الرئيسية - الدين والحياة - “إصلاح ذات البين”
“إصلاح ذات البين”
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

إن الشقاق والخلاف من أخطر أسلحة الشيطان يوغر بها الصدور ويفرق بها بين الأمة ويوقع العداوة بين الأحبة.. وقد اهتم الإسلام بما يزيل الخلاف بين الناس وخاصة المؤمنين لأن المؤمن يخطئ ويصيب فهو بشر وليس بمعصوم ووقوع الخلاف بين الناس أمر وارد بل ذلك يقع بين الأخوة الذين تربطهم علاقة الدم أبوهم واحد وأمهم واحدة وليس هناك من فعل أحب إلى الله من إصلاح بين اثنين لأن الإصلاح سبب في الأمن والألفة والمحبة. وهو عبادة جليلة وخلق جميل قال الله تعالى”والصلح خير” وبالإصلاح يصلح المجتمع وتتآلف القلوب وتجتمع الكلمة وينبذ الخلاف. كما أن الإصلاح عنوان للإيمان وواجب من واجبات الأخوة في الإسلام “إöنما المؤمöنون إöخوة فأصلöحوا بين أخويكم” ومن لا يقبل الصلح رجل قاسي القلب فسد باطنه وظاهره وهو إلى الشر أقرب من الخير لذلك كان الله سبحانه هو الذي يأمر بالإصلاح بل الله يصلح بين المؤمنين يوم القيامة. فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: بينما رسول الله جالس إذ رأيناه يضحك حتى بدت ثناياه فقال عمر: ما أضحكك يارسول الله بأبي أنت وأمي ¿ فقال رجلان جثيا بين يدي رب العزة فقال أحدهما يارب خذ لي مظلمتي من أخي فقال الله للطالب فكيف تصنع بأخيك ولم يبق من حسناته شيء قال يارب فليحمل عني من أوزاري قال وفاضت عينا رسول الله بالبكاء ثم قال: .ذاك يوم يحتاج الناس من يحمل عنهم أوزارهم فقال الله تعالى ارفع بصرك فانظر في الجنان فرفع رأسه فقال يارب أرى مدائن من ذهب وقصور من ذهب مكللة باللؤلؤ لأي نبي هذا أو لأي صديق أو لأي شهيد هذا قال لمن يملك الثمن قال يارب ومن يملك الثمن قال أنت تملكه قال بماذا قال بعفوك عن أخيك قال يارب فإني قد عفوت عنه قال الله عز وجل فخذ بيد أخيك فأدخله الجنة فقال رسول الله عند ذلك: “اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فإن الله يصلح بين المؤمنين” رواه الحاكم” .. كما أن الناظر في القرآن الكريم يجد أن الله يأمر بالإصلاح في أكثر من موضع منها قال الله تعالى “لا خير فöي كثöير فمن نجواهم إöلا من أمر بöصدقة أو معروف أو إöصلاح بين الناسö” وقال تعالى” فمن خاف مöن موص جنفا أو إöثما فأصلح بينهم فلا إöثم عليهö” وقال سبحانه ” وأصلöحوا ذات بöينöكم” وغير ذلك كثير في كتاب الله تعالى. كما أن الله يثب على الإصلاح فضلا كبيرا قال تعالى”والذöين يمسكون بöالكöتابö وأقاموا الصلاة إöنا لا نضöيع أجر المصلöحöين” وقال سبحانه ” فمن عفا وأصلح فأجره على اللهö” وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم “ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة قالوا بلى قال إصلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة” رواه أبو داود. كما روى “ما عمل ابن آدم شيئا أفضل من الصلاة وصلاح ذات البين وخلق حسن” وقال أنس رضي الله عنه (من أصلح بين اثنين أعطاه الله بكل كلمة عتق رقبة). بل من عظيم عناية الإسلام بالإصلاح نجد أنه أباح الكذب في الإصلاح مع أنه ينهي عنه في كل المواضع. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا” رواه البخاري. قال ابن شهاب: ولم أسمع يرخص في شيء مما يقول الناس كذب إلا في ثلاث ” الحرب والإصلاح بين الناس وحديث الرجل امراته وحديث المرأة زواجها”. كما أن الصلح له ميادين عدة وصور متعددة قاصر على شيء واحد من ميادين الإصلاح. 1- في الأفراد والجماعات كما روى أن أهل قباء اقتتلوا حتى تراموا بالحجارة فأخبر بذلك البني فقال: أذهبوا بنا نصلح بينهم وما أجمل الإصلاح بين الناس أفرادا أو جماعات أو أحزاب فالكل أخوة. 2- الأزواج والزوجات كما أصلح النبي بين علي وفاطمة رضي الله عن الجميع لما ذهب إليها يوما فلم يجد عليا فسأل فقالت كان بيني وبينه شيء فغاضبني فلم يقل عندي فبحث عنه فوجده في المسجد نائما وعليه تراب فقال له قم أبا تراب. 3- بين المتداينين كما في حديث من ارتفعت أصواتهم في المسجد فأصلح النبي بينهم وأمر أحدهم بوضع شطر الدين وأمر الآخر بالأواء. 4- بين القبائل والطوائف كما في كتاب الله ” وإöن طائöفتانö مöن المؤمöنöين اقتتلوا فأصلöحوا بينهما” . أيها المسلمون والمؤمنون الإسلام يأمر بالصلح والإصلاح وقبول العز والعيش في سلام وأمان ومودة واطمئنان. حرى بأمة محمد أن تعود إلى أخلاق النبي من الحب والود والإصلاح . نسأل الله أن يردنا إلى الدين وأن يصلح ذات بيننا إنه عفو كريم.. والحمدلله رب العالمين.