الرئيسية - محليات - السياحة في إب تعاني ركودا وتراجعا غير مسبوق
السياحة في إب تعاني ركودا وتراجعا غير مسبوق
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

مناطق الجذب السياحي تعاني نقصاٍ كبيراٍ في خدمات البنى التحتية

* تعاني السياحة في محافظة إب وفي بقية محافظات ومناطق الجمهورية ركوداٍ سياحياٍ كبيراٍ نتيجة جملة من العوامل التي أثرت في ذلك لعل أهمها عدم استقرار الوضع الأمني والسياسي والاقتصادي للبلد منذ بداية الأزمة السياسية في العام 2011م وحتى الآن والذي نتج عنه عزوف السياح والزائرين عن الوصول الى اليمن بما في ذلك السياحة الخليجية التي كانت تتوافد لزيارتها بالآلاف وللاطلاع عن كثب على واقع السياحة وما آلت إليه الأنشطة السياحية والاستثمارية التقينا بمدير عام مكتب السياحة بمحافظة إب الدكتور أمين جزيلان الذي استعرض جملة من الهموم وعرج على الكثير من المرتكزات التي يمكن من خلالها إنعاش السياحة والحفاظ على ما تبقى من مقوماتها وأنشطتها وخرجنا بالحصيلة التالية:

* كيف تقيمون واقع السياحة في محافظة إب¿ – واقع السياحة في إب يعاني ركوداٍ وتراجعاٍ غير مسبوق وهذا يؤلمنا كثيراٍ خصوصاٍ أن هذه المحافظة سياحية بامتياز وتمتلك العديد من مناطق الجذب السياحي والتاريخي التي تؤهلها لأن تكون عاصمة للسياحة اليمنية والعربية بشهادة العديد ممن زاروها من الوفود والسياح سواءٍ كانوا من اليمن أو عرباٍ أو أجانب وكذا خبراء منظمة السياحة العالمية فجميعهم عبروا عن انطباعاتهم عنها بشيء من الدهشة وقالوا إنها تمثل منطقة جذب سياحي مغر وأنها تمتلك بيئة سياحية فريدة على مستوى الشرق الأوسط لأنها تمتلك العديد من المحميات الطبيعية والمناطق السياحية والأثرية والتاريخية مثل منطقة ظفار ومدينة جبلة وحصن حب وقلعة سمارة وجبل التعكر وغيرها من المناطق كوادي الدور ووادي عنة الذي تم إعلانها رسمياٍ محمية طبيعية بالإضافة الى كثير من المحميات الأخرى مثل غابة وادي ذي هرم –بمنطقة الشعر- وجبل العود الذي يمثل محمية طبيعية وتاريخية وهناك دراسات حول توفر العديد من النباتات النادرة فيه كذلك منطقة جبل الظلم ووادي العرش ووادي بنا بمديرية السدة وغيرها الكثير والكثير من المناطق لكن مع ذلك كله فالوضع السياحي وأعداد السياح والزائرين في تناقص مستمر فلو قارنا الإحصائيات السياحية للثلاثة الأعوام الماضية والأعوام التي قبلها ستجد أن عدد السياح قد تناقص بشكل كبير جداٍ حيث كان يصل عدد السياح الى حوالي (30.000) سائح عربي في العام الواحد. بينما لم يتجاوز عدد السياح للمحافظة للنصف الأول من العام 2014م ألف سائح عربي فقد بلغ عدد السياح والواصلين الى المحافظة من السياح في الداخل والخارج من الأجانب والعرب للفترة من يناير وحتى يونيو2014م( 28764 )سائحاٍ وزائراٍ منهم ( 27539 )زوار من داخل البلد و( 838 )سائحا عربيا و(387 )سائحا أجنبيا وهذا كله بسبب ما تمر به البلاد من ظروف سياسية واقتصادية وأمنية لم تؤثر على واقع السياحة فحسب بل تراجعت عملية التنمية بشكل عام لكن محافظة إب قد تأثرت بشكل رئيسي وكبير لأنها تعتمد بدرجة رئيسية على القطاع السياحي والموارد السياحية باعتبارها إحدى الموارد الاقتصادية للمحافظة وأثر ذلك العزوف السياحي وتراجعه على ركود حقيقي للخدمات ونسبة التشغيل فيها كالمنشآت الفندقية والخدمات الإيوائية وغير ذلك . تراجع كبير * شهدت المحافظة نشاطاٍ ترويجياٍ وسياحياٍ ملحوظاٍ فيما سبق خصوصاٍ وقت إقامة المهرجانات السياحية كيف تقيمون ذلك ¿ وهل ترون أن وتيرة النشاط السياحي والترويجي لا زال مستمراٍ للحفاظ على ما تبقى¿ – الترويج السياحي يقع على عاتق وزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي بدرجة رئيسية وإب قد حظيت بالكثير من تلك البرامج سواءٍ في مجلس الترويج السياحي أو على مستوى الوزارة أو على مستوى السلطة المحلية ومكتب السياحة بالمحافظة فقد قمنا بوضع العديد من البرامج الترويجية والسياحية وإقامة المهرجانات للارتقاء بهذه الخدمات والاستمرار في الجذب السياحي والاستثماري للمحافظة لكن ذلك لم يستمر . ونظراٍ لعدم توفر الخدمات السياحية النوعية في محافظة إب فقد مثلت إب محطة مرور للسياح فقط أي لم تمثل بيئة حاضنة للسائح والزائر لأنها بحاجة الى توفير مزيد من الخدمات التي يتطلبها الجانب السياحي بالصورة المطلوبة رغم أن المحافظة قد شهدت نشاطاٍ وتطوراٍ ملحوظاٍ في القطاع السياحي والاستثماري وتوفرت لدينا العديد من الخدمات السياحية والفندقية والإيوائية وخدمات الطعام والشراب وعموماٍ فالسياحة في اليمن عموما وإب على وجه التحديد قد تراجعت كثيراٍ نتيجة الوضع الأمني والاقتصادي والسياسي الذي تشهده البلد كما سبق ذكره. نقص في الخدمات * هل ترون أن ما تحقق من الخدمات السياحية والإيوائية كافياٍ لتقديم الخدمات المطلوبة والتي تليق بالمحافظة السياحية ¿ – حقيقة ورغم توفر عدداٍ من الخدمات الإيوائية وخدمات الطعام والشراب إلا أنها لا تعد كافية ولا زال هناك نقص حاد في خدمات البنى التحتية وعلى وجه الخصوص في عدد من مناطق الجذب السياحي كالخدمات المكملة من طرقات وحدائق وفنادق التي نحتاجها في عدد من المناطق مثل وادي عنة وحصن حب وشلال وادي بنا ومتحف ظفار وغيرها الكثير والكثير من المناطق وإلا ما الذي سنقدمه للسائح والزائر حين وصوله الى هذه المناطق ونحن في مثل هذا الوضع . نشاط تجاري * ما أبرز ما تحقق للمحافظة من خدمات سياحية وإيوائية¿ – أولاٍ يمكن القول إن المحافظة قد عملت بوتيرة عالية لتحقيق الخدمات السياحية والترويج لجلب الاستثمارات السياحية خصوصا عند إطلاق أول مبادرة على مستوى الجمهورية في إقامة المهرجانات السياحية وكان لأبنائها السبق في إقامة مثل هذا النشاط السياحي والترويجي المتميز والهادف الى الترويج وتحقيق الخدمات السياحية التي ينشدها أبناء المحافظة وكان أول مهرجان في محافظة إب في العام 2003م وقد حقق العديد من الأهداف كان منها دخول وجذب الاستثمار السياحي العربي وكان أول مشروع من ذلك في المحافظة يتمثل بمشروع منتجع إب السياحي الذي نفذته الشركة العربية للتنمية السياحية المحدودة وقد استكمل العمل فيه بصورة نهائية إلا أنه لم يتم تشغيله الى الآن وهناك العديد من العراقيل الواضحة في عرقلة الشركة المنفذة والتي لم يتم تسليمها عقد الإيجار كما هو المبرم في العقد المتفق مع السلطة المحلية وعموماٍ يمثل هذا المشروع مركزاٍ ومنارة للتنمية السياحية في إب وفي الجمهورية بشكل عام لما يتوافر فيه من الخدمات السياحية والإيوائية والترفيهية كالشاليهات والفلل النوعية وفندق يرقى الى خمسة نجوم بالإضافة الى أماكن التسوق والحدائق والمسابح والقاعات وكافة الخدمات السياحية الا أن السلطة المحلية الى الآن لم تبت في استكمال إجراء العقد مع الشركة المنفذة وتشغيل هذا المشروع وهنا ندع الأخ المحافظ القاضي يحيى محمد الإرياني الى النظر في هذا الموضوع وحل هذه الإشكالية بين السلطة المحلية والشركة المنفذة وتسليمهم العقد وفقاٍ لتوجيهات فخامة الأخ الرئيس والعمل على استكمال إجراءات تشغيل هذا المشروع الخدمي والحيوي الذي يعتبر أول مشروع استثماري عربي في المحافظة وكان هذا ما ذكرته على سبيل المثال وليس على سبيل الحصر فقد توفرت العديد من الخدمات الفندقية والإيوائية كاستثمار محلي بصوره جيده ومشجعه لكن إب لا زالت بحاجة الى المزيد من الخدمات خصوصا خدمات البنية التحتية.. غياب الدعم * كيف تقيمون دور السلطة المحلية في خدمة السياحة بالمحافظة¿ – دور السلطة المحلية كان جاداٍ في إظهار المعالم السياحية والأثرية والتاريخية والترويج لها ودعمها في فترات سابقة أما مؤخراٍ وللأسف الشديد فالكل يتحدث عن السياحة والعاصمة السياحية لكنهم لا يقدمون شيئاٍ في خدمة ذلك ومكتب السياحة بالمحافظة لا يلمس أي دعم حقيقي أو فعال لتأهيل المحافظة وتنفيذ خطط السياحة والترويج السياحي لها ونحن نعاني الكثير والكثير لكن مع هذا فإنا نتطلع أن نعمل في إطار التخطيط الاستراتيجي السياحي لهذه المحافظة بإشراف قيادة السلطة المحلية وألا يترك الحبل على الغارب فالمحافظة يتهددها الكثير من المعوقات والمخاطر التي ستقضي على البيئة السياحية والاستثمارية بشكل عام لأننا نلاحظ أن الزحف العمراني والعشوائي يلتهم ما تبقى من الرقعة الزراعية والمساحات الخضراء دون مراعاة لجانب البيئة الزراعية وتدميرها بشكل علني وواضح وهذا يعد تدميراٍ ممنهجاٍ للبيئة الطبيعية ونحن نأسف لذلك ولم نستطع أن نعمل شيئاٍ حيال ذلك لأن العديد من الجهات المختصة في هذا الجانب هي من تسهل مثل هذا العمل . خطة استثمارية * ماذا عن الخطط التي تقدمونها هل هناك أي شراكة مع السلطة المحلية أو الجهات ذات العلاقة خصوصاٍ بالتنفيذ ¿ – نحن في كل عام نعد خطة على مستوى المكتب وهي خاصة بخطتنا وأنشطتنا بالمكتب وهذه لا شراكه لأحد فيها ولا تلقى أي تمويل أو دعم أو اهتمام لكن لدينا خطة أخرى نقدمها للسلطة المحلية في إطار الخطة الاستثمارية وقد كنا استبشرنا خيراٍ عندما قدمنا خطة استراتيجية للبرنامج الاستثماري للسلطة المحلية وشملت تلك الخطة إقامة أكثر من (21) مشروعا سياحيا وللأسف الشديد لم ينفذ منها إلا حوالي (3%) ونفذ منها استراحة في وادي عنة واستراحة أخرى بوادي السبرة وفي جبل العود ولا زال العديد من البرنامج لم ينفذ وكان يفترض على وزارة السياحة أن تقدم لنا ضمن هذه الخطة ثلاثة مشاريع سياحية لكنها واجهتنا صعوبات عند تسليم موقع سمارة إحدى تلك المشاريع التي أقامها مجلس الترويج السياحي ولا زلنا نعاني من مشكلة ملكية الأرض فاضطرت وزارة السياحة الى تسليم المشروع للسلطة المحلية ولا زالت المشاكل مستمرة مع ملاك الأراضي وكذلك لا توجد أي مخصصات خاصة بهذا المشروع حتى راتب الحارس. صعوبات عديدة * وماذا عن الصعوبات الأخرى التي تواجه قطاع السياحة في المحافظة ¿ – هناك عدد من الصعوبات التي يواجهها مكتب السياحة في المحافظة فنحن بحاجة الى توفير عدد من المتطلبات كوسيلة نقل ومكتب يليق بالسياحة وبمحافظة إب التي نتغنى بأنها العاصمة السياحية بينما تفتقر الى أبسط الأشياء – كالاعتمادات المالية التي تساعدنا على تقديم أو تنفيذ أي برامج خاصة بنا فنحن نقع في المكتب بين المطرقة والسندان والاتكالية فنحن حين نطالب السلطة المحلية بأي دعم أو مساهمة في تنشيط أعمال المكتب وتنفيذ خططه يردوا الأمر أنه على وزارة السياحة وكذا الوزارة تخذلنا وتوكل الأمر على السلطة المحلية وهكذا . وما نتمناه سواء من وزارة السياحة أو السلطة المحلية أن تسهم بجدية في دعم قطاع السياحة في المحافظة لأنه قطاع واعد بالنمو والتنمية ويحقق موارد اقتصادية نافعة خصوصاٍ في ضل التوجهات نحو نظام الأقاليم وهذا يتطلب تنمية وفق خطط استراتيجية دقيقة . أضف الى ما سبق أن من أهم الصعوبات عدم وجود خطة استراتيجية للنهوض بالمستوى السياحي وغياب التخطيط العمراني والسياحي الذي يحافظ على المساحات الخضراء والنمط السياحي والعمراني الذي يضفي جمالاٍ ربانياٍ للمحافظة كذلك نعاني عدم وجود طرقات صالحة لعدد من أماكن الجذب السياحي وعدم صلاحيته أكثر الطرق حتى داخل المحافظة حيث الحفر في كل مكان بالإضافة الى العشوائية في الأسواق والمصانع والمناشير والمناييس وأماكن الزيوت والبناشر المنتشرة في كل أرجاء المكان التي تلوث البيئة وتثير الضوضاء والازدحام المروري كذلك وجود العديد من التشوهات في الأسواق والصنادق والبسطات العشوائية . كما أن هناك مشكلة رئيسية تتمثل بالكارثة البيئية التي يسببها مقلب السحول الذي يفتقر الى أبسط الشروط والمعايير الصحية والبيئية بالإضافة الى مشكلة محطة الصرف الصحي وما تسببه من كارثة بيئية حقيقة وما تسببه من تلوث وكارثة صحية حيث تغذي العديد من المناطق واستخدامها للري خصوصاٍ في وادي ميتم . واخيراٍ من المشكلات عدم وجود خدمات مكملة كالحدائق والمتنفسات الترفيهية وعدم وجود متحف محلي أو إقليمي للاحتفاظ بكنوز المحافظة التي أسهمت في الحضارة اليمنية وقامت على أرضها دويلات وحضارات وممالك عدة كالدولة الحميرية والصليحية وغيرها . وربما استطيع القول أن العديد من الأسباب التي ذكرتها آنفاٍ والصعوبات التي تواجهنا قد أثرت في تراجع العديد من الشركات السياحية والاستثمارية وألغت برامجها السياحية والاستثمارية في اليمن وفي إب على وجه التحديد .