موجة من الإصدارات الراقية تنهال علينا من قبل سلسلة عالم المعرفة وهي إصدارات دورية ثقافية يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت. أحدث إصدارات السلسلة كتاب بعنوان (السياسة الدينية والدول العلمانية ..مصر والهند والولايات المتحدة الأمريكية) ..تأليف سكوت هيبارد وترجمة الأمير سامح كريم.. مفاتيح الإصدار: الإصدار الذي جاء في 413 صفحة من القطع المتوسط واحتوى على سبعة فصول تناول مسالة إعادة تفسير السياسة الدينية الحديثة والمسائل المتعلقة بصعود العلمانية المصرية والأمريكية والهندية وسقوطها ناقش وبكثير من التفصيل المشوق قضايا التفاعل بين الدين والسياسة متخذا من مصر والهند وأمريكا كنماذج بكثير من الحرفية والإتقان “عرفت الولايات المتحدة الأمريكية ومصر و الهند بالنماذج المثالية للحداثة العلمانية في أثناء حقبتي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي وبحلول الثمانينيات والتسعينيات تحدى الإسلاميون المحافظون الحكومة المصرية وشهدت الهند صعودا للقومية الهندوسية وبزغ اليمين المسيحي داخل الولايات المتحدة الأمريكية للهيمنة على الحزب الجمهوري وقطاعات عريضة من الخطاب العام”.. فصول الإصدار احتوى الإصدار الرائع على مقدمة تحت عنوان”إعادة التفكير في الدولة العلمانية” وسبعة فصول وخاتمة ..الفصل الأول:إعادة تفسير السياسة الدينية الحديثة..الفصل الثاني:صعود العلمانية المصرية وسقوطها..الفصل الثالث:أسلمة السياسة المصرية..الفصل الرابع:صعود العلمانية الهندية وسقوطها..الفصل الخامس: غرس الطائفية في السياسة الهندية.. الفصل السادس: صعود العلمانية الأميركية وسقوطها.. الفصل السابع:القومية الدينية في عصر ريغان – بوش..خاتمة تحت عنوان إعادة النظر في السياسة الدينية. تفاعل السياسي بالديني ورأى المؤلف من خلال نقاشاته المستفيضة واستخدامه إطار عمل نظري اتسم بالدقة التفاعل بين الدين والسياسة مبينا أن الأمور الثلاثة المرتبطة ارتباطا وثيقا قد أدت إلى الوضع الراهن: أولا: عمل الدين باعتباره جزءا مهما من تكوين الهويات الجماعية كأساس للتضامن الاجتماعي والحشد السياسي ثانيا : بتوفيره الإطار الأخلاقي حقق الدين ترابط واتصال عناصره التقليدية بالحياة السياسية الحديثة. ثالثا: وهو الأكثر أهمية من خلال التلاعب بالدين لمصلحة تحقيق مكاسب سياسية قللت النخب السياسية من أهمية الإجماع العلماني المرتبط بالدولة الحديثة الذي ساد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وقد أدت العوامل إلى إشعال عصر جديد من الشعبية الدينية اليمينية داخل البلدان الثلاث.. نهايات علمانية: كنت أتمنى على مؤلف الكتاب سكوت هيبارد أن يضمن مؤلفه اليمن كونها هي الأخرى تعاني من التفاعلات السلبية لتفاعل الديني مع السياسي ..هذا التفاعل الذي أدى إلى بروز مشكلات مجتمعية عصية من مثل العنصرية والطبقية يجري بواسطتها التلاعب بالدين ولكن الإضاءات التي كشفها إصداره عن تلك الحالة في كل من مصر والهند وأمريكا تؤكد بأنها مشكلة عالمية واليمن ليست إلا جزءا من تلكم المشكلة..