الرئيسية - عربي ودولي - مؤتمر باريس لدعم العراق وتضييق الخناق على تنظيم داعش الإرهابي
مؤتمر باريس لدعم العراق وتضييق الخناق على تنظيم داعش الإرهابي
الساعة 03:00 صباحاً الثورة نت../

يلتئم اليوم في العاصمة الفرنسية باريس الاجتماع الدولي الخاص بحشد المزيد من الدعم للحرب ضد تنظيم داعش الإرهابيالذي بات خطره يتجاوز مداه الإقليمي في الشام والعراق مع احتمال امتداده إلى دول الجوار ونظرا للخطر الذي شكله هذا التنظيم يلاحظ انضمام مصر اكبر دولة عربية إلى التحالف الدولي الذي دعا إلى إنشائه دول الغرب وكذا انضمام الخليج وتركيا التي انضمت على حين غرة في هذا التحالف ويأتي هذا المؤتمر الذي يعقد تحت شعار “السلام والأمن في العراق”. قبيل اجتماع مجلس الأمن برئاسة باراك أوباما ومشاركة غالبية رؤساء الدول الأعضاء فيه في الـ25من سبتمبر الحالي الذي سيخصص للعراق وللإرهاب واستكمال لما حصل على هامش اجتماعات حلف شمال الأطلسي “الناتو” في نيوبورت “مقاطعة ويلز البريطانية” وخصوصا لاجتماع جدة الذي ضم وزراء خارجية عشر دول إقليمية” 9 دول عربية وتركيا” مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري.. وفيما عينت الولايات المتحدة الأميركية قائداٍ للتحالف الدولي دعا نواب ومراقبون إلى تطبيق مقررات المؤتمر على ارض الواقع وان لا تكون حبرا على ورق … ويهدف مؤتمر باريس الذي يفتتحه الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ونظيرة العراقي فؤاد معصوم بمشاركة 30 دولة بينها الدول الخمس دائمة العضوية والأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي فضلا عن السعودية والإمارات وقطر والكويت ومصر والأردن ولبنان وتركيا إلى إيجاد حل سياسي ودبلوماسي وإنساني إلى جانب الرد العسكري للتصدي لتنظيم داعش وإتاحة الفرصة لكل طرف مزيدا من الدقة في تحديد ما يمكنه أو يريد فعله لمواجهة تلك الموجة الإرهابية الجديدة.. وأفاد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال “نريد تلاقي الأهداف وتكامل المبادرات” العسكرية والإنسانية والمالية مؤكدا إعلان قرارات ووضع خطة عمل.. وتسعى فرنسا التي زودت المقاتلين الأكراد بالأسلحة لمواجهة تنظيم ” داعش” وترسل مساعدة إنسانية إلى اللاجئين المسيحيين والايزيديين في شمال البلاد بعودة ملفتة إلى العراق مجدداٍ. ويرى محللون سياسيون أن فرنسا استطاعت من خلال الدعوة إلى مؤتمر دولي تحت شعار“السلام والأمن في العراق” سحب البساط الدبلوماسي إليها وساهمت زيارة الرئيس فرانسوا هولاند إلى بغداد وأربيل في هذا الشأن خاصة انه أول رئيس دولة يقوم بهذه البادرة منذ أن وضع “داعش” يده على نحو ثلث العراق.. وبينما يبدو أن الدعم الفرنسي يطمئن القلقين في المنطقة وخارجها من تدخل عسكري أميركي بدأ منذ الثامن من أغسطس الماضي بضربات على مواقع تنظيم ” داعش” في العراق ترفض باريس الحديث عن «تنافس» بينها وبين العاصمة الأميركية وتفضل الحديث عن «تكامل» باعتبار أن غاية المؤتمر الأساسية هي «التنسيق» بين الأطراف الداخلية في التحالف الدولي الذي عملت واشنطن على بنائه و«توزيع المهمات» على الأطراف الرئيسة الفاعلة فيه من أجل مزيد من «الفاعلية» وخلافا للولايات المتحدة تبدي فرنسا حرصها على الحصول على شرعية قانونية دولية مع مباركة السلطات العراقية والأمم المتحدة.. وترى مصادر دبلوماسية في باريس أن فرنسا «نجحت في استعادة المبادرة والعودة بقوة إلى واجهة المسرح العراقي رغم ضعف إمكانياتها ومحدودية الأوراق التي تستطيع استخدامها للتأثير على مسار الأحداث» في هذا البلد مقارنة مع الولايات المتحدة الأميركية التي تبقى «اللاعب الرئيس» في ملف الحرب على «داعش.. في حين دعاء محللون سياسيون ” الدول المجتمعة لمحاربة الإرهاب إلى ضرورة تطبيق ما تدعو إليه على ارض الواقع وأن تكون قرارات اجتماعاتها منفذة بأسرع وقت حتى لا تمنح الإرهاب فرصة العبث أكثر بحياة الشعوب. مؤكدين بان “التحرك الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي يجب أن لا يتأخر أكثر حتى لا يحصن التنظيم عناصره ويبعد الأهداف المْراد ضربها عن الطيران الجوي. وينصب الاهتمام على تركيا العضو في الحلف الاطلسي وجارة سوريا والعراق التي تملك قاعدة عسكرية جوية مهمة يمكن للأميركيين أن يشنوا منها هجمات على المتشددين في العراق.. غير أن أنقرة ما زالت ترفض أي مشاركة فاعلة في العمليات المسلحة خوفا على 46 من رعاياها ما زالوا رهائن لدى تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل شمال العراق. كما تستضيف تركيا أكثر من مليون لاجئ سوري على أراضيها.. وعن مشاركة إيران أعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن رغبته في مشاركة طهران في المؤتمر غير أن نظيره الأميركي جون كيري اعترض على ذلك. في حين أعلنت طهران أن “المشاركة في مؤتمر مسرحية وانتقائي لمكافحة الإرهاب في باريس لا تهمنا” على ما صرح نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأضاف “ما يهم إيران هو مكافحة فعلية لا انتقائية للإرهاب ..سنواصل دعمنا القوي للعراق وسوريا في مكافحتهما الإرهاب.. إلى ذلك صرح وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف لصحيفة لو جورنال دو ديمانش الأسبوعية أن 930 فرنسيا أو أجنبيا من المقيمين في فرنسا لهم علاقة بالقتال في سوريا والعراق 930 شخصا من المقيمين في فرنسا لهم علاقة حاليا بالقتال إلى جانب الإسلاميين في العراق وسوريا حسب ما أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف لصحيفة لو جورنال دو ديمانش الأسبوعية.. وأعلن أن “350 موجودون في الميدان من بينهم 60 امرأة. وغادر حوالي 180 سوريا فيما يتجه حوالي 170 إلى المنطقة”. وأضاف “كما أعرب 230 شخصا عن النية في الذهاب. وإضافة للعدد الإجمالي البالغ 930 شخصا فإن 36 قتلوا هناك”. وذكر تقرير برلماني صدر أخيرا في فرنسا علاقة حوالي 950 شخصا بالقتال وزعوا كما يلي: 350 شخصا على الأرض و150 يتجهون للقتال و180 عادوا و220 ينوون الذهاب. وإثر إنشاء منصة التبليغ التي افتتحت في الربيع وهي كناية عن رقم هاتف “ضد الجهاد” فتح للعائلات التي تخشى مغادرة أحد أفرادها أكد كازنوف أنه تم الحؤول دون “مغادرة 70 شخصا على الأقل” من أصل “350 بلاغا كانت 80 منها تتعلق بقصر و150 بنساء..” من جهة أخرى استنكر رئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون قتل محتجز بريطاني لدى تنظيم الدولة الإسلامية واصفا إياه بعمل ينم عن “الشر الخالص”. وقال كاميرون في بيان نشرته رئاسة الوزراء في بريطانيا أن الحكومة ستفعل كل ما في وسعها للقبض على الجناة ومعاقبتهم. وتوعد قائلا “سنفعل كل ما في وسعنا لضبط هؤلاء القتلة وضمان أن يمثلوا أمام العدالة مهما طال الزمن”. وأضاف “هذه جريمة قتل خسيسة ومروعة لموظف إغاثة بريء أنه عمل من أعمال الشر المحض. قلبي مع عائلة ديفيد هاينز الذي أبدى شجاعة وتحمل غير عاديين طوال هذه المحنة”. وجاءت تصريحات كاميرون بعد أن ترأس اجتماعا عاجلا الأحد للجنة الطوارئ “كوبرا” وهى لجنة تدعى للاجتماع وقت الأزمات بمشاركة أجهزة الأمن ووزراء الداخلية والخارجية والدفاع. وقال إن التنظيم يشكل “تهديدا خطيرا” على منطقة الشرق الأوسط بأكملها وأن هزيمته لن تتم سوى بـ “استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب.. وأضاف أن الأمر لم يعد متعلقا بإرسال قوات بريطانية للخارج أنما يتعلق بـ “العمل مع الآخرين لاستئصال شأفة الإرهاب”. ويرى خبراء أمنيون أن”الاستعدادات الدولية لمحاربة داعش في ساعتها الأخيرة” متوقعاٍ “شن ضربة جوية قريبة من قبل التحالف الدولي على معاقل تنظيم داعش الإرهابي في العراق”. وبينوا إن “تعيين قائد للتحالف الدولي مع انتهاء جولة كيري في المنطقة بالإضافة إلى عقد مؤتمر باريس اليوم مؤشرات تدل على وجود ضربة جوية قريبة تنهي تحركات عناصر تنظيم داعش في مناطق شمال وغرب البلاد”. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال في العاشر من أيلول الحالي إنه سيجيز للمرة الأولى شن ضربات جوية في سوريا وشن المزيد من الهجمات في العراق في تصعيد واسع لحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية ضمن خطته الاستراتيجية التي بحثها وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع قادة العراق قبل يوم من ذلك فيما وصل الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في الـ12 من ذات الشهر لبحث موضوع التخلص من التطرف في العراق وسوريا. يذكر إن تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) ظهر للمرة الأولى في (ابريل) 2013م وقدم على انه نتيجة اندماج بين تنظيمي “دولة العراق الإسلامية” التابع لـ “القاعدة” و”جبهة النصرة” السورية إلا أن هذه الأخيرة رفضت الاندماج على الفور ما تسبب في اندلاع معارك بين الطرفين في (يناير) 2014م لا تزال مستمرة بتقطع حتى اليوم.