الرئيسية - كــتب - الربيع العربي في اليمن
الربيع العربي في اليمن
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

أي صراع هو تدافع باتجاه الحقيقة وهو في السياق رفض ضمني للركود والفساد …..عبد الرحمن مراد *** يبقى كتاب (الربيع العربي في اليمن..دم وعواصف ) للباحث والشاعر عبد الرحمن مراد والذي صدر قبل أسبوع واحد عن مركز الصادق للطباعة والنشر من أهم إصدارات النصف الأول من عامنا هذا.

تمثيلات تأملية وتعود أهمية الإصدار كونه يمثل رصدا يوميا لمجريات الأحداث الحاصلة في البلد تخصيصا في العام 2011م وما تلاه وتعميما منذ أربعينيات القرن المنصرم من زاوية التصبر والتأمل لا من زاوية الرصد لمجرد الرصد “لقد حمل الكتاب توصيفا لجل المشكل اليمني كرؤية دل تسلسل الأحداث على سلامة مسلكها وسلامة مذهبها في التوصيف والقول وهو لا يقول كل شيء ولكنه يقول بعض الشيء لان الأيام حبلى بالأحداث وهي أحداث تتناسل منها أفكار جديدة”

208 أحداث تضمن الإصدار والذي جاء في (208) صفحة من القطع الكبير ثلاثة فصول ..احتوى كل فصل على عدة دراسات وأبحاثا.. ركزت كل دراسة على حدا على أحداث وقعت في البلد في وقت متقارب بتصبر وتأمل كبيرين..يحدد مراد تاريخا معينا وقعت فيه حادثة معينة من مثل جمعة الكرامة 2011م ومنها ينطلق ليوجد مقاربات بينها وبين حوادث سابقة..كان للقوى الرجعية والمتخلفة ذاتها نفس اليد!

توصيف مظلوم احتوى الفصل الأول على عدة دراسات هي “هل هناك ثورة ام أزمة سياسية”..”في تجليات الراهن الوطني”..”الانتفاع الثوري”…”الأطراف السياسية والتشظي القيمي” ..ودراسات أخرى قيمة.. أهم ما يميز تلك الدراسات التي اعتب على عبد الرحمن مراد تأكيده بأنها رصد يومي بينما هي أعمق من ذلك..إنها دراسات جادة ورصينة مغلفة كعادة الأدباء بلغة أدبية مبهرة ..ومن الظلم الاكتفاء بتوصيفها ضمن خانة الرصد اليومي!

فصل المثقف الفصل الثاني وربما هذا شيء غاب عن المؤلف أنه خلاف الفصل الأول الذي تضمن الأسئلة تضمنه للإجابات حول القضايا اليمنية الجوهرية من مثل.. نقد مفردات الخطاب لحركة الاحتجاجات الشعبية..تجليات الراهن ومفهوم المثقف ودوره في المتغير الحضاري…المثقف الديني ورغبته في استعادة دوره ..جماعة الأخوان وحلم قياد ة البشرية..أيدلوجيا الأخوان تناولها في ثلاث دراسات تفصيلية.. ركز المؤلف في الفصل الثاني على الثقافة ودورها في حركة التنوير رصدا واستقراء باعتبارها الركيزة الأساسية لنهوض المجتمعات..هذه الركيزة الغائبة في أجندة الساسة والقوى!

أسئلة وإجابات خلاف الفصلين السابقين واللذين تضمن الأول الأسئلة الحائرة المحمولة بالأسى والثاني الإجابات الأكثر من حائرة.. الحالمة بغد أبهى لهذه البلد المنهكة التي تتصارعها الثعابين تضمن الفصل الثاني الأسئلة والإجابات معا.. ليس تمجيدا بل بحثا عن المستقبل…أصدقاء اليوم أعدا الغد..ملامح الغد الوطنية..الوحدة بين دعة الحلم ..17 يوليو وصراع الأضداد..وزارة الثقافة معضلات الثبات..حجة بين مفردات الغياب ..المؤتمر بين خياري التماهي والبناء..الازدواج في التعامل السياسي مع الحرب…جمعة الكرامة ..بين منطق الثورة وجدلية الصراع..

ملاحظات على هامش الربيع ثمة ملاحظات عدة في الإصدار لكنها ملاحظات اسميها إبداعية !!..من مثل هذه الملاحظات أن بعض الدراسات غير مؤرخة مما تسبب ارتباكا لدى القارئ فمثلا يذكر في سياق إحدى الدراسات بان الحادثة وقعت قبل أسبوع أو شهر من دون أن يؤرخ للدراسة مما يدخل القارئ وخاصة الباحث في دوامة!

سوابق لم يكن هذا الإصدار للباحث عبد الرحمن مراد هو إصداره الأول فهو منذ (20) عاما وهو يجاهد جهادا بهدف تطوير العمل الثقافي سواء الرسمي أو الشعبي ..يقدم قراءات معمقة لحالة المشهد الثقافي اليمني..تحليلات نابعة من دراسة متفحصة لسبل تفعيله وتطويره.. له عدة مؤلفات سابقة هي (قلبي على وطني) و(وطني غائب كأبي) و(صورة الوطن في المنتج الشعري اليمني) ـ(مسافة الأحزان) و(قراءة مجبدة في سفر الأفيال) و(البردوني الشاعر والمفكر ) و(الهزيمة) و(وجهي والجدار) (صورة الوطن في المنتج الشعري)

الخلاصة عبد الرحمن مراد مثل إصداره “الربيع العربي في اليمن”..صوت صارخ في وجه الجهل..يد تحمل مشروعا ثقافيا يعيد لليمن ضوءها.. لكن إöلى اين يذهب هذا المشروع ومن يسمعه..¿!