الرئيسية - محليات - الليشمانيا .. طفيلي يفتك بالأجساد ويقتل 60 ألف شخص سنويا
الليشمانيا .. طفيلي يفتك بالأجساد ويقتل 60 ألف شخص سنويا
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

مرض الليشمانيا أو ما يسمي محليا (البدأة – الأثرة – العوفية) هو مجموعة من الأمراض الطفيلية المزمنة والمعدية التي تصيب الجلد واحيانا الاحشاء الداخلية وتسبب تقرحات تؤدي إلى تشوهات مدمرة في جلد الإنسان ويصيب اكثر من 13 مليون شخص في اكثر من 90 دولة حول العالم ومنها اليمن وبمعدل إصابة سنوية يصل إلى نحو مليوني حالة حول العالم ويقتل من 50 إلى 60 الف مريض سنويا ويصيب الإنسان والحيوان على السواء وتسمى الإصابة الحيوانية بداء الليشمانيات . وكشف الدكتور محمد الكامل رئيس المركز الإقليمي لمكافحة الليشمانيا في تصريح لــ ( الثورة ) ان مرض “الليشمانيا” يستوطن في اليمن بأنواعه الثلاثة وبشكل خفي عن الخرائط الوبائية العالمية لهذا المرض وبالأخص في محافظات البيضاء وذمار وإب وتعز وحجة والضالع والحديدة وصنعاء.. مشيرا إلى ان حجم انتشار مرض “الليشمانيا” في اليمن يتجاوز كثيراٍ حجم انتشاره في بعض دول الشرق الأوسط المجاورة وبعض الدول الاستوائية وشبه الاستوائية التي يشتهر المرض باستيطانه فيها. وقال الكامل: ان عدد المصابين بهذا المرض باليمن من خلال عملية الرصد التي قام بها المركز الإقليمي لمكافحة “الليشمانيا” يتجاوز 180 ألف حالة تسعون بالمئة منهم نساء وأطفال تحت سن السابعة عشرة سنة وثلاثة بالمئة مْصابون بالنوع الحشوي وتسعة وأربعون بالمئة مْصابون بالنوع المخاطي وثمانية وأربعون بالمئة مْصابون بالنوع الجلدي وللأسف الشديد فإن ضحايا “الليشمانيا” الحشوية يموتون دون تشخيص. ” مسببات المرض “ وأضاف الدكتور الكامل: ان مرض الليشمانيا يْسببه طفيل صغير انتهازي وحيد الخلية وتنقله من الإنسان إلى الإنسان أو من الحيوان كالكلاب والقطط والثعالب والفئران إلى الإنسان ذبابة صغيرة تسمى ذبابة الرمل وهي ثلث حجم [النامس] المعروف تقريباٍ وتتكاثر هذه الذبابة في القرى النائية وبالذات في الجدران المتشققة وبين أخشاب الأسقف وفي حظائر الحيوانات والوديان تنشط ليلاٍ بعد الغروب وحتى طلوع الشمس وتطير بالقفز على ارتفاعات منخفضة دون صوت يذكر تلدغك في صمت وترحل بعد أن تزرع الطفيل داخل الجلد أثناء تناولها لوجبتها الدموية منك فتظهر الإصابة على شكل بقع حمراء صغيرة وتتطور تدريجيا الى احد اشكال المرض الثلاثة المشهورة بعد فترة حضانة تمتد من أسبوعين إلى عدة أشهر . ” الاشكال والاعراض “ وعن اعراض المرض يقول الدكتور محمد الكامل: ان مرض الليشمانيا له ثلاث اشكال اكلينيكية رئيسية وهي اللشمانيا الجلدية وتكون على هيئة حبة او مجموعة حبوب في المناطق المكشوفة من الجلد تتطور تدريجيا الى قرحة غائرة تغطيها قشور صديده جافة غير مؤلمة وقد تتعافي تلقائيا خلال عدة اشهر تاركة وراءها ندبة جمالية مؤذية ومزمنة, واما الليشمانيا الجلدية المخاطية والتي تصيب الاغشية المخاطية للأنف والفم والبلعوم وتعتبر اشد خطورة من سابقتها وهي في الغالب لا تتعافي من تلقاء نفسها وقد تؤدي الي تدمير الغشاء المخاطي المصاب وتشوه مزمن ان لم يتم علاجها مبكرا, واما النوع الثالث والأخطر فهو الليشمانيا الحشائية والتي تصيب الأعضاء الداخلية للجسم كالكبد والبنكرياس ونخاع العظام والغدة الليمفاوية ويصاحبها انتفاخ بالبطن وارتفاع متقطع في درجات الحرارة وفقدان الشهية واسهال وهزال ونزيف الأمر الذي يؤدي الى الوفاة ان لم يتم علاج المصاب بشكل صحيح وفي وقت مبكر . ” مكافحة المرض “ وعن مكافحة المرض أشار الدكتور الكامل إلى أن المركز الاقليمي لمكافحة الليشمانيا أطلق حملته الواسعة ضد المرض من خلال 6 برامج شملت حملات ميدانية دورية للمناطق الموبوءة ونشر التوعية اللازمة بين الأوساط الطبية والعامة عن طريق جميع وسائل الإعلام المتاحة وكذلك المطبوعات والإصدارات الدورية الصادرة عن المركز ناهيك عن تقديم خدمات الفحص والتشخيص والعلاج للمرضى من خلال المركز الرئيسي في صنعاء وفروع المحافظات. كما كشف خلال حفل تدشين برنامج الدواء للجميع الذي اقيم الاربعاء الماضي عن وصول كميات كبيرة من الأدوية الأصلية باهضه الثمن والتي كانت معدومة سابقا والتي ستكون بمتناول جميع المصابين بمرض الليشمانيا بالمجان وسوف يستهدف البرنامج المناطق الريفية التي يكثر فيها هذا المرض وخاصة بين النساء والاطفال والشريحة الأكثر فقرا وتوفير العلاج المجاني لهم وامدادهم بالوسائل المناسبة للوقاية من هذا المرض . وعن اساليب الوقاية من هذا المرض ينصح الدكتور الكامل المواطنين المتواجدين في المناطق الريفية بتجنب الخروج بعد المغرب واستخدام الناموسيات ذات الفتحات الأصغر أثناء النوم وتزويد الشبابيك بالشبكات ومكافحة الحيوانات الضالة والفئران ورش حضائر الحيوانات والمنازل بمبيدات البعوض وكذلك تغطية معظم الجسم بالملابس عند الخروج ليلا ودهن الأجزاء المكشوفة بمادة طاردة للبعوض وعلاج المصاب فور الاشتباه بإصابته إضافة إلى التصريف السليم للقمامة والصرف الصحي.