الرئيسية - محليات - ارتفاع الأسعار يفاقم معاناة المواطنين
ارتفاع الأسعار يفاقم معاناة المواطنين
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

كما هي العادة عند بعض التجار الجشعين ما أن يحل شهر رمضان إلا وتصعق الأسعار وتشتعل نيرانها في ظل غياب الضمير الحي لدى هؤلاء التجار متناسيين أن شهر رمضان هو شهر التراحم والتسامح في البيع والشراء لقول الرسول (ص):” رحم الله امرئ سمحاٍ إذا باع واشترى واقتضى” إلا أن المسألة لدى التجار الجشعين مسألة غنيمة وفرصة شهر رمضان للربح السريع غير مدركين أن التجارة هي أمانة ورحمة ولابد أن يقدموا للناس سلعاٍ تجارية بأسعار معقولة ومقبولة ترضي الله سبحانه وتعالى. “الثورة” استطلعت آراء عدد من المواطنين بمحافظة ريمة حول ارتفاع الأسعار في هذا الشهر الكريم وحول العادات والتقاليد التي يتم احياؤها بالمحافظة بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك. • الأخ أحمد حسين قاسم تحدث قائلاٍ: – هناك بعض السلع التجارية ارتفعت خلال شهر رمضان وخاصة في المواد الغذائية كالخضروات والزبادي والتمور والسبب استغلال بعض التجار لشهر رمضان وكأنه عندهم شهر لذبح المواطن وليس شهر القناعة ومخافة الله وإدخال السرور في قلوب الناس. ضمائر ميتة • ومن جانبه قال الأخ حفظ علي الذرحاني: الأسعار قبل رمضان كانت ثابتة ما بلا دخل الشهر الكريم وبعض التجار والبساطين رفعوا أسعار السلع الغذائية كالألبان والخضروات أما الغاز الذي كنا نحسب أنه بمتناول الجميع وبالسعر الرسمي نجلس ندور بعده يومين كودا نحصله ونشتريه بـ2500 ريال وهؤلاء التجار الجشعون لا يخافون الله لأن ضمائرهم قد ماتت ولا بد للدولة أن تضبطهم وتوقفهم عند حدهم. ارتفاع مفاجئ • أما الأخ سعد علي محمد نهشل فيقول: عندنا دائماٍ كلما يأتي شهر رمضان نجد بعض السلع ترتفع فجأة وعندما نسأل التاجر أو البساط عن سبب ارتفاعها يقول لك “ما فيش بترول ما فيش ديزل” طيب وما دخل البترول والديزل بارتفاع الأسعار طيب كان الديزل والبترول قبل رمضان غير موجود والأسعار ثابتة ليش برمضان إنهم يشوهون بهذا الشهر الكريم ويتسابقون على الطرق السريعة للأرباح حتى ولو كانت ضد المواطن المغلوب. • الأخ محمد صالح البدجي تحدث هو الآخر حول هذا الموضوع بالقول: – سوق الرباط يعتبر من أفضل الأسواق في مديرية الجبين من حيث ثبات أسعار السلع الاستهلاكية المتنوعة لأنه سوق مشترك لأصحاب الجبين والمنصورية وأصحاب السخنة فنجد البضائع تنساب بصورة مستمرة بكل سهولة ولكن في شهر رمضان ظهرت بعض السلع ترتفع كالبهارات والتمور والألبان وغيرها وهذا على ما أظن أصبح عادة لدى تجارنا وكأن ما يربحون إلا بشهر رمضان وندعو مكتب الصناعة والتجارة بالمحافظة أن تضبط المخالفين والمغاليين في الأسعار. تعميم! وبدورنا قمنا بالتواصل مع الأخ محمود محمد أمين مدير عام مكتب الصناعة والتجارة بالمحافظة وسألناه عن الإجراءات التي اتخذها المكتب لضبط هؤلاء المخالفين فأجاب قائلاٍ: لقد عممنا على مدراء التجارة بالمديريات بضبط أي مخالفة في الأسعار والمكتب أبوابه مفتوحة خلال فترة الدوام الرسمي لتلقي أي بلاغ أو شكوى من أي مواطن حيث يتم عمل محضر ضبط للمخالفين وإحالتهم إلى النيابة. أهازيج •وفي سياق آخر تحدث الحاج عبده حسين حوده عن العادات والتقاليد التي يتم إحياؤها في شهر رمضان بمحافظة ريمة حيث قال: يا ابني أحنا نعتبر شهر رمضان من الشهور التي ننتظرها بفارغ الصبر لأن هذا الشهر مناسبة عظيمة تحتفي بها حيث يتم استقبال هذا الشهر بتزيين المساجد بالنورة البيضاء والفراش الجديد وكذلك البيوت نقوم بتنويرها وتهيئتها لهذا الشهر وفي الليالي الرمضانية نقوم بالتهليل والمدائح الرمضانية بعد صلاة التراويح من المسجد إلى البيت الذي يقيم السمر فيه أما الأطفال فيظلون يلعبون طوال الليل مرددين أهازيج الفرح بالشهر الكريم وفي المجلس الذي نسمر فيه نقوم بتناول البناون (الكعك) والقهوة بعدها نخزن ونستمع إلى الذكر والنشيد إلى قرب موعد تناول وجبة السحور. قلوب مطمئنة • الأخ صالح محمد عسوب أضاف حول هذا الجانب بالقول: ما نحس براحة وارتياح إلا مع حلول شهر رمضان فالناس كلهم صغيراٍ وكبيراٍ تجد قلوبهم مطمئنة وعلى وجوههم البشاشة فإحنا بالصباح كل واحد يتجه إلى النيح والشعاب حقه ( الجرب الزراعية ) يشتغل لوما تحمي الشمس ونروح نرتاح وبعد صلاة العصر نعمل دورة إلى بعض الأماكن نأخذ من الشعاب ثمرة الجدمل ( شكلها يشبه البطاط وطعمها حلو سكري ) نفطر بها ونقطف الدباء خاصة إذا صادف رمضان في الخريف ونعود للبيوت وكل واحد يجهز الفطور إلى المسجد فنجتمع على مائدة واحدة وكل ليلة نسمر عند واحد بالذكر والمديح. خير وبركة • العمة جميلة قالت من جهتها: كان أيام زمان نجهز لرمضان كل المقاضي من قبل شهرين لأن المقاضي لم تكن موجودة عندنا مثل اليوم كانوا يتسوقون للرباط وعلوجة وللمنصورية يدوا السكر النبات والثوم والقرفة والزنجبيل والحبة السوداء ونقوم نسحقهن قبل رمضان بيومين بالملكد ونسهر طول الليل ونتغني بقدوم رمضان وحبنا ببقائه دائماٍ لما له من بركة وخير فنقول: يا رمضان ليتك سنة وشهرين أصومك الجمعة ويوم الاثنين يا رمضان ليتك سنة معدد لأصومك الجمعة ويوم الأحد كما نقوم بترنيج البيوت ونشتري العطر والبخور الخاص بهذا الشهر ونجهز الأكلات المشهورة عندنا مثل الغرب والرومي والمنزلة والدخن مع المرق أو الفقشة (بعد تسخين اللبن ) والسمن. أما الفطور فهو لبن بارد مضاف له بندور وبسباس ولحوح من الذرة البيضاء أو المنزلة مع البناون. وفي الليل نصلي صلاة التهجد في البيت وبعد ذلك نجلس مع الأطفال نقدم لهم حكايات رمضان المشوقة. وفي الصباح نسرح البقر إلى الهيجة للرعي ونسير نعود ونعلف إلى الظهر ونروح البيت نرتاح وهكذا وهذه العادات نمارسها حتى اليوم. تعاون وتكاتف •الأخ محمد السحاري الناحتي : يختلف الاحتفال والابتهاج بشهر رمضان من منطقة إلى منطقة فنحن نستقبل رمضان بالمديح: يارب صل على الحبيب محمد ما لاح برق والسحاب يلمع. ونقوم بصلاة التراويح وبعدما نكمل نجتمع ونتوزع إلى صفوف ونؤدي التهاليل حتى نصل إلى المكان الذي نسمر فيه ونتناول أقراص من الذرة أو الشام معجونة على حليب وهذه تسمى (فساخ) بعد العودة من المسجد وتعد هذه الوجبة خصيصاٍ في شهر رمضان ونجلس نسمر لما نسمع دق الطبل من المحضر (المسحراتي) فيذهب كل واحد إلى بيته لتناول السحور والسحور له وجبة خاصة تسمى (الجحينة) من الذرة الشامية عبارة عن عجينة كبيرة تزن مائة جرام وأكثر توضع بداخل المقاد (التنور المدر) ونفتها بين الحرضة بالحليب والسمن حيث توضع أكثر من جحينة لكفاية أفراد الأسرة كامل.. ومن الأعمال المميزة في هذا الشهر التعاون في الأعمال التي يحتاجها أي واحد في القرية فنجد الجميع شيئاٍ واحداٍ متعاونين متكاتفين في أعمال الخير. وأنا أدعو الناس في هذه المحافظة إلى التمسك بالعادات والتقاليد الحسنة في هذا الشهر وغيره لأن شباب الحاضر يتجاهل هذه العادات والقيم الفاضلة للآباء والأجداد. قيم اجتماعية •وفي الختام تحدث الأخ ناصر علي الشرعبي بالقول: شهر رمضان في الريف له نكهة خاصة ونفسية مطمئنة لأن الجميع تجدهم متهيئين لاستقبال هذا الشهر بقلوبهم وجوارحهم وكل ما يهمهم هو الابتهاج والفرح بهذه الشعيرة الدينية فيقوم أصحاب القرى بالتعاون في تزيين المساجد والبيوت بمبادرات ذاتية ويتبادلون العزائم في ما بينهم ويأوون المسافر أو عابر الطريق ويكرمونه بالأكل والشراب. أما الأطفال فلهم خاصية في الاحتفاء بهذا الشهر حيث يقومون بإيقاد المنارات على سطوح المنازل ويلعبون ألعاباٍ منها المبارزة والنومر ولعبة السرة (المخطمة) ولعبة الدربل إلى وقت متأخر من الليل ويظل شهر رمضان لدينا كموسم تتجلى فيه كل القيم الاجتماعية.