الرئيسية - محليات - المخا .. عراقة الماضي وأصالة الحاضر
المخا .. عراقة الماضي وأصالة الحاضر
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

أطلق عليها المخا ..مدينة وميناء اختلط فيها الدم والمال والعرق ويتعانق فيها الماء والرمال , بوابة من بوابات اليمن إلى العالم الخارجي على مر العصور وأحد مفاتيح نهضة اليمن وسراٍ من أسرار تقدمه . ميناء المخا أو كما يطلق عليه مخ اليمن الاقتصادي وإقليم الجند حاليا عرفت عبر الحقب التاريخية بمدينة (المعاقر) تقع غرب مدينة تعز على سواحل البحر الأحمر وتبعد عنها بحوالي 95كيلومتراٍ , كما تبعد عن مضيق ذباب (باب المندب)6 كيلومتر وتقع بين مصب واديين فيصب وادي راسيان شمالها ووادي موزع جنوبها وتمتاز بخصوبة تربتها وتكثر فها أشجار النخيل وفيها العديد من المناطق السياحية والأثرية التي تعود الى عصر الإسلام وما قبل الإسلام . نشأتها تقول المصادر التاريخية أن دولة اوسان كانت دولة بحرية وكانت تسيطر على مناطق جنوب غرب البحر الأحمر(نقش النصر)وساحل الحبشة في الجهة الأخرى من البحر الاحمر(بليني)وكانت المخا احد الموانئ التابعة لها في القرن السادس وعند بداية القرن الخامس ق-م. وكانت المخا من أهم الموانئ في اليمن والجزيرة العربية وقد ازدهرت بعد أن دمر الملك السبئي كرب آل وتر ميناء عدن وسيطر على ارض اوسان كما ذكرت في النقوش الحميرية التي تعود الى عهد ملك سبأ وذوريدان وحضرموت ويمنة كرب أل وتر يهنعم (نقوش مسندية)وفي نقش للملك الحميري ذونواس من القرن السادس الميلادي (بافقيه) وقد ورد ذكرها في الكتب الكلاسيكية في كتاب دليل البحر لاريتري (الأحمر) والبر وبلوس باسم ميناء (موز اوموشع )وكانت تصدر المر واللبان والصبر والبخور وتجلب إليها بضائع الهند ومصر وسواحل شرق إفريقيا في بدية القرن الاول الميلادي . ولقد استمرت المخا كميناء مهم في عصور الدول اليمنية المتعاقبة من الاوسانيين ثم السبئيين فالقتبانيين والحميريين والدول المتعاقبة علي اليمن في العصر الإسلامي ولازال حتى وقتنا هذا يزدهر حينا ويضمحل حينا آخر. ولقد بلغ أوج ازدهاره في القرن الأول للميلاد كما كانت بوابة الحضارة الإسلامية على شرق أفريقيا والهند وفي مطلع القرن 17الميلادي كان سر ازدهاره على يد الشيخ صالح علي الحريبي الذي كان واليا علي سواحل تهامة حتى عدن وكانت المدينة مسورة في تلك الفترة حسب وصف الرحالة نبور كريستيان ولها 5 أبواب وكثير امن الأبراج الحربية والمدافع في عهد الإمام صاحب المواهب الذي امتد نفوذ دولته بفضل الحريبي إلى زيلع في بر الصومال والحبشة . ورغم تحول طرق التجارة إلى موانئ غرب أوروبا وركود المونئ والتجارة في البلاد العربية بعد اكتشاف العالم الجديد وسيطرة الأوروبيين على تجارة الهند مباشرة دون وسطاء تجاريين واكتشاف طريق الرجاء الصالح الاان الحريبي استطاع استقطاب الشركات الفرنسية والهولندية والإنجليزية عبر تجارة البن اليمني حيث عرفت اليمن في تلك الفترة بشهرة عالمية( بكوفي موكأ)أي بن المخا وقد دمرت المخا في عهد الملك الحميري ذونواس وتم ضربها من قبل البرتغاليين والانجليز والهولنديين والايطاليين في العصر الحديث وجعلها الأتراك قاعدة عسكرية بحرية لمواجهة البرتغاليين وتم تدمير المخازن التجارية والوكالات وبيوت السكان و اضمحلت في القرن19الميلادي بسبب ضعف الأتراك ومن بعدهم حكم الأئمة المتخلف وتدمير البريطانيين لها في الحرب العالمية الأولى عام1915م وسيطرتهم على المخا وتهامة عام 1918م لمدة 3سنوات ثم سلموها لحليفهم محمدبن إدريس (الشريف الإدريسي ) سنة 1921م وقاموبتنشيط ضرتها ميناء عدن . أهم المعالم الأثرية اندثرت الكثير من آثار مدينة المخا ومعالمها الحضارية وطمرت تحت أكوام الرمال بسسب الإهمال وقلت الوعي بأهمية الآثار ومن تلك المعالم المتبقية مسجد الشالي التاريخي (ابوالحسن علي بن عمر) صاحب الطريقة الصوفية الشالذلية ولازالت ذريته في المخا الى اليوم . ومن الآثار بعض أطلال السور والأبراج والقلاع والبيوت القديمة المتهاوية وكان هنالك بئر قديم عليه نقوش حميرية كان قد صورها المستر عبدالرحمن (بروس كنده )أميركي الجنسية ومقبرة للنصارى اسسها الانجليز وكانت هنالك ورش ومعامل صغيرة . ومن المناطق السياحية وادي الملك والشواطئ الجميلة كما تنتج المخا أجود أنواع الأسماك الديرك والوزف والحلاوة المخاوي وقد اضمحل النشاط التجاري والاقتصادي فيها على ماكان عليه في سبعينية القرن الماضي وبداية الثمانينيات وقد تم إعادة تأهيل الميناء في عام1978م على يد الشركة الهولندية وتم إنشاء اثنين من الأرصفة وأربعة مستودعات لتخزين البضائع وهاهي السلطة المحلية بدأت تعاود الاهتمام بهذه المدينة من جديد حتى تعيد لها سالف امجادها ومكانتها وكانت البداية في عيدكم مخا الأول وصول إلى اليوم والاحتفال بعيدكم مخا الثالث .