الرئيسية - الدين والحياة - الجندية شرف وأمانة
الجندية شرف وأمانة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

رفيق الشناوي* – تضافرت نصوص شرعية محكمة وقواعد فقهية راسخة وإجماع أئمة العلم الذين يعتد بعلمهم على شرف الجندية للدفاع عن الأرض والعرض والمال والنفس وأناط بهم واجبات من الرباط والجهاد معا, فأما الرباط معناه المعاصر ملازمة الحدود الدولية لحمايتها قال تعالى “أصبروا وصابروا ورابطوا والرباط الملازمة في سبيل الله ويويده قوله صلى الله عليه وسلم “رباط يوم في سبيل الله خير من الدينا وما فيها” ومما يلحق بالرباط الحراسة وكلاهما يتحققان في الجيش والشرطة. وأما الجهاد ومفهومة فهو مجاهدة العدو الظاهر بالقتال والدفاع للذود عن البلاد والعباد وفضله عظيم وحاصله بذل الإنسان نفسه ابتغاء مرضاة الله تعالى وتقربا بذلك إليه ويتحقق في الجهاد المشروع. والجيش, الجندية جهاد مشروع في دين الله تعالى قال أئمة العلم “الذين يقاتلون ويدفعون الأعداء فبذلوا مهج أنفسهم” والنصوص الشرعية في فضل الجندية كثيرة منها: – قوله تعالى” وفضل الله المهاجرين على القاعدين أجرا عظيما”. – وقال تعالى ” إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة”. – وقوله تعالى ” ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون”. ومن السنة النبوية قوله صلى الله عليه وسلم “مثل المجاهد في سبيل الله والله أعلم بمن يجاهد في سبيله كمثل الصائم القائم وتوكل الله للمجاهد في سبيله بأن يتوفاه أن يدخله الجنة أو يرجعه سالما مع أجر أو غنيمة”. – وروى أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (دلني على عمل يعدل الجهاد قال لا أجده, ثم قال: هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر وتصوم ولا تفطر قال ومن يستطيع ذلك” وإذا علم هذا فإن من أبشع وأفظع الجرائم الاعتداء على الجند بتنوع رتبهم ومهامهم لما في ذلك مما قدره الفقهاء من إرجاف تخويل مما يسبب مفاسد عظمى على سلامة البلاد وأمن العباد. وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغه أن ناسا يثبطون الناس عن الجهاد في سبيل الله فبعث نفرا من أصحابه وأمرهم أن يحرقوا عليهم البيوت ففعل ذلك طلحة بن عبيد الله. هذا وأن أعظم وظيفة عرفتها البشرية هي وظيفة الأنبياء والمرسلين, ولا شك في ذلك وكانت وظيفتهم الدعوة إلى الله تعالى وتبليغ الرسالة إلى الخلق, وهذه المهمة العظيمة لا تقوم إلا على أيدي جنود مخلصين يذودون عن هذه الغاية العظمى وينافحون عن رسل الله ويناصرونهم ولما كانت هذه الوظيفة أعظم وظائف البشر كان لزاما أن لايتجند لها إلا خيرة البشر ولذلك كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل هذه الأمة على الاطلاق كما في حديث (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم). وكان أفضل وظيفة لمن بعد الرسل هي الجندية الإسلامية للدفاع عن الدين والنفس والعرض والبلاد. وفي حديث ابن مسعود رضى الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله تعالى ¿ قال: الصلاة على وقتها قلت ثم أي ¿ قال بر الوالدين قلت: ثم أي ¿ قال الجهاد في سبيل الله”. والجندية والجهاد وجهان لشيء واحد وهو أمر واضح فإن كل أعمال الجندي المسلم جهاد فالجهاد أوسع من أن يفهم منه القتال فحسب بل هو بكل أنواعه منها: 1 – جهاد الكفار والمحاربين ويكون باليد والمال واللسان والقلب لقوله “جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم”. 2 – جهاد الفساق. 3 – جهاد الشيطان ويكون بدفع ما يأتي به من الشبهات وترك ما يزينه من الشهوات. 4 – جهاد النفس بإطاعة أوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. والجندي المسلم يعلم أن الله يؤيده وينصره بجنوده لا يأبه بالعدو مهما كان يمتلك من قوة بل يكون قلبه مطمئنا بنصر الله تعالى. ومن ثم يكون الجندي مقداما لا يخاف من الموت في سبيل الله لأنه يعلم ما أعده الله تبارك وتعالى في الأخرة من الآجر والثواب وأعلى الدرجات في الفردوس الأعلى. لذلك المسلمون الأوائل كان النصر حليفا لهم دائما لأنهم كانوا على يقين بالله تعالى ولا يخافون من الموت وكانوا يقاتلون بكل شجاعة لأنهم يعرفون فضل أن يكونوا مدافعين عن دين الله تبارك وتعالى وعن بلادهم وأهلهم وأعراضهم وأنفسهم. وفي النهاية نقول: إن الجندية لها فضل وشرف كبير لأنهم وهبوا أنفسهم للدفاع عن الدين والنفس والمال والعرض والبلاد, وقال صلى الله عليه وسلم (عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرص في سبيل الله. *عضو البعثة الأزهرية