الرئيسية - محليات - ميناء المخا.. هل يشكل عصب الاقتصاد لإقليم الجند¿!
ميناء المخا.. هل يشكل عصب الاقتصاد لإقليم الجند¿!
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

نظمت السلطة المحلية خلال الأسبوع المنصرم وعلى مدى ثلاثة أيام مهرجان (عيدكم مخا الثالث) لتنشيط حركة السياحة الداخلية بعد نجاحها في المرتين السابقتين. وتنظر السلطة المحلية وأبناء الجند لميناء المخا كمورد رئيسي لإنعاش الحركة الاقتصادية رغم ما يعانيه هذا الميناء من اعتلالات تراكمت عليه بفعل الإهمال المتعمد. الثورة استطلعت آراء عدد من المختصين في الإدارة والاقتصاد وكذا بعض الكتاب الصحفيين حول الدور الاقتصادي والسياحي الذي يمكن ان يلعبه ميناء المخا لصالح تنمية إقليم الجند.. وهاكم الحصيلة:

في البداية تحدث الدكتور / حمود محسن قاسم المليكي أستاذ الإدارة والتخطيط التربوي المساعد بجامعة ذمار قائلا: – يعتبر ميناء المخا من أقدم موانئ الشرق الأوسط …. المحطة الرئيسة للتجارة بين اليمن والدول المجاورة لها في عدة قارات وعلى رأسها قارة أفريقيا كما يتميز ميناء المخا بموقعه الاستراتيجي على البحر الأحمر والواقع بالقرب من خطوط الملاحة العالمية التي تربط دول الخليج العربي ومجموعة الدول المطلة على المحيط الهندي بالخطوط البحرية العالمية لا سيما قارتي أفريقيا وآسيا بالإضافة إلى موقعه بالقرب من مضيق باب المندب والذي يجعله أكثر أهمية في دعم حركة البضائع والأنشطة الصناعية والسياحية ويضيف: تزداد أهميته ميناء المخا بموقعه الواقع بالقرب من عدن بالإضافة إلى امتلاكه حوض واسع يمكن أن يكون مرفأ لإصلاح السفن والذي إذا وجد اهتمام من قبل الجهات المعنية فإنه سيكون مصدر دعم للاقتصاد الوطني وسيكون قادراٍ على استيعاب السفن الكبيرة والعملاقة في حال وفرت الدولة خدمات صيانة السفن خاصة وأنه الميناء الرئيس لإقليم الجند والذي سيساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية والصناعية بالإقليم بشكل خاص واليمن بشكل عام. واختتم بالقول: ونظرا للأهمية الاستراتيجية لموقع الميناء في إقليم الجند الأصغر مساحة من بين الأقاليم والأكثر سكانا والأكثر حركة تجارية وفي حال وضعت قيادة الأقاليم جهودها في تطوير وتأهيل الميناء فسوف يكون له مستقبل كبير وسيكون الأقليم مصدراٍ قوياٍ للدخل الاقتصادي ومصدراٍ للمياه المحلاة والطاقة الكهربائية لذا نرجوا من قيادة الإقليم الإسراع في تأهيله التأهيل الذي يليق بأبناء الإقليم. أقدم الموانئ – أما الكاتب الصحفي محمد عبده سفيان فقال: تعتبر مديرية المخا من أهم المديريات الساحلية في محافظة تعز فهي إلى جانب كونها تمثل المنفذ الرئيس للمحافظة على البحر ا?حمر فإن أهميتها تكمن بوجود الميناء الرئيسي بمدينة المخا الذي يعد من أقدم الموانئ اليمنية التي لها مكانة تاريخية وشهرة عالمية حيث ارتبط اسم الميناء بتصدير البن اليمني إلى أنحاء العالم فاشتهرت عالميا (كافي مخا) وأضاف: كان يوجد في مدينة المخا قديما وكالات للشركات التجارية من مختلف أنحاء العالم وبعد أن كان ماضيها مزدهراٍ أصبح حاضرها مندثرا في العهد الأمامي ولم يتم اعطاؤها من الاهتمام الذي تستحقه بعد ثورة 26 سبتمبر الخالدة عام1962م ورغم الوعود المتكررة من الحكومات المتلاحقة وفي الثمانينيات من القرن الماضي بدأ الاهتمام بها حيث تم إنشاء محطة الكهرباء البخارية فيها وربط مدينة المخا بمدينة تعز بطريق اسفلتي وتعميق الميناء ولكن ذلك الاهتمام لم يكن كافيا وبمستوى الطموح الذي يليق بمدينة المخا التاريخية واستطرد: إن موقع مدينة المخا السياحي على شاطئ البحر ا?حمر وما تتمتع به من شواطئ جميلة ومواقع سياحية رائعة مثل وادي الملك ووادي يختل اللذان يقعان على الشاطئ مباشرة ومنذ العام 2001م ازداد الاهتمام بمديرية المخا خصوصا بعد ربطها بالطريق البحري الذي يربط محافظة عدن بمحافظة الحديدة فموقعها المتوسط بين المحافظتين جعل منها محطة استراحة للقادمين والمغادرين براٍ من وإلى السعودية عبر الطريق البحري (عدن – المخا- الحديدة – حرض- السعودية) حيث صدرت التوجيهات في حوالي عام 2005م بتعميق وتوسعة وتطوير الميناء وإنشاء المحجر البيطري ا?قليمي وكذا إنشاء محطة لتحلية المياه من البحر وإنشاء محطة لتوليد الطاقة الكهربائية بالرياح. وواصل بالقول: سوف تكتسب مدينة المخا أهمية كبيرة خلال الفترة القادمة كونها ستكون الميناء الرئيسي ?قليم الجند ولذلك فلابد أن يتم اعطاؤها ما تستحقه من الاهتمام والعمل على إعداد مخطط عمراني حديث لإقامة مدينة حضرية عصرية مغايرة لمدينتي تعز وإب اللتين طغت عليهما العشوائية فلابد من تخطيط شوارع فسيحة وتحديد ساحات وحدائق ومتنزهات عامة ومواقع لإقامة المنشآت الحكومية والخاصة والمواقع الاستثمارية على أسس علمية حديثة بعيدا عن المزاجية والعشوائية .نتمنى أن تحظى مدينة المخا وشواطئها الجميلة باهتمام خاص من قبل قيادة السلطة المحلية بالمحافظة. نظرة اقتصادية – فيما تحدث الأخ صلاح الحميري كاتب ومتخصص اقتصادي بالقول: ميناء المخا جوهرة الجند وقلبها النابض بالحياة : دعونا نتخيل للحظة أن إقليم الجند لم يكن له منفذ بحري ! ما الذي سوف يترتب على هذا لأمر¿ يمتلك اقليم الجند فرصة اقتصادية مستدامة جيدة مقارنة بباقي الأقاليم وتقوم هذه الفرصة على عدة القطاعات وهي:(القطاع الزراعي والصناعي والتجاري) والتي لن تكون ذات جدوى اقتصادية تنموية ما لم تنعكس على الميزان التجاري بترجيح كافة الصادرات مقابل الواردات من السلع والبضائع فتوفير الاكتفاء الذاتي برغم أهميته لم يعد هو الأساس الذي تبنى عليه اقتصاديات الدول وبالتالي الأقاليم إذا لم يدعم بحركة نشطة للصادرات فسيعود السبب إلى عدت أمور من أهمها نظرية العولمة وتكامل العالم فالنشاط الزراعي على سبيل المثال يحتاج إلى مدخلات كثيرة منها البذور والأسمدة والمبيدات وكذا العدد والأدوات واغلب هذه الأمور يتم الحصول عليها من السوق العالمية لتوفرها بأسعار معقولة مقارنة بالسوق المحلية وهذا خاضع بطبيعته لمبدأ التخصص في الإنتاج الكمي وعلية إذا ما نتقلنا إلى القطاع الصناعي فهو مشابه للقطاع الزراعي إلى حد ماء مع فارق نوعية الصناعات (صناعات ثقيلة وتحويلية وخفيفة …. الخ) كما يأتي القطاع التجاري وهو خليط بين الاستيراد والتصدير لكافة متطلبات الإقليم من السلع والبضائع ( زراعية صناعية استهلاكية …. الخ ) إذا وكنتيجة حتمية لكل ما سبق ذكره تأتي أهمية ميناء المخا كونه شريان الحياة الاقتصادي للإقليم ومحطة ارتباطه بالعالم الخارجي فمنه تغادر صادراته وتأتي وارداته لكن ما هي الأهمية الخاصة لميناء المخا مقارنة بباقي الموانئ الأخرى للجمهورية اليمنية الاتحادية القادمة¿ ويضيف أصبحنا أمام صورة واضحة لأهمية هذا الميناء بالنسبة لإقليم الجند والذي لولا وجوده لتكبد الإقليم نفقات إضافية في نقل صادراته وتوصيل وارداته عبر موانئ أخرى تجعل الفرصة التجارية الاستثمارية ضعيفة أمام هذا الإقليم مقارنة بباقي الأقاليم. قوانين وتشريعات – وفي ذات السياق تحدث الكاتب والصحفي أحمد قنير قائلاٍ: حتى تنجح مدينة المخا سياحيا وتساهم في دعم اقتصاد الاقليم لابد أن يشعر رجال الأعمال المحليين بشكل مبدئي بالطمأنينة ليقتنعوا بإنشاء مشاريع سياحية فيها وأقصد بالاطمئنان هنا هو تقديم التسهيلات والتي من خلالها سوق تجذبهم للاستثمار. وأضاف: إن الحديث عن نجاح السياحة يتطلب وجود تشريعات وقوانين تتسم بالمرونة وتعترف برغبات المتمردين للاماكن السياحية بغرض قضاء أوقات ممتعة تختلف عن المكان الذي حضروا منه والتي لن تتحقق إلا بوجود تشريعات وقوانين. والتي ستعود بالنفع على الجميع . اقتصاديا: معك ثلاثة محاور: الميناء – محطة التحلية – البحر وما فيه من ثروة سمكية . تطوير الميناء والشروع في جعله قادرا على منافسة موانئ محلية مثل الحديدة وعدن وذلك عبر لوائح التخليص الجمركي والرسوم الإدارية والإجراءات والتي يجب أن تكون خالية من التعقيد والمبالغة وإذا واجهتنا مسألة تكلفة تطوير الميناء الباهظة فيمكن فتح باب الاكتتاب وإعلان المساهمة لتكاليف المشروع على الجمهور كما أن مشروع مياه التحلية التحلية ستفيد الإقليم من فايض الكلور المستخرج من العملية والذي يمكن بيعه بأثمان باهظة تفي بالحاجة فضلا عن كون المشروع مجدياٍ اقتصاديا على المدى البعيد للإقليم . الثروة السمكية تحتاج لتنظيم وإيقاف عملية القرصنة التي تستنزف إيراداتها لناس في الداخل والخارج مقابل رشوات قليلة تهدر المدخول الكبير..يمكن التوسع بإنشاء جمعيات للصيادين ومرافق خاصة للاصطياد ومن ثم توفير ثلاجات عملاقة تمكن الصيادين من الاحتفاظ بحصيلتهم والمحافظة عليه وبيعه بطرق ممتازة. المخا مصدر اطمئنان وأخير الأخ عبدالملك أمين عضو المجلس لمحلي بتعز حيث قال: تعتبر المخا من أهم المدن والموانئ التاريخية والحضارية والتجارية مما يجعلنا نطمئن على اقتصاد الاقليم إذا تم استغلال تلك القطاعات استغلالا سياحيا وتجاريا لرفد اقتصاد الاقليم حيث تمتلك المخا شريطا سياحيا يمتد طوله لمسافة 138 كم من منطقة وشح بالقرب من الخوخة مرورا بمديريتي المخا وذباب حتى باب المندب حيث يوجد حيث يوجد بهذا الشريط ميناء المخا ومجموعة من الجزر كجزيرة ميون كما تمتاز المديرية بوجود ثروة سمكية هائلة والذي يتسنى من خلالها إنشاء مزارع سمكية لجميع أنواع الأسماك وخصوصا الجمبري في المخا محطة توليد الطاقة الكهربائية ومشروع توليد الطاقة بالرياح ومشروع تحلية المياه التي ستضخ إلى تعز وإب أما وكذا امتلاكها لمساحات شاسعة من الزراعة فتمتلك من الأراضي الخصبة. واستطرد: على حكومة الإقليم الاهتمام بالجانب السياحي وترميم المواقع السياحية كقلعة طيار وقلعة الشاذلي وجامع الشاذلي مما يجعلها مقصدا سياحيا وتجاريا في حال تم توسعة الميناء وتفعيله كما أننا نراهن على المخا كمورد يحتل الصدارة بالنسبة للقطاعات الاقتصادية الأخرى هذه مؤشرات اقتصادية مبشرة بالخير في حال اهتمت حكومة الإقليم بهذه المدينة الجميلة والساحرة وأكثر ما يجعلها سياحية تلك المباني ذات الطابع المميز وأكواخها المخروطية الشكل المبنية من القش.