تعيش محافظة الحديدة وسط ركام هائل من الفوضى أن تصلها.. فهذا يعني أنك بصدد مواجهة العديد من المنغصات القادرة على استثارة كل نوازع الاستياء لديك. القمامة تتكدس في كل شارع أكوام أكوام أما عن شوارعها فحدث ولا حرج حيث باتت مخلفات القمامة تنتشر بين الحارات والأزقة وأرصفة الشوارع في الوقت الذي تختفي فيه صناديق القمامة بصورة شبه تامة فلا تكاد ترى سوى آثار رمزية لها في الطرق الرئيسية فقط.

لم تكن ظاهرة انتشار القمامة فقط الهم الشاغل لأبناء الحديدة ولكن ما خفي كان أعظم وهي مشكلة المجاري وكيف تطفح بالتجلي الواضح لغياب أي مظهر من مظاهر السلطة الحقيقية في المحافظة. فالمجاري أضحت بمثابة علامة فارقة تميز شوارع وأزقة المحافظة الأمر الذي يلقي بظلاله على صحة وسلامة المواطنين هناك بالإضافة إلى التجار الذين يكابدون الأمرين جراء الطفح المزمن للمجاري أمام واجهات محلاتهم التجارية. المدينة تحتضر وقد استحالت إلى مكب للنفايات ومرتع للقاذورات والأمراض التي تفتك بالناس ولا في الدولة من يحرك ساكنا والخشية كل الخشية أن تستحل هذه المدينة إلى حاضنة لعديد من الأمراض والأوبئة الفتاكة. أن ما يجري في محافظة الحديدة لم يأت من فراغ أو عن طريق الصدقة بل جاء نتيجة غياب الجهات المعنية ممثلة بقيادة المحافظة التي تتنصل عن القيام بدورها تجاه هذه المشكلات التي يعاني منها المواطنون والنتيجة تفاقم الوضع بصورة مرعبة وربما إلى الحد الذي يتعذر معه إيجاد الحلول المناسبة. يا ترى متى نعيد لعروس البحر الأحمر التي يعشقها كل من زارها ويحلم بالعودة إليها كل من يفارقها .. اعتبارها.