وزير الداخلية يؤكد أهمية مضاعفة الجهود في مواجهة التحديات الأمنية الوليدي يرأس إجتماع في عدن لمناقشة أداء الإدارات والبرامج الصحية مجلس الوزراء يقر الخطة الاقتصادية الحكومية للأولويات العاجلة "أمنية حضرموت" تؤكد رفضها التجنيد خارج المؤسستين العسكرية والأمنية ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 45399 شهيداً محافظ تعز يلتقي قيادات الأحزاب السياسية لمناقشة المستجدات بالمحافظة محور طور الباحة يختتم العام التدريبي بتخرج الدفعة الـ 15 مهام خاصة اللواء حيدان يؤكد أهمية تقييم الأعمال المنجزة في تطوير الأداء الأمني اجتماع اللجنة الفنية لتوطين الصناعات الدوائية المحلية بدء إجراءات تحويل مستحقات المبتعثين للربع الثالث لعام 2023
محمد الغربي عمران – بداية من عتبات هذا الكتاب الهام الذي يؤرخ للثورة في مصر بل وفي الوطن العربي: العنوان الذي يوحي بأن الثورات ماهي إلا باب لأكثر من تحول وثورة. الغلاف وقد احتلت خارطة تضم القارة الإفريقية وجزء من أوربيا والجزء العربي الأسيوي .. والنجمة الملاحية تشرق من قلب مصر.. لتعطينا فكرة قلب العالم.. قلب العالم القديم قلب الوطن العربي. “الزلازل والبراكين إن لم يكن لها مقدمات مرئية أو محسوسة.. فان لها مسببات .. فلا شيء يحدث عفويا أو صدفة .. لا بد أن يكون قد سبقتها تشققات واضطرابات وصدمات وغليان.. وهكذا تكون الثورات في حياة الشعوب. من الصفحة الأولى لكتاب بعنوان “ثورة يناير والبحث عن الطريق” للأديب المصري أحمد محمد عبده والذي قرأنا له ما يقارب من عشرة إصدارات تنوعت بين الرواية والقصة وأدب الطفل والفكر. و “ثورة يناير والبحث عن الطريق” يصنف ضمن أدب الثورة.. إصدار الهيئة العامة لقصور الثقافة 2013 . وقد توزعت محاور الكتاب إلى أربعة فصول تحت كل فصل عدة عناوين فرعية في 370 صفحة من القطع المتوسط. بدأ المؤلف في الفصل الأول بتقديم موجز لماضي مصر القريب وقدر مصر جغرافيا وحضارية.. ثم تلك التحولات التي نتجت عن الانقلابات العسكرية في مصر والأقطار العربية.. ودعم الشعوب في تحررها ضد الاحتلال.. إلى حكم العسكر الذي استمر لأكثر من نصف قرن في المنطقة العسكرية وتأثير ذلك خلال تلك العقود التي استمر حكمه لتلك الأقطار.. وصولا إلى ما يسمى بالربيع العربي.. ومقدماته في كل قطر ..وأساب تلك الثورات.. ونوعية تلك الأنظمة في مصر واليمن وتونس وليبيا وسوريا والأردن والمغرب والسعودية والسودان والعراق ولبنان. في الفصل الثاني استعرض الكاتب مقدمات الثورة في مصر.. ثم بدايتها واستمرارها يوما بعد يوم .. ليعطي القارئ معطيات وحقائق مذهلة لم يتابعها عبر وسائل الإعلام أثناء أيام الثورة ..وبذلك يكون الكاتب قد قدم لنا ذلك الوجه الخفي لأيام وتحولات الثورة في مصر. إذا هو يرصد يوميات الثورة وتحولاتها وانتكاساتها وتعاظم غليان الشارع.. إلى جمعة الصمود.. وبذلك الرصد الدقيق الذي يظهر تلك التفاصيل متناهية الصغر عظمة هذا الشعب حين يعيد ثقافة الثورة بعد أن ظن الحكام أنه قد نسيها.. ليفاجأ العالم بأعظم الدروس الملهمة لقيم الحرية والعدالة والمساواة. إلى تلك الروافد التي أثرت الثورة وجددتها كوقود لتعاظمها ضد جبروت السلطة. وكانت المعارك التي حطمت الخط الأحمر لتشتعل الميادين في عموم المدن المصرية وتتحول الساحات إلى خطوط حمراء ضد السلطة. وهكذا يبين لنا الكاتب كيف انقلبت الموازين خلال عدة أيام من خطوط حمراء للدولة إلى خطوط حمراء للثورة. الكتاب يعتبر وثيقة ضخمة من وثائق الثورة.. فلم تمل عاطفة الكاتب رغم ثوريته ووطنيته.. لكنه أنحاز للحقائق ..والحركة الأسرع حين يرصد تعاظم الثورة ومقاومة طغيان النظام إلى تلك الارتدادات والانتكاسات في أوساط الثوار.. ليعيدنا إلى تاريخ أجواء نكسة يونيو 67 .. وأجوائها نتيجة للمعارك واحتدامها بين العسكر والشعب.. ثم مرحلة التصعيد.. وزيادة الضغط الشعبي وانتشار الثورة في ربوع مصر وتعدد أدواتها.. إلى إخراج مبارك عن صمته وإلقائه أول خطاب يعلن عدم انحيازه.. إلى استعراض تاريخ مبارك.. ثم ذلك الفراغ الذي جعل مصر تعيش لأيام من الانفلات والفوضى .. ليقدم لنا الكاتب تلك الأخطاء القاتلة التي ارتكبتها الثورة أثنا اشتعالها. الخطاب الثاني لمبارك موقعة الجمل إلى مرحلة التصعيد الثاني.. وهنا يقرأ القارئ تلك التفاصيل التي أدت إلى إعادة تنظيم الثورة لنفسها.. لتتصاعد مطالب الجماهير ويعلو سقفها. ولقد أفرد الكاتب حيزاٍ من كتابة لازمة الدستور.. مستعرضا ما تناوله رجال القانون .. إلى تزايد عدد الشهداء واستمرار شراسة أدوات النظام ليسقط عشرات الشهداء في كل ميادين مصر.. وهكذا يتزايد الغضب ويزيد صمود الثوار كلما سال نهر الدماء والفداء. وبدأت دفاعات النظام بالانهيار.. ليدخل في مماطلة الثوار.. وكان البيان الأول للمجلس العسكري.. وكانت الثورة تزداد اشتعالا.. ليأتي خطاب لمبارك الأخير.. ثم البيان الثاني للمجلس العسكري. وقد قدم لنا الكاتب.. لحظة بلحظة تحول الثورة وتطور أدواتها.. وتطوير الهجوم.. ليتم نقل مبارك إلى شرم الشيخ. هي مفارقة عجيبة بين تاريخ استقالة عبدالناصر وإعلانه تحمله المسؤولية بعد هزيمة 67 والتفاف الجماهير حوله وبين إسقاط مبارك .. ويصدر للمجلس العسكري بيانه الثالث.. وهنا وصلت الثورة إلى أوج قوتها. الفصل الثالث أفرده الكاتب لأيام من تبريد الثورة.. وبالفعل استشعر الثوار تلك التحركات لينقلب السحر على الساحر .. معتقدا بأنه أنتصر على الثورة.. لتبدأ مصر في الفترة الانتقالية.. لكن الثوار كانوا يترصدون بتحفز لكل شيء..رغم انقسام الشارع السياسي. وكان الخطر يظهر يوما بعد يوم من خلال أسلمه الدولة.. وتلك الأوضاع التي أخذت في المزيد من التدهور.. وذلك التجبر والاستقواء على بقية القوى الوطنية .. ليبدأ الشارع بالثورة الثانية بالتوجه ضد المرحلة الانتقالية .. وتعود الثورة أقوى مما كانت. وكانت محاكمة القرن لمبارك .. وتحديات الثورة تلخصت في محاولة التيارات الإسلامية بتعطل مسار الثورة.. وكانت تلك التحديات الأشد خطورة حين أفرزت تلك التيارات خطابا دينيا مريضا.. لتستعر الثورة كما لم يثر شعب على وجه الأرض. الفصل الرابع أفسحه الكاتب للموجة الثانية من الثورة.. والتي تخللها انقسام الشارع بين الاسلاميين وبقايا النظام السابق وقوى ائتلاف الثورة (الليبراليين). وبذلك ينهي الكاتب رصده لثورة القرن.. ذلك الرصد الدقيق والمحايد لكاتب يمتلك الخبرة النضالية والصدق الأدبي.. فتحية لهذا الجهد الرائع والذي لا يعني مصر بل كافة الشعوب المضطهدة.. كأبجديات مهمة للثورة.