الرئيسية - عربي ودولي - المشهد الليبي المعقد
المشهد الليبي المعقد
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

تشهد ليبيا حاليا صراعا غربيا بهدف استكمال السيطرة على إمكانياتها ومقدراتها وثرواتها من خلال الصراعات التي تغذيها قوى خارجية ويتزامن الصراع الأجنبي المحموم والذي يجري على قدم وساق في الظرف الراهن مع الذكرى الخامسة والثمانين لإعدام معلم القرآن المجاهد عمر المختار في شهر سبتمبر عام 1931م من قبل الحكومة الفاشية الايطالية آنذاك. وكان ينبغي على القوى السياسية داخل ليبيا أكانت إسلامية أو يسارية أو ليبرالية أن تستشعر أهمية الدور التاريخي الذي اضطلع به ذلك المجاهد في مقارعة وقتال القوى الاستعمارية بكافة أشكالها وأنواعها وألا يكون ذلك الاستذكار مجرد حالة استعراضية مفرغة من القيم والمعاني العظيمة التي دافع عنها المجاهد عمر المختار كما كان يتعاطى معه ومع سيرته النظام السابق الذي لم يسلم حتى قبره من الأذى. ودشنت الذكرى التاريخية لاستشهاده خلال الأيام الماضية تزامنا مع عقد اجتماع أو لقاء لوزراء الدفاع الدول الاتحاد الأوروبي بمدينة ميلانو الايطالية وذلك لتدارس سبل وإمكانية رفع مستوى التدخل الخارجي في ليبيا من أجل إبقاء مصالحها وإنهاك ذلك الشعب والزج به في صراعات داخلية من خلال المليشيات والمجاميع المسلحة التي لمعظمها ارتباطات خارجية لا تخرج عن نطاق التحالف الثلاثي المهيمن على المشهد السياسي الليبي والمتمثل بايطاليا وفرنسا وبريطانيا حيث دعت حكومة لندن في وقت سابق إلى ضرورة التحرك الدولي لإنقاذ ليبيا وذلك مع دعوات مماثلة من جانب باريس وروما. وكأن العالم لا يعي ولا يدرك بأن الدول المشار إليها من يغذي الصراعات ويزعزع أمن واستقرار ليبيا ويوجد المليشيات لكي يستمر في سيطرته والاستحواذ على ثروات ذلك البلد ثم ذر الرماد على العيون وإبلاغ المجتمع الدولي بذرائع واهية مفادها ضرورة التدخل الدولي. وهو ما يجب استفسارا مفاده كيف يمكن أن تكون طبيعة ذلك التدخل الدولي والحالة القائمة أصلا تحت هيمنة وسيطرة التدخل الأوروبي والأجنبي¿ إن ما يقال في هذا الشأن ليس إلا عبثا لتغطية ما يقوم به التحالف الأوروبي من هدر لإمكانيات وثروات ذلك البلد حتى بلغ الشطط السياسي بإيطاليا إلى درجة الادعاء بأن ليبيا أنما هي من املاك الامبراطورية الرومانية تحت ذلك الشعار المزيف تم إعدام المجاهد عمر المختار وظلت الفاشية الايطالية تلاحق تاريخ ذلك المجاهد لتصفيته من الأراضي والبلد إلى درجة أنها وجهت النظام السابق بنبش قبره بذريعة عمل مزار له وكأنه ليس مجاهدا عظيما دخل التاريخ من أوسع أبوابه وما ذلك الفعل إلا تلبية لرغبة القوى الحاقدة التي لا تزال حتى اللحظة الراهنة وصية ومهيمنة على ذلك البلد العربي. وهو ما يتطلب على القوى الوطنية داخل ساحة العمل السياسي الليبي أن تستذكر العظات والعبر والدور الذي قام به ذلك المجاهد من أجل تحرير ليبيا ودحر المستعمر الأجنبي وما تعرض له من ظلم من قبل ذلك المستعمر كما كان ينبغي على تلك القوى بالنظر لما تشهده ليبيا من صراعات داخلية وتدخلات خارجية وما نجم عن ذلك من اختلالات أمنية وتدهور في الأوضاع الاقتصادية أن تجعل من ذكرى استشهاد عمر المختار قوة دفع أساسية لاستنهاض سيرته الوطنية المشرفة من خلال العمل بها من ناحية ثم إدانة واستنكار التدخلات الخارجية بكافة أشكالها وأنواعها لأن تلك التدخلات لا تخدم إلا الأجندة الدولية ولا تضر إلا بمصالح الشعب وكأن ذكرى استشهاد عمر المختار الشهيد الحي تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأنه الشاهد العيان الوحيد على عصر ذلك البلد العربي المضطرب. فهل من عمر مختار جديد لإنقاذ ليبيا من أزمتها الراهنة استفسار مشروع يطرح على كل تلك القوى الوطنية بالنظر لما يشهده البلد من صراعات مؤسفة توجب حشد الطاقات المخلصة وكل الجهود الخيرة لإنهاء النزاعات القائمة والنأي بليبيا عن التدخلات الخارجية والصراعات الداخلية.