الرئيسية - محليات - أيام وليالي العيد محطة للتنزه والفرح والبهجة والصفاء والتسامح
أيام وليالي العيد محطة للتنزه والفرح والبهجة والصفاء والتسامح
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

يأتي عيد الفطر المبارك ليمثل فرحة للمسلمين جميعا في مشارق الأرض ومغاربها و قد تختلف العادات والتقاليد و تتباين اللغات والألسنة ولكن تبقى القلوب موحدة في شتى أنحاء العالم الإسلامي تجمعها مناسبة واحدة. ومن أبرز العادات والتقاليد التي تشهدها محافظة البيضاء في عيد الفطر المبارك انه يأتي كأحد المناسبات التي تبرز فيها مدى الترابط والتواصل داخل الأسرة والمجتمع اليمني المتمسك بأصالته وجذوره الضاربة في التاريخ. وفي الإستطلاع التالي المزيد من التفاصيل حول مظاهر عيد الفطر المبارك في محافظة البيضاء:

البداية كانت مع الأخ / عباد صالح محمد شرهان حيث قال : – للعيد فرحة لا توصف ففيه نتبادل الزيارات بين الأهل والأصدقاء وفيه أيضاٍ نصل الأرحام وتتصافى النفوس وتتلاشى الأحقاد فما أن يحل العيد إلا وتجد صور التآخي والتلاحم أمام ناظريك من خلال جموع الناس التي تتوافد إلى منطقة محدده ونذهب لصلاة العيد ثم نعود لمعاودة الأقارب ونستمتع كثيراٍ بالرقصات الشعبية والأهازيج التي تحلي طعم العيد وكذا القصائد الشعرية والزوامل التي يجتمع الناس عليها في حلقة كبيرة للاستماع لها وبالإضافة إلى الشرح البيضاني وهي من الرقصات الشعبية التي تفتخر بها محافظة البيضاء. عادات أصيله – فيما يؤكد المواطن علي الشرفي الوهبي بالقول : العيد محطة يقف عندها المؤمن فيؤدي ما أوجبة الله تعالى دون إفراط أو تفريط فيسعد ويفرح في حدود الواجب ولا يتجاوز حدود شرع الله العيد هو يوم فرحة وسرور للمسلمين ففيه يلبسون الجديد ويتبادلون التهاني والتبريكات ويصلون الأرحام ويعودون المرضى ويتجمع الأقارب ويتلاقون بعد طول غياب. واستطرد: يجتمع الناس في يوم العيد في منطقتنا وذلك إلى جوار منزل الشيخ أو كبير القرية ويتصافحون ويجتمعون في حلقة كبيرة ثم يتوجهون جميعا إلى المصلى لأداء صلاة العيد وعند الانتهاء من الصلاة نتبادل التهاني والتبريكات مع بعضنا البعض ومن ثم يتجه الجميع إلى منزل الشيخ أو العاقل وذلك لتناول وجبة الصبوح وهي عادة متوارثة من الآباء والأجداد حيث تبادر عدد من المنازل إلى إعداد وجبة الصبوح وإحضاره إلى منزل الشيخ والمتمثل بالسباي والمصريه والملوج وبعدها يذهب كل منا لزيارة أهاليهم وذويهم ويعطونهم العوادة وهي مبلغ من المال وعقب تناول وجبة الغداء التي تحتوي على أطباق شهية ومأكولات متنوعة مثل الهريش والسمن والمجنبه والعصيد والزوم والمحلبية والشفوت والمثنية وبنت الصحن وغيرها وبعد الغداء يتجه الأهالي إلى منزل العاقل للمقيل وفيه يتم ترديد التسابيح والتهليلات والاستغفار والاستماع للأشعار والأناشيد والموشحات التي تشرح الصدر وفي اليوم التالي تتواصل الزيارات لأبناء القرى المجاورة حيث نذهب عندهم يوم ويأتوننا اليوم التالي وهكذا الأعياد فرحه وبهجة لا توصف . دين التآخي والتراحم ويرى المواطن عبدالرحمن سعيد الضبياني : إن العيد السعيد يمثل فرحه كبيرة للمسلمين حيث تجتمع القلوب على صعيد واحد في صورة تعكس وحدة القلوب وان ديننا الإسلامي هو دين التآخي والتراحم والمحبة والتسامح ففيه يتم تبادل الزيارات بين الأهل والأصدقاء ففي العيد تسعد القلوب بفرحة الصيام ويعيش فيه الناس موسماٍ آخر من مواسم الإحسان والبذل والعطاء . ويضيف: العيد ليس بالتفاخر بالملابس والبذخ والإسراف وإنما هو في الزهد والتعاون والإكثار من الصدقات والإحسان إلى الناس وما أحوجنا في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا أن تتضافر جهود الجميع للحفاظ على الأمن والإستقرار من اجل ازدهار ورقي بلادنا. عيد التسامح والتصالح وفي ذات السياق تحدث القاضي لطف العزي إمام وخطيب جامع النور برداع قائلاٍ: يعد عيد الفطر المبارك مناسبة مباركة وموعداٍ مهماٍ لتعزيز الروابط الأسرية والأخوية والتواصل مع الأقارب والأصدقاء وزيارة الأرحام فهذه المناسبة تجمع القريب بالبعيد وتلم الشمل. وواصل بالقول: للصائم فرحتان فرحة عند الفطر وفرحة حين يلاقي ربه ولهذا وجب على المسلمين عامة واليمنيين خاصة أن يجسدوا معاني الأخوة والوحدة والاتحاد والتعاون وان نبني بلادنا بسواعدنا وان نكون متعاونين متحابين متراحمين فيما بيننا وان نطوي ما مضى وان نستشعر كلا من منطلق مسؤولياته فان الحفاظ على امن وإستقرار ومكتسبات البلاد لن يكون إلا بتضافر وتكاتف ورص الصفوف. وأضاف : رحل رمضان ولم يبق لنا من رحيله إلا قول ابن مسعود: أيها المقبول هنيئٍا لك أيها المردود جبر الله مصيبتك, لقد رحل رمضان وكأنه لم يكن رحل هذا العام وترك من يشهد العيد وهو يلبس الجديد غير أنا لا ندري أيعود ونحن شهود أم يعود وقد طمس آثارنا الزمن ووارى أجسادنا التراب واندثرت أخبارنا في كثرة الراحلين فما أحوجنا إلى عيد خالُ من دنس المعصية بعيدٍا عن جرح النفوس الفرحة بالعيد على وجه العبادة, العيد صورة من صور العبادة لله تعالى والفرحة التي نعيشها فيه إنما تنطلق من سياج العبودية العظيم والفرح حقيقة هو الفرح في ظل هذا السياج العظيم. وعلينا الحذر أن تبدد الفرحة اليوم بمقاربة منكر أو دنِس ريبِةُ وحلقú بقلبك في سمو هذه الشريعة تجد فناءها أوسع فناءفهنيئٍا بالعيد يا أهل العيد وأدام الله عليكم أيام الفرح وسقاكم سلسبيل الحب والإخاء ولا أراكم في يوم عيدكم مكروهٍا. العيد والانتماء أما الأخ /عبدالله حسين محمد السعيدي فيقول : العيد تعبير صادق عن انتماء الأمة لدينها وهو في المقابل دليل على شمول هذه الشريعة ورعايتها للعواطف وإعطائها فرصة للتعبير عن أفراحها ورغباتها لقد قدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ووجد أهلها آنذاك يحتفلون بعيدين يلعبون فيهما في الجاهلية فقال لهم: “لقد أبدلكم الله خيرا منهما: يوم الفطر ويوم النحر” وقال: “يا أبا بكر إن لكل قوم عيدٍا وهذا عيدنا أهلِ الإسلام”. وأضاف : أما بالنسبة للعادات والتقاليد في محافظة البيضاء فهي تختلف من منطقة لأخرى فمثلاٍ في منطقتي نقوم بالتزاور فيما بيننا ونتعاود كما أننا نذهب في أول أيام العيد مرجلين إلى القرية المجاورة لغرض معاودة أهاليها والسلام عليهم وتهنئتهم بالعيد ونشرب معم الجعر وهو قهوة بيضانية معروفة, ثم نتبادل الزوامل والأحاديث الودية والأسلاف والأعراف وهم يأتون إلينا اليوم الذي يليه وهذه عادة ضاربة أطنابها منذ القدم.