هناك ادوار المفترض بالمخرج أن لا يقبلها لأنها ادوار هابطة ولا ترتقي بالعمل الفني إلا إذا كان ممن يبحثون عن الرزق السريع.. ويرجع التقصير للجهات المعنية حيث وأنها لم توفر مجال للكادر الفني مما دفع بعضهم لأن يقبلوا مثل تلك الأدوار فمنذ العام 74م وحتى العام 90م كانت هناك نهضة فنية انتهت بعدها تماماٍ وأصبحت الفنون مشتته .. ويرى بأنه لابد من مجلس أعلى للفنون توضع له ميزانية محددة وكادر قادر على العمل كفئات متخصصة أما الأعمال الموسمية على الساحة فلا تخدم المجتمع ولا تضيف للوطن شيء وما هو موجود لا يندرج تحت مسمى التجديد او المواكبة بل هو هدم ومجرد تسلية..