الرئيسية - اقتصاد - ضربة قاصمة لتجار السوق السوداء
ضربة قاصمة لتجار السوق السوداء
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

أصيب تجار السوق السوداء للمشتقات النفطية في العاصمة صنعاء بنكسة كبيرة جراء قيام الحكومة بتصحيح أسعار المشتقات النفطية ومنذ أمس الأول لم يعد لهم تواجد في شارع خولان وجولات شارع تعز ويقال أنهم يعيشون حالة من الاكتئاب الحاد جراء فقدانهم مكاسب اقتاتوا عليها بطرق غير شرعية منذ أكثر من عام.

في المقابل يعيش زبائنهم من المستهلكين للبنزين والديزل من التجار وأصحاب المحلات التجارية في أحسن حالة ويتباهون مستبشرين بقرار رفع أسعار المشتقات النفطية مؤكدين أنهم كانوا يشترون الدبة من البنزين بسعر 5000 ريال وأكثر من السواق السوداء ذلك خلال شهر رمضان فيما يجدونها اليوم بسهولة ينقص 25%. واقع جديد على امتداد شارع خولان اختفت سيارات النقل الكبيرة التي كانت محملة بالبراميل من الديزل والبنزين فبين عشية وضحاها وجد أصحابها أنفسهم غير مرحب بهم وباتوا محل ذم منذ أمس الأول اثر توفر المشتقات النفطية بالأسعار الجديدة وقد اختفت تلك الشاحنات والديانات (النقل المتوسط)من أماكنها ويقول محسن فضل الكبودي أن تجار البنزين والديزل الذين كانوا يبيعون الدبة بـ5000 ريال طيلة الشهور الماضية اختفوا تماما بعد أن وجدوا أنفسهم غير ذي قيمة لان البنزين توفر بـ4000 ريال في المحطات دون أي طوابير أو تأخير . الحاجة على مدى الفترة الماضية انتشرت في العاصمة صنعاء ومعظم المدن اليمنية شاحنات محملة بالبراميل وخزانات صغيرة مملوءة بمادتي الديزل والبنزين والتي ظهرت حين بدأت أزمة المشتقات النفطية منذ أكثر من أربعة أشهر وهكذا نشط تجار السوق السوداء محققين إرباحا طائلة لأنهم كانوا يشترون الدبة فئة 20 لتر بـ2500 ريال ويبيعونها بـ5000 ريال لأصحاب المحلات التجارية لا يستخدموها في الإنارة وتشغيل المولدات حين تنقطع الكهرباء ويشير التاجر صالح الرحبي تاجر قطع غيار السيارات إلى أنه لا يستطيع أن يفتح المحل إذا لم يكن هناك كهرباء لتشغيل الإنارة للمحل وجهاز الكومبيوتر والطابعة لطباعة الفواتير وبالتالي كان يقوم بشراء البنزين من تجار السوق السوداء بسعر 4000-5000 ريال يوميا. وفي المقابل يقول صاحب محلات السعادة للأقمشة والألبسة النسائية بشعوب إن سعر دبة البنزين كانت تصل إلى محله بسعر 5000 ريال وكان معه تاجر يزوده يوميا بما يحتاجه للمولدات وكنا نقدم له الشكر دوما على خدماته . المنشآت على امتداد العاصمة صنعاء فمعظم المحلات التجارية منها والخدمية تعتمد على المولدات لتوفير الكهرباء حين الإنقطاعات وحسب تحليل الخبير الاقتصادي حمدي الشرجبي هناك أكثر من 70 ألف منشأة تجارية في العاصمة صنعاء وهذه تستعمل مولدات للكهرباء الخاصة ويتم اعتماد أكثر من 50% من أصحابها على تجار السوق السوداء لتوفير البنزين والديزل لهم ويدفعون قيمة لها تزيد 300% عن القيمة الرسمية. الأرباح يتفق جميع المحللين الاقتصاديين والخبراء على أن تجار السوق السوداء للمشتقات النفطية حققوا أرباحا غير مشروعة طيلة العام الماضي والحالي بما يصل إلى نحو 20 مليار من الريالات لكن لعدم وجود دراسات مثبته فان الرقم لا يزال غير دقيق ويعتقد الباحث في الحسابات الضريبية محمد عصام أن حوالي 25% من المبيعات للمحطات يستفيد منها تجار السوق السوداء بالتعاون مع أصحاب المحطات أنفسهم إذ سجلت مخالفات كثيرة من هذا القبيل هذا العام وتم الكشف عن قيام أصحاب المحطات بتعبئة سيارات كبيرة محملة بالبراميل من البنزين والديزل على الدوام كما أن أصحاب المحطات كانوا يقومون بالسماح لسيارات زملائهم من تجار السوق السوداء وتفريغها ثم تعبئتها مرة عدة في اليوم في إجراء شكلي لتلافي الطوابير الطويلة التي كانت تقام كشكل صوري أنهم يبيعون للناس جميعا. غش لم تقتصر مخاطر تجار السوق السوداء في اليمن في المشتقات النفطية على أبعادها غير الشرعية وأرباحها الحرام فقط فقد توسع هؤلاء التجار في أعمالهم الشريرة طيلة الفترة الماضية عبر ممارسة الغش والخداع على المستهلكين المحتاجين للمشتقات النفطية وتقول وثيقة تحذير من شركة النفط للمواطنين ان هناك غشاشين يبيعون مادتي البنزين والديزل خارج محطات التوزيع المعتمدة وهي مواد مخالفة للمواصفات المعتمدة لهذه المشتقات النفطية وقد نتج الأمر عن كوارث كبيرة تكبدها المواطنون حيث تعطلت المئات من السيارات نتيجة الغش في البنزين ومولدات الكهرباء بل وحدثت حرائق في العديد من المحلات. وأوضحت الوزارة في بيان صادر عنها تلقت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن أولئك المتلاعبين يقومون بخلط مادتي البنزين والديزل بمواد أخرى ضارة مثل التينر والماء والكيروسين والتي تؤدي إلي تدمير محركات السيارات ومولدات الكهرباء والآليات وغيرها من المحركات والمعدات التي تستخدم لها. وأكدت انه سيتم ملاحقة هؤلاء المهربين والمتلاعبين بالمواد النفطية وأسعارها وتقديمهم للمحاكمة بالتعاون والتنسيق مع أجهزة الضبط الأمني والقضائي وتحميلهم كافة الخسائر والنتائج المترتبة علي قيامهم بهذه الممارسات سواء من حيث الأضرار التي ستترتب على استخدام تلك المواد الضارة بالإضافة إلى تحميلهم فارق الأسعار بين السعر المعلن للمواد البترولية والسعر الذي تم البيع به للمواطنين . الديزل لتجار السوق السوداء في مادة الديزل قصص يشيب منها الولدان فهؤلاء يكثر زبائنهم من المستهلكين المحتاجين للديزل في نشاطهم كأصحاب المخابز والأفران والمزارعين والفنادق والمستشفيات والمعاهد الخاصة والشركات الكبيرة والمصانع وسيارات النقل الثقيل والنقل المتوسط والمقاولين كل من لديه مولد كهرباء متوسط أو كبير وعلى امتداد أكثر من عام مارس تجار السوداء أصناف عدة من البشاعة لتوفير الديزل لهؤلاء بدأ من الأسعار وانتهاء بالغش وتزويدهم بمواد مغشوشة مما افقد المستهلكين أموالا باهظة. وحسب المهندس عبد الملك شرف مقاول فقد كانت أزمة الديزل خانقة تكررت منذ عدة أعوام الأمر الذي حدا بالكثيرين للتوجه للسوق السوداء أكثر من مرة مما يوفر أرضية خصبة لازدهار تجارة السوق السوداء والتي يتم فيها بيع مادة الديزل بأسعار خيالية.  ويضيف المهندس عبدالملك اضطررت لشراء الديزل من السوق السوداء أكثر من مرة لكي أستمر في نشاطي لكن أتفاجأ في كل مرة أن السعر يرتفع عن المرة التي قبلها فمثلا كنت أشتري الدبة بـ2500 ريال ثم صعد فجأة إلى 3500 ريال وآخر مرة اشتريتها بـ 7000 ريال حتى وصلنا في رمضان إلى 8000 ريال للدبة. المخابز كثير من أصحاب المخابز يؤكدون أنهم طيلة العام الحالي لم يحققوا أي أرباح تذكر لأن الديزل الذي يشترونه من السوق السوداء كان يلتهم كل أرباحهم ورغم أن شركة النفط توفر لهم حصة من الديزل كل شهر إلا أنها لم تكن تكفي كما يقول خالد وهاس صحاب مخبز الإيمان للخبز الفرنسي مشيرا إلى انه يحتاج يوميا برميلين من الديزل توفر له شركة النفط برميل ويشتري الأخر من السوق السوداء بسعر 6000 ريال وأحيانا ينقص 500 ريال أو يزيد 1000 ريال فيما فقد الديزل تماما قبل رمضان مما أظهرهم للتوقف عن عمل حلويات للعيد لأول مرة منذ افتتاح المخبز في 2005م.