الرئيسية - محليات - مديرية بدبدة بمارب .. خارج نطاق التنمية
مديرية بدبدة بمارب .. خارج نطاق التنمية
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تزخر المنطقة بالعديد من المناطق الأثرية يجعلها وجهة سياحية إنشاء مركز طبي يتم بجهود أبنائها .. وطرق وعرة

ربما يتعجب البعض أنني عاكف منذ فترة طويلة على مواضيع تتعلق بمديرية بدبدة بمحافظة مارب إلا أن هذا العجب قد يزول لو اعترك المتعجبون التجربة التي تركتها بهذه المديرية . البداية كانت مع دعوة كريمة من خلال أحد الزملاء لزيارة المديرية ولكني ترددت كثيراٍ في قبول هذه الدعوة والسبب أني كنت في وارد الانشغال بأمور حياتي ومعركة البحث عن لقمة العيش فما الذي سيغنيني في بدبدة عن هذه الاهتمامات¿!. حتى حانت لحظة الحقيقة يومها كنت أشكو من فراغ بالوقت – باحثاٍ لاهثاٍ- عن ما يسد هذا الفراغ فإذا ببدبدة تنبثق من أم أفكاري وإذا بي أقرر السفر إليها فماذا وجدت¿ :

لتكن البداية من الطريق الذي يفضي بنا إلى بدبدة حيث لا طريق وما يقابلك لا يعدوا كونه شعاباٍ ووهاد الناجي منها محظوظ. فهذا الطريق شديد الوعورة والمحروم من الإسفلت أصبح اليوم في وضع يرثى له فلا يوجد فيه مقطع سليم لم يخلْ من المطبات والحفر وهو ما يشكل عائقاٍ لحركة السيارات والمركبات بدرجة أساسية ويتسبب في حصول العديد من الحوادث المرورية ناهيك عن ما يلحق بمالكي المركبات من خسائر مادية تسببها تلك الحفر. عن أي طريق أتحدث حيث لا طريق إلا من جبال صماء لا تبوح إلا وان تشخص في وجهك معلنة عن غياب الدولة وغياب آلاتها ومعداتها عن تعبيد هذه الطريق وخلق سبيل للتواصل بينها وبين أبناء سائر الشعب . التعليم وهل أزيد من الطين بلة وأحدثكم عن التعليم ولكن قبل ذلك أرجو أن استرعي عنايتكم إلى السؤال التالي: من منكم يتصور أن هذه المديرية النائية عن تفاصيل الجغرافية الإنمائية فيها أبناء وبنات محفزون للعلم والدراسة بالشكل الذي لا يجدون فيه غضاضة أن يفترشون الأرض طلباٍ للعلم. أبناء وبنات بدبدة محفزون للتشرب العلمي والنهل من معارفه ولكن للأسف الشديد حيث لا يوجد مدرسة ولا يوجد مدرس يشبع أبنائها وبناتها من نهمهم هذا. الدولة غائبة كل الغياب عن تلك المديرية لا مدارس تستحق أن يطلق عليها اسم مدرسة ولا معلم كفؤ والأدهى والأمر من كل ذلك أنها – مديرية بدبدة- إحدى مديريات محافظة مارب الذي تغذي منظومة الطاقة الوطنية بالكهرباء محرومة من الكهرباء!! الصحة هل أزيدكم من الشعر بيتاٍ وأحدثكم عن الغياب الكامل والمطلق للصحة في هذه المديرية إلا من مركز يتم لا يسمن ولا يغني من جوع وهو المركز القائم بجهود وجيوب أبناء بدبدة ومع هذا لا يستطيع المركز أن ينهض كامل الأعباء الصحية لأهالي المديرية والسبب أن غالبية الأجهزة التي فيه مستأجرة هذا عوضاٍ عن غياب أجهزة طبية كثير جداٍ يحتاج إليها المرضى في المديرية ومما يزيد الطين بلة هو غياب الكهرباء التي تشغل هذه الأجهزة بمحصلة نهائية تفضي بك إلى الشعور الكامل والمطلق بغياب الدولة وخروج هذه المديرية عن دائرة التنمية وعن دائرة الخطط الخمسية المتعلقة بإنماء المناطق النائية في اليمن. السياحة أنا أحاول أن افتح نافذة على محدد آخر هام وحيوي يتعلق بالمنطقة ويستطيع هذا المحدد في حال وجود دولة أن يساعد وان يسهم في تنمية المنطقة وبدون أن يترتب على ذلك أي أعباء على الميزانية العامة للدولة. ما أحدثكم بخصوصه التي تزخر به هذه المنطقة من مناطق أثرية والتي تستطيع أن تحولها هنا إلى محاج وقبلة للسياح الأجانب والمحليين . أين هي الدولة من هذه التفاصيل ومديرية بدبدة تقع في محافظة مارب أرض مملكة سبأ التي إن وجدت قليلاٍ من العناية والاهتمام من قبل الدولة واستطاعت هذه الدولة أن ترسل إليها فرق البحث والتنقيب عن آثارها فضلاٍ عن فرق البحث عن ماهو قائم من ترميم هذه الآثار ومن ثم الترويج لها بطريقة علمية ومدروسة لاستطاعت هذه المديرية ان تنهض بأعبائها المالية ولاستطاعت أن تكون رافداٍ هاماٍ يغذي الخزينة العامة للدولة بالكثير مما تحتاجه هذه الدولة من العملات الصعبة. مأساة طالبة وأخيراٍ وليس آخر دعوني استوقفكم للحظة فقط وذلك حتى أعرج عن مأساة طالبة في هذه المديرية وهي الطالبة التي استطاعت أن تحوز نظير تفوقها العلمي على جهاز كمبيوتر “لابتوب” ولكنها حتى اللحظة عاجزة عن تشغيله نتيجة غياب الكهرباء . إشارة واضحة ثم يكفي أن أشير إلى أن أبناء بدبدة قد تخلوا نهائياٍ وطوعياٍ عن حمل السلاح وهم لا يقابلونك حيث يقابلوك إلا والابتسامة مرسومة على وجوههم في إشارة واضحة إلى الكم الهائل من الطيبة ومكارم الأخلاق التي يكتنزها أبناء هذه المديرية في قلوبهم. قيام الدولة هل نبحر مرة أخرى إلى السؤال : ونسأل رجالات الدولة على كثرتهم: أين هي بدبدة أم نترك المديرية عرضة لرياح وأنواع المتغيرات التي قد تعصف بها ومعها بما تبقى من أمل في قيام هذه الدولة¿!