الرئيسية - محليات - على الأحزاب والقوى السياسية الاستجابة لدعوة رئيس الجمهورية للمصالحة والاصطفاف الوطني
على الأحزاب والقوى السياسية الاستجابة لدعوة رئيس الجمهورية للمصالحة والاصطفاف الوطني
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

أشاد خبراء ومحللون سياسيون بمبادرة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ودعوته إلى الاصطفاف الوطني في ظل نقاط عشر ترتكز عليها جميع القوى السياسية وتعمل من خلالها. وأكدوا في أحاديث مختلفة لـ”الثورة” على أهمية المصالحة الوطنية بين مختلف المكونات الحزبية والسياسية.. مشيرين إلى أن استمرار التفرقة والصراعات بين بعضها البعض لن تؤدي إلا إلى مزيد من التدهور الأمني والاقتصادي للبلد. وشددوا على أهمية صدق النوايا والعمل على إخراج ميثاق شرف للعمل للسياسي والحزبي في اليمن حتى يعمل الجميع لصالح استقرار وأمن وتنمية البلد. البداية كانت مع الدكتور علي عبدالقوي الغفاري –رئيس المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية والعلاقات الدولية الذي تحدث حول أهمية المصالحة الوطنية قائلا: المصالحة الوطنية هي مطلب شعبي وجماهيري وجماهير أبناء الشعب متصالحة مع بعضها البعض في أنحاء الوطن غير أن الخلافات والصراعات هي بين الأحزاب والمكونات السياسية وقد سرني جدا دعوة الأخوة في أحزاب اللقاء المشترك وكذا في أحزاب التحالف الوطني وترحيبهم بدعوة الرئيس عبدربه منصور هادي لكافة الأحزاب للعمل من خلال أرضية مشتركة بحيث يتم بلورة العشر النقاط التي تضمنتها مبادرة الرئيس هادي.. أنا مع دعوة المشترك إلى مناقشة النقاط العشر ويتم التهيئة لها ومناقشتها مناقشة جادة وصريحة وأن يصدر عن الأحزاب الصغيرة منها والكبيرة والمكونات السياسية ميثاق شرف ويكون هذا الميثاق الذي يتم الاتفاق عليه من جميع المكونات السياسية جزءاٍ لا يتجزأ من مخرجات الحوار الوطني والمصالحة أصبحت أمراٍ ضرورياٍ وهاماٍ جداٍ بسبب الظروف الصعبة الخانقة التي أوصلت البلاد إلى أوضاع من الصعب تداركها عندما تشتعل النار لا سمح الله. الترفع عن المصالح وأضاف الدكتور الغفاري: ودون شك أن المصالحة الهدف منها هو إخراج الشعب اليمني من مربع الأزمات الذي تعيشه البلاد.. وأطلب من كافة الأحزاب والمكونات السياسية التي شاركت ووافقت على مخرجات الحوار الوطني والضمانات الكفيلة بتنفيذ المخرجات عليها أن تغلب مصلحة السواد الأعظم من أبناء الشعب اليمني وتترفع عن المصالح الحزبية والأسرية والمناطقية والمذهبية.. بحيث تكون مصلحة الوطن أسمى وأرفع من كل المصالح وبالتالي على هذه الأحزاب والمكونات السياسية أن تعمل على تهدئة الأوضاع السياسية والأمنية والخروج من ساحة المناكفات والمماحكات إلى ساحة العمل من أجل رفع مستوى الشعب سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وتحقيق أهداف ثورتي سبتمبر واكتوبر اللتين نادتا بالعدل والمساواة والعدالة الاجتماعية وأحقية الجميع في موارد ودخل هذا الشعب.. وأتمنى على الجميع أن يسخروا هذه الموارد وهي كثيرة لتحقيق جملة من المشاريع التنموية التي يمكن أن نقول أنها من أموال الشعب وخرجت هذه المشاريع لمصلحة السواد الأعظم من هذا الشعب وأن لا تكون هذه المشاريع محسوبة من المساعدات التي حصل عليها شعبنا من الدول والمنظمات الدولية خلال الفترة السابقة. وقال رئيس المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية: وبمناسبة المبادرة التي أطلقها الرئيس هادي أتمنى من أصحاب الشأن الذين علا شأنهم بفضل الشعب وبفضل حركة التغيير التي تمت في 11 فبراير أن يغلبوا مصالح السواد الأعظم ومصلحة البلاد العليا على مصالحهم وحصصهم الحزبية وبدلا عن المحاصصة التي تؤدي إلى زرع التنافر والبغضاء في نفوس أبناء الشعب الأفضل من هذا وذاك أن يرتقي الجميع إلى مستوى المسؤولية الوطنية بحيث يتم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وقد جرب شعبنا الكثير من أبنائه والشعب لديه معلومات كافية عن كل المسؤولين الذين تمسكوا زمام المناصب الكبيرة في الدولة ماذا عملوا حتى اليوم فاليمن أمانة في أعناق هؤلاء واليمن في حاجة لأصحاب الكفاءات النظيفة والشريفة التي لم تعبث ولم تنهب أموال البلاد والبلد في حاجة إلى بناء المزيد من المدارس والمستشفيات ورصف الطرقات ووجود حدائق عامة ومصانع وطنية متنوعة تلبي احتياجات الشعب سواء في أمانة العاصمة أو في عواصم المحافظات ومن هذا المنطلق إذا اتفق جميع الأطراف ووافقوا وصدر عنهم ميثاق شرف الذي سيقوي من المبادرة التي تقدم بها الرئيس هادي وفي الوقت نفسه سيقوي من توجيهات الرئيس التقشفية التي وجه الحكومة بها والتي دعت إلى بث روح الأمن والاستقرار في أنحاء الوطن والعمل على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني ومكافحة الفساد المستشري في الوزارات والمؤسسات وإعطاء الحقوق لمن يستحقها وأن تعمل الأحزاب جميعها وكافة شرائح الشعب في البدء بمرحلة جديدة وهي مرحلة تصحيح لما سبق وتقويم الأداء بما يؤدي إلى تحسين مستوى الشعب سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا.. ولن يتحقق ذلك إلا عندما نزرع روح المصالحة والمحبة والتعاون والتكافل بين أبناء الشعب وتلك هي مهمة الأحزاب والمكونات السياسية التي ما كان من الممكن لها أن تنتشر وتتوسع ويرتفع صوتها إلا بفضل أول دستور للوحدة اليمنية المباركة التي تم الإعلان عنها في 22 مايو عام 1990م ويرى الغفاري أنه لا يمكن أن تتحقق المصالحة الوطنية بدون الأمن والاستقرار. المسؤولية وحول آثار استمرار التفرقة والصراعات على المواطنين يقول الدكتور الغفاري: المماحكات والمناكفات الإعلامية والسياسية هي من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى مزيد من الفرقة والتنافر بين أوساط المجتمع وننصح الإعلام الحكومي أن يكون على مستوى من المسؤولية وكذا الإعلام الحزبي والأهلي فلا داعي للمزيد من المهاترات والتضليل والتهويل لأن المواطن بسيط ويصدق سريعا ما تنشره وسائل الإعلام وحدثت حروب بين الدول حدثت بسبب أخبار غير صحيحة وتصريحات لمسؤولين في عدد من الدول.. وحقيقة الأمر هناك حروب ومشاكل في مختلف أنحاء الوطن لكن ما زلنا في اليمن أفضل من غيرنا وعلينا قدر الإمكان الابتعاد عن المهاترات وأن لا نغلب المصالح المادية الآنية على أمن واستقرار الوطن. ويضيف : دعوة الرئيس هادي إلى المصالحة نعتبرها من الخطوات الرئيسية التي على الجميع العمل لأجلها ونحاول ان نعمل شيء من أجل هذا الوطن الذي يعاني الكثير من الأمراض التي يشكو منها الجميع وفي مقدمتها الفساد المستشري في أنحاء الدولة ومن الضرورة بمكان مكافحة هذا الوباء وفتح صفحة الثواب والعقاب. مقومات النجاح وتحدث رئيس المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية حول مقومات نجاح التصالح قائلا: مقومات النجاح توفر النوايا الحسنة لكبار المسؤولين في الدولة الذين يملكون زمام الأمور العسكرية منها والأمنية والسياسية والحزبية الذين يقع على عاتقهم تغليب مصالح الشعب على المصالح الحزبية والمصالح الأسرية والمصالح الفردية وفتح صفحة جديدة يكون المستفيد هو الشعب وفي الوقت نفسه المصالحة بين الأحزاب والمكونات السياسية ستنعكس وتكون في صالح جميع أبناء الشعب.. أما الشعب اليمني هو متصالح مع نفسه من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب.. المصالحة تعني الحكمة وعلى اليمنيين أن يستغلوا هذه الفرصة وحتى لا نقع في ما وقعت فيه بعض الأقطار العربية الأخرى مثل سوريا أو العراق أو ليبيا التي انهارت الأوضاع الأمنية فيها والمستفيد مما يحصل في المنطقة العربية هو الاستعمار وإسرائيل بالدرجة الأولى.. وأطلب من الأخوة والأخوات في أنحاء الوطن وخاصة الأحزاب السياسية والعلماء وأصحاب الفكر والرأي أن يلعبوا دورهم بما يعلو شأن الوطن كلَ في نطاق اختصاصه وأن يؤدي كلَ واجبه لما يخدم ويخرج الشعب اليمني من الآلام والأحوال والظروف الصعبة التي يعيشها. أهمية المصالحة أما العميد محسن علي خصروف –محلل سياسي- فقد تحدث أيضا حول أهمية المصالحة الوطنية في ظل الظروف التي تمر بها البلاد قائلا: البلد في هذا الظرف وبعد هذه التجربة بحاجة إلى مصالحة حقيقية مصالحة تبدأ أولا بالنفس المطلوب من رؤوس البلد الذين ظلوا يتصارعون ويتقاتلوا لعدة سنوات أن يتصالحوا مع أنفسهم أولا ثم يتصالحوا مع بعضهم البعض لتأمن البلد شر صراعاتهم.. لأن الشعب اليمني حينما خرج الشباب وقام بالثورة لم يكن ينتظر من سيأتي من خارجها يجثم على صدرها ويكتم أنفاس الشباب ويجير الثورة في اتجاه آخر خارج مقاصدها.. نحن منذ 11 فبراير وبتعبير أدق منذ 21 مارس بعد جمعة الكرامة نعاني من صراع الكبار وتقاتل أصحاب النفوذ الذين كانوا يستأثرون بالسلطة والثروة ويتقاسمون المصالح المجتمعية إلى هذه اللحظة.. وأنا شخصيا أرجو أن يكونوا صادقين في تصالحهم وأن يؤدي هذا التصالح إلى أن تترك فرصة للدولة ورئاستها وقيادتها والحكومة ورئاستها أن تعمل وأن تخلص البلد من مشكلة الاستقراطية الاجتماعية والسياسية التي تعاني منها وأن يترتب على هذا التصالح انتهاء الاختلالات الأمنية وأن لا نسمع عن قطع الطريق ولا قطاع في منطقة ما ولا نسمع عن تفجير أنبوب نفط أو برج كهرباء إن أدى التصالح إلى مثل هذا فهو خير إن شاء الله. كما تحدث العميد خصروف حول مقومات نجاح التصالح قائلا: مقومات نجاح التصالح الصدق وصدق الانتماء للوطن إذا توفرت هذه المقومات وإن كان مجرد تلبية رغبة لشقيقي أو صديق لإثبات حسن نية نريد من قادة هذا البلد المتصارعين أن يثبتوا حسن نيتهم للبلد ليس للأشقاء ولا للأصدقاء. الوضع الراهن من جانبه يقول الدكتور عبدالرحمن المختار –رئيس قسم القانون الدستوري بجامعة الحديدة-: بطبيعة الحال المصالحة الوطنية مهمة جدا للخروج من الوضع الراهن والأهم من ذلك أن تبنى على أسس لكي يمكن بالفعل الخروج من الوضع الراهن. وأضاف الدكتور المختار: المواطنون هم ضحايا التفرقة والتناحر بين أصحاب النفوذ وبطبيعة الحال سينعكس ذلك على المواطنين وهم ضحية أزمات النفط والكهرباء والتي جاءت نتيجة لصراعات أصحاب النفوذ. وحول مقومات نجاح التصالح يقول أستاذ القانون الدستوري: مقومات نجاح التصالح الاعتراف بحصول أخطاء جسيمة ومن ثم العزم والإصرار على تحويل تلك الأخطاء إلى عدالة تعم من تضرروا منها ومهم جدا أن يوجد هذا الأساس لا أن يفتح الباب واسعا لارتكاب الأخطاء والانتهاكات من جديد وهذا سيكون بالطبع أكثر بشاعة. وبعث الدكتور المختار رسائل إلى الأحزاب السياسية والقوى المتصارعة قائلا: رسالتي للأحزاب والقوى المتصارعة أن يفهموا أن المصالحة الوطنية الحقيقية قد تقتضي مغادرة أشخاص أو قوى مراكز نفوذها في السلطة هذه المراكز التي ارتكبت منها وبوسائل السلطة كل الانتهاكات التي تتطلب التصالح بشأنها من أجل إفساح المجال لنشر العدل وممارسة أو معالجة آثار الأخطاء والانتهاكات.. أي أن يتم التصالح على أساس التشبث والتمسك بمراكز نفوذ وكأننا لم نعمل شيئاٍ وهذا يعني أننا سنعود إلى أخطاء كارثية. وحول دعوة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي إلى اصطفاف وطني لجميع القوى يقول الدكتور المختار: يجب أن يقوم الاصطفاف الوطني على أساس قيم ومعاني سامية. وأضاف الدكتور المختار: لا بد أن تتضمن المصالحة معالجة للأسباب والجذور التي أدت إلى الانتهاكات لكن أن تكون سطحية بهذا الشكل فغدا ستعود بشكل أكثر بشاعة.. وما حصل مؤخرا لا يعدوا عن كونه تسامح سياسي وليس مصالحة وطنية التسامح السياسي أساسه الحفاظ على مصالح معينة أما المصلحة الوطنية العليا فالأساس لا تتم المصالحة إلا بعد معالجة أسباب وجذور الانتهاكات.. نحن ندعو إلى مصالحة وطنية لكن هذه المصالحة يجب أن تكون على أسس ويجب أن يكون طرف أساسي فيها الشعب اليمني الذي يمثل الضحية لا أن يتم التصالح بين الجلاد والجلاد والشعب بعيد تماما ومن ثم سيعود هو الضحية وسيبقى الجلاد في مكانه وسيمارس ممارسات أبشع مما مارسها من قبل.. وهذه قواعد يجب أن تقوم عليها المصالحة الذي أساء استخدام السلطة ومارس من خلالها القمع والانتهاكات بمختلف أنواعها فعليه أن يفهم أن خروجه سليما معافا هذا مكسب كبير له ومكسب للوطن لأنه مهم جدا أن يفهم أن هناك أخطاء جسيمة ارتكبها وأقصد ارتكبها المسامحون ويكون عندهم إصرار وعزم على أنهم يتجاوزوا هذه المرحلة وأن تتحول تلك الأخطاء التي ارتبكت إلى عدالة.. ليست القضية أن نفتح لهم المجال من جديد للعبث مرة أخرى.