شريط العناوين

الارياني: مليشيا الحوثي حولت محافظة إب لإقطاعية لمشرفيها القادمين من صعدة​ وعمران​ ورشة عمل الإصلاحات المؤسسية ترفع توصيات للحكومة وتسلسل لتنفيذ الإصلاحات في المحاور الستة الرئاسة الفلسطينية تؤكد رفضها إنشاء منطقة عازلة شمالي قطاع غزة لتوزيع المساعدات اللواء الزبيدي يدعو الى تظافر الجهود المحلية والإقليمية والدولية لتأمين ممرات الملاحة الدولية الزْبيدي يناقش مع السفير اليوناني تداعيات استمرار التصعيد الحوثي على الشحن البحري الدولي اللواء الأشول يدشّن الدورة الأولى لقادة سرايا اتصالات ويؤكد أهميتها في المعركة اليمن يترأس الاجتماع الـ 39 لمجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هيئة رئاسة البرلمان تعقد اجتماعاً لها وتزور البرنامج السعودي لتنمية واعمار اليمن السفير الأصبحي يبحث آفاق التعاون مع وزارة الإدماج الاقتصادي المغربية باصهيب يؤكد ضرورة استمرار التنسيق بين الحكومة والمنظمات الأممية

الخميس 21 نوفمبر 2024 م
الرئيسية - سياحة وتراث - معنيون: الإرهابيون يتجهون للمتاجرة بآثار البلد ويخربون ما يتعارض مع أفكارهم الضيقة
معنيون: الإرهابيون يتجهون للمتاجرة بآثار البلد ويخربون ما يتعارض مع أفكارهم الضيقة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

الإرهاب آفة الشعوب يدمر الأمم ويمسح حضاراتها ويسيء إلى ماضيها كما يزعزع مستقبلها ولهذا تعمل الشعوب على مكافحة هذه الآفة واجتثاثها وبلادنا كسائر هذه البلدان ابتليت بهذا المرض الخطير الذي اشتدت وطأته وبلغت ذروته حداٍ لا يطاق أثر وبشكل سلبي بالغ على مجمل أوجه النشاط الحياتي للشعب اليمني وإذا كان حاضر هذا الشعب ويعاني جراء الإرهاب فكيف بالماضي الذي لا زالت أطلاله وآثاره باقية توارثها الأجيال كابراٍ عن كابر حتى وصلت إلينا لتدخل من خلالها على أصالتنا ومكانتنا التاريخية بين الأمم والشعوب ولكن الإرهاب أبى إلا أن يكون لهذا الماضي العريق بالمرصاد كيف أثر الإرهاب والصراع المسلح على تراث اليمن وحضارته¿ هذا ما سيوضحه عدد من المختصين في هذا المجال. الكثير من المواقع والمعالم الأثرية والمدن التاريخية شهدت أحداثاٍ إرهابية وصال فيها الإرهاب وجال تاركاٍ وراءه الدمار والخراب أتى على الحجر والشجر لم يفرق بين الماضي بأصالته وعراقته وقيمته وبين الحاضر بين الأمس واليوم كيف يفرق وقد أباح دماء البشر ويسعى إلى إهلاك الحرث والنسل.

الإرهاب لا يتعايش مع الحضارة تقول الأخت هدى أبلان نائبة وزير الثقافة إن الثقافة بما تحتويه من معاني الماضي والحاضر لا يمكن أن تتعايش ابداٍ مع الإرهاب فالثقافة مشروع حضاري سلمي يعمل من أجل الحياة وينبش في التاريخ وفي الذاكرة من أجل المستقبل ومن أجل استلهام الكثير من القيم الجمالية أما الإرهاب فهو إعدام لكل المفاهيم ماضيها وحاضرها ومستقبلها ولا يمكن أبداٍ للإرهاب أن يعيش ويستمر في مجتمعات تتكئ على موروث حضاري أخلاقي مستمد جذوره وقيمه من تاريخه العريق.. وأضافت: الإرهاب ذبح البشر وكنا نقول إن تكسير وتدمير المواقع الأثرية والتاريخية قد يكون فيه صعوبة بالنسبة للإرهاب ولكن الأحداث أثبتت أن هذا الاعتقاد كان خاطئاٍ لاسيما في الحروب الثقيلة التي يشنها الإرهاب أو تذر مع الإرهاب فقد تم الإضرار بالكثير من المواقع والمناطق التراثية ولعل محافظة أبين ومواقعها الأثرية ومتحفها العريق خير شاهد على ذلك فالإرهاب ينظر للتراث بنظرة دونية والإرهابيون على استعداد لتدمير تراث هذا البلد من أجل أفكار ظلامية متخلفة غير طبيعية لا تمت للدين أو للواقع بأي صلة كما أن الإرهاب ضد السياحة وساهم وبشكل كبير في الحد من السياحة الثقافية التي كان للتراث أحد أهم أعمدتها ومرتكزاتها.. وأكدت أن مستقبل التراث في ظل الإرهاب مليء بالكثير من المخاوف ومستقبل مظلم وقاتم ولا بد من القضاء على هذه الآفة الخطيرة التي تهدد حياة اليمنيين ليس التراث فقط.

توجيهات خطيرة ويكشف وكيل وزارة الثقافة لقطاع الآثار والمتاحف والمدن التاريخية الدكتور مجاهد اليتيم عن توجهات خطيرة لدى الإرهابيين نحو التراث يقول اليتيم: إن العمليات الإرهابية والإرهابيين بدأوا يتجهون نحو المتاجرة بالآثار وقد حدث هذا في البيضاء وأيضاٍ هم يؤثرون وبشكل كبير على هذا التراث من خلال النظرة الدونية حيث ينظرون له باعتباره أحد العناصر الشركية التي يجب اجتثاثها وبالتالي فهم يعملون على الإضرار بالتراث مرتين الأولى بإزالة المعالم التاريخية التي لا تتسق وأهواءهم خاصة وأنهم ينظرون إليها بمنظور ديني ضيق مخالف تماماٍ للشرع وأما المرة الثانية عندما بدأوا بالمتاجرة بالآثار باعتبارها سلعة رابحة تدر عليهم الكثير من الأموال يستخدمونها في تمويل العمليات الإرهابية الإجرامية البشعة. وأضاف الإرهاب فكر منحرف تجذر وترسخ في عقول متصحرة جدباء مسكونة بالجريمة وبالدماء والتعطش للقتل والإرهاب منبوذ لا يمت للدين أو الأخلاق بصلة فضلاٍ عن أن الإرهاب يحدث نوعاٍ من القلق الأمني والتخوف لدى الناس وهذا الأمر يستغله مهربوا وتجار الآثار ويعملون على تكثيف نشاطهم وهجمتهم الشرسة بحق الآثار والمواقع التاريخية. ولفت اليتيم إلى أن الصراعات المسلحة تؤثر هي الأخرى على تراث البلد ولعل الصراع في محافظة عمران قد جعل المخاوف والأنظار تتجه نحو مدينة ثلا التاريخية التي كانت في مرمى هذا الصراع المسلح والذي نجحت وساطة قبلية قادتها وزارة الثقافة في إخراج هذا الصراع خارج أسوار المدينة القديمة وتتجه المخاوف الآن صوب مدينة براقش في الجوف.

المخطوطات تأثرت بصورة غير مباشرة وإذا كانت المواقع الأثرية والتاريخية قد تأثرت بالإرهاب فكيف بالمخطوطات ذلك التراث العظيم الذي تزخر اليمن بالكثير والكثير من هذا التراث الإنساني الرائد الذي يحمل قيمة حضارية وعلمية ومعرفية, حيث يؤكد الدكتور مقبل التام الأحمدي وكيل وزارة الثقافة لقطاع المخطوطات ودور الكتب أن الإرهاب لم يؤثر بشكل مباشر على هذا النوع من التراث اليمني الأصيل ولكن تأثيره كان بشكل غير مباشر من خلال انشغال الدولة وأجهزتها العسكرية والأمنية بملاحقة الإرهابيين وتركها المجال أو الساحة للعابثين بالمخطوطات وتراث البلد كي يفعلوا ما يشاؤون. وقال: نحن نريد أن يؤثر هذا التراث المعرفي التنويري من المخطوطات على الإرهاب ويعمل على إزالته فالإرهاب هو ظلام والمخطوطات بما تحتويه من معرفة تعد نورا يمكنه أن يزيل ذلك الظلام فالتراث اليمني بما تكتنزه دور المخطوطات في الجمهورية من تراث عظيم لو خرج هذا التراث إلى الناس لازال كثيرا من حالات الإرهاب الذي يعد الجهل أحد مصادره ومصدره الآخر ربما يكون البعد عن ما ترك أسلافنا من تراث عظيم يعمل على تنمية العقل واتساع المعرفة فيه الكثير من العلوم وفي شتى المجالات. ودعا الأحمدي الدولة إلى إعطاء نوعا من التوازن لكافة القضايا والاختصاصات والحفاظ على حالة وسطى ومثلى في البلد فلا ينبغي أن يترك التراث وتترك مقدرات الدولة وعملها المؤسسي وتلحق الدولة وراء إرهابيين فالإرهاب يمثل فقاعات زائلة ولكن انشغال الدولة بكاملها وراء هذه الفقاعات سوف يخلق ضررا كبيرا على المدى البعيد فالمفروض أن يزداد نشاط الوزارات ذات العمل الفكري ومنها وزارات الثقافة والتربية والتعليم والتعليم العالي والتعليم الفني والإعلام وغيرها فقد يمكن إيقاف شخص مفخخ بحزام ناسف ولكن قد يكون من الصعوبة بمكان إيقاف شخص مفخخ بفكر ناسف وعقل تدميري يبيح دماء الجنود والأبرياء.

لا ينبغي التحصن بالمواقع الأثرية ويقول الأخ مهند السياني رئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف إن الإرهاب أثر وبشكل كبير على العديد من المواقع والمعالم الأثرية فهناك مواقع تم السيطرة عليها من قبل إرهابيين وجعلوا منها أماكن يتحصنون بها ومواقع لهم وهناك مواقع أخرى ضربت من قبل الإرهابيين بحجة أنها تحوي بعض الجنود ولعل ما حصل في مارب وتحديداٍ في صرواح خير شاهد على ذلك. وقال السياني: إنه تم مخاطبة وزارة الدفاع من أجل إخلاء بعض المواقع التي يتمركز فيها أبناء القوات المسلحة والتي تجعل منها أهدافا للجمعات الإرهابية بحجة مهاجمة الجنود المتواجدين فيها والحرص على أن تكون تلك المواقع والمعالم بعيدة كل البعد عن مرمى الإرهابيين. وناشد السياني كل شرائح المجتمع بالحفاظ على المواقع الأثرية والعمل على حمايتها وعدم المساس بها أو إتاحة المجال لكائن من كان أن ينال منها فهي تراث أمة وحضارة شعب عريق. وناشد أيضاٍ المجالس المحلية من كافة المحافظات بالتعاون مع مكاتب الآثار من أجل حماية المواقع الأثرية والحفاظ عليها وتجنيبها الصراعات المسلحة أينما كانت.