الرئيسية - محليات - دعوات لعدم إحراق الإطارات.. وأولياء الأمور معنيون بتوعية أولادهم بالآثار البيئية والصحية
دعوات لعدم إحراق الإطارات.. وأولياء الأمور معنيون بتوعية أولادهم بالآثار البيئية والصحية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

> مختصون : أدخنة البلاستيك تؤدي إلى الإصابة بالسرطانات وأمراض التخلف العقلي وتشوه الأجنة

الأسرة اليمنية كغيرها من الأسر في المجتمعات العربية والإسلامية منشغلة بدرجة كبيرة في مسائل الاستعدادات لحلول عيد الفطر المبارك وايجاد مستلزمات هذه المناسبة الدينية وتوفير احتياجات أفرادها من الملبس والمطعم وخاصة للصغار. وفي ظل هذا الانشغال التام ربما يغفل كثير من اولياء الأمور عن قضايا في غاية الأهمية والخطورة وعلى علاقة مباشرة بصحة وسلامة أطفالهم . ويؤكد المختصون والخبراء في شؤون البيئة أن الأسرة لو علمت المخاطر والآثار العميقة المترتبة على قيام الأطفال بإحراق الإطارات والمواد البلاستيكية للتعبير عن فرحتهم بقدوم العيد لجعلوا منع صغارهم من ارتكاب هذه السلوكيات الضارة من أولوية مسؤولياتهم ومهامهم وخاصة في هذه الأيام التي تسبق حلول أيام العيد. مسؤولية الأسرة وتشير الدراسات العلمية والأبحاث التخصصية إلى آثار سلبية وخطيرة على صحة الفرد والمجتمع جراء حرق إطارات المركبات والمواد البلاستيكية ويؤكد المختصون في حماية البيئة على ضرورة تكاتف جهود المجتمع في التوعية بأضرار هذه السلوكيات الخاطئة التي عادة ما ترافق هذه المناسبات الدينية كقدوم شهر رمضان المبارك وحلول عيدي الفطر والأضحى . ويقول جميل الضياني مسؤول الإعلام بهيئة حماية البيئة: إن المسؤولية الأبرز تقع على الآباء والأمهات والذين عليهم بذل جهود مضاعفة لمنع أطفالهم من القيام بهذه الممارسات الخطيرة والضارة ..ويشير إلى أن الطفل يكون معرضا بشكل مباشر لمخاطر صحية محققة جراء قيامه بإحراق الإطارات ناهيك عن الآثار البيئية والصحية العامة والتي تصل إلى درجة الإصابة بأمراض السرطانات وأمراض التخلف العقلي وحتى تشوه الأجنة في بطون أمهاتهم وتبقى الأسرة معنية بالدرجة الأولى في توعية وتعريف أطفالها بهذه الأخطار التي لا تتوقف عند الإصابة بالأمراض المؤجلة بل وبالإضافة المباشرة بالحروق والتشوهات وبكل ما يؤدي إلى تحول المناسبة السعيدة إلى محطة للآلام والمعاناة والأحزان الدائمة . الاستقبال المثالي وتظل ظاهرة إحراق الإطارات في الشوارع والأماكن العامة من أبرز المظاهر المجتمعية السلبية ويقول صادق عسكر مدير فرع هيئة حماية البيئة بأمانة العاصمة: إن هذه السلوكيات مستحدثة ودخيلة على مجتمعنا اليمني ويضيف: إن الشعب اليمني عرف منذ القدم بعادات وطقوس رائعة في استقبال المناسبات الدينية عبر التواشيح والأهازيج الدينية وليس من خلال إشعال الحرائق وتلويث البيئة وتعريض صحة المواطنين للخطر . ويشدد عسكر على ضرورة الدور الذي يجب أن تؤديه الأسرة في توعية أبنائها وتعريفهم بالمضار والمخاطر المترتبة على مثل هذه التصرفات الغريبة والمسيئة للشعب اليمني وتقاليده العريقة . آثار عديدة تتنوع وتتعدد الآثار والمخاطر الناجمة عن إحراق الإطارات وتشير نتائج الأبحاث والدراسات العلمية إلى جملة من هذه المخاطر والتي تتمثل في الإصابة بمرض السرطان وخصوصا أن الإطارات باتت متطورة جدا مما يزيد من نسبة محتوياتها الكيميائية وينتج عن حرقها إطلاق هذه المواد في الهواء لتسبب أمراضا كثيرة وخطيرة مثل أمراض الجهازين العصبي والتنفسي المزمنة والأمراض القاتلة مثل الأورام السرطانية فكلما زادت نسبة الحرائق تركزت في الجو ودخلت إلى جسم الإنسان وتكون نسبة الإصابة بالمرض كبيرة جدا بالإضافة إلى الأضرار الكبيرة على البيئة والطبيعة حيث تعتبر هذه الحرائق المستمرة قتلاٍ بطيئاٍ والإطارات مواد مصنوعة من المطاط الذي يدخل في تركيبه البنزين وربما العديد من المواد الأخرى التي لا نعرفها. وهذه المواد عندما تحرق فإنه ينبعث منها العديد من المواد والغازات الضارة بالجسم وخاصة الجهاز التنفسي وتسبب العديد من أمراض الجهاز التنفسي وخاصة مرض ضيق التنفس ويمكن أن تسبب مصاعب في الجهاز التنفسي ومرض ضيق التنفس. وتكون أحد أسباب الإصابة بالسرطان ويمكن أن تسبب أمراض الرئة ويشير الخبراء إلى مسؤوليتها عن حدوث وفيات مبكرة كما قد تقود إلى حدوث أمراض القلب ويعتقد أن الجسيمات الأصغر التي يبلغ قطرها 2,5 ميكرون قد تكون أكثر خطورة من مثيلاتها الأكبر حجمٍا. وحرق الإطارات يتسبب في انبعاث غاز (الديوكسين) ذلك الغاز الذي ينتج من حرق كل أنواع البلاستيك وهو غاز سام وخطير ويؤثر على القدرة على الإنجاب ويتسبب في تشوهات عند الولادة والسرطان في الحيوانات. أضرار خطيرة وقد أكدت آخر التقارير البيئية والصحية أن حرق الإطارات ينتج عنه غاز الديوكسين وهو يصدر عند حرق المخلفات المحتوية على الكلور وغالبية مخلفات البلاستيك والمطاط مثل المخلفات الطبية تحتوي على هذا المركب. يعتبر الديوكسين مسببا للسرطان كما أفادت به الوكالة الدولية لأبحاث السرطان ويؤثر في الهرمونات البشرية وعمل الكروموسومات ويضعف الغدد الصماء ومسبباٍ للعديد من المشاكل الطبية كضعف الجهاز التناسلي والجهاز المناعي بالإضافة لذلك هنالك تأثيره الكبير في البيئة والشبكة الغذائية على وجه الخصوص حيث يصل إلى مسافات كبيرة عن طريق الماء والغلاف الجوي ويتراكم في النباتات ومنها الحيوان ثم الإنسان. ومما لا شك فيه أن عملية حرق الإطارات والنفايات ينتج عنها الكثير من الملوثات الهوائية الضارة بصحة الإنسان والبيئة حيث لوحظ أن غاز أول أكسيد الكربون ازداد بنسبة 29 ضعفا على ما كان عليه قبل عملية الحرق كذلك الحال بالنسبة لغاز ثاني أكسيد الكربون حيث زادت نسبته بمقدار 2,5 ضعف على ما كان عليه. الأخطار لكل مادة كيميائية كما أن إطارات السيارات تصنع  من المطاط الصناعي والذي يصنع بالاعتماد على مشتقات البنزين والكربون الأسود والفولاذ والشمع وأكسيد الزنك والكبريت وعند احتراق إطارات السيارت فإن هذه المواد تتطاير وترتفع إلى السماء وترسل الأدخنة التي تترسب في أسفل الرئة وتؤثر بشكل كبير جداٍ على صحة الإنسان على المدى الطويل بالإضافة إلى أن الأدخنة تؤثر على البيئة والغلاف الجوي والمزراع والحقول الزراعية كما أن حرقها يتسبب في تلوث المياه في الأنهار أو المياه التي نستخدمها بشكل مستمر مما يجعلها حاملة للسموم والأمراض التي تصيب الإنسان بالأمراض كما أن المتضرر الأول من عملية حرق الإطارات هو من يقوم بالعملية نفسها فهو أكثر عرضة من غيره لاستنشاق الغازات الناتجة وإن أكثر الفئات قابلية لأضرار هذه المواد هم الأطفال والأجنة في أرحام أمهاتهم والرضع والمسنون ومرضى الربو بالإضافة إلى من يعاني ضعفا في الجهاز المناعي لأي سبب كان فعندما تصل هذه المواد إلى جسم الإنسان عن طريق استنشاقها أو ملامسة الجلد تؤدي إلى ضرر كبير كما أنها تفرز في حليب الأم المرضع. ومعظم هذه المواد مسرطنة على المدى البعيد وبهذا قد ترتفع نسب انتشار السرطان. كما تؤثر أيضا على الجهاز المناعي للإنسان وبالتالي يكون عرضة للإصابة بالأمراض المعدية ومضاعفاتها. والأهم أنها قد تؤثر على الخصوبة وبالتالي قد تعوق تحقيق حلم الشباب في تكوين أسرة وقد تؤثر على الجينات الوراثية للإنسان فينتج عنها أمراض وراثية وعيوب خلقية للأجيال القادمة .