الرئيسية - محليات - آثار الجوف تتعرض للاندثار.. وغياب الدولة ينشط العصابات
آثار الجوف تتعرض للاندثار.. وغياب الدولة ينشط العصابات
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

* تزخر محافظة الجوف بالعديد من المعالم التاريخية الضاربة أطنابها أعماق التاريخ والشاهدة على عظمة “مملكة معين” التي تأسست عام 1300 قبل الميلاد. ومع أنها كذلك – أي محافظة الجوف – إلا أنها تواجه كارثة خطيرة وقد تعصف معها بتاريخ أمة نتيجة ما تتعرض له من استيلاء على الأراضي والتنقيب العشوائي والسرقة والتهريب للآثار في غياب واضح وصريح للجهات المعنية الذي لم تولö هذا الجانب أي اهتمام. ولتسليط الضوء أكثر “الثورة” التقت عددا من المسؤولين بمحافظة الجوف الذين بدورهم تحدثوا عن واقع الآثار بالمحافظة .. وهاكم الحصيلة:

* لتكن البداية مع الأخ محمد سالم بن عبود الشريف محافظ الجوف حيث قال: شهدت المحافظة خلال الفترة الماضية العديد من حالات التعدي على الأراضي والمواقع الأثرية ومنذ أن تم تعييني محافظا للجوف ونحن نبذل جهودا كبيرة للحفاظ على الآثار من الاعتداءات والتنقيب العشوائي والنهب والتهريب حيث قمنا بوضع خطه يتم من خلالها نصب الأسوار والحواجز على المواقع الأثرية والحفاظ عليها من عبث العابثين. وأضاف: يكمن السبب الرئيسي في استمرار الانتهاكات التي تحدث في العديد من المواقع الأثرية إلى الأوضاع الأمنية المضطربة التي تمر بها البلاد عامة والجوف خاصة بالرغم من الدور الذي قمنا به من أجل استتباب الأمن بالمحافظة ونتيجة الغياب الأمني لم نستطع الجزم بمدى تعاون الجهات المعنية خاصة وأن تعاونها في الوقت الحالي لا يرتقي إلى الشكل المطلوب من أجل الارتقاء بالجانب السياحي والحفاظ على الآثار. واختتم الشريف حديثه قائلا: محافظة الجوف ان وجدت قليلا من الاهتمام من قبل الدولة وذلك من خلال إرسال فرق البحث والتنقيب عن أثارها فضلا عن فرق البحث عن ما هو قائم من ترميم هذه الآثار إضافة إلى ما تحظى به المحافظة من ثروات زراعية ونفطية ومعدنية فستستطيع المحافظة من خلالها أن تنهض بأعبائها. تتعرض للتخريب والسرقة * من جانبه تحدث صالح أحمد السنتيل مدير عام مكتب الآثار بالجوف قائلا: تتعرض العديد من المواقع الأثرية بالمحافظة للنهب والسرقة من قبل عصابات تعمل على تهريب الآثار بالإضافة إلى الاستيلاء على أراض ومواقع أثرية من قبل بعض المواطنين وكأنها ممتلكات خاصة وأيضا قيامهم بإخراج القطع الأثرية من المواقع وتهريبها إلى العاصمة صنعاء ومنها إلى دول أخرى عبر المطارات والمنافذ الحدودية بغرض بيعها لكسب مبالغ كبيرة من المال. مضيفا: لم تعد ظاهرة السرقة والتهريب والحفر العشوائي وحدها الهم الشاغل الذي يؤرقنا بل هناك ما يزيد من الطين بلة وهو تحول معالم أثرية إلى مواقع للحرب منها مدينة براقش التاريخية التي تتعرض للتخريب والدمار من قبل مجموعة مسلحة مستخدمة المعدات الثقيلة كالبلدوزرات والجرافات لحفر الخنادق والمتارس في غياب واضح وصريح من الجهات المعنية والأمنية. واختتم بالقول: بدورنا قمنا برفع التقارير الخاصة بواقع الآثار بالمحافظة وما تتعرض له من انتهاكات قد تعصف بتاريخ أمة إلا أنه وحتى اللحظة لا يوجد أي رد بالرغم من محاولاتي المتكررة للالتقاء بالأخ وزير الثقافة بمكتبه بصنعاء إلا أن محاولاتي باءت بالفشل. خاوية على عروشها * أما الأخ علي محمد كزمان مدير عام مكتب السياحة بمحافظة الجوف فيقول: الكثير من المواقع التاريخية والأثرية في محافظة الجوف كانت ولازالت تعاني من الإهمال والنهب وهناك الكثير من عواصم الدولة المعينية ومراكزها المهمة التي اشتهرت بقصورها ومعابدها وأسوارها وأبراجها العالية وتحصيناتها المنيعة أصبحت خالية على عروشها حيث تعرضت معظم آثارها ونقوشها وأحجارها للنهب والسلب ومازالت هناك أجزاء من تلك المعالم باقية حتى وقتنا الحاضر وتشهد على حالة الثراء والازدهار الذي بلغته تلك المدن في العهد القديم. وأردف: للأسف الشديد أنه لا تزال حتى الآن الأيادي العابثة تنقب وتسرق وتهرب الكنوز التاريخية التي تزخر بها الجوف على مرمى ومسمع الجهات المعنية التي لا تحرك ساكنا للقضاء على هذه الظاهرة كما نطالب جهات الاختصاص بسرعة تسوير المواقع الأثرية وتعيين حراس لحمايتها من أعمال الحفر والنهب الذي تتعرض له بشكل مستمر. واستطرد: يا أخي الوضع الأمني في الجوف أصبح في إجازة مفتوحة بالإضافة إلى الأعمال الإرهابية والاختطافات التي تشهدها بعض المحافظات وكذا المواجهات المسلحة بالمحافظة وغيرها من الأسباب التي أدت إلى جعل مستوى السياحة في الجوف مشلولا. واختتم كزمان بالقول: أتمنى من الجهات المختصة الاهتمام بهذا الجانب والسير بعجلة الاستثمار والاستفادة من المميزات الكثيرة والمغرية التي توفرها المحافظة للمستثمرين.