الارياني: تشويه القيادي الحوثي الاهنومي لتاريخ اليمن عقيدة ونهج وسلوك للمليشيات الاجرامية اليمن تشارك في اجتماعات مجلس محافظى وكالة الطاقة الذرية محافظ الحديدة يدعو المنظمات إلى تنفيذ مشاريع مستدامة تخدم المواطنين مركز الملك سلمان ينفذ مشروعاً لمعالجة مشكلة نقص المياه في مديرية ذوباب بتعز اختتام ورشة العمل الخاصة بالعنف القائم على الفتيات بعدن اختتام ورشة تدريبية بسيئون حول تقييم وتحديد الاحتياجات وإعداد وكتابة التقارير البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن يواصل برامجه ومبادراته التنموية في مختلف المجالات تأهيل كوادر بمصلحة الجمارك حول الرقابة على السلع الإستراتيجية في قطر شرطة مأرب تعلن منع حركة الدراجات النارية داخل المدينة بصورة نهائية استكمال تجهيزات إصدار البطاقة الذكية في حيران غرب حجة
قرأت أمس خبر مغادرة آخر مسيحي مدينة الموصل العراقية، وقرأت خبرا آخر يفيد بان يهود ريدة في محافظة عمران قد يتعرضون للطرد، بعد سيطرة الحوثيين على عمران، الحاقا بيهود بني سالم الذي تم إجلاؤهم من منطقتهم في صعدة في 2007.
وفيما نفى مسؤول حوثي صحة النبأ الخاص بيهود ريدة ، لكن يكفي ظلما لأولئك اليهود المسالمين عبر الزمن، أنهم يرون ويسمعون طوال الوقت الشعار " اللعنة على اليهود" الذي يجرح كرامتهم الوطنية وحقوقهم الإنسانية، على نحو غير مسبوق في اي أمة وفي أي ثقافة وفي أي وقت مضى في بلادنا..
يلاحظ دائماً بأن التعصب أو العصبية والتشدد وما قد يفضي اليه من الاستبعاد والإقصاء والكراهية تبدأ باستهداف من يفترض أنهم "أباعد" حيث يكون البعيد أو المخالف أو المختلف، هو محط التهكم أو بمثابة الخصم او العدو الذي لا تطاق حقوقه أو يقبل معتقده أو جواره، وأحيانا وجوده المعنوي والمادي..
ولأن التعصب حالة شاملة ومنهج وقيمة عامة مثله مثل التسامح، فهو لا يستثني القريبين أو الأقربين المخالفين او المختلفين نسبيا، بل يطالهم ويأتي عليهم ويشملهم، في أقرب متغير طارئ، ولأدنى خلاف أو اختلاف، ويلاحظ ذلك في أيامنا في اكثر من بلد عربي، حيث صار يضيق عرب ومسلمون ببعضهم كلما تحكم المتطرفون وساد فهمهم وفقههم وتعاظم دورهم، وينتج عن ذلك جلاء لأصحاب مذهب بعينه، وبقاء صاف لآخر في أحياء ومدن ومناطق.. بعض مدن العراق مثالا لذلك...
يعيش المسيحيون في العراق منذ أكثر من ألفي عام بسلام ، كما يعيش اليهود في اليمن منذ حوالي ثلاثة الف عام ... ومثل كل الأقليات في كل الأمم، ربما أنهم لم يشعروا بالرضى التام بشكل دائم مع أغلبية مغايرة، في ما مضى من عصور وحقب، لكنهم تدبروا أمر معيشتهم ولم يتعرضوا لإهانة لكرامتهم الانسانية أو تشريد أوتهديد وجودي لحياتهم على نحو ما يحصل اليوم..
وقد يكون مهما التأكيد هنا بأن لا علاقة لحقيقة الاسلام الذي أمن به الناس وعرفوه وعاشوا في كنفه عبر القرون، لكن مجمل ما يحدث اليوم في دنيا المسلمين وبعض بلدانهم من تعصب ومظالم، هو نوع من توتر تاريخي وتخلف قيمي واضطراب وانحراف في الفهم والممارسة لدين الاسلام، وكل ذاك يضرب الإسلام في الصميم ويشوه صورته ويضر بمكانة المسلمين في العالم على نحو غير مسبوق في التاريخ ...
وغني عن القول : بان حقوق المواطنين بصفة عامة في أكثر بلاد المسلمين ، وخاصة الموطنين العرب لا تزال من بين أسوأ ما يحظى به مواطنو العالم في هذا العصر . ودائما تلقى اللائمة في ذلك على أنظمة الحكم، لكن الملاحظ بان هناك حركات تعارض تلك الأنظمة بقوة وصلابة ، وتقدم نفسها بديلا لتك الأنظمة، غير ان تشدد تلك الحركات بثير الذعر بين السكان ، ابتداء بالأقليات غير المسلمة ولا يستثنى من ذلك عامة المسلمين، الذين ليسوا على ملة تلك الجماعات المتطرفة التي صارت تفرض سيطرة وأجندة على مساحات واسعة من الأرض والبشر في اكثر من بلد عربي، خصوصا في العراق والشام واليمن، وقد تكون في المستقبل قادرة على فرض سياسات وممارسات أقصائية ًعدوانية على نحو أوسع وأشمل وأخطر..
إذا بدا من يفترض أنه اقرب إليك في النسب أو الدين أو الوطن، متسامحا مع "الاباعد"، وقادر على إقامة علاقة مودة وصلات إنسانية مع آخرين لا يجمعهم معه سوى أنهم بشر، فهذا مؤشر ومبشر، أنه لن يقطعك يوما أو يشردك أو يمارس عليك أنواعا من الظلم والجور والإقصاء لو استطاع...!
والمقصود هنا بعلاقات المودة الإنسانية، والصلات العابرة لروابط القربى والوطن والدين، ليس تلك التي تحدث من أدنى لأعلى، أو ما يمكن أن تأخذ شكل تبعية الضعفاء للأقوياء، وإنما تلك التي تكون بين الأقران والجيران، والزملاء في العمل والسكن والوطن وفي كل ميدان، ومنها وربما أهمها ما يكون من الرحمة والمراعاة والمودة والصلة من "أعلى لأدنى" ويشمل ذلك المستضعفين ( الواجب ان لا يكون هناك مستضعفين) من الأقليات في كل تجمع او تنظيم بشري...
وكلما كان المجتمع أكثر رقيا وعافية، سادت فيه علاقات الود والرحمة والإحترام والحقوق العابرة للمذهب والدين والعرق والوطن والثقافة ... والحديث هنا ليس عن قوانين وتشريعات ملزمة على أهميتها بقدر ما أن المقصو هي طريقة حياة ونمط ثقافة وسيادة قيم وممارسات ..
والحقيقية فإن التجهم والعبوس والإقصاء والإزدراء والكراهية لا يقتصر على الفئات المتطرفة الطارئة في بلداننا، لكن عبارة "أجانب" وأجنبي التي تواجه القادم إلى كثير من مطارات العرب تعبر بحلاء عن توحش لا يزال يسود في معاملتتنا لبعضنا ولغيرنا وقد يأخذ التوحش أوجه عدة ...
شاهدت مقطع يوتيوب مسجل من تمثيلية رمضانية عربية يقول فيها ممثل كوميدي لآخر يمثل مواطن عربي مقيم في بلد الممثل الكوميدي : لا ترفع رأسك وأنت من البلد الفلاني...! والحقيقة رايت المقطع في سياق نقد لاذع موجه لذلك الممثل الكوميدي من ناقد إعلامي محترم من بلد الممثل نفسه وهو ما جعلني أتحاشى ذكر البلدين هنا...!
لكن النقد المشار إليه هنا، على إيجابيته، لا يعكس المعاملة السائدة للآخرين ، الأجانب ، هناك بقدر ما يعكس أكثرها، ولا أقول كلها، ما ورد على لسان الممثل المستهتر المالكي ...!
* سفير اليمن لدى الأردن