الرئيسية - اقتصاد - نقص المراعي يثير الرعب لدى النحالين اليمنيين
نقص المراعي يثير الرعب لدى النحالين اليمنيين
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

كتب/أحمد الطيار – تثير مشكلة نقص المراعي الخاصة بالنحل المنتج للعسل المخاوف لدى النحالين اليمنيين في مختلف محافظات الجمهورية وتثير الهلع لدى الكثير منهم في الوقت الراهن خصوصا في محافظة حضرموت الأمر الذي حدا باتحاد النحالين اليمنيين لدق ناقوس الخطر مطالبا وزارة الزراعة والري بالعمل على وضع إستراتيجية لتعزيز المراعي والمحافظة عليها وتقديم مساهمات كبيرة للتشجير في مناطق إنتاج العسل . ورغم أن اتحاد النحالين اليمنيين تعهد هذا العام بزيادة الإنتاج اليمني من العسل بنسبة تفوق25% على مدى السنوات الأربع القادمة من خلال تنفيذ إستراتيجية علمية وعملية ترتكز على تطوير سلالة النحل اليمني وطرق تربيته إلا أن النحالين أنفسهم يشككون في إمكانية تنفيذ كل تلك الطموحات ويطرحون مشكلة نقص المراعي الطبيعية كمشكلة أولى تهدد طوائفهم ويخشون أن تؤدي هذه المشكلة لتعرض الطوائف للجوع ومن ثم فقدانها بسهولة . ويقول رئيس جميعة وادي دوعن المهندس فهمي بن زاهر: إن النحالين في حضرموت لاتنقصهم الخبرة ولا المهارة في تربية النحل والإنتاج ولاتنقصهم الطوائف من جميع فئات النحل فالمشكلة التي يواجهونها الآن تتمثل في تراجع المساحات الخضراء الخاصة بالرعي للنحل ولهذا يلحظون أن كثيراٍ من الطوائف تعود للخلايا وهي جائعة مما يؤثر على تغذيتها من جهة وإنتاجيتها من جهة أخرى. ويلفت المهندس بن عبدون إلى أن هذه المشكلة تنشأ من خلال نمو طوائف النحل في وادي حضرموت من جهة ومن جهة أخرى نتيجة لتفاقم الجفاف والاعتداء الجائر على الأشجار وخصوصا السد والطلح من قبل الأهالي وعدم وعيهم بأهميتها لتربيت النحل وللمستقبل. ورغم أن إنتاج العسل في اليمن يعد رافدا اقتصاديا وتعده وزارة الزراعة والري من المحاصيل الإستراتيجية الخمسة التي أكد عليها قرار مجلس الوزراء عام 2003م لما له من شهرة عالمية اكتسبها بفضل جهود الأجداد وما حبا الله بلادنا من فلورانباتية متميزة جعلت العسل اليمني الأغلى على مستوى العالم أجمع فإن إثارة موضوع نقص المراعي لا تزال مشكلة يحس بها المزارعون ميدانيا فقط ولم تصل للجهات المسؤولة . ويقول وكيل وزارة الزراعة والري لقطاع الخدمات الدكتور محمد الغشم أن وزارة الزراعة تنفذ عدة مشاريع لزيادة الإنتاجية والإنتاج أخرها المشروع المنفذ حاليا في الحديدة وشبوة بتكلفة مليوني دولار من منظمة التجارة العالمية ويختص فقط بدعم النحالين بالأدوات دون تدخل يذكر في تنمية المراعي أو الحديث عنها. ولفت إلى أن الوزارة قلقة من تلاشي المراعي الخاصة بالنحل اليمني في عدة محافظات ولهذا اتخذت إجراءات رقابية شديدة لمنع الاحتطاب الجائر في مناطق رعي النحل في كل من الحديدة وتهامة وغيرها والتي تؤدي للقضاء على أشجار السد وغيرها ومنعت أي تصدير للفحم الذي يتسابق عليه نافذون ومشائخ وكبار المزارعين في تلك المناطق وهو ما يؤدي للإضرار بطوائف النحل ويؤثر على مستوى تغذيتها. ورغم أن لاتحاد اليمني للنحالين لا يزال حديث النشأة حيث أنشئ وأشهر منتصف هذا العام ليكون جهة تنسيقية يمكنه أن يكون حلقة الوصل بين الجهات المختلفة التي تعمل في صناعة وتربية النحل فإن الدكتور عبدالله ناشر ثابت رئيس الاتحاد يؤكد أن نقص المراعي وتلاشيها في اليمن سيؤدي في يوم ما إلى الاعتماد على المزارع المنتجة للعسل بطرق تغذوية محددة والتي لا تحقق نفس الجودة والميزة للعسل الطبيعي الذي يشتهر به اليمن. ويلفت إلى أن العسل الطبيعي اليمني يتعرض لسرقة علامته التجارية والعلمية من قبل شركات خليجية تنتج عسلا في بلدانها وتقوم بتهريبه لليمن ليباع في الأسواق انه عسل يمني طبيعي مائة في المائة. ولفت إلى أن الاتحاد يعتزم تسهيل خدمات فحص العسل وتنسيق وترتيب الأعمال بين المنظمات والمانحين والجمعيات والمؤسسات الأخرىوالمساهمة في تنفيذ أنشطة الإرشاد وإيجاد قنوات تسويق للمنتجات وعمل خارطة نحلية لمراعي النحل مع تشجيع الدراسات والبحوث في مجال العسل. الجودة مقياس العسل اليمني خبراء إنتاج العسل من أصحاب المحلات وشركات التصدير يدعون إلى استغلال الميزة النسبية للعسل اليمني من خلال إنشاء مزارع نموذجية لمراعي النحل المنتجة للعسل تراعى فيها البيئة اليمنية بأشجارها المتنوعة خصوصا في المناطق ذات الشهرة والخبرة بإنتاج العسل كأودية حضرموت وشبوة ومارب وحجة وإب وتهامة حديثة تربى فيها النحل بكميات تجارية عالية. وكدليل على جودة وفائدة العسل اليمني توصل بحث علمي للباحث سعيد عمر فرج من قسم وقاية النبات بجامعة عدن إلى أن العسل اليمني وخاصة منه العسل ذات المصدر الزهري له تأثير ايجابي على وظائف الكبد حيث يساعد على تحسين الصورة الليبيدية في الدم ويرجع السبب في ذلك إلى أن العسل اليمني يحمل أعلى المواصفات والمقاييس العالمية الخاصة بجودة العسل . الإنتاج شهدت تربية النحل في اليمن خلال الخمس عشرة سنة الماضية توسعٍا كبيرٍا وأصبحت اليوم تمثل ركيزة مهمة في الإنتاج الزراعي الاستثماري المدر للربحية وبحسب إحصائية زراعية وصل عدد طوائف النحل في بلادنا إلى أكثر من مليون طائفة فيما وصل عدد النحالين إلى 16.500 نحال وفي الوقت ذاته أعتبر قرار مجلس الوزراء رقم (77) لسنة 2003م العسل ضمن المحاصيل الاستراتيجية الخمسة وحثت على الاهتمام بتنميته وتطويره. وتقول وزارة الزراعة إن إنتاج بلادنا من العسل اليمني قد ارتفع من 2439 طنا في عام 2011م إلى 2600 طن في 2012م كما شهدت قيمة الإنتاج ارتفاعا جيدا حيث ارتفعت من 8 مليارات و780 مليون ريال في 2008م إلى 11 مليارا و898 مليون ريال ووصلت إلى 13 مليار ريال في 2012م . تصنيف وفقا لتصنيف علمي للعسل اليمني يأتي عسل السدر أو ما يعرف باليمن بـالعلب في المرتبة الأولى من حيث الشهرة والجودة العالمية حيث يستخرجه النحل من زهور أشجار السدر ويمتاز بمذاقه اللذيذ ونكهته الطيبة وهو لزج. كما يتميز عسل السدر الخالص انه لا يتجمد أو يتبلور وتزهر أشجار السدر في موسمين الموسم الرئيسي في شهر (أكتوبر) من السنة ويكون قيمه عسل السدر خالصاٍ غاليا جدا حيث لا يختلط به أي نوع من الأزهار ويمتاز بجودته العالية جدا أما الموسم الثاني فهو في شهر يوليو من كل عام ويكون عسل السدر في عمد ووادي بن علي وكذلك في منطقة شبوة مثل وادي جردان وبيحان وفي مأرب في منطقة حريب وفي العصيمات في منطقة حرف سفيان والعشة والقفلة في منطقة حجة بني قيس والخميس وسارع ويتواجد في مناطق كثيرة من جبال ووديان كما يستخدم عسل السدر في علاج عدد من الأمراض أهمها القرحة والربو والالتهابات والسرطان والضعف الجنسي. ويعد عسل السمر أو ما يعرف شعبياٍ بـ(الطلح) والذي يستخرجه النحل من زهور أشجار السمر وهي أشجار شوكيه تنتشر بشكل كبير في حضرموت وبعض المناطق الجبلية مثل (صنعاء وإب) في المرتبة الثانية ويمتاز عسله بمذاقه الحار ولزوجته المتوسطة وهو ذو لون احمر يميل إلى السواد وتزهر أشجاره في شهر ابريل من كل عام ويستخدم في علاج أمراض الكبد وأمراض البرد وفقر الدم والملا ريا والتيفود والسكر. ويقول الدكتور مدحت فضل عبد الله محمد العبدلي الحاصل على الدكتوراه حول تربية النحل أن اليمن تنتج من العسل نحو 2500 طن سنويا بقيمة تزيد عن 13 مليار ريال فيما يمكن إنتاج ضعف هذا الرقم أن تم لفت الاستثمارات إلى هذا الجانب بفاعلية . ويضيف لدينا في اليمن خبرة تزيد عن الفي سنة في تربية النحل وإنتاج العسل في اليمنحددها رواة تاريخيون بأنها من أقدم المهن والأعمال التي فضلها اليمنيون – آنذاك – حيث ذاعت شهرة العسل اليمني وبلغ صيته أرجاء المعمورة. ونظراٍ للتنوع المناخي في اليمن وتفردها بغطاء نباتي فريد كان الحكماء والأطباء في الأزمنة القديمة يرشدون مرضاهم بالاستطباب بالعسل اليمني لما له من أهمية غذائية وصحية عالية الأمر الذي دفعهم لأن يضعوه في مقدمة الأدوية مؤكدا على أهمية تطوير الإنتاج لدعم الاقتصاد الوطني. في نفس الوقت الذي كشف الأمين العام المساعد لإتحاد النحالين العرب أن هناك 100 ألف نحال في اليمن وهم في تزايد وهناك خطط محلية ودولية لدعم اليمن في هذا الجانب من خلال عمل منظم وبرنامج يستهدف تطوير إنتاجية اليمن من عسل النحل من خلال تزويد النحالين والمهتمين بتربية النحل بالمعلومات والممارسات المثلى بما من شأنه خدمة وتنمية القطاع الزراعي. وهناك رأي آخر يدعم جودة العسل اليمني حيث يقول الأمين العام المساعد لإتحاد النحالين العرب الدكتور محمد سعيد خنبش أن تربية النحل في اليمن تشهد تطوراٍ مستمراٍ وأن مساهمة هذا المنتج في الاقتصاد الوطني تزداد عاما بعد آخر حيث وصل عدد النحالين والمهتمين بهذا المجال إلى قرابة 100 ألف شخص.