الرئيسية - الدين والحياة - حرمة التعدي على المنشآت العامة
حرمة التعدي على المنشآت العامة
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

اهتمت الشريعة الإسلامية بكل وكافة الشرائع السماوية ودعت إلى المحافظة على المال العام والمنشآت العامة من التخريب والتدمير – لأن حياة الناس لا تستقيم ولا تنتظيم بدون المحافظة عليها, ومع اهتمام القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة بوجوب المحافظة على المال العام وعدم التعرض للمنشآت العامة من محطات كهربائية وأنابيب النفط وغيرها من المصالح العامة التي تقوم عليها حياة الناس – إلا أننا بين فترة وأخرى نرى من يعتدي على المال العام والمؤسسات العامة في اعتقاد البعض منهم بأن هذا المال لا صاحب له فخذ منه ما تشاء وفي أي وقت تشاء وبأي طريقة كانت ونرى بعضا من الناس يعتدي على الممتلكات العامة فيقوم بتفجير شبكات الكهرباء وخطوط أنابيب النفط وتدمير شبكات وخطوط الاتصالات ونرى البعض يقوم بسرقة التيار الكهربائي وخطوط الهاتف بحجة أن الدولة ما أعطته حقه ونرى البعض يقوم بتوقيف عداد الكهرباء والمياه من أجل سرقة أموال الدولة والبعض الآخر يسخر المال العام والمؤسسات العامة لأغراضه الشخصية. وترجع تلك الاعتداءات على المؤسسات العامة بالتفجير والتدمير والتخريب إلى أحد هذه العوامل: 1- عدم الوسطية والاعتدال في فهم الدين الإسلامي 2- سوء الخلق وانعدام المروءة 3- ضعف روح الأخوة الإسلامية 4- عدم مراقبة الله تعالى والخوف منه فالاعتداء على هذه المنشآت بأي شكل من الأشكال من أخطر القضايا التي تهدد الأمن الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للوطن. وهذا التخريب والتفجير والإفساد في الأرض قال تعالى “إن الله لا يصلح عمل المفسدين” سورة يونس” وهذه الأعمال الإجرامية فيها ظلم العامة أفراد المجتمع “والله لا يحب الظالمين” فمعاناة مريض الكلى جراء انقطاع التيار الكهربائي لا تخفى على أحد وكذلك مريض الكبد والأطفال الرضع في الحاضنات معاناتهم وصراخهم جراء انقطاع التيار الكهربائي ليست خافية على أحد من الناس ثم معاناة طالب العلم وصاحب العمل كالمتجر والمصنع والشيخ الكبير والمرأة العجوز جراء الظلام الحالك – وربما لأيام لا تخفى على أحد, ثم حوادث السير التي قد تقع بسبب انقطاع التيار الكهربائي, ثم إن المستهدف بتلك الأعمال التفجيرية هو الوطن وأمنه واستقراره ونعمة الأمن على النفس والأهل والوالد والمال والعرض, من أجل نعم الله علينا بعد توحيده فالأمن مطلب كل أمة وغاية كل دولة, فلذلك كانت أول دعوة لنبينا الخليل إبراهيم عليه السلام عندما قال “رب اجعل هذا بلدا آمنا وأرزق أهله من الثمرات” فانظر كيف قدم خليل الرحمن نعمة الأمن على الطعام والشراب, لأن نعمة الأمن لا يستغني عنها فرد في المجتمع. وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه عبدالله بن محصن الأنصاري “من أصبح مثلكم آمنا في سربه معافى بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها” أخرجه بن ماجة والترميذي بسند صحيح. وقد تضمن هذه الأعمال الإجرامية من إزهاق للأرواح – وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم “كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه” وأخيرا يجب تضافر الجهود الرسمية والشعبية وجميع مؤسسات الدولة في محاربة هذه الأعمال الإجرامية التي تؤثر بالسلب على حياة الناس وأمنهم. هدانا الله وإياكم سواء السبيل * عضو بعثة الأزهر باليمن