رئيس نيابة استئناف مأرب يناقش مع وفد حقوقي أوضاع النزلاء والمحتجزين بالسجون
صدور قرار مجلس الوزراء بحظر استخدام العملات الأجنبية بديلاً عن العملة الوطنية في المعاملات التجارية والخدمية
قرعة بطولة دوري أبطال الخليج للأندية تضع تضامن حضرموت في المجموعة الثانية
اجتماع بتعز يناقش إجراءات الرقابة على تخفيض أسعار الأدوية
لملس يؤكد دعم السلطة المحلية بعدن للمشاريع الاستراتيجية في مختلف القطاعات
البنك المركزي يستعرض مع القطاع الخاص الآلية التنفيذية لعملية تغطية الواردات من الخارج
بعكر يبحث يلتقي مدير الإدارة القنصلية بالخارجية السورية تعزيز التعاون القنصلي
رئيس الوزراء يوجه بتخصيص موازنة استثنائية عاجلة لإعادة تشغيل مستشفى 22 مايو
شبكة حقوقية توثق 732 حالة انتهاكا ارتكبتها ميليشيات الحوثي الارهابية خلال شهرين
وزير الزراعة والري يناقش سُبل دعم احتياجات القطاع السمكي في سقطرى

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه والتابعين لهداه إلى يوم أن نلقى الله تعالى أما بعد:
فإن الله تعالى لم يخلق شخصين اثنين يتطابقان مع بعضهما في كل شيء فالاختلاف سنة من سنن الله في خلقه قال تعالى “ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين” فالآخر هو كل من ليس أنت أو من يختلف عنك في الجنس أو اللون أو الاعتقاد أو العادات والتقاليد أو القيم والأفكار ولأن الإنسان مدني بطبعه ولا غنى له عن الآخرين حيث لا يستطيع وحده أن يقوم بقضاء حاجاته ومصالحه كان لا بد أن يقبل الآخر ويتعايش معه.
والمقصود بتقبل الآخر احترامهم وتقدير وتفهم ما لديه من مفاهيم وأفكار وتقاليد وقيم.. الخ
وتقبل الآخر لا يناقض الاحتفاظ بالهوية ولا يعني أبدا الذوبان في الآخر وفقدان الشخصية وإنما القدرة على التواصل والتعايش مع الآخرين حيث لا يستقيم أمر الحياة إلا بذلك.
ونقبل الآخر مشاركة للآخرين في عقولهم والتعرف على ما لديهم فيستطيع أن يحدد سبل التواصل معهم بدلا من التصادم.
ويجب أن تعترف بأن ثقافة تقبل الآخر عملية تربوية بالدرجة الأولى وبالتالي فالمسئول عنها جهات متعددة يمكن الإشارة إليها فيما يلي:
أولا: الأسرة حين نقوم بتربية النشء على احترام الإنسان لمجرد أنه إنسان كرمه الله تعالى وتعلمهم كيف يتعايشون مع الآخرين ويمدون جسور التواصل دون عصبية أو اصطدام.
ثانيا: المؤسسات التربوية والتعليمية عن طريق المناهج التي تدعم ثقافة التعايش والتعارف والسلام وتبادل المصالح والمنافع في إطار أخلاقي سليم مع الاحتفاظ بالهوية وعدم ضياع الذات على حساب الآخرين.
ثالثا: المؤسسات الدعوية حيث إن الإسلام دعا إلى التعارف بين الشعوب والقبائل قال تعالى “يايها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا..”
رابعا: الأحزاب السياسية ينبغي أن تتجرد عن العصبية الحزبية وأن تساهم في نشر ثقافة تقبل الآخر وأن يكون بينها تكامل وتعاون على تحقيق مصلحة البلاد لا تصارع ولا تناحر لأن الأحزاب ليست مقبولة ولا مرفوضة لذاتها وإنما بحسب مضامينها وأهدافها.
إن ثقافة تقبل الآخر وقبول التعددية في إطار الوحدة لها ثمرات طيبة حيث تتسع دائرة المعرفة عند الإنسان ويتم تبادل الخبرات فنستعيد من عند الآخرين من أفكار وتجارب نافعة ويتحرر الإنسان من السلبية والانغلاق والانكفاء على الذات فإذا عرفت الآخر بأنه سيأخذ منك وتأخذ منه فيحدث التعاطف مع الغير فيحقق الوحدة والقوة رغم التعددية والتنوع والاختلاف وبالتالي يتم القضاء على التعقب والصراع البغيض وتنتشر روح التسامح التي دعا إليها الإسلام.
والأدلة الشرعية في القرآن والسنة على قبول الآخر كثيرة منها: قوله تعالى “وجادلهم بالتي هي أحسن” وقوله تعالى “وقولوا للناس حسنا” وقوله تعالى لا إكراه في الدين” وقوله صلى الله عليه وسلم: “الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها” وصلى الله تعالى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا والحمد لله رب العالمين.